الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن عودة المثقف.

حياة بن نقرو

2015 / 3 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مما لا شك فيه أن ما حدث في المناظرة حول تقنين الإجهاض ،هو مفتوح على قراءات متعددة ..من بينها, كرد فعل أو انطباع أولي،هو دلك المخيب للآمال المتمثل في كون ما حدث ،يؤكد أننا ما زلنا لم نتخطى بعد أبجديات النقاش العمومي/الوطني وأن ما حصل من تراشق بالكلمات ،بين هامات فكرية وعقليات مؤثرة ومنتجة للتصورات والأفكار والنماذج والدين يفترض فيهم أن يغدوا مشروع النقاش ويرقوا بالمواطن العادي لمستوى أفكارهم،لن يمر دون أن يعزز خيباتنا المتكررة عند تتبع أي نقاش عمومي :بدءا من مهزلة البرلمانيين ،مرورا بسطحية بعض الإعلاميين في محاورتهم لبعض المفكرين وانتهاءً لما تنتهي به مناظراتنا الوطنية ..
أما القراءة الثانية للحدث، والتي تستدعي تبني منظورا إيجابيا لما يحدث في الساحة الوطنية ،هو أننا بصدد بناء اللبنات الأولى والضرورية لعودة المثقف إلى المشهد الوطني وأساسا انخراطه في النقاش العمومي ،بعد غيبة طويلة قسرية أحيانا وطوعية أحيانا أخرى . فمن منا لم يلاحظ تقل تأثير انخراط المفكر "عبد الله العروي "في مجرى سير النقاش حول موضوع "التدريس بالدارجة"الدي بحد تعبير عبد الله العروي استفزه لدرجة جعله يخرج من مقبعه؟؟؟ حينها تساءلت لم يكتفي مثقفونا بالتنظير والتحليل لمشاريعهم الفكرية والتي تظل حبيسة جدران النخبة المثقفة ولا يخرجون للميدان إلا مضطرين أو مستفزين"بضم الميم"من متطفلين بمشاريع سيكون وبالها سيئا على سيرورة مجتمع بأكمله؟؟؟
وفي نفس السياق أتساءل هل كان لموضوع المناظرة/تقنين الإجهاض ،أن ينحو هدا المنحى لو لم يدلي عالم الاجتماع "كمثقف" بدلوه في موضوع مجتمعي كهذا ؟
من هدا المنطلق أجد نفسي لا أتفق مع فكرة أن العالم /المثقف عليه أن ينأى بنفسه عن الإعلام والنقاشات العمومية وإلا فما دوره في بلورة مشروع مجتمعي منسجم يتأسس على بنية فكرية علمية صلبة، ويتجسد في مختلف مؤسساته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية؟؟كيف لمجتمع أن يرقى بدون نهضة فكرية يتزعمها مثقفيه ولنا في النموذج الغربي كل العبر؟أين هو مثقفنا بمفهومه التوريني والبورديوي والغرامشي؟؟؟ألم ينتصر هؤلاء لسوسيولوجيا الفعل وللمثقف العضوي وللانخراط في المجتمع نظريا وفعليا؟
إننا بحاجة ماسة الآن أكثر من أي وقت مضى لانخراط مثقفينا وعلمائنا في كل النقاشات العمومية حتى وإن انتهت بخيبات أمل في مستوى النقاش ،لأن دلك لا يمنع من الحفاظ على أمل أننا ماضون وإن بخطى بطيئة نحوت تهيئة الفرصة لتلاقح الأفكار والرؤى بين مختلف المفكرين وباختلاف مرجعياتهم الفكرية بغاية الاتجاه نحو صيغ التقاء تمكننا من الخروج من دهاليز الإقصاء للبعض أو الانزواء عن النقاش من طرف البعض الأخر …
وأخيرا نتمنى مما حصل وسيحصل من نقاشات عمومية ينخرط فيها مفكرون ومثقفون أن تفضي إلى نهضة فكرية شاملة منسجمة لا تقوم على الإقصاء أو الانتصار الرسمي لطرف ما ،لأنها ستكون نهضة مشوبة بالاحتقان الذي قد ينفجر عند أول منعطف مجتمعي ..وما أكثر المنعطفات في مجتمع متنوع الأصول والغايات ….








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
عماد ضو ( 2015 / 3 / 24 - 14:57 )
مقال جريئ

اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا