الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنستهزئ بالإسلام؟

مُضر آل أحميّد

2015 / 3 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


راقبتُ قبل مدة وجيزة نقاشا دار بين شابتين على احدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. كانت الأولى تنقد افعال المسلمين وتبريراتهم فيما كانت الثانية تبرر وتدافع عمّا لا تعلم الا القليل. وواصل النقاش بين أخذ ورد وتبادل اتهامات حتى رأت الثانية ألا "تَقعُدَ" مع الأولى لأنها تستهزئ بالإسلام. واقتبست لها آية من القرآن، هي:

إنّ الشابة الثانية مثال حيّ على أحادية المسلمين وكبرهم وإستغراقهم في ذواتهم، وسأتكلم عن المسلمين الذين يعتبرون انفسهم نموذجا للإسلام ويعتبرون من سواهم كفارا او فاسقين بأحسن الأحوال، المسلمين الذين قال عنهم ابن سينا "بُلينا بقوم يظنون ان الله لم يهدِ سواهم". إنّ المسلمين اليوم أوعية يملأها الفقهاء تبريرات وعلوماً كاذبة ثم يأتون ليصبونها فوق رؤوسنا صبا. إنّ المسلمين ضحية مزحة كبرى عنوانها "الإجماع والقبول الحسن"، فهم واهمون أن ما بين ايديهم من فقه معيب انما هو نتيجة "اجماع الأمة"، وأن كلّ ما في كتب التراث انما هو ما "تقبلته الأمّة بقبول حسن". لا اجماع في الأمة، فلم يستشرني أحد! ولم أتقبل فقههم بالقبول الحسن! ولا أظن أن المدافعين عن ذلك التراث قد أستُشيروا. يقولون لك أن المقصود هم "أصحاب الحل والعقد"، وأصحاب الحل والعقد هم الذين اتفقوا على ان يكون ابو بكر البغدادي خليفة المسلمين! ثم اوليس الواجب أن يستشار أصحاب الحل والعقد كلٌ بحسب تخصصه؟ فهل سألوا خبير تغذية عن شرب بول البعير؟ هل سألوا عالم إحياء عن رجم القردة بعضها بعضا؟ هل سألوا عالم فضاء عن آثار انشقاق القمر؟ هل سألو طبيبا عن فترة الحمل لدى المرأة؟ كلا بالطبع، فأصحاب الحل والعقد يُقاسون بطول اللحية وقصر الثوب، وكم جهّلوا من الناس، والأهم أنهم يُقاسون بقربهم من التوجه، وهل أقربُ من النسخ المطابقة؟!
نعم نستهزئ، ولكنا لا نستهزئ بالإسلام وبوجوده الذاتي دونكم، اننا نستهزئ بإسلامكم، اسلام الجهل والتخلف، اسلام القتل والإغتصاب، اسلام الأغبياء. إننا نستهزئ منكم يا من تدافعون عن حملة رايات الجهل. أما غروركم الفارغ بأنكم تمثلون الإسلام لا يرفع الإسلام أبدا، بل ينزل به الى مستواكم، الى مستوى جهلكم، وعنفكم، ودمويتكم، والغاءكم الآخر، وخطيّة تفكيركم، وتناقضكم، وكذبكم على انفسكم.
فمَ اختلافكم عن خليفة داعش الذي يدّعي التوكيل الإلهي؟ الفرق بينكم وبينه أن لديه القوة ليفعل ما يؤمن به، فيما أنكم ترزحون تحت قبضة من هو أقوى منكم. فهل نأمن على أنفسنا منكم أكثر من أمننا عليها من داعش؟! وهل نسكت لنترككم في جهلكم الأسود وانتم تقتلوننا جيلا فجيلا؟! وهل نناقشكم ونناظركم عندما ليس لنا الا المنطق الذي تكفرون أصحابه؟! لا، سنتهزئ بإسلامكم، ونعلن للجميع أنكم لا تملكون من الإسلام إلا اسمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صلوات ودعوات .. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسي


.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية


.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: المسيح متواجد معنا في كل مكا




.. بدايات ونهايات حضارات وادي الرافدين