الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرف السين ومحاكمة النيات

سيد يوسف

2005 / 9 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فى بنيتنا العقلية بعض العادات التى نحتاج إلى إعادة تأملها من جديد فقد أصابت حياتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية بكثير من الغبش الذى عكر علينا صفو بعض النفوس القريبة منا...
من هذه العادات محاكمة النيات على المستوى الفعلى لا المستوى النظرى
اقصد أن احدهم يقول إنه لا يحاكم النيات لكنه بالفعل يحاكمها
فمثلا
ترى احدهم أو بعضهم يقولون: إذا حكم الإخوان مصر(على سبيل المثال)

أولا (سوف) سيتم تكوين حكومة عنصرية كل أعضائها من الإخوان على غرار الحكومة الشيعية في العراق.
(سوف)سيتم محاربة كل الشعب المصري بحجه علاقته بالنظام السابق سواء حزب وطني أو أحزاب أخري.
(سوف) سيتم إلغاء الأجازات القديمة وتكوين أجازات جديدة.
منها عيد ميلاد فلان العضو البارز في الإخوان وعيد ميلاد علان وذكري موت فلان.
(سوف) سيتم إلغاء مناهج التاريخ في مصر وعمل مناهج جديدة منها تاريخ حسن البنا وتاريخ الهضيبي والعشماوى.
(سوف) سيتم إلغاء المناهج العلمية بحجه إنها بدع من الشيطان


الأخطر(سوف) سيتم إلغاء مناهج التربية الدينية لمد خطوط الثقة بين الإخوان وأمريكا ولضمان البقاء في الحكم 50 سنه على الأقل مثل السابقين
(ملحوظة هذا الكلام بالنص من فم احدهم لم أزد عليه حرفا واحدا )
أو تراه يقول( سوف) سيختار الإخوان علماء الشريعة ليتولوا قيادة الجيش والشرطة والإعلام و.......و....
هذا مثال( وليس الغرض ههنا الكلام عن الأخوان أو غيرهم ) ليس على التقرير وسواء اتفق عليه البعض أم اختلف لكنى أود تقرير فكرة محاكمة النيات( والكلام ههنا يمكن ان ينسحب على مظاهر كثيرة فى أوجه حياتنا السياسية والاجتماعية ).
كيف يسوغ احدنا لنفسه محاكمة نية الآخر وهو ينقصه كثير من المعلومات؟؟؟
ان الافتئات على الغيب ومحاكمة النيات والاستماع إلى الصوت الداخلى للفرد فقط مع النقص الحاد فى المعلومات أو حتى مع وجود معلومات لكن مع السطحية الشديدة فى تحليل هذه المعلومات كل ذلك سوف يودى بنا إلى أخطاء فى التفكير خطيرة سوف تسهم فى زيادة التشوية الذى ينتشر حولنا بدرجة كبيرة.
كم من رموز قد ظلمت عبر التاريخ حتى المعاصر!!!
وكم من رموز قد طمست معالمها الجميلة بفعل محاكمة النيات!!!
وسلوا عن عيسى العوام وعن قراقوش وعن محمد عبده والافغانى
وغيرهم ينبيك من يقرأ التاريخ كم شوهت معالمهم.
فلحساب من يتم ذلك؟؟
وكيف نظلم رموزنا بقلة زادنا الثقافى هكذا؟؟
وكم من رموز قد علت ومكانها الطبيعى مزبلة التاريخ!!!!
ولعله لا يغيب عنا نماذج معاصرة ماثلة أمام العين لمن يريد
الاستفادة أو حتى لديه تذكر جيد.
أريد ان أقول:
من أخطاء العقل فى التفكير
أن أفكر بعقل غيري وانطلق من منطلقات عقل فلان أو أفكاره
عبر بعض كتبه ومن ثم أصبح صريع فكرة واحدة تستبد بى
فلا اقبل غيرها.
أو أن انطلق من ظنون أحسبها يقينا كالذى يظن إن 1+1=3 ثم
يبنى على ذلك إن 3+3=6 ويعلو صوته ...
3+3= 6 ويروح ويجىء يروج لهذه المعادلة وهى فى أساسها
منقوضة لا تنهض دون صياح وضجيج يحسنه هؤلاء إما عن عمد أو جهل.
والأغرب أن ينساق الفاقهون وراء ذلك منطلقين من نفس القواعد محللين أسباب الظواهر ووفقا لما يعطيه لهم هؤلاء من بيانات...
فأي موضوعية يمكننا إن نثق فيها فى ظل هذا التشوية؟؟
فماذا نفعل؟؟؟
علينا ان نتفهم ما يلى ونلقى له بالا شديدا:
1/ محاكمة النيات إهانة للعقل: عقلك أنت أيها القاضي.
2/ لا تستقيم محاكمة النيات فى ظل عجز حاد فى المعلومات.
3/ تفسير وتحليل المعلومات أكثر أهمية من المعلومات نفسها
وهى التى تميز بين عقل وعقل وبين نفس فاضلة وأخرى.
4/ كم جلب علينا حرف السين هذا من طمس وتشويه
لرموز وأفكار كانت تستحق أن تتبوأ مكانة عالية لولا
صياح أصحاب الضجيج العالي الذين يملكون نفوذا ...
نفوذا فقط ....نفوذا لا عقل هادى له.
5/ فكرة قبول الآخر أو لا هى حرية شخصية لكن فكرة
محاكمة النيات هى قضية أخلاقية ونحن أخلاقنا تعلو علينا....وبمعنى أوضح من حقى ألا اقبل س....أو ص...أنا حر فى اختيارى وحر فى تحليلى وتفسيرى لما هو ماثل أمامى من بيانات.
لكن ليس من حقى أن اشوه أحدا بناء على إحساسى الداخلى
وفى ظل غياب معلومات واضحة المعالم*(1) صادقة التوثيق*(2)...
لست أدرى كيف ستقف بين يدى ربك حين يسألك....؟؟
6/ ويا للأسف هذه الظاهرة في فئة المتعلمين أكثر منها فى
الفئات الأخرى.
فى النهاية
اسأل الله ان ينفعنا جميعا
سيد يوسف
هامش
*(1)كمثال توضيحى لغياب المعلومات ونقصها وأثرها فى تركيبة المزاج والسلوك الشخصى للأفراد تخيل لو انك رأيت شابا قويا يمسك طفلا لا يتجاوز الخامسة من عمره من رجليه وهو يضربه على ظهره ضربا شديدا...ماذا سيكون رد فعلك لأول وهلة؟؟
قد تقول يا له من قاسى شرس وسوف تغضب وتتدخل لإنهاء هذا الموقف السخيف
لكن
ماذا لو قال لك ان الطفل قد ابتلع عملة معدنية وأنا أحاول ان أساعده على إخراجها
قطعا رد فعلك سيختلف وسوف تدعو له
فى ظل النقص الحاد فى المعلومات والتى غالبا ما يكون فيها كثير من التشويه سواء المتعمد أم غير المتعمد فى ظل هذا النقص يتصدر احدهم مكانا ليحاكم النيات!!!!
*(2) كمثال توضيحى لعدم مصداقية الأخبار غير الموثقة ما تأتينا به بعض الصحف أو المواقع أو حتى الكتب بأخبار لا نستوثق منها قبل أن ندلى برأينا فى الموضوع ومن أمثلة ذلك إسلام بيل جيتس...إسلام مايكل جاكسون..مقتل ونفى مقتل السفير المصرى إيهاب الشريف..... كتاب بوش الجد عن النبى محمد ص .....والأمثلة فى ذلك تترى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يحيى سريع: نفذنا عملية مع المقاومة الإسلامية بالعراق ضد هدف


.. عشرات اليهود الحريديم يغلقون شارعاً في تل أبيب احتجاجاً على




.. بابا الفاتيكان يحذر من تشريع المخدرات ويصف التجار بـ-القتلة-


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: المسلمون خائفون واليهود منقسم




.. 137-An-Nisa