الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة اليوم العالمي للمراة : من خان حبيبته فقد خان القضية

مها الجويني

2015 / 3 / 18
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


تتهاطل علينا أيام 8 مارس الهدايا الرمزية و الأغاني النسوية و القصائد ، و الأشعار بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي تحتفل به القوى التقدمية في وطني كل سنة ، و كل 8 مارس نغني : بين رتا و عيوني البندقية و نشدو بلو الندى دمعة سكيبة و نذكر المناضلة فاطمة البحري ، و نجل جميلة بوحيرد و نتحدث عن مناضلات الحركة النسوية بتونس و ننقد اليمين المتطرف و نعلن عدائنا الفكري و الأيديولوجي للمتطرفين الدينين و لكل أعداء الفكر التقدمي .
و في ظل هذه الاجواء المشحونة بذكر خصال النساء يتبادر إلى ذهني المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل الذي يخلو من كوادر نسائية علما و ان جل احتفالات 8 مارس و شعارتها تصدر عن دار الاتحاد . كما تترائ لي صور قيادات الجبهة الشعبية التي تضم بينها ثلاث نساء من مجموع يفوق العشرات ، زد على ذلك حركة نداء تونس من قال رئيسها الباجي القايد السبسي ذات مرة لاحدى معارضاته : مالها إلا مراة .
في ذكرى 8 مارس ، تعلوا الأصوات هنا و هناك للانتصار للنساء بعد أن كانت طوال السنة تقصي وجودهن أو بالمعنى الصحيح تحصر مساهمتهن في الاعمال الادارية و التنسيق و تحضير للاجتماعات ، اما عن اتخاذ القرار و النقاشات الفعلية و المواقف الرسمية فهي من صنع الرجال فقط .
في 8 مارس يستعد بعض مناضلي اليساري في وطني لأجمل الخطب جامعا بين يديه أجمل القصائد و المخطوطات بعد أن كان قد طلب من أخته ان تعود باكرا إلى البيت ، مؤكدا عليها ان شرف الاسرة فوق كل الاعتبارات . انه هو نفسه من يقسم بشرف أمه ، و يعتذر من رفيقته عن عدم الزواج بها ، لاسباب عائلية ، تلك الحبيبة التي أفنت عمرها و هي ترافقه في الاجتماعات العامة و تتحدى بحبها له النظام و الحكام و أهل البلاد .
تلك الحبيبة التي يصفها بعض الرفاق بالعاهرة في حال ما إختلفوا معها في موقف سياسي أو عملي ، يؤدي بها ليس الى النقد بل الى الشتم ، ونحن كمجتمع تونسي نُبدع و نتميز في خلق الشتائم و السباب التي تمس بكرامة النساء ، فتراهم يقولون بانها طليقة فلان أو بأن فلان تركها و مضى و لنا خير دليل ما تعرضت له بسمة الخلفاوي أرملة الشهيد شكري بلعيد مؤخرا من شتائم تمس بشرفها و سمعتها . حين قذفها رفاق دربها و عدد لا بأس به من مناضلي اليسار التونسي _ من يحتفلون هذه الايام ب8 مارس _ بأنها طليقة شكري بلعيد و بانها على علاقة حميمة باحد قيادات الرابطة التونسية للدفاع على حقوق الانسان .
على غرار بسمة الخلفاوي توجد الكثيرات و لا اظن ان هذه الورقات تكفي لذكر مظالم النساء التي تحدث على أيادي دعاة الحداثة و التقدمية من يحاولون إخفاء سكيزوفريناتهم عن طريق ورود 8 مارس الحمراء .بعد قضاء 365 بين التقييم الاخلاقي للنساء و الاستنقاص من كفائتهم و تقديم الدعوات لغرف النوم أو الدخول في النقاش حول الحريات الفردية في حال ما تم رفض الدعوة ...
بعد 365 يوم من صراعات ضد العقلية الذكورية المريضة بفحولة الشرق و المدججة بتقاليد القبيلة التي يختلزلها إحسان عبد القدوس حين يقول بأن الرجل الشرقي يحب على ذوقه و يتزوج على ذوق أبيه .من الصعب عليا إستيساغ هذا الإحتفالات دون التذكير بأن : من خان حبيبته فقد خان القضية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحامية فداء عبد الفتاح


.. أمينة سر الهيئة الوطنية لحقوق الانسان المتضمنة لجنة الوقاية




.. عضو الهيئة واللجنة وممثلة نقابة الأطباء في بيروت جوزيان ماضي


.. كارين حاج المسؤولة عن حقوق الإنسان




.. مديرة المعهد العربي لحقوق الإنسان فرع لبنان جمانة مرعي