الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطرف الفطري

محمد ابداح

2015 / 3 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يتبنى المفكرون والفلاسفة ومنظّري علم الإجتماع أية قواعد مُنشئة للقيم الإنسانية ، وإنما تناولوا المعايير الأخلاقية المحددة للقيم الإنسانية وخصائص تلك القيم ، دون التطرق لعوامل بناء القيم لذا فمن وجهة نظرنا تبنى القيم الإنسانية على عاملين أساسيين ، وهما العوامل الفطرية والمكتسبة ،أما العوامل الفطرية، فتشمل العوامل الموجودة بفطرة الإنسان الطبيعية والتي خلقه الله بها، كالغرائز الفطرية مثل الجنس والبقاء والدفاع عن النفس، والمشاعر الطبيعية كالخوف والحب والكره وغيرها، فالعقل البشري بفطرته الطبيعية قادر على تحليل المواقف، واستنباط القيم التي يمكن أن يتبناها لنفسه.
ولطالما ارتبط الحديث عن طبيعة الفطرة الإنسانية بالأمور الجيدة والأخلاق الحميدة، بل أن الإيمان الفطري لدى أتباع الديانات السماوية بوحدانية الله وعبادته، هو أمر فطري وطبيعي وليس مصطنعاً، بخلاف مايدّعيه البعض بأنّ المُعتقد الديني ، قد صنعه الإنسان بنفسه سداً للفراغ الروحي أو استغلالاً لبعض الفئات من بني البشر، وبالتالي فكلّ المعتقدات الدينيّة ليست سوى أفكار ومعتقدات وضعية، وفي الحقيقة لم أجد أي إشارة للفطرة الإنسانية من بين الكتب السماوية سوى في القرآن الكريم ، حيث أن الآيات القرآنية الدالة على الفطرة الإنسانية كثيرة ومتعددة ، فقد استخدم القرآن الكريم كلمة الفطرة في قوله تعالى: (فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ)(1) ، كذلك في قوله تعالى : (فَأقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَت اللهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ)(2)، فقد أشار الله تعالى في الآية إلى الخصوصية الأوّلى باستخدامه لفظ فَطَرَ وإلى الخصوصية الثانية باستخدامه لفظ الناس الشامل لعموم الناس، وكذلك فو قوله تعالى : (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ)(3) ، أي أن الإنسان بفطرته يعلم بوجود الله ، وهذه هو ما أشار إليه النبي عليه الصلاة والسلام ، بقوله : (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ)(4)، كذلك كنت قد وجدت في كتاب الإنجيل ماقد اعتبره - من وجهة نظري- إشارة للفطرة الإنسانية، وذلك من خلال وصف الرسول يوحنا لليسوع عليه السلام (فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس )(5)، بمعنى أن الحياة الفطرية بكل ما تحويه من خير للبشرية تتجسد في نور السيد المسيح عيسى بن مريم ، بصفته إلهاً وليس بشراً ، وهذا الأمر مختلفاً فيه حتى بين أتباع المسيح نفسه كما سيظهر معنا لاحقاً، أما فيما يخص معنى الفطرة لغة فهي بمعنى الخلق والإيجاد( 6)، وأما اصطلاحاً فهي مجموعة من الصفات والقابليات التي تُخلق مع المولود، ويتّصف بها الإنسان في أصل خلقته سواء القابليات البدنية، أم النفسية، أم العقليّة(7 )،وتتميّز الخواص الفطرية لدى الإنسان بأنها توجد بشكل طبيعي أي غير مُكتسب، فالمعارف الفطرية الإنسانية، عبارة عن الخصائص والصفات غير المكتسبة، بل تكون لازمة لخلقة الإنسان، وتكون مرافقة له منذ بداية تكوّنه ووجوده بشكل طبيعيّ، ولهذا قد تسمّى طينة الإنسان التي جُبل أو فُطر عليها .
كما تتميز الخواص الفطرية أيضاً بوجودها عند كافة البشر دون استثناء، لأنّها- كما ذكرنا سابقاً- أنّها من الأمور الطبيعية التي توجد مع الإنسان منذ بداية خلقه، وعليه ليس ثمة استثناء فيها بل هي عامّة وشاملة، فكلّ شعور عام ومشترك لدى الإنسان قد يُعد أمراً فطرياً، أمّا إذا كان غير شامل لجميع الأفراد أو كان متصلاً بما يكتسبه الإنسان بالتعليم والخبرة أو التلقين فلا يكون فطرياً .
غير أن هذه المعارف الفطرية مشترطة بأمور خاصّة، فالميول الجنسية لاتظهر عند الإنسان الطبيعي بشكل فعّال إلاّبعد البلوغ ، وحتى وإن وقع البلوغ فلا تكون تلك الفطرة طبيعية بحالة المرض مثلاً ، وكذلك الأمر في جميع الأمور الفطرية فهي ليست مطلقة بل مقيّدة بشروط خاصّة، كما تقدم الذكر، لذا فإن عدم تحقق شروط تفعيل الفطرة الإنسانية ، لا يعني بالضرورة أنّها ليست فطرية ، وهذا أمر هام جداً لتفسير العديد من الحقائق المتعلقة بالعلوم الإنسانية الأخلاقية ، كما في فطرية التديّن والتي تعني أنّ الإنسان خُلق بحسب البناء الروحي والفطرة الذاتية محتاجاً ومريداً لله، وقد جعل البحث عن الله وعبادته حاجة وحسّاً أصيلاً في طبيعة البشر ، لذا نرى الإنسان منذ القدم قد أظهر ولاءه لقوة خفية أو ظاهرة ، أطلق عليها إسم الإله ، وعبدها وتقرّب منها ، وتفنن في تقديم القرابين لهاً ، طلباً لرضاها وعطفها ، والأدلة التاريخية والحضارية حول هذا الأمر عديدة ومتنوعة .
وعليه فإن إثبات فطرية التديّن وخصوصاً لمن لايؤمنون بالأدلة القرآنية والأحاديث النبوية الخاصة بهذا الشأن، قد يحتاج بالضرورة لأثبات أنّ الإنسان بفطرته وحدها يدرك وجود الله ويشعر بحاجته إلى عطفه ومساعدته، وبأن هذا الإحساس هو فطري بالأصل ، ولم ينتج عن التلقين أوالتعليم من قبل أصحاب المذاهب الوضعية والمعتقدات النفعية ، ولذا فمن نافلة القول التذكير ببعض أقوال أهم علماء علم الإجتماع الإنساني المعاصر، يقول اليكس كارل :(الإنسان كما يحتاج للماء والأوكسجين هو محتاج لله أيضاً) (8)، كما إنَّ يونغ تلميذ فرويد المعروف وهو أحد علماء علم النفس المعاصرين كان يعتقد بأصالة الحسّ الدينيّ في عمق وجدان البشر، ويرفض نظرية أستاذه المبنية على أنّ الإحساس الدينيّ هو ماديّ، لذا يقول يونغ: ( إذا اطّلعنا على الأمم السابقة فإنّنا سنجد أنّ الإنسان لديه غريزة التديّن وأنّ هذه الغريزة تؤثّر فيه بقوّة كتأثير غرائزه الجنسية)(9)، وعليه فإن إنّ الحسّ الدينيّ هو أحد عناصر الروح الإنسانية الطبيعيّة وأكثر أقسامها أصالة بالنفس البشرية وهو قيمة إنسانية هامة (10)، إذاً، ليس ثمة أيّ شكّ في وجود حسّ التديّن في الإنسان، وحتّى الماديّين لا ينكرون ذلك ، ولكنّهم لايعتبرون التديّن حساً أصيلاً ، بل هو عائد للتلقين ، وعليه فإنّ الأساس في إثبات فطرة التديّن في الإنسان هو حقيقة أنّ هذا الحس فطريٌ وطبيعي وليس مكتسباً.
ومن هنا نخلص لنتيجة هامة وخطيرة، وهي أن الفطرة الإنسانية والتي تميل بطبيعتها إلى التدّين ، هي تميل بطبيعتها أيضاً إلى الكمال ، بحيث أنّ الوصول للكمال في كل شيء هو من الأمور الفطرية التي جُبلت عليها الهندسة الفكرية لبني البشر بأكملها دون خلاف بين كافة الفئات البشرية على خلاف معتقداتها وثقافاتها، ولا شيء من العادات والتقاليد والأخلاق والمذاهب عبر العصور، قد نقضت هذه الحقيقة أو أحدثت فيها خرقاً ولو كان ضئيلاً، وهي فطرة التوق للكمال، وإنْ بحثت في جميع المراحلّ التي مرَّ بها الإنسان، واستنطقت كلّ فرد من أفراد كلّ طائفة من الطوائف والملل تجد هذا الأمر قد جُبل في طينتهم، وتجد قلوبهم متوجّهة نحو الكمال، بل إنّ ما يحرّك الإنسان ويدفعه في سكناته وتحرّكاته، وكل هذا العناء والجهود المضنية التي يبذلها كلّ فرد في مجال عمله وتخصّصه، إنّما هو سعيه للكمال، على الرغم من وجود الاختلاف بين الناس في تشخيص الكمال، وفي أيّ شيء يتحقّق، فالكلُّ يجد الكمال في معتقده الذي تبناه، فيتوجّه إليه ويطلبه قلباً وروحاً.
وعليه فيمكن القول وبكل موضوعية، بأن الفطرة البشرية بطبيعتها تميل بالإنسان نحو التطرّف فكرياً وسلوكياً ، بهدف حماية مكتسباته المادية والفكرية ، علماً بأن التطرّف في مقاييس القيم الأخلاقية يُعدّ شراً وليس خيراً مهما بلغ سموّ ونُبل الهدف نفسه ، لذا ففي ظل الإجتهادات الفكرية المتطرفة ، قد يعمدُ الإنسان إلى الإدّعاء أو حتى التوهّم في وجود أشياء غير حقيقية ، بهدف تحقيق مسعاه ، لذا فإن الكذب والنفاق والإيذاء وحتى القتل ، فضلاً عن كل ما قد يُفسّر من سلوكيات متطرفة مبنية على القيم الدينية أو الفكرية أو الثقافية أوالإجتماعية باعتبارها شراً ، هي في النهاية ليست سوى سلوكاً بشرياً فطرياً ، وهي سلوكيات يصعب احتواءها والسيطرة عليها إلا من خلال التوعية السليمة والبعيدة عن التطرف الفكري والمذهبي .
لذا يجب الإعتراف بأن التطرف الفقهي والفكري الذي يبديه معظم فقهاء الأديان بمرور الوقت ، قد بات بمرتبة صكوك الغفران والتي قدمتها كنائس أوروبا، لمقاتلي الحملات الصليبية، في حروبهم القيمية والدينية ، ضد العالم الإسلامي بالعصور الوسطى ، وقد أدت تلك الحروب الدموية لكوارث مدمّرة وخسائر بشرية ومادية هائلة بين الطرفين ، وكان من نتائجها تزايد أصوات النخب الثقافية في أوروبا والمطالبة بفصل الدين عن الدولة، وقد تحوّلت تلك المطالبات إلى شعبية، فتم عزل الكنائس عن التدخل في سياسة الدولة ، وفي ذات السياق، قام رجال الدين اليهود بادّعاء وعود إلهية ونسبها إلى التوراة والتلمود، وهي موجهة إلى كافة المؤمنين اليهود والذي ينبغي عليهم قتل الكفار وكل من لايدين باليهودية: ( أن الجنة مأوى الأرواح الزكية لا يدخلها إلا اليهود، والجحيم مأوى الكفار، ولا نصيب لهم فيه سوى البكاء)(11) ، ومن منظور الذهنية الطائفية المعيبة ، فإن كافة الأعراف المحلية والمستندة للإجتهادات المذهبية، هي معيار أساسي لتحديد القيم ، فضلاً عن وضع قوائم للجرائم والعقوبات ، وهنا تحديداً لا بد من التأكيد على أنّ التطرّف المذهبي قاصر عن تأمين الحلول العملية المعتدلة ، لذا يتم اللجوء إلى أدب المناقب التاريخية واستحضار الإنجازات القديمة ، الأمر الذي يتطلب سلاحاً نقدياً لاذعاً ، بل وقائماً على المسلمات والغيبيات والذي يقدّم في النهاية حلولاً متطرفة.
أما العوامل المكتسبة، فتشمل القيم المتكونة نتيجة الخبرات المتراكمة للإنسان ، كالقيم الإستراتيجية المتعلقة بالإقتصاد والمال والصناعة والأمن والغذاء والصحة والتعليم والبيئة والقوانين ، وهي تشمل أيضاً قيماً إنسانية متعلقة بتطور القدرات الغريزية لدى الإنسان للبقاء على قيد الحياة، وكذلك القيم الخاصة بالمعتقدات الدينية ، فالإنسان بفطرته كان يعتقد بوجود إله يُدير شؤون الكون الواسع ، لذا عبد الشمس والقمر والنار والأصنام بفطرته وحدها، لكنه لاحقاً عبد الله وحده، وبعد نزول الأديان السماوية ، اكتسب قيماً جديدة عن مفهوم العبادة من خلال دعوة الأنبياء لعبادة التوحيد وتقديمهم الأدلة والبراهين العقلية والمادية ، كالمعجزات النبوية، بهدف إقناع البشر في إتباع الأديان السماوية الجديدة .
والجدير بالذكرأن القيم الإنسانية الفطرية كغريزة البقاء، والشعور بالخوف والأمان، تساهم في توجيه سلوك الإنسان ، بشكل يؤدي إلى خلق قيماً إنسانية مكتسبة ، فالطفل يشعر بالأمان في حضن أمه أو أبيه لكن بعد أن يستقلّ بحياته ، يبدأ بالبحث عن بدائل أخرى تشكل لديه قيماً جديدة للشعور بالأمان، فالبعض قد يرى الأمان في اتخاذ صديق قوي أو مجموعة من الأصدقاء ، وآخر يرى الأمان في شراء قطعة سلاح والإحتفاظ بها معه أينما ذهب، وقد يرى آخر الأمان في الوحدة وانعزاله عن الناس ، وغيره قد يكون قوياً بذاته ولكنه يرى الأمان في الحب فيتخذ عشيقة ، وهي كلها بلا شك قيم مكتسبة نتيجة الظروف المتغيرة التي يمر بها الإنسان ، كذلك فيما يتعلق بالمجتمع فإن الإنسان يتأثر ويتفاعل بسلوك وثقافة المجتمع الذي يعيش في وسطه، بما يحتويه من نظم وأعراف وعادات وتقاليد متبعة، تساهم في تحديد المفاهيم والقيم في تلك المجتمعات .
ويمكن القول بأن العوامل الفطرية والمكتسبة هي العوامل المنشئة للقيم ، أما القيم الإنسانية بحد ذاتها فهي المعايير التي يتم بموجبها وضع تلك القوانين ، نظراً لكونها معايير يتخذها الإنسان للحكم على طبيعة الأشياء وتفسيرها، أي للفصل بين الشر والخير، والنفع والضرر، لكنها رغم ذلك تبقى معايير مجردة وذات خصائص عامة، فعلى سبيل المثال تعد المشاركة بجنازة شخص ما، من السلوكيات المعيارية العامة، لأنها تعكس قواعد قيمٍ أخلاقية عامة كالمواساة والدعم من الاصدقاء والعائلة ، ولكن طرق ومراسم الدفن هي قيماً خاصة بكل طائفة وفق معتقداتها الدينية والفكرية ، وهذه القيم الخاصة هي التي تحدد الكيفية التي يتم من خلالها النظر للأمور والحكم عليها، كما أن رفع العلم الوطني لأي دولة في العالم يشكل قاعدة عامة ، لكن النشيد الوطني المصاحب لرفع العلم يعكس قيمة وطنية خاصة بشعوب الدول المختلفة وحدها.
وعليه فإن الثقافات والأيديولوجيات المختلفة تعكس بالضرورة قيماً مختلفة، وعلى مر العصور تشكلت قيم وتطورت وتعدلت بفعل المتغيرات الثقافية والدينية، بل واندثرت قيماً وظهرت أخرى لتحل مكانها ، ويبدو أن معايير القيم الإنسانية تتغير باستمرار وتفرض نفسها بقوة أحياناً، لدرجة أنها قد تؤثر في المعتقدات الفكرية والدينية ذاتها ، فالبشر يشاركون في الثقافة ويتبادلون المعرفة، حتى لو كانت القيم الخاصة لكل مجتمع لا تتفق تماما مع بعض قواعد القيم المعيارية لمجتمع آخر ، كما في حالة العقوبات مثلاً، وهذا يعكس قدرة البشر على تجميع واستخلاص قيماً إنسانية جديدة من ثقافات فرعية متعددة ومتباينة.
فإذا كانت القيمة الإنسانية تشكل صراعاً بين طائفتين إجتماعيّتين ، فالقاعدة المعيارية الأصلية لكل قيمة قد تنفّذ بطرق أقرب إلى نظرية الإنتخاب الطبيعي في الكون، فعلى سبيل المثال، يُعد صدور قوانين منح حق اللجوء الإنساني في بعض الدول الأوروبية ، نتيجة تطور القواعد المعيارية العامة والمحددة للقيم الأخلاقية الخاصة بمجتمعات تلك الدول ، والتي أدت في النهاية لصدور تلك القوانين، علماً بأن تطور مثل تلك القيم الإنسانية، حدث في دول ذات أنظمة علمانية ، والتي تعد من وجهة نظر الإسلام دول كفر!، في حين لايمكن لأي دولة عربية مسلمة أن تمنح حق اللجوء الإنساني وما يتبعه من حقوق إنسانية أخلاقية متعددة ، كمنح الجنسية والمواطنة لأي شخص لاجيء تقطعت به السبل، وبالمناسبة أغلب اللاجئين الذين نتحدث عنهم ، هم من الدول العربية والأفريقية، نظراً لأن قواعد القيم الإنسانية المعيارية في تلك الدول العربية ببساطة لم تصل بعد لمرحلة متطورة فكرياً ، وربما يكون التطرف الديني والفكري والمذعبي في الدول العربية، وما ينتج الآن عنه من كوارث اجتماعية وصراعات دموية خطيرة ، يساهم أخيراً في خلق قواعد معيارية جديدة أكثر إنسانية، ثبت بأن القيم الإنسانية الحقيقة ، تكمن في مدى نجاح الإنسان بالتحرر من رغباته المادية الخاصة.
المحامي محمد ابداح
الهوامش
______________
1- سورة الروم ، الآية 30 .
2 - سورة الحج ، الآية 31 .
3 - سورة لقمان ، الآية 25 .
4 - صحيح البخاري رقم الحديث 1276 ، وكذلك صحيح مسلم /4809.
5 - إنجيل يوحنا 4:1 .
6- لسان العرب لا بن منظور ، تعريف كلمة فطرة ، ط1 ، ص 315، جمال الدين محمد بن مكرم ، دار الفكر، بيروت 1989م.
7 - القيم السلوكية في التربية ، د. محمود عطا، مرجع سابق ، ص 62 .
8- ألكس كاريل (Alexis Carrel) طبيب فرنسي ، ولد في باريس عام 28 يونيو 1873 وتوفي في 5 نوفمبر 1944، حصل على جائزة نوبل في الطب عام 1912، ومن أهم مؤلفاته في علم الإجتماع، الإنسان ذلك المجهول عام 1935م، حيث يقول في مقدمة كتابه : لست فيلسوفاً، ولكنني رجل علم فقط، قضيت الشطر الأكبر من حياتي في المعمل أدرس الكائنات الحية، والشطر الباقي في العالم الفسيح أراقب بني الإنسان، واحاول أن أفهمهم، ومع ذلك فإنني لا أدعي أنني أعالج أموراً خارج نطاق حقل الملاحظة العلمية .
9- كارل جوستاف يونج Carl Jung))، 1875م-1961م ، هو عالم نفس سويسري ومؤسس علم النفس التحليلي .
10- الإنسان ذلك المجهول ، ألكسيس كارل ، ترجمة عادل شفيق، ط1 ، ص 22 ، الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة ، دون سنة طبع.
11- سفر دانيال 21/2.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah