الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القبائل الإسرائيلية المُتناحرة ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 3 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


القبائل الإسرائيلية المُتناحرة ..
تعرّضت المُغنية الإسرائيلية ذات الأُصول اليمنية ، أحينوعام نيني ، والمعروفة عالميا بإسم نوعا ، إلى هجوم كلامي عند عودتها الى البلاد عبر مطار بن غوريون ، إذ سمعت أحدهم يُنادي على "أصحابه " قائلا : ها هي احينوعام نيني !! ثم هاجمها "أعضاء " هذه الشلة ، قائلين لها : "يا خائنة إسرائيل . "سنهتم" بأمرك كما فعلنا مع "جيفن " !! وقالت نيني من طرفها بأن دولة إسرائيل وصلت منطقة الخطر ..!!
وقبل الهجوم الكلامي على نيني ، تعرّض الشاعر الإسرائيلي المشهور "يوناتان غيفن " الى هجوم في عقر بيته ، إذا هاجمه مجهول وصرخ في وجهه : ايها الخائن اليساري ...!! ورماه بالبيض عندما فتح "غيفن" الباب بعد سماعه الطرقات على الباب .
وكان غيفن قد صرح بعد ظهور نتائج الإنتخابات ، قائلا ومُخاطبا الذين انتخبوا نتانياهو : لا تبكوا عندما يموت ابناؤكم في الحرب القادمة التي سيقودكم اليها "قائدكم " الذي انتخبتم !!
ويبدو بأنه وبعد أن كانت ساحة "الحرب " الكلامية خالية من ممثلي اليسار ، خرجَ بعضهم عن صمته وعبَر عن رأيه بنوع من الفظاظة ...
ومُصطلح القبيلة والقبائل ، مصطلح مقبول ومُتداول في لغة الحوار الإسرائيلية اليهودية ، ويُستعمل لوصف "التنوع " الطائفي بين اليهود ، والمُصطلح الشائع جدا هو مصطلح "القبيلة البيضاء " أي الاشكناز .. ولا بد من الإشارة إلى أنّ الجذور التاريخية لكلمة قبيلة ( بالعبرية )هي من التوراة .. وجذورها من كلمة سبط (شيفت بالعبرية تعني سبط أو قبيلة ) !!
وحاولَ مؤسسو الدولة في السنوات الأولى لقيامها ، حاول هؤلاء صَهْر الجميع في بوتقة واحدة ، البوتقة الإسرائيلية . لكن النجاح لم يُحالفهم تماما .
فالمهاجرون الى اسرائيل ورغم كونهم يدينون باليهودية ، إلّا انهم ابناء ثقافات مختلفة ومتنوعة . وغالبتهم "قدمت " الى البلاد بعد قيام الدولة من الدول الاسلامية والعربية ، بقوة قانون العودة الذي يُجيز لكل يهودي من أمٍ يهودية أن يحصل على المواطنة الاسرائيلية بشكل أوتوماتيكي عند نزوله من السفينة او الطائرة في إسرائيل . وهؤلاء القادمين من دول عربية واسلامية ، تعرضوا للتمييز ضدهم من المؤسسة الرسمية ، وهم افراد "القبيلة السمراء " في مقابل "القبيلة البيضاء " ، الذي بنى أفرادها اسس الدولة ودعائمها ، والذين عاشوا في فلسطين الإنتدابية قبل قيام الدولة ، وغالبيتهم من الاشكناز (يهود اوروبا ) والذين انضم اليهم لاحقا ، بعد الحرب العالمية الثانية ، اليهود الناجون من النازية ..سواءً كانوا في معسكرات الإعتقال أو حاربوا ضد النازية في جيوش الحلفاء ..وهكذا نشأت قبيلتان متناحرتان ..
"فالقبيلة البيضاء " ، هم سكان المدن الغنية مثل تل ابيب ، وهم محسوبون سياسيا على أحزاب : العمل ، المركز واليسار . بينما سكان مدن الاطراف ومدن التطوير ، فهم محسوبون على اليمين والليكود تحديدا ، وبهم "استنجد " نتانياهو يوم الانتخابات ... حينما كتب قائلا ومُخاطبا أنصاره على الفيسبوك :" حُكم اليمين في خطر . الناخبون العرب يتحركون باعداد كبيرة نحو صناديق الاقتراع ، وبباصات تمولها جمعيات اليسار " . ولم يُخيب هؤلاء ظن نتانياهو واعادوه الى سدة الحكم ، بعد أن كان قد فقَدَ الأمل ..( وستكون لنا وقفة مع تحريض نتانياهو على العرب ، وهم ، أي العرب ،يُشكلون القبيلة الثالثة الكبيرة ) .
وأثناء مناظرة في القناة التلفزيونية الثانية بين بروفسور من افراد القبيلة البيضاء وهو استاذ للإتصال في جامعة اريئيل ، البروفسور أمير حتسروني ، وبين اميرة بوزاغلو وهي صحافية من القبيلة السمراء (الشرقيين)، قال حتسروني بأن "الشرقيين " هم المُتسبّبون بفوز نتانياهو، أما المذنب الرئيسي والاساسي في الأصل ، هو دافيد بن غوريون (مؤسس إسرائيل ) الذي سَنَّ قانون العودة الذي سمح لكل من كانت أُمه أو جدته يهودية بالقدوم الى اسرائيل دون أي "فحص " .... بل ووصف في هذه المناظرة دولة اسرائيل بأنها استوعبت كل من هب ودب ، التقطت الجميع بناء على قانون العودة دون النظر الى ما يمكن أن يقدمه هؤلاء لها .. وقال مخاطبا السيدة بوزاغلو ، بأنه كان من الافضل لو بقي والداها في المغرب "وفطسوا " هناك !! فما كان من اميرة بوزاغلو إلا أن ردّت عليه قائلة ، بأن هتلر أفضل منه !!
وللتوضيح فقط ، فكلا المتناظرين صوّتا لنفس الحزب ، لكن الفجوة العميقة بينهما ، هي فجوة "عرقية " !! الأبيض مقابل السمراء ..
الأوروبي مقابل الأسيوي أو الشمال افريقي
الاشكنازي مقابل السفارادي
الشمالي (الغني ) مقابل الجنوبي (الفقير ) ...!!
لم تأتِ هذه العنصرية والقبلية صُدفة ، فقد غذّاها السياسيون وأحزابهم ، بحيث أصبح الأبيض "يسارا ليبراليا " والاسمر" يمينا عنصريا "... لكن دون ان نُعّمم على الجميع ، فالتعميم خطيئة !!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز قاسم حسن محاجنة الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 3 / 24 - 16:12 )
تحية و محبة
شكرا على هذا الذي تنقله لنا عن مجتمع بعيد علينا و بعيدين عنه
في كل مجتمع تجد الغريب ...و بالذات في مجتمع مهاجرين نحن نطلق عليه بالعامية العراقية -لملوم- اي ملتم من مناطق متفرقة مختلفة الطباع و العادات و الثقافات و الاشكال و الانحدارات
في مثل هذا التجمع القوى التي توحده قليلة او ضعيفة فلا سلطة ولا سياسية و لا طموحات و لا آمال
ربما الدين يفعل ما يمكن ان يوحد لذلك اسرائيل تلح على يهودية الدولة لأن هذا الوحيد الذي يجمع هذا -اللملوم-...أما استعارتهم للقبيلة فربما يبحثون عن شيء يلمهم كما يلجأ العربي الى قبيلته و هو شعور يدفع للبحث عن تقارب او التقاء او امان حتى لو كان بعيداً...فلم يجدوا هنا سوى لون البشرة-كيف حال الاحباش اذن-...و حتى البيضاء تتشعب للاوطان الاصلية كما اتوقع حيث الروس ربما يعزلون انفسهم عن الفرنسيين و النمساويين ينعزلون عن البولونيين
و هكذا و السمراء كذلك و ربما تنحدر حتى مستوى المدينه
الخلاصة هو البحث عن جامع في وسط لا جامع له
اكرر التحية و الشكر


2 - العزيزان قاسم و عبد الرضا
نضال الربضي ( 2015 / 3 / 25 - 06:04 )
صباحا ً معطرا ً بالحب أيها العزيزان قاسم و عبد الرضا،

يقول قاسم: -ومُصطلح القبيلة والقبائل ، مصطلح مقبول ومُتداول في لغة الحوار الإسرائيلية اليهودية ، ويُستعمل لوصف -التنوع - الطائفي بين اليهود -

و يقول عبد الرضا: -الخلاصة هو البحث عن جامع في وسط لا جامع له-

و هذان القولان هما في الحقيقة ِ قول ٌ واحد و ذاتُ التشخيص مصوغا ً بعبارتين و طريقتين مختلفتين.

و يقول علم الأنثروبولوجيا أن الجماعات البشرية كانت قطعانا ً يربط بين القطيع الواحد صلات ٌ هي: كهف المسكن، غنيمة ُ الصيد، و فوائد العمل المشترك، ثم أصبحت أشباه قُرى يربط بين سكانها: المنفعة المتبادلة و التبادل التجاري الزراعي على صغره، ثم أصبحت دولا ً يربط بينها: تاريخ مشترك لقرى كانت تتبادل بينها المنافع، و تثبيت ُ وجود و حفظ للهوية مقابل الدولة الأخرى (نوع من الهوية القومية).

أعتقد أن الارتداد اليميني نحو شكل أضيق من أشكال الهوية هو علامة أزمة يعيشها اليمين لأنه لا يستطيع تسويق أفكاره بين جميع المواطنين، بعبارة أخرى، إنه إنذار بالإفلاس!

لكن السؤال لقاسم الآن: لم لا نجد بدائل مقبولة تُفرز قيادات إسرائيلية حكيمة؟

تحياتي و مودتي!


3 - الزميل عبد الرضا الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 3 / 25 - 06:59 )
شكرا وامتنان
أحاول ان أكون موضوعيا دائما
لان الذين يكتبون عن المجتمع الإسرائيلي ،إما مادحون بمبالغة كبيرة واما ذامون بمبالغة أيضا .
خالص مودتي


4 - العزيز نضال الربضي
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 3 / 25 - 07:50 )
باقة ورد من ارض الشام اقدمها لك في موسم الربيع مع امنيات ان تبقى الورود متفتحة في النفوس عند البشر
اعتقد انك اخي الكريم انت صغت الصياغة العلمية لقولينا فشكراً لك
نعم انها ازمة وحادة جداً عندما برزت الى السطح بهذا الوضوح و هي منتقله من اعماق سحيقة في لا باطن مطلقيها
كانت بعض ارزقة و محلات بغداد في الخمسينات فيها مثل هذا التنوع كردي بانواع و تركماني بانواع و ايراني بانواع و عربي بانواع (الانواع هنا قومياً و دينياً حتى اليهودية و طائفياً وسياسياًوعشائرياً)كانت متناغمة مع بعضها في العيش الآمن و العلاقات الانسانية...لكنها انفجرت في اول محطة سياسية فبدلاً ما كان يُقال فلان الكردي احتراماً اصبح انتقاصاً و عندما كان يقال فلان العجمي-ايراني- احتراماً اصبح انتقاصاً و وصل حد الاحتراب و التقتيل والنهب و السلب و انت تسمع و ترى ما يحصل اليوم
القصد انها اليوم في اسرائيل راكدة لكن اي تنشيط سياسي مقصود لها تصل حد التقاتل لو كان هناك دول تدفع بهذا الاتجاه...فتتحول حبات الطماطة التي اشار اليها العزيز قاسم الى رمانة-قنبلة- يدوية ربما
اكرر لك التحية و الاعتزاز
دمتم بتمام العافية


5 - العزيز قاسم المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 3 / 25 - 07:53 )
اكرر التحية
المس بارتياح موضوعيتك وصدقك وحرصك فيما تطرح
في الانتخابات قبل الاخيره كتبت جزئين تحت عنوان ( الانتخابات الاسرائيلية و حركة اصابع شارون) تمنيت فيها على الزملاء هناك ان ينقلوا لنا حال المجتمع بموضوعية
اجدد شكري لك و ثقتي العالية بموضوعيتك فيما تطرح


6 - العزيز الغالي نضال الربضي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 3 / 25 - 08:17 )
صباحك فلٌ وياسمين ورائحة بيارة برتقال وحمضيات ..!!
شكرا عزيزي
الرابط الديني موجود ، لكن وكما يقول أبناء عمومتنا فإن -عفريت الطائفية - يُطل برأسه بين الحين والأخر ، وخصوصا من المُتربحين من هذا العفريت . كحزب شاس الديني الشرقي ، الذي يعزف على وتر المظلومية الشرقية (حقيقة تم التعامل مع الشرقيين بإزدراء وتحقير لفترة طويلة ) وعلى سبيل المثال لم يصل شرقي الى منصب رئيس الوزراء مطلقا ..
والمتربح الثاني هو حزب الليكود الذي يعزف على وتر التهديد من المحيط الإسلامي كداعش ، ايران ، حماس ودول الطوق العربي (طبعا لم يبقَ طوق وحينما كان ، كان زائفا ) ..
فعفريت الطائفية يظهر متى ما يريد السياسيون إخراجه !!
هناك حركات وأحزاب فوق طائفية وفوق عنصرية ، لكنها ما زالت ضعيفة او انها لا تطرح حلولا واضحة للقضايا والمشكلات السياسية ، الاقتصادية والاجتماعية .
لك خالص مودتي


7 - العزيز عبد الرضا الورد والياسمين !!
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 3 / 25 - 08:18 )
شكرا على الكلمات اللطيفة والتشجيع المتواصل .........
هههههههه

اخر الافلام

.. أوراق الجوافة..كيف تحضر مشروبًا مثاليًا لمحاربة السعال والته


.. دراسة: مكملات الميلاتونين قد تمنع الإصابة بحالة الضمور البقع




.. في اليوم الـ275.. مقتل 20 فلسطينيا بغارات على غزة| #الظهيرة


.. ترقب داخل فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية للانتخابات التشريعية




.. اقتراح التهدئة.. تنازلات من حركة حماس وضغوط على بنيامين نتني