الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطار الدكتوقراطية

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2015 / 3 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أخطار الدكتوقراطية
يقول عراقي متحمس مخاطبا اصدقائه
اخواني ...
من حقي ان اخاطبكم
يبدوا ان المرحلة التي نحن فيها
لا ينفع معها محاكاة العقل والمنطق بشكل انفرادي وتذكرو ان عندما كان الضالم المستبد يحكم لم ينبذ مجتمعيا احد بيننا ولم يقاطع احد لسبب مذهبي او فكري او عرقي او قومي او لأي سبب اخر ، و لا اعتقد اليوم ان هناك فائدة تترجى من استنهاض العقل والثقافة والتربية والفكر ، فالجميع اليوم يتحدث بما يرضي العقل والثقافة والحضارة لكنه يعكسها عند ممارسة سياسة اليوم الحاضر ، واذا ما قمت بمواجهته سيقول لك مجبور بسبب الضرف القاسي الذي نعيشه .
اليوم استحوذ الاستبداد الفكري على اساس مذهبي
وطغى على العلاقات بين الناس والاصدقاء والعائلة ، واصبحت المذهبية حزب اكثر من ما هي فقه وتفسير ديني ، وكل ما تربى عليه العراقيين ايام حكم النظام السابق لسنوات طوال في الدكتاتورية اصبحت مسخرة لسلوك اليوم بلباس ديمقراطي ، فهي اليوم اكثر فاعلية وطورت لتكون دكتاتورية مذهبية ودينية وسياسية وعرقية واثنية وقومية ، حتى اصبحت الدكتاتورية في العراق ارقى دكتاتوريات العالم على مر التاريخ ، واود ان اذكر اني و برأيي الشخصي ان ذلك ليس غريب من العراقيين فهم متميزون في الابداع .. فكل ما يتخذوه لخصوصياتهم يطوروه الى اعلى ما يمكن للبشر ان يصلوا اليه لذلك تجد الدكتاتورية في العراق وصلت الى اعلى مراتبها واحيانا تسمى الدكتاتورية الديمقراطية وتختصر دكتوقراطية
ويبدو ان اسباب ذلك كثيرة ومتنوعة اولها الاحقاد التي فعلت فعلها ، وما كان يعيشه العراقيون من امن وسلام وطيبة ذهب مع الريح ، وهو امر متوقع مقابل السلطة والمال والجاه الذي ينزع من اجله الناس لباسهم وافكارهم وحتى مذهبهم وايمانهم الديني والفكري ، والتاريخ مليء بأمثلة لمثل هذه الامور ، لهذا نقول رغم قساوة الحالة ، ان في المنظور الحالي ، ورغم قساوة الموضوع ، لا فائدة من الاصلاح على مستوى الافراد والجماعات ، فالمشكلة اكبر بكثير وتغلغلت في المجتمع بكل اطيافه ومكوناته ،
كثيرين بين ليلة وضحاها اصبحو بحال غير الحال في الجاه والسلطة والقوة والمال مع عيب مضاف وخطير اسمه قصور فكري في استيعاب هذا التغيير ، فيبدأ القلق والخوف من فقدان هذه المكاسب ، ونتيجة فهمه للحياة بهذا القصور مع هذا القلق والحرص ، يزداد الخوف الذي يدفعه لسلوكيات وممارسات تسبب الضرر الكبير في البنى الاساسية للعلاقات الاجتماعية بين الافراد والاصدقاء والعوائل و سيظن ان من لا يطابق تفكيره ومعتقداته سيكون من ملة اخرى عدو له حتى لو كان اقرب الناس له ، واذا ما واجهته بالدلائل والاثباتات المسندة لفساد النظام الذي يدافع عنه سيتحول الى حجج ومبررات ويزداد عدوانية ، مع اعتبارات ان المذهب الديني اصبح حزب. وهذا ما يدفع الكثيرين الى التحول عن مذهبه الديني او الفكري ليعيش ويتنعم بخيرات اصحاب المذهب الثاني الذي انقلب الى حزب.
هذه الاشكاليات لها اضرار كبيرة في النظم والبنى الاجتماعية في المجتمع خصوصا المتداخلة مذهبيا ودينيا كما في مجتمعنا العراقي حيث ان التداخلات الاجتماعية للعوائل ستكون عرضة للتفكك واثارة الاحقاد واثارة النعرات الطائفية التي بدأت تتأكل بسببها كل الروابط الجميلة ، وتموت معها المحبة والآلفة والتسامح ويحل محلها ما يغضب الله ، لذلك على المجتمع الانتباه ومحاربة هذه الظواهر وتربية ابناءهم على محاربتها منذ الصغر ، والله لطيف بالعباد.
رياض محمد سعيد/28-اذار-2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيدة انتصار السيسى تهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بحلو


.. تكبيرات العيد في الجامع الازهر في اكبر مائدة إفطار




.. شاهد: في مشهد مهيب.. الحجاج المسلمون يجتمعون على عرفة لأداء


.. 41-An-Nisa




.. 42-An-Nisa