الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ننضج بالتدرج من الإحتياج إلي التعاون ثم المسئولية

داليا عبد الحميد أحمد

2015 / 3 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ننضج بالتدرج من الإحتياج إلي التعاون ثم المسئولية
عندما نتحدث عن العطاء يرد في أذهاننا بساطة المفردات متمثلة في مسئولية عطاء الأم والأب والأجداد، ولا نفكر مطلقا في مقابل لهذا العطاء، فهو السخاء والدعم والحماية والكفالة إلي أبعد الحدود. 
وما دام يوجد عطاء سيوجد قبله إحتياج وأخذ من الطرف المستقبل، كالأبناء والأحفاد .. وسيوقف الإحتياج بمرور الوقت وإنتقال الطفل من الإعتماد علي الغير إلي الإعتماد بالتبادل .. 
وتبدأ معرفتنا الأولي بمفهوم التعاون حينما نتعامل بندية ومساواة في العطاء والإحتياج. تتوازن وتترتب مهام الحياة وتبدأ صداقتنا في الدراسة والعمل والصداقة والزواج علاقة الشراكة تكون أساس لحياة أكثر ترابط وتفاهم. وهي عكس التسلط والتبعية والإستغلال. فالعلاقات المتساوية في التكافؤ والندية لا تبني علي عطاء طرف وإحتياج طرف أخر، ولكن تبني علي العطاء المتبادل وبالتالي الإحتياج بالتبادل في أهم أمور الحياة. 
وتشبيه برصيد بنكي وحسابات، نقرب تعريف العطاء بالإيداع والإحتياج بالسحب .. وقد ينفذ الرصيد لو لم ننتبه ونكن علي إدراك بمدي ما سحبنا ولم نودع في المقابل.. وعليه تسوأ العلاقات الإجتماعية بالأنانية والسحب المستمر دون عطاء كافي في المقابل. ولن يفيد التعايش طويلا.. 
العطاء والإحتياج رفيقان دوما العلاقات الإنسانية برصيد متبادل تنمو العلاقات وتستمر، في ما هو مادي ومعنوي لا غني عنه من أقرب الناس ضابطا توازن الجانب النفسي الإجتماعي الذي يجعلنا أكثر إستقرارا وقدرة علي الحياة والعمل.
أما التعاون فهو مزيج من العطاء والإحتياج في آن واحد، هو عدم الإلغاء بل الإندماج في العمل الجماعي، هو روح الفريق والهدف الواحد، هو قدرات متنوعة متناغمة لأدوار مختلفة برؤية واحدة، هو التفاني وسط المجموع والتفاخر بإقتسام الإنجاز والتقدير.. التشارك في الحياة هو ذكاء إجتماعي و دليل علي: نضج الفرد, ورقي وتنوع المعرفة, وإحترام الآخر.
وبوجود توازن العطاء والإحتياج يكن الإعتماد بالتبادل، وما هو أقوي وهو التعاون والتشارك في العلاقات الإنسانية والعمل الجماعي، و ما هو أكثر قوة تكن المسئولية، فالشخص المسئول هو المدرك لعواقب الأمور، ومتحمل النتائج، ويقبل أن يحاسب سواء بالتقدير أو العقاب، ويوكل إليه المهام، ويقوم بها بجدارة، وهذه هي قيمة التطور الإنساني في مفهوم العطاء والإحتياج، فلا يقتصر علي المفهوم البدائي للعطف والإحسان، فيخلق مجتمع كسول ومتواكل ومشوه وعاجز، بل تتطور العلاقات لتعاون ودعم، ثم إلي مسئولية وتوكيل وحساب، فينضج الأفراد، ويرتقوا بالمجتمع بأفراد أكثر فاعلية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير