الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام والمسلمون : نصٌّ واحد ومذاهب شتّى ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 3 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الإسلام والمسلمون : نصٌّ واحد ومذاهب شتّى ..
رغم أن الُعلماء قد زوّدونا بإجابة ، وحسب وجهة نظرهم ، عن الأسبقية لمن ؟؟ للدجاجة أم للبيضة ؟؟!! وقرّروا بأن البيضة سبقت الدجاجة ...!! فإننا ما زِلنا نُدير حواراتنا الفكرية بنفس أسلوب "البيضة أم الدجاجة ؟" ، الذي لا يبحثُ عن إجابة ، بل هو مماحكة من إجل المماحكة .
لا أعتقد ، وكتبتُ ذلك بكل وضوح في مقالي الأسبق والمُعنون ب " المسلمون سبب تخلف الاسلام " ، كتبتُ ما يلي : " وكأن الموضوعة البحثية (العلاقة بين المسلمين والاسلام ) ، موضوعة ميكانيكية وليست جدلية .. فلا فكر أو وعي خارج الإنسان المتفاعل مع بيئته وعالمه المُتغير . فالدين ، ككيان معنوي فرداني ومجتمعي ، لا يُمكن أن يتواجد خارج حياة الأفراد والمُجتمعات بكل تفاعلاتها مع العالم الخارجي الموضوعي . فهو يؤثر على الأفراد والمجتمعات ويتأثر بهما ، بشكل متبادل " .
وحينما عنْوَنتُ مقالتي السابقة ب : "ألمسلمون سبب تخلف الاسلام " ، كانت في ذهني صورة هؤلاء المُسلمين والذين يمتلكون نصّا واحد وموحدا ، إلا أنهم ومع ذلك ،إختلفوا في فهم ، شرح وتأويل النص ، اختلفوا إختلافا كبيرا ، بحيث يُخيلُ للناظر عن بُعد ، بأنهم يمتلكون نصوصا متعارضة ومتناقضة ، بل هم ومذاهبهم أقرب للإعداء ، مما هم "أهل " نص واحد ودين واحد ..
ولنفترض بأن النص يأمر المؤمنين به ، بذبح كل من لا يؤمن بالنص الواحد الموحد ، فلماذا لا يتفقُ كل المؤمنين بالنص الواحد الموحد على هذا ؟؟
إن قولنا بأن النص هو نصٌ دموي ، وفي هذا القول مُجافاة للحقيقة وخيانة للمنهجية العلمية ، فلماذا لا يسير جميع المؤمنين بهذا النص على نفس الطريق ، طريق الذبح وتدمير الحضارة الإنسانية ..؟!
النص واحد وتتعدد القراءات .. فالذي يؤمن بأن الإسلام هو دين سلام ومحبة ، سيجد بأن النص يدعمه ويدعم وجهة نظره (في القرآن المكي ما يكفي لذلك ) ، أما من يؤمن بأن الإسلام هو دين قتل ، سلب ، نهب وإفتضاض بكارات ، فسيجد هو أيضا ما يدعمه ويدعم وجهة نظره هذه ..
النص مرِن ، لذا يجد الكلُ فيه ضالته ..
ثم هل إعفاء المسلمين المُعاصرين (لأنهم من يهُمني في هذه العجالة )، إعفائهم من المسؤولية عن حياتهم ؟ عن حرية خياراتهم ؟ عن تخلفهم وعن جهلهم ؟ وتحميل النص هذه المسؤولية ، فهذا يعني بأن الإنسان ، كل إنسان ، هو مجرد روبوت يُتَحكّمُ به ليس إلّا..
وللتقريب فقط ، هل النص مسؤول عن شعوذة ودجل زغلول النجار مثلا ؟ أليس من المفروض أن يقوم زغلول وأمثاله بالبحث العلمي ، بدلا من ليِّ النصوص لتكون قابلة "لإستيعاب " العلوم الغربية .
النص واحد أيها السادة ، وقراءات الناس (المسلمين )له تختلف بل تتعارض وتتناقض ... فإذا كانت الحالة حالةٌ "ثورية " ، ترى بأن النص قابل لتقبُل فكرة التحرر ، مساواة المرأة وولايتها ، حرية المعتقد والتعددية. وعلى الطرف الأخر ، فإذا كانت الحالة ، حالة ردة رجعية بترو- دولارية ، قائمة على إقتصاد ريعي ، ووفرة من "الدولارات " التي يمتلكها ولي الأمر ويوزعها على المقربين منه ، الذين يدعون له بطول العمر وبتسلطه على رقاب العباد وثروات البلاد ، يأتي النص ليقول " وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم " .
المسلمون هم المسؤولون عن تخلفهم العلمي ، الحضاري والإنساني ، وهم وحدهم المُطالبون بتغيير أوضاعهم ، بوجود نص مقدس أو بعدمه .. هم المسؤولون أولا وأخيرا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طارق متري: هذه هي قصة القرار 1701 بشأن لبنان • فرانس 24


.. حزب المحافظين في المملكة المتحدة يختار زعيما جديدا: هل يكون




.. الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف الأسلحة نحو إسرائيل ويأسف لخيارا


.. ماكرون يؤيد وقف توريد السلاح لإسرائيل.. ونتنياهو يرد -عار عل




.. باسكال مونان : نتنياهو يستفيد من الفترة الضبابية في الولايات