الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يشبه بيانات القمة

علي المدن

2015 / 3 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المسألة الدينية في العالم الإسلامي والعربي من أعقد المشاكل على الإطلاق، ومنذ مطلع القرن العشرين ومشاريع التنوير غارقة في سؤال التحديث وكيفية إعادة صياغة "الموروث الديني"؛ الذي يشكل أعمق جذر لهويتنا وعقلنا وقيمنا.
ولكن مع العقد الأخير( أو مع تاريخ أقدم حتى)، نسف صعود السلفية الجهادية كل تلك المشاريع، مخلّفاً فوضى لا نهاية لها، مزّقت وحدة مجتمعاتنا وسلمها الأهلي، وأطاحت، أو هشمت، مؤسسات الدولة.
وبين آونة وآخرى أسمعُ أن هناك ميثاقا وقّعته مجموعة من "علماء" مسلمين يحث على حقن دماء المسلمين، أو أن هناك مؤتمرا عقده سياسيون يدعون فيه للحوار بين أتباع الديانات، أو اجتماع أو لقاء أو أو ... يعمل على نفس هذه الأهداف، حرص المشاركون فيه على إقامته ..
في كل مرة أسمع بأمر من هذا القبيل ينتابني شيء من عدم الارتياح ... لماذا؟
لأنني أشكك بجدوى مثل هذه الأعمال وللأسباب الآتية:
- هذه أعمال لا يشارك فيها إلا رجال دين من الطبقة الرابعة أو الخامسة، لا يمتلكون إلا تأثيرا ضئيلا على أرض الواقع.
- السياسيون المقيمون لمثل هذه المؤتمرات إنما يقيمونها لأغراض "سياسية" بحتة تتعلق بالنفوذ والهيمنة والتسويق.
- النتائج التي تسفر عنها هذه اللقاءات لا تعدو مجرد توصيات فقط، ولا تمثل أعمالا فكرية رصينة ولا مراجعات علمية أكاديمية.
في ظل هذا الواقع هل يمكننا التفاؤل بشأن نتائج هذه اللقاءات؟! شخصيا أجدها لقاءات "حلوة"، ولكن حلاوتها مقصورة على المشاركين فيها. أما مجتمعاتنا التي تمزقها الصراعات الدينية اليوم ، فتحتاج إلى ألف عام حتى تقاسم هؤلاء السادة الطيبين تلك الحلاوة.
اللقاءات من هذا النوع لا تنفع في دين ولا دنيا ..
الدين بحاجة لباحثين يقدمون أعمالا بحثية حقيقية .. تفكيكية ونقدية جريئة .. في حين أن هذه اللقاءات لا تثمر إلا بيانات إنشائية بات مضمونها معروفا حتى للصبيان.
والدنيا بحاجة لسياسيين مخلصين، ورجال دولة أذكياء، يهمهم بناء البلدان وتنعيم الإنسان وصون كرامته وحريته .. وهذا مسعى يحتاج إلى مشروع سياسي وطني يعيد تعريف الدولة ومؤسساتها، وينشئ ميثاقا جديدا لمعنى "الولاء للدولة" و"العيش المشترك" و"تقاسم السلطة والثروة" ... وهذه اللقاءات لا تسهم توصياتها بطائل في هذا الصدد ... حتى باتت تذكرنا (مع فارق في حجم التمثيل) باجتماعات "جامعة الدولة العربية" و "منظمة المؤتمر الإسلامي" ..
يقال في فلسفة العلوم إن من المهم أن يلائم المنهج طبيعة المشكلة ..
للسياسة مشاكلها .. ولها أيضا مناهجها في تذليل تلك المشاكل ..
وللدين مشاكله .. وله أيضا مناهجه في دراسة تلك المشاكل ...
أما هذه اللقاءات فما هي إلا إفراز من فوضى الدين والسياسة ...
هذا حديث تحليلي حول طبيعة ما نسمع ونرى من هذه اللقاءات ولا علاقة له بالنوايا ... نوايا المشاركين فيها .. فإن لهذه حديثا لا يهمنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال