الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لأسباب مهمة رفضت ان اكون وزيرا

مفيد بدر عبدالله

2015 / 3 / 24
المجتمع المدني


ان تفادي التأثيرات السلبية للغزو الالكتروني صار أمرا عسيرا بل يكاد أن يكون مستحيلا، فتنقل الراغبون بين ثقافات العالم صار متاحا، ومنافذ الفضاء صارت مفتوحة، والاسلحة القديمة المستخدمة في مواجهة هذا المد أضحت بالية وعديمة الفائدة، فقد نجحت الالة الاعلامية الضخمة للغرب في رسم صورة سيئة عن العرب والمسلمين من خلال ترويجها المدروس لأفعال المتطرفين، كما نجحت في ترسيخ صورة أخرى عن فساد وفشل الحاكمين في ادارة البلدان.
من بين المتلقين العرب من تقبل هذه الافكار، حتى تمالكت كثير منهم رغبة جامحة في الهجرة والاستقرار في بلدان العالم المتقدمة، بعد يأس وقنوط من إصلاح واقعهم، لم يقف تأثير الغزو الالكتروني عند هذا الحد، بل تعداه ليصل لعادات وتقاليد العرب، ونجح الى حد ما في تغيير انماطها، فاضحت عند البعض صورة جميلة تخفي خلفها سلوكا منافيا يتقاطع معها في أكثر تفاصيها، ويحمل الكثيرون ازدواجية عجيبة بين رغبة حقيقية في المحافظة على الموروث الاجتماعي وبين رغبة جامحة في التشبه بالمجتمعات الاخرى.
أحدى صديقاتي على الفيس بوك ، آنسه محترمة تحدثت لي يوما عن هذه الازدواجية قائلة:" سلوك الكثير على صفحات الفيس بوك جعلني أكره الرجال، فما بين تصنعهم للأخلاق في النشر على العام وبين حقيقتهم على الخاص فجوة هائلة، ترسم صورة واضحة للنفاق والازدواجية التي يعيشها الكثيرون، يحاولون رسم صورة نقية للمجتمع تنسجم والاعراف والتقاليد سرعان ما تتلاشى هذه الصورة على بعد بضع سنتمترات- على نافذه الخاص- ما ولد بداخلي كراهية للرجال". أن عبارة الانسة تنطبق بنسبة كبيرة على الكثيرين، ذكرتني عبارتها بمشهد مر أمام نظري في طفولتي وأنا العب مع صديقي على سطح منزلهم ، شاهدت اباه يمشي في الشارع بجانب امرأة مطأطأ راسا ارضا، لكنه ما ان دخل حديقتهم حتى صار ينظر لتلك المرأة من ثقب باب سياج الدار بعدما أغلقها ، لم أكن في حينها اعي ما يفعل لكني حين كبرت أدركت حقارة الرجل وتفاهته، ظلت هذه الصورة القذرة باقية في مخيلتي حتى بعدما اطلق لحيته ليستغفل بها البسطاء.
في الاونة الخيرة برزت ظاهرة مريبة تتمثل بانتشار الاجهزة الحديثة من( الآيباد، والهواتف الذكية) عند الاطفال، وهذه الاجهزة يتم توصيلها بالنت لتفعيل تطبيقات بعض الالعاب، لكن الاطفال لا يكتفون بالألعاب، يقودهم فضولهم لما هو ابعد، أراهم أحيانا يتجمعون حول تلك الاجهزة في بعض الشوارع والازقة ، يرتبكون عند مرور أي شخص بالقريب منهم.
أن خطورة مشاهدة المواقع غير الاخلاقية على الاطفال تكون مضاعفة، لان عقلية الطفل مثل قطعة الاسفنج قادرة على أن تمتص كل الافكار وتفاعل معها بسرعة كبيرة، والافكار الهدامة قد تداهمهم قبل رسوخ الافكار المحافظة لديهم القادرة على منحهم حصانة. أن سلامة نية الاباء وبساطة تفكيرهم أضافة لحسن الظن بهم من أهم الاسباب ضياعهم.
قبل أيام قصدني أحد الرجال الطيبين، هو أبو صديقي (من زلم الاول) طلب مني أن أكون وزيرا لابنه العريس، فهذا التقليد كان شائعا عندنا، لكنه تلاشى شيئا فشيئا لأسباب كثيرة أهمها أنتشار القنوات الفضائيات والانترنت، مهمة هذا الوزير إرشادية، لا تتعدى النصح والمشورة للعريس، وتنتهي بزفافه ودخوله عش الزوجية مباشرة، أي أنه الوزير الاقل عمرا على الاطلاق ، كل ما يحصل عليه هذا الوزير البائس عبارة ( رحم الله والديك) هذا ما يفسر عدم التنافس على هذا المنصب البروتوكولي، أن هذه الوزارة في طريقها للاندثار، فالشباب أصبحوا (مفتحين باللبن). اعتذرت له عن قبول هذه الوزارة الغير سيادية، ليقيني باني لن اقدم شيئا مفيدا ، فأبنه- العريس- قبل أعوام كان مقيما لفترة غير قليلة- 8 سنوات- في فرنسا قبل عودته للعراق، وأن ما سيقدمه له الوزير من معلومات قطرة من بحر مما يعرف، الموكد أنه سيسخر منها ومن قائلها.
عاد ابو العريس من حيث اتى، وهو غير راض عني لعدم قبولي تسنم وزارته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني


.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط




.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق


.. جامعة كولومبيا: فض اعتصام الطلبة بالقوة واعتقال نحو 300 متظا




.. تقارير: الجنائية الدولية تدرس إصدار أوامر اعتقال بحق قادة من