الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأردن : نصيحة للإخوان هناك

التهامي صفاح

2015 / 3 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من أجل ثقافة عقلانية تنتمي لعصرنا
بالنظر لحالة المحيط المضطرب لدولة الأردن و في هذا المنعطف الخطير من تاريخها و ما عرفته مؤخرا من أحداث أليمة لم يعد الأمر في سياسة هذا البلد و مستقبله يتعلق بالتعبير عن طموحات مثل طموحات فترة السبعينات أو الثمانينات من القرن الماضي حين كان عدد سكان الأردن متواضعا بالنسبة للآن ، و إنما قد أصبح الوضع يدفع دفعا نحوضرورة الوعي العميق بأن أي تفريط في المكتسبات الأمنية و حالة الإستقرارالتي يعرفها هذا البلد قد تعني الإنزلاق نحو الفوضى و المجهول و التمزيق .
لذلك فإنه على الأحزاب و المنظمات ذات المرجعية الإسلامية خاصة الإخوان منهم بعد التغييرات الأخيرة التي حدثت في هيكلة تنظيمهم و التي نتمنى أن تكون إيجابية على بلدهم و على مواطنيه تؤدي لعصرنة هذا التنظيم السياسي و الرفع من فعاليته ليكون إحدى رافعات المزيد من الصلابة لوطنهم ، أن يعوا الوضع الذي تحدثنا عنه قبل قليل .
و يمكن لهم :
1 – التعاون مع الملك داخل بناء الثقة المتبادلة دون إنبطاح أو تفريط في الحقوق للإستفادة مما تتيحه إمكانيات الدولة بالنسبة للتنظيم .و لتكن الاحتجاجات سلمية لا تلغي الاطراف الاخرى أو ترفع شعارات عدائية أو عنصرية أو تدعو للحرب تجاههم .
2 – الإبتعاد عن مناقشة شكل الحكم.فليس المشكل في النظام الملكي أو الجمهوري للدول و إنما في الوسائل والمواطن الذي تستهدفه الإصلاحات .فكم من الأنظمة في أروبا واليابان و غيرها ملكية و أخرى جمهورية و لكن معالجة المشاكل تتم وفق آليات متشابهة تقريبا تحترم القانون الدولي لحقوق الانسان و حريته و كرامته لدرجة تجعل الكثيرين لا يعرفون أن تلك الدول ملكية و يعتقدون أنها جمهورية .لذلك سيخطئ من يعتقد أن الملك و محيطه لا يعطون أهمية لضرورة توفير كل المستلزمات للشعب الاردني أو يرفضون تحقيق آماله الكبيرة . وفي تقديري ما يجعل بعض الاشياء تتباطأ هو تقديم أولويات على آخرى و خاصة الأولويات ذات البعد الأمني والعسكري التي تستهدف البلد من أعدائه الظاهرين والمستترين والتي من الممكن ان لا يراها الناس العاديون .
3- لتجديد الوسائل السياسية للإشتغال لابد من وقفة صريحة مع الذات لتقديم حصيلة للنفس و النظر اليها كما يرى الانسان نفسه في المرآة دون مساحيق عاريا كما الحقيقة و طرح السؤال جماعيا :ماذا قدمنا لبلدنا لحد الآن ؟
أعتقد أن الحصيلة ستجعل الصرحاء الذين يريدون النجاح يستنتجون بدون شك أنه يجب عدم إستغلال الدين في السياسة مثل ماكان الأقدمون يفعلون و الابتعاد عن التكفير.فالدين هو في النهاية شأن شخصي .و لا أحد يدخل مع الآخرين إلى قبورهم .ثم من يلزمنا أن ندافع عن أخطاء الآخرين أو عن فشل فكرهم الذي لا يجب أن نتبناه.لأننا ببساطة لنا فضاؤنا و عصرنا و علومنا و جونا العام العالمي المختلف كلية عن ظروف الاقدمين الذين اذا فشلوا فهم معذورون بجهلهم .فهل نحن معذورون بجهلنا في عصر العلم والتكنولوجيا ؟
السياسة في وقتنا الراهن و التي تهتم بالمصالح الدنيوية المتغيرة عبر الزمن لها أساليبها ونظرياتها وفلسفتها وعلومها و للإقتصاد علومه و نظرياته .السياسي في وقتنا تلزمه الكفاءة والفعالية والتقنية و الأسلوب البيداغوجي للتعامل مع الناس و إقناعهم دون إحراج ومع المشاكل و حلها في زمن معقول كالمحترف تماما .لذلك فتكوين الأطر يحتاج للتهيئ داخل جو الثقة والهدوء و فعل الخيرو ليس في جو الارهاب والخوف والمؤامرات و التواطؤ مع الغير.لذلك يجب إستغلال كل المهارات الفكرية المتاحة في عصرنا لتطوير أطر التنظيم تقنيا عوض اللغة الخشبية التي تنهل من مصطلحات الدين القديمة .لأنه يتجه للمواطن الحر والكريم الذي يعيش القرن 21 و ليس لمواطن القرن 7 الميلادي الذي كان غائصا في الجهل بغض النظر عن الدين .الأقدمون لم يكونوا يعرفوا ما معنى الانتخابات .هذا هو الأساس الصحيح للنجاح .
و تحياتي للجميع .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت