الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكرك يشفي جسدك

ماريا خليفة

2015 / 3 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تعلّمنا على مرّ العصور أّن الجراثيم تسبّب لنا الأمراض. وفي حين أنني أؤيّد بالتأكيد المحافظة نظافة أغراضنا ومنازلنا وأجسادنا، إلى أنني لا أقوم شخصياً بذلك بدافع من خوفي من الجراثيم بل لأن النظافة جعلني أشعر بالراحة. إذا سبق أن أجريت بحثاً في موضوع الجراثيم، فلا بدّ أنك اكتشفت أنك دخلت إلى ميدان يسيطر عليه الشعور بالرعب. أعرف طبعاً أن الجراثيم موجودة بالفعل، غير أنني لست مقتنعة أبداً بأنها تلك العفاريت التي تلاحقنا كما صوّروها لنا، وإلّا لكنّا كلّنا مرضى كلّ الوقت، أليس كذلك؟
إذا وظّفت بعض المنطق في أيّ موضوع تبحث فيه، فستتجلّى أمامك حقيقته الكاملة. وأنا آمل أن تكون نظرتك إلى الجراثيم قد تغيّرت. لكن ما الذي يسبّب لنا المرض غير الجراثيم وما الذي يبقينا بصحّة جيّدة أو يشفينا؟

التوتّر، الانفعالات، الصراعات، القلق، الخوف، الشكوك، خيبة الأمل، العجلة وتحطّم القلب وغيرها من العوامل المشابهة تشكّل بعض أسباب المرض. إنّها أسباب عقليّة وهي تتشكّل في أذهاننا بواسطة التفكير ولا يمكن الشفاء نهائياً من أثرها، أي من المرض، قبل معرفة سببه الحقيقي.
الأدوية والوخز بالإبر والضمادات والعلاجات والتركيبات العشبيّة والتدليك، كلّ هذه العلاجات تعالج الجسم ولكنّها لا تعالج السبب الرئيسي، أي التفكير الذي سبّبها. قد تمنحك هذه العلاجات بعض الراحة مؤقتّة لأنّك تعتقد أنّها ستريحك، ولكن، من جديد، فكرك هو الذي يحدث هذا التغيير وليس الدواء، أو الوخز بالإبر أو الأعشاب، إلخ...
لكلٌّ منّا طريقته الخاصّة في التفكير، ولأنّنا تعلّمنا التركيز على الأثر (أجسادنا) نصرف النظر ببساطة عن السبب (تفكيرنا). أنت قادرٌ على تغيير ذلك. هذا أحد أهم أنواع التغيير التي ندرّب عليها في "معهد التدريب على التغيير". فعندما تصبح شخصاً يركّز تفكيره على داخله، وتراقب ما تفكّر به مقابل ما يجري في جسدك، تصبح قويًّا وقادراً على الشفاء بكل بساطة من خلال تحسين نوعيّة تفكيرك.
على الرغم من التجارب التي خضتها في حياتك، تبقى الإيجابيّة بذاتها جوهر الحياة. حين تتأمّل هذه الإيجابية، وتبذل قصارى جهدك لتلائم تفكيرك معها، أي بتعبير آخر، أن تجعل تفكيرك يعكس نسبة عالية من الأفكار الإيجابية، عندئذٍ سيتمتّع جسدك بالصحّة التي كان من المفترض أن يتمتّع بها بحسب الخطّة الإلهية. وإن بدا هذا الأمر بسيطاً لدرجة لا تُصدّق، فإليك نصيحتي: لا ترفض هذه الفكرة قبل أن تجرّبها بنفسك.
• فلنجرِ اختباراً صغيراً يساعدك على أن تحدّد ما إذا كان ما أقوله هنا صحيحاً أو باطلاً. فكّر في أمر تريده بشدّة. دوّنه على ورقة. ثمّ دوّن كلّ مخاوفك من عدم قدرتك على الحصول عليه وكل الشكوك التي قد تمنعك من امتلاكه. الخوف والشكّ هما الحاجزان الوحيدان اللذان يقفان في وجه حصولك على ما ترغب فيه بشدّة، لذا من الحكمة أن تكتشفهما في البداية لكي لا يؤثّرا في عملية حصولك على ما تريد.
• بعد إسكات الشكّ والخوف، ابدأ بالتفكير في الأمر الذي ترغب به بشدّة وتصوّره في عقلك بكلّ تفاصيله. اطرح على نفسك أسئلة عدّة بشأنه لتجعله صورة واضحة وقويّة. ثمّ توقّع ظهوره. لكن إنتبه إذا اخترت أمراً كبيراً كالحصول على ملايين الدولارات، فلن تتمكّن من تبديد مخاوفك وشكوكك. لذا ابدأ بخيار أكثر بساطة.
• وظيفتك هي إقناع نفسك بأنّ ما تريده سيظهر في حياتك. ابدأ بالبحث عنه وتوقّع حدوثه. واعلم أنّك ستعرف عندما يحدث. وعندئذٍ ستتأكّد من أن عقلك هو الذي أحدثه. وحين تحقّق ذلك مرّة، تستطيع تحقيقه مرّات عدّة.
اعلم أنّك في هذا الاختبار تركّز على مر الإيجابي أي على رغبة إيجابية نبعت من داخلك ثمّ تجلّت في عالمك الخارجي. وفي تجربتك اللاحقة، اختر أمراً يتعلّق بالصحّة. هل أنت مصاب بمرض مزمن؟ أتتوقّع أن تصاب بمرض وراثيّ؟ هل يمكنك أن تغيّر هذا التوقّع لأنّك أصبحت تدرك الآن أنّ توقّعك نفسه يسبّب المرض وليس بعض الجراثيم أو الحالات الوراثية؟ أنت المسؤول عن صحّتك ويمكنك الاستمتاع بصحة مثاليّة عندما تفهم هذه الحقائق.
عندما لا يكون عقلك بحالة سلام، حين تتأجّج فيك الإنفعالات، وتشعر بالخوف، والتّوتر، ويبادرك الشك، إلخ.، سينتج عن ذلك حالات صحّية تسبّب الألم. من الحكمة أن تبقي عقلك في حالة سلام، وتركّز على الإيجابية وتستمتع بصحّة جيّدة نتيجةً لذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب