الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة العنف في العهد القديم (الجزء الأول)

شريف حوا

2015 / 3 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


= مقدمة =

يقسم العهد القديم إلى أربعة أقسام: (1) التوراة أو أسفار موسى الخمس أو البانتاتك: وهي التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية، وهي تعد أهم أجزاء العهد القديم. (2) الأسفار التاريخية: وعددها اثني عشر سفراً، تعرض تاريخ بني استرائيل بعد استيلائهم على كنعان. (3) أسفار الأناشيد أو الأسفار الشعرية: وهي بصيغة المواعظ الدينية مؤلفة تأليفا شعرياً. (4) أسفار الأنبياء (النييم): وتشمل سبعة وعشرين سفراً تعرض تاريخ أنبياء إسرائيل بعد موسى.
ويرجح العلماء أن معظم تلك الأسفار قد تم تأليفها بين النصف الأخير من القرن التاسع قبل الميلاد، وأوائل القرن السادس قبل الميلاد، وأن بعضها يمكن تزمينه بأواخر القرن الرابع قبل الميلاد.
سنتناول في مقالنا هذا القسم الأول من العهد القديم ألا وهو "التوراة" والتي تنسب إلى النبي موسى، رغم أن الكنيسة الكاثوليكية باتت تعترف بعدم صحة تلك النسبة، ففي مقدمة الطبعة الكاثوليكية للكتاب المقدس، الصادرة في عام 1960 مانصه: «ما من عالم كاثوليكي في عصرنا يعتقد أن موسى ذاته كتب كل التوراة، منذ قصة الخليقة، أو أنه أشرف حتى على وضع النص، لأن ذلك النص قد كتبه عديدون بعده، لذلك يجب القول: إن ازدياداً تدريجياً قد حدث، وسببته مناسبات العصور التالية، الاجتماعية والدينية».
حين يتلقى اليهودي الصبي، والمسيحي من بعد، قصص التوراة للمرة الأولى في حياته، يتلقاها مبسطة ومشفوعة بشروح وتعليقات خلفية تُجمّل القبيح وتزيّن البشاعة، فتُنقش في عقله دون نقاش. ومع تكرار الأمر يوماً بعد يوم، وجيلاً بعد جيل، يصير القص التوراتي معتاداً ومنظوراً إليه على اعتبار أنه الحقيقة المطلقة / الدين المطلق.
لقد قدمت اليهودية صورة إشكالية للإله، لم تقف عند تعدد أسمائه التوراتية: آدوناي، الرب، رب الجنود، يهوه، ياهو، إيل، إلوهيم، أهيه الذي أهيه... وإنما تعدّت ذلك إلى طبيعة الإله وصفاته. فهو يظهر داعياً للخير تارة، وعنيفاً منتقماً من الناس لحساب اليهود تارة أخرى.
لم يكن يهوه ذاك الإله الذي يعتبر جميع البشر متساوين، بل اختص قوماً "صغير العدد" ليكونوا شعبه المختار، وأصبح مشغولاً بهم وحدهم، معتبراً إياهم محور الكون. وبنظرنا فإن ذلك لدليلٌ على أن اليهود أنفسهم لم يتخيلوا وجود إله لجميع البشر، مثلهم في ذلك مثل جميع الشعوب التي عاشت في ذات الحقبة، حتى أن يهوه قد بدا في كثير من المواضع كخصم للآلهة الأخرى وندّ لها، فهو لم ينكر وجود تلك الآلهة، ولكنه إله غيور حرّم على شعبه التقرّب إلى غيره.
لم يكن يهوه كلي القدرة والمعرفة، بل كان دوماً بحاجة إلى بعض الحيل البدائية كي ينفذ ضرباته: فهو بحاجة لأن يقوم موسى وهرون بذر رماد الأتون نحو السماء كي يضرب البشر والماشية بالبثور والدمامل، وهو بحاجة لأن يقوم بنو اسرائيل بدهن أبواب منازلهم بدماء الأضاحي كي يتعرف عليهم فلا يؤذيهم.
يظهر يهوه كمتردد متسرّع في كثير من المواضع، فهو سرعان ما يتراجع عن قراراته بمجرد نقاش بسيط مع موسى، ويشعر بالندم.
يحب يهوه أن يطاع، ويستلذ رائحة الشواء، وإبادة الشعوب الأخرى. يحاول تأخير النصر، كي يطيل أمد الحرب، فيتلذذ بمعاناة الطرفين.
إن اليهودية جعلت الإله ملتصقاً بالأرض لا السماء، فهو ينزل إلى (الخيمة) فيصير قريباً من الإنسان ويشاركه وقائع حياته. لا بل إنه قد يدخل في صراع جسدي مع البشر كما فعل مع النبي يعقوب، ويهزم في العراك.
لعل الظاهرة الأبرز التي تغلب على الجو العام في العهد القديم هي "العنف"، وأنا أحاول في هذه السلسلة من المقالات تجميع وتوثيق كل الأحداث التي تجسد هذه الظاهرة. وقد اعتمدت على ترتيب الأحداث بحسب تسلسل ورودها، تسهيلاً للباحث الجاد في هذا الموضوع.
ومما يجدر ذكره أنه لا تعنينا مصداقية هذه الأحداث تاريخياً، أو مناقشة نتائج ورودها في كتابٍ "مقدس" ومدلولاته. فالمحاولة هنا هي فقط لجمعها وتوثيقها. لذلك تعمّدت أن أكون مقلّاً قدر الإمكان في تدخلاتي، لأدع الكلام كما هو واردٌ على لسان كتّاب التوراة.
 -;-
= التأسيس =

1. ميثاق العهد:
لعل الحدث المحوري الذي تدور جميع أحداث العهد القديم في فلكه هو ذلك الوعد الإلهي للنبي ابراهيم بأن يهب أحفاده الأرض الممتدة ما بين النيل والفرات: «في ذلك اليوم قطع الرب مع أبرام ميثاقاً قائلاً . لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات . القينيين والقنزيين والقدمونيين والحيثيين والفرزّيين والرفائيين والأموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسيين» (تكوين 15 : 18 – 21)
وقد تكرر هذا العهد في مواضع كثيرة منها: (تكوين 17: 7-8) ، (تكوين 48: 21)،(تكوين 50: 24-25) (خروج 3: 16-17)، (خروج 6: 2-4)، (خروج 33: 1-2)، (لاويين 26: 41-42)، (تثنية: 7) (يشوع 1: 2)
2. سدوم وعمورة:
تبدأ أولى قصصنا بالإبادة الجماعية التي نفذها الرب بحق مدينتي سدوم وعمورة: «فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتاً وناراً من عند الرب من السماء وقلب تلك المدن وكل الدائرة وجميع سكان المدن ونبات الأرض .. وبكر ابراهيم في الغد إلى المكان الذي وقف فيه أمام الرب . وتطلع نحو سدوم وعمورة ونحو كل أرض الدائرة ونظر وإذا دخان الأرض يصعد كدخان الأتون» (تكوين 19: 23-28)

3. قتال حمور وشكيم ونقض العهد:
قام شكيم بن حمور الحوّي (رئيس الأرض) باغتصاب دينة ابنة النبي يعقوب.
وحينما شاع الخبر، اجتمع القومين للتفاوض، وكان شكيم قد وقع في غرام دينة، فعرض على أهلها أن يقدموها زوجة له.
وافق يعقوب وبنوه على ذلك بشرط أن يقوم الحويين بختان كل ذكر فيصبحوا مثل بني إسرائل.
ولشدة تعلق شكيم بدينة وافق أبوه على ذلك، وراح شعبه على الفور ينفذون العهد فيختنون كل ذكر.
لكن بنو يعقوب قد نقضوا العهد واحتالوا على القوم:
«فحدث في اليوم الثالث إذ كانوا متوجعين أن ابنيّ يعقوب شمعون ولاوي أخوي دينة أخذا كل واحد سيفه وأتيا على المدينة بأمنٍ وقتلا كل ذكرٍ وقتلا حمور وشكيم ابنه بحد السيف . وأخذا دينة من بيت شكيم وخرجا . ثم أتى بنو يعقوب على القتلى ونهبوا المدينة لأنهم نجسوا أختهم . غنمهم وبقرهم وحميرهم وكل ما في المدينة وما في الحقل أخذوه . وسبوا ونهبوا كل ثروتهم وكل أطفالهم ونساءهم وكل ما في البيوت» (تكوين 3 : 25-29)

4. اضطهاد الأقليات الوثنية:
«ثم قال الله ليعقوب قم اصعد إلى بيت إيل وأقم هناك واصنع هناك مذبحاً لله الذي ظهر لك حين هربت من وجه عيسو أخيك . فقال يعقوب لبيته ولكل من معه اعزلوا الآلهة الغريبة التي بينكم وتطهروا وأبدلوا ثيابكم .. فأعطوا يعقوب كل الآلهة الغريبة التي في أيديهم والأقراط التي في آذانهم . فطمرها يعقوب تحت البطمة التي عند شكيم» (تكوين 35: 1-4)
5. محاولة قتل يوسف بسبب غيرة أخوته منه:
«فالآن هلم نقتله ونطرحه في إحدى الآبار ونقول وحش رديء أكله .. فكان لما جاء يوسف إلى أخوته أنهم خلعوا عن يوسف قميصه القميس الملون الذي عليه وطرحوه في البئر» (تكوين 37: 20-23).

6. بكاء المصريين على يعقوب حين وفاته:
حينما مات يعقوب (إسرائيل) وأمر يوسف الأطباء بتحنيطه بكى عليه المصريين مما يدل على أنه قد كان ذو شأن ومكانة وأن المصريين كانوا يحبونه ولم يكن هنالك عداوة: «وبكى عليه المصريون سبعين يوماً» (تكوين 50: 3)
 -;-
= موسى في مصر =

قضى بنو إسرائيل في مصر 430 عاماً بحسب التوراة، لكن ما يلفت النظر حقاً هو أنها لا تحدثنا عما جرى لهم هناك طوال تلك السنين. فهي تسرد بضع قصص متفرقة عن حياة يوسف، ثم تنتقل مباشرة إلى المرحلة النهائية التي عانى خلالها بنو اسرائيل اضطهاداً، وراح الرب يحاول إخراجهم من أرض مصر، فيظهر أعاجيبه (دمويته) على شعبها.
1. موسى يقتل رجل مصري في شبابه:
«وحدث في تلك الأيام لما كبر موسى أنه خرج إلى أخوته لينظر في أثقالهم . فرأى رجلاً مصرياً يضرب رجلاً عبرانياً من أخوته . فالتفت إلى هنا وهناك ورأى أن ليس أحد فقتل المصري وطمره في الرمل» (خروج 2: 11-12)

2. الرب يظهر عجائبه على المصريين لكي يستطيع بنو إسرائيل سلبهم:
أمر الرب موسى أن يطلب من فرعون السماح لهم بمغادرة مصر للعودة إلى أرض آبائهم: «ولكني أعلم أن ملك مصر لا يدعكم تمضون ولا بيد قوية . فأمد يدي وأضرب مصر بكل ععجائبي التي أصنع فيها وبعد ذلك يطلقكم . وأعطي نعمة لهذا الشعب في عيون المصريين فيكون حينما تمضون أنكم لا تمضون فارغين . بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثياباً وتضعونها على بنيكم وبناتكم . فتسلبون المصريين» (خروج 3: 18-22)

3. الرب يشدد قلب فرعون:
لقد قرر الرب ألا يخرج بني إسرائيل من مصر بسلام، ودون إراقة دماء، بل على العكس، فهو يلعب بالبشر وكأنهم دمىً لديه. "يشدد" على قلب فرعون، ليمنع بني اسرائيل من الخروج، فيقوم الرب حينها بارتكاب المجازر: «وقال الرب لموسى عندما تذهب لترجع غلى مصر انظر جميع العجائب التي جعلتها في يدك واصنعها قدام فرعون . ولكني أشدد قلبه حتى لا يطلق الشعب . فتقول لفرعون هكذا يقول الرب اسرائيل ابني البكر . فقلت لك أطلق ابني ليعبدني فأبيت أن تطلقه . ها أنا أقتل ابنك البكر» (خروج 4: 21-23)

4. الرب يقسي قلب فرعون كي يعلم أهل مصر أنه الرب:
ولا ندر هنا لماذا يصرّ الرب على إقناع أهل مصر بأنه "الرب" طالما أنه لا يريدهم أن يعبدوه، وهو أساساً لن يقبل عبادتهم حتى ولو فعلوا ذلك لكونه إلهاً خاصاً ببني اسرائيل وحدهم: «ولكني أقسي قلب فرعون وأكثر آياتي وعجائبي في أرض مصر . ولا يسمع لكما فرعون حتى أجعل يدي على مصر فأخرج أجنادي شعبي بني إسرائيل من أرض مصر بأحكام عظيمة فيعرف المصريون أني أنا الرب» (خروج 7: 3-5)

5. العقوبات على مصر:
ثم راح الإله ينزل عجائبه على مصر، ويعاقب أهلها وماشيتهم وزرعهم، رغم أنه هو الذي قسى قلب فرعون، وكأنه يجد لذة في أذية البشر وإذلالهم وإبادتهم.
- الدمامل والبثور: «ثم قال الرب لموسى وهرون خذا ملء أيديكما من رماد الأتون . وليذره موسى نحو السماء أمام عيني فرعون ليصير غباراً على كل أرض مصر . فيصير على الناس وعلى البهائم دمامل طالعة ببثور في كل أرض مصر» (خروج 9: 8-9)
- البرد والنار: «ثم قال الرب لموسى مد يدك نحو السماء ليكون برد في كل أرض مصر على الناس وعلى البهائم وعلى كل عشب الحقل في أرض مصر .. فأعطى الرب رعوداً وبرداً وجرت نار على الأرض» (خروج 9: 22-23)
- الجراد: «ثم قال الرب لموسى مد يدك على أرض مصر لأجل الجراد . ليصعد على أرض مصر ويأكل كل عشب الأرض كل ما تركه البرد والنار» (خروج 10: 12)

6. الضربة النهائية والمجازر الجماعية:
يستخدم كاتب السفر تعابير تظهر شخصانية يهوه في كل ما يتعلق بالإبادة الجماعية والتخطيط لها. فـ "يهوه" لا يستطيع أن يتعرّف من تلقاء نفسه على أفراد شعبه المختار بني إسرائيل و حتى بيوتهم، فهو ليس كلي المعرفة، بل يحتاج إلى علامات بدائية للتعرف على أهدافه.
لذلك فقد طلب من موسى أن يمنع قومه من الخروج من ديارهم أثناء الضربة كي لا يقضي على أحدهم بطريق الخطأ، كما فرض عليهم أن يمسحوا العتبة العليا لباب كل بيت والقائمتين بالدم: «وخذوا باقة زوفا واغمسوها في الدم الذي في الطست ومسّوا العتبة العليا والقائمتين بالدم الذي في الطست . وأنتم لا يخرج أحد منكم من باب بيته حتى الصباح . فإن الرب يجتاز ليضرب المصريين . فحين يرى الدم على العتبى العليا والقائمتين يعبر الرب عن الباب ولا يدع المهلك يدخل بيوتكم ليضرب» (خروج 12: 22-23)
وحين أزفت الساعة: «فحدث في نصف الليل أن الرب ضرب كل بكر في أرض مصر من بكر فرعون الجالس على كرسيه إلى البكر الأسير الذي في السجن وكل بكر بهيمةٍ . فقام فرعون ليلاً هو وكل عبيده وجميع المصريين وكان صراخ عظيم في مصر . لأنه لم يكن بيت ليس فيه ميت . فدعا موسى وهرون ليلاً وقال قوموا اخرجوا من بين شعبي أنتما وبنو إسرائيل جميعاً» (خروج 12: 29-31)
ولم يقتصر الأمر على الإبادة الجماعية، بل قام بنو اسرائيل بنهب المصريين ومنازلهم تنفيذاً لأوامر الرب: «وفعل بنو اسرائيل بحسب قول موسى . اطلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثياباً . وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم . فسلبوا المصريين» (خروج 12: 34-36)

7. خداع فرعون بهدف إيقاع مجزرة بجيشه العرمرم:
يظهر لنا يهوه أيضاً كمخطط عسكري، أو بالأحرى مستشار حربي خاص لموسى: «وكلم الرب موسى قائلاً كلم بني اسرائيل أن يرجعوا وينزلوا أمام فم الحيروث بين مجدل والبحر أمام بعل صفون . مقابله تنزلون عند البحر . فيقول فرعون عن بني اسرائيل هم مرتبكون في الأرض وقد استغلق عليهم القفر . وأشدد قلب فرعون حتى يسعى وراءهم . فأتمجد بفرعون وجميع جيشه ويعرف المصريون أنا الرب . ففعلوا هكذا» (خروج 14: 1-4)
وبالفعل تبعهم فرعون: «وأخذ ست مئة مركبة منتجة وسائر مركبات مصر وجنوداً مركبية على جميعها» (خروج 1: 7)
وحينما اقترب جيش فرعون من بني اسرائيل: «فقال الرب لموسى مالك تصرخ إلي قل لبني اسرائيل أن يرحلوا . وارفع أنت عصاك ويدك على البحر وشقه . فيدخل بنو اسرائيل في وسط البحر على اليابسة . وها أنا أشدد قلوب المصريين حتى يدخلوا وراءهم» (خروج 14: 15-17)
وحينما أصبح المصريون وسط البحر: «فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر . لم يبق منهم ولا واحد . وأما بنو اسرائيل فمشوا على اليابسة في وسط البحر والماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم» (خروج 1: 28-29)
 -;-
= وصايا الرب ووعوده الحربية =

نستطيع أن نجمل وصايا الرب يهوه إلى موسى وبني إسرائيل، والتي شكّلت محدداً عاماً لمعظم التطورات اللاحقة، والتي سنرى تطبيقاتها العملية فيما بعد بالوصايا والوعود التالية:

1. وصية الرب بتحريم كل مدينة:
ويعني اصطلاح "تحريم المكان" بحسب شارح العهد القديم؛ أي أن المكان بما فيه من بشر خطاة وحتى بهائمهم لا يبقون منه شيئاً، لإزالة كل ما هو نجس، فيصير المكان مقدساً للرب: «حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح . فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك . وإن لم تسالمك بل عملت معك حرباً فحاصرها . وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة . كل غنيمتها فتغنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك . هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جداً التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا . وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة ما . بل تحرّمها تحريماً ..» (تثنية 20: 10-17)

2. وعد الرب بإفناء جميع الشعوب وحرق تماثيل آلهتهم:
«والزنابير أيضاً يرسلهم الرب إلهك عليهم حت يفنى الباقون والمختفون من أمامك . لا ترهب وجوههم لأن الرب إلهك في وسطك إله عظيم ومخوف . ولكن الرب إلهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك قليلاً قليلاً . لا تستطيع أن تفنيهم سريعاً لئلا تكثر عليك وحوش البرية . ويدفعهم الرب إلهك أمامك ويوقع بهم اضطراباً عظيماً حتى يفنوا . ويدفع ملوكهم إلى يدك فتمحوا اسمهم من تحت السماء . لايقف إنسان في وجهك حتى تفنيهم . وتماثيل آلهتهم تحرقون» (تثنية 7: 20-25)

3. وصية الرب بقتل أي نبي أو شخص يتبع آلهة أخرى:
«إذا قام في وسطك نبيٌّ أو حالم حلماً وأعطاك آية وأعجوبة ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلاً لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها وتعبدها فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم من كل قلوبكم ومن كل أنفسكم. وراء الرب إلهكم تسيرون وإياه تتقون ووصاياه تحفظون وصوته تسمعون وإياه تعبدون وبه تلتصقون. وذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم يقتل لأنه تكلم بالزيغ من وراء الرب إلهكم الذي أخرجكم من أرض مصر وفداكم من بيت العبودية لكي يطوحكم عن الطريق التي أمركم الرب إلهكم أن تسلكوا فيها. فتنزعون الشر من بينكم.
وإذا أغواك أخوك ابن أمك أو ابنك أو ابنتك أو امرأة حضنك أو صاحبك الذي مثل نفسك قائلاً نذهب ونعبد آلهة أخرى لم تعرفها أنت ولا آباؤك .. فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترق له ولا تستره بل قتلاً تقتله. يدك تكون عليه أولاً لقتله ثم أيدي جميع الشعب أخيراً. ترجمه بالحجارة حتى يموت» (تثنية 13 : 1 – 10)
«إذا وُجد في وسطك في أحد أبوابك التي يعطيك الرب إلهك رجل أو امرأة يفعل شراً في عيني الرب إلهك بتجاوزه عهده. ويذهب ويعبد آلهة أخرى ويسجد لها أو للشمس أو للقمر أو لكل من جند السماء. الشيء الذي لم أوص به .. فأخرج ذلك الرجل أو تلك المرأة الذي فعل ذلك الأمر الشرير إلى أبوابك الرجل أو المرأة وارجمه بالحجارة حتى يموت» (تثنية 17 : 2 – 6)

 -;-
= بنو إسرائيل في التيه وحركات التمرد =

1. إبادة ثلاثة آلاف شخص لعبادتهم عجلاً مسبوكاً:
«في الشهر الثالث بعد خروج بني اسرائيل من أرض مصر في ذلك اليوم جاؤوا إلى برية سيناء» (خروج 19: 1)
«وأما موسى فصعد إلى الله . فناداه الرب من الجبل ..» (خروج 19: 3)
وراح الرب يشرح لموسى وصاياه وأحكامه وشريعته التي يجب أن يلتزم بها بني اسرائيل: «ثم أعطى موسى عند فراغه من الكلام معه في جبل سيناء لوحي الشهادة لوحي حجر مكتوبين بإصبع الله» (خروج 31: 18)
«ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هرون وقالوا له قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا . لأن هذا موسى الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه . فقال لهم هرون افرغوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وآتوني بها .. فأخذ ذلك من أيديهم وصوّره بالإزميل وصنعه عجلاً مسبوكاً . فقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك ن أرض مصر . فلما نظر هرون بنى مذبحاً أمامه ونادى هرون وقال غداً عيد الرب» (خروج 32: 1-6)
وهنا غضب الرب غضباً شديداً وأراد أن يمحي بني إسرائيل عن وجه الأرض لكن موسى تضرع له وجادله في ذلك: «فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه» (خروج 32: 14)
ولما نزل موسى ليرى شعبه: «وكان عندما اقترب إلى المحلة أنه أبصر العجل والرقص وأحرقه بالنار وطحنه حتى صار ناعماً وذراه على وجه الماء وسقى بني اسرائيل» (خروج 32: 19-20)
وأراد موسى عقاب بني اسرائيل: «وقف موسى في باب المحلة وقال من للرب فإلي . فاجتمع إليه جميع بني لاوي . فقال لهم هكذا قال الرب إله اسرائيل ضععوا كل واحد سيفه على فخذه ومرواوارجعوا من باب إلى باب في المحلة واقتلوا كل واحدٍ أخاه وكل واحدٍ صاحبه وكل واحدٍ قريبه . ففعل بنو لاوي بحسب قول موسى . وقع من الشعب في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف رجل . وقال موسى املأوا أيديكم اليوم للرب حتى كل واحد بابنه وأخيه . فيعطيكم الرب بركة» (خروج 32: 25-29)

2. الخطيئة تورَّث للأجيال التالية:
«فنزل الرب في السحاب فوقف عنده هناك ونادى باسم الرب . فاجتاز الرب قدامه ونادى الرب الرب له رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء . حافظ الإحسان إلى ألوف . غافر الإثم والمعصية والخطيئة . ولكنه لن يبرء إبراءً . فيفتقد إثم الآباء في الأبناء وفي أبناء الأبناء في الجيل الثالث والرابع» (خروج 34: 6-7)

3. حرق طرف المحلة:
وسار بنو اسرائيل في رحلتهم عائدين إلى أرض أجدادهم تنفيذا لوعد الرب، وكان ذلك بقيادة موسى وهرون. وبعد مرور سنتين وشهرين وثلاثة وعشرين يوماً أصيب الشعب بالكمد والكدر وراحوا يشتكون من ضيق الحال، فمباشرة عاقبهم الرب: «وكان الشعب كأنهم يشتكون شراً في أذني الرب وسمع الرب فحمي غضبه . فاشتعلت فيهم نار الرب وأحرقت في طرف المحلة» (عدد 11: 1)

4. معاقبة الشعب بجعلهم يتوهون في القفر، ودفعهم ليد العمالقة:
أرسل موسى رسلاً إلى أرض الكنعانيين لكي يتجسسها، ووجدوا أهلها جبابرة لا يمكن لبني اسرائيل مجابهتهم. وهنا بكى الشعب وتذمروا، فحمي غضب الرب وأراد ضربهم بالوباء وإبادتهم إلا أن مناقشة بسيطة مع موسى جعلته يعدل عن قراره مخففاً العقاب، فحرمهم من دخول الأرض الموعودة أربعين عاماً، تائهين خلالها في القفر: «في هذا القفر تسقط جثثكم جميع المعدودين منكم حسب عددكم من ابن عشرين سنة فصاعداً الذين تذمروا علي .. وبنوكم يكونون رعاة في القفر أربعين سنة .. كعدد الأيام التي تجسستم فيها الأرض أربعين يوماً للسنة يومٌ ..» (عدد 14: 29-34)
ولكن الشعب قرر خوض معركة مع العمالقة والكنعانيين، رغم تحذيرات موسى، فانهزموا لأن الله لم يكن معهم: «لكنهم تجبروا وصعدوا إلى رأس الجب .. فنزل العمالقة والكنعانيون الساكنون في ذلك الجبل وضربوهم وكسروهم إلى حرمة» (عدد 14: 44)

5. الاعتداء على حرية الرأي والاعتقاد:
«وأما النفس التي تعمل بيدٍ رفيعةٍ من الوطنيين أو من الغرباء فهي تزدري بالرب فتقطع تلك النفس من بين شعبها لأنها احتقرت كلام الرب ونقضت وصيته . قطعاً تقطع تلك النفس . ذنبها عليها» (عدد 15: 30)

6. الرب يأمر برجم رجل لأنه احتطب يوم السبت:
«ولما كان بنو اسرائيل في البرية وجدوا رجلاً يحتطب حطباً يوم السبت . فقدمه الذين وجدوه يحتطب حطباً إلى موسى وهرون وكل الجماعة . فوضعوه في الحرس لأنه لم يُعلَن ماذا يفعل به . فقال الرب لموسى قتلاً يقتل الرجل . يرجمه بحجارةٍ كل الجماعة خارج المحلة فأخرجه كل الجماعة إلى خارج المحلة ورجموه بحجارة فمات كما أمر الرب موسى» (عدد 15: 32-36)

7. التمرد الكبير ضد موسى وإلهه، ومجزرة بحق المتمردين راح ضحيتها 14950 شخصاً:
«وأخذ قورح بن يصها بن قهات بن لاوي وداقان وأبيرام ابنا ألياب وأون بن فالت بنو رأوبين يقاومون موسى مع أناس من بني اسرائيل مئتين وخمسين رؤساء الجماعة مدعوين للاجتماع ذوي اسمٍ» (عدد 16: 1-2)
اشتكوا من "ترفّع" موسى على الجماعة، وشككوا في أن الرب قد اختارهما دوناً عن البقية، لذلك تقرر إجراء تجربة ثبت في نتيجتها أن موسى وهرون على حق، وقد أراد الرب إبادة بني اسرائيل، لكن موسى توسط لديه، ثم بعدها: «فقام موسى وذهب إلى داثان وأبيرام وذهب وراء شيوخ اسرائيل فكلم الجماعة قائلاً اعتزلوا عن خيام هؤلاء القوم البغاة .. وخرج داثان وأبيرام ووقفا في باب خيمتهما مع نسائهما وبنيهما وأطفالهما» (عدد 16: 25-27)
«فلما فرغ من التكلم بهذا الكلام انشقت الأرض التي تحتهم وفتحت الأرض فاها وابتلعتهم وبيوتهم وكل من كان لقورح مع كل الأموال . فنزلوا هم وكل ما كان لهم أحياء إلى الهاوية وانطبقت عليهم الأرض فبادوا من بين الجماعة وكل اسرائيل الذين حولهم هربوا من صوتهم . لأنهم قالوا لعل الارض تبتلعنا . وخرجت نارٌ من عند الرب وأكلت المئتين والخمسين رجلاً الذين قربوا البخور» (عدد 16: 31-35)
وقد كان من الطبيعي أن تثور حفيظة الشعب لهذه الإبادة الكبيرة: «فتذمر كل جماعة بني اسرائيل في الغد على موسى وهرون قائلين أنتما قد قتلتما شعب الرب» (عدد 16: 41)
وإذ أراد الرب أن يفنيهم إلا أن وساطة موسى قد نجحت كالعادة، لكن وعلى سبيل الوقاية: «قال موسى لهرون خذ المجمرة واجعل فيها ناراً على المذبح وضع بخوراً واذهب بها مسرعاً إلى الجماعة وكفّر عنهم لأن السخط قد خرج من قبل الرب . قد ابتدأ الوبأ .. ووقف بين الموتى والأحياء فامتنع الوبأ . فكان الذين ماتوا بالوبأ أربعة عشر ألفاً وسبع مئة عدا الذين ماتوا بسبب قورح» (عدد 16: 46-49)
وكان التذمر هنا قد بلغ أوجه والرعب قد تسلل إلى بني اسرائيل جميعهم: «فكلم بنو اسرائيل موسى قائلين إننا فنينا وهلكنا . وقد هلكنا جميعاً . كل من اقترب إلى مكان الرب يموت . أما فنينا تماماً» (عدد 17: 12-13) -;-

= مرحلة الفتوحات الأولى =

1. أول حرب يخوضها بني إسرائيل:
«ولما سمع الكنعاني ملك غراد الساكن في الجنوب أن اسرائيل جاء في طريق أتاريم حارب اسرائيل وسبى منهم سبياً . فنذر اسرائيل نذراً للرب وقال إن دفعت هؤلاء القوم إلى يدي أحرم مدنهم . فسمع الرب لقول اسرائيل ودفع الكنعانيين فحرموهم ومدنهم، فدعي اسم المكان حُرمة» (عدد 21: 1-3)

2. تذمر الشعب في طريق بحر سوف وإرسال الحيات:
«وتكلم الشعب على الله وعلى موسى قائلين لماذا أصعدتمانا من مصر لنموت في البرية لأنه لا خبز ولا ماء وقد كرهت أنفسنا الطعام السخيف . فأرسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من اسرائيل» (عدد 21: 5-6)

3. لقاء ملك الأموريون:
«وأرسل اسرائيل رسلاً إلى سيحون ملك الأموريون قائلاً دعني أمرّ في أرضك .. فلم يسمح سيحون لاسرائيل بالمرور .. فضربه اسرائيل بحد السيف ومَلَك أرضه من أرنون إلى يبوق إلى بني عمون» (عدد 21: 21-24)

4. لقاء ملك باشان:
«ثم تحولوا وصعدوا في طريق باشان فخرج عوج ملك باشان للقائهم هو وجميع قومه إلى الرب في إذرعي فقال الرب لموسى لا تخف منه لأني قد دفعته إلى يدك مع جميع قومه وأرضه .. فضربوه وبنيه وجميع قومه حتى لم يبق له شارد وملكوا أرضه» (عدد 21: 33-35)

5. اتباع الشعب لآلهة الموآبيين والرب يُميت 24 ألفاً بالوباء:
«وأقام اسرائيل في شطيم وابتدأ الشعب يزنون مع بنات موآب . تدعون الشعب إلى ذبائح آلهتهن فأكل الشعب وسجدوا لآلهتهن . وتعلق اسرائيل ببعل فغور . فحمي غضب الرب على اسرائيل فقال الرب لموسى خذ جميع رؤوس الشعب وعلقهم للرب مقابل الشمس فيرتد حمو غضب الرب عن اسرائيل . فقال موسى لقضاة اسرائيل اقتلوا كل واحدٍ قومه المتعلقين ببعل فغور» (عدد 25: 1-5)
قام الرب بضرب اسرائيل بالوبأ عقاباً لهم على عصيانه، ومن ثم: «إذا برجل من بني اسرائيل جاء وقدم إلى أخوته المديانية أمام عيني موسى وأعين جماعة بني اسرائيل وهم باكون لدى باب خيمة الاجتماع . فلما رأى ذلك فينحاس بن العازر بن عرون الكاهن قام من وسط الجماعة وأخذ رمحاً بيده ودخل وراء الرجل الاسرائيلي إلى القبة وطعن كليهما الرجل الاسرائيلي والمرأة في بطنها فامتنع الوبأ عن بني اسرائيل . وكان الذين ماتوا بالوبأ أربعة وعشرين ألفاً» (عدد 25: 6-9)

6. مواجهة المديانيين، والمجزرة الكبرى:
تم تجهيز جيش قوامه 12 ألف جندي، ألف من كل سبط، استعداداً لمقابلة المديانيين: «فتجندوا على مديان كما أمر الرب وقتلوا كل ذكر . وملوك مديان قتلوهم فوق قتلاهم . أوي وراقم وصور وحور ورابع . خمسة ملوك مديان . وبلعام بن عور قتلوه بالسيف وسبى بنو اسرائيل نساء مديان وأطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم . وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار . وأخذوا كل الغنيمة وكل النهب من الناس والبهائم . وأتوا إلى موسى وألعازر الكاهن وإلى جماعة بني اسرائيل بالسبي والنهب والغنيمة إلى المحلة إلى عربات موآب التي على أردن أريحا» (عدد 31: 7-12)
وعندما عاد الجيش، غضب موسى غضباً شديداً لأنهم كانوا قد أبقوا على النساء حيات، وأتوا بهن وبالأطفال كسبايا . فقال لهم موسى: «فالآن اقتلوا كل ذكرٍ من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر اقتلوها، لكن جميع الأطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر أبقوهن لكم حيات» (عدد 31:17-18)
ثم يفصّل كاتب السفر كيفية اقتسام النهب المسبي، والممالك بين الأسباط.

7. محاربة سيحون ملك حبشون الأموري:
قال الرب لموسى: «قوموا اترحلوا واعبروا وادي أرنون . انظر قد دفعت إلى يدك سيحون ملك حبشون الأموري وأرضه . ابتدئ تملك وأثر عليه حرباً» (تثنية 2: 24)
«فخرج سيحون للقائنا وجميع قومه للحرب إلى ياهص . فدفعه الرب إلهنا أمامنا فضربناه وبنيه وجميع قومه . وأخذنا كل مدنه في ذلك الوقت وحرمنا من كل مدينة الرجال والنساء والأطفال . لم نبق شارداً . لكن البهائم نهبناها لأنفسنا وغنيمة المدن التي أخذناها . من عروعير التي على حافة وادي أرنون والمدينة التي في الوادي إلى جلعاد لم تكن قربه قد امتنعت علينا . الجميع دفعه الرب إلهنا أمامنا» (تثنية 2: 32-36)

8. لقاء عوج ملك باشان:
«فدفع الرب إلهنا إلى أيدينا عوج أيضاً ملك باشان وجميع قومه فضربناه حتى لم يبق له شارد . وأخذنا كل مدنه في ذلك الوق . لم تكن قرية لم نأخذها منهم . ستون مدينة .. فحرمناهم كما فعلنا بسيحون ملك حبشون» (تثنية 2: 3-6)
 -;-
= المصادر =

(1) الكتاب المقدس، دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط، طبعة عام 1985
(2) سيد القمني، إسرائيل التوراة التاريخ التضليل، دار قباء، 1998
(3) يوسف زيدان، اللاهوت العربي وأصول العنف الديني، دار الشروق، الطبعة الثانية، 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا وفي انتظار الجزء القادم
محمد بن عبدالله عبد المذل عبد المهين ( 2015 / 3 / 18 - 20:48 )
أشكرك أستاذ شريف حوا على هذا المقال المفيد الرائع رغم تعجبي من ذكر كتاب يوسف زيدان كمرجع فلا أجد في مقال اليوم معلومة إلا ومستخلصة حرفيا بكل أمانة من التوراة ..أين أضافات زيدان؟ آخذ على زيدان هذا فقدان التجرد اللازم لكل عالم رصين واللجوء لتزوير التاريخ وتطويعه لميوله الدينية

اخر الافلام

.. مفاوضات غير مباشرة بين جهات روسية ويهود روس في فلسطين المحتل


.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك




.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي


.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن




.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت