الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدلية القومية والمواطنة ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 4 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


جدلية القومية والمواطنة ..!!
إن أحد الطقوس الإحتفالية الكُبرى التي تجري في إسرائيل ، من بين طقوس أُخرى كثيرة ، هو طقس إداء أعضاء الكنيست المنتخبين لليمين القانونية أمام الكنيست وبحضور رئيس الدولة وبعض الرسميين . وجرت العادة أن يُقْرأَ نص القَسَم ، ويُنادى على كل عضو كنيست بإسمه ، ويُطلب منهُ أن يقول " ألتزمُ أنا " ،ونَصُّ القَسم هو كالتالي : " ألتزم بالإخلاص لدولة إسرائيل ، وبأن أؤدي بإخلاص رسالتي في الكنيست". وللتوضيح فلا يستطيع أي عضو كنيست أن يُباشر مهامه دون تأدية هذا القسم .
ولقد شكّل هذا القسم عائقا أيديولوجيا أمام البعض من اعضاء الكنيست ، وليس لاعضاء الكنيست العرب فقط ، فاليهود المتزمتون أعضاء قائمة "يهدوت هتوراة " الإشكنازية (الغربية ) ، والذين لا يُؤمنون إلا بسلطة التوراة وبسلطة دولة الشريعة ، يجدون صعوبة في هذا القسم (وأثار أحدهم ضجة في فترة قديمة سابقة ، حين أعلن بأنه لم يُقسم على الولاء للدولة ..)!!
وهذه القائمة لا يُشغِلُ أعضاؤها منصب وزير ويكتفون بمنصب نائب وزير وبصلاحيات وزير كاملة مكتملة ، كنوع من التحايل "الإفتائي الديني " ، إذ لا يُعتبر نائب الوزير ،من وجهة النظر الدينية ، شريكا مباشرا في الحكم ، لذا فهو لا "يعتدي " على النصوص الدينية ، التي لا تعترف بالدولة المدنية ، بل تعمل كل ما في وسعها من أجل تطبيق الشريعة اليهودية .
كما أن هناك مجموعات يهودية متزمتة كحركة "ناتوري كارتا" (يعني : حماة الأسوار ) لا تعترف اصلا بدولة اسرائيل ، وتعتبر قيامها "تعديا " على المسيح المنتظر (اليهودي ).
لكن ما دفعنا للكتابة في هذا الشأن ، هي الضجة التي أثارها البعض ، حول بقاء أعضاء كنيست عرب في القاعة ،بعد إنتهاء طقس تأدية القسم ، ووقوفهم أثناء عزف النشيد الوطني الإسرائيلي "نشيد هتكفا " أي الأمل ، والمقطع الموسيقي أو اللحن لهذا النشيد ، مأخوذ عن سمفونية "وطني " للموسيقي التشيكي الكبير بيدريخ سميتانا .
ثارت في وسائل الاعلام ضجة كُبرى وتحديدا ضد عضوين من الجبهة الديموقراطية (ايمن عودة وعايدة سليمان (زميلتنا في الحوار ) وعضو الكنيست السعدي ، والذين لم يغادروا قاعة الكنيست عند عزف النشيد.
أعتقد جازما بأن الثلاثة ، لا يتفقون مع كلمات النشيد ، وبقاؤهم لا يعني بأنهم راضون كل الرضا عن التمييز اللاحق بالاقلية الفلسطينية من مواطني دولة اسرائيل ، ولم يُصبحوا بين ليلة وضُحاها "يهودا صهاينة " ..
فالقاصي يعلم قبل الداني ، بأن نشيد هتكفا ، يتجاهل ال 20% من المواطنين ، وهو يتحدث فقط عن النفس اليهودية الهائمة في البحث عن وطنها التاريخي في ارض الميعاد . ونشيد هتكفا لا يذكر في ثنايا كلماته ، لا فلسطين ولا شعبها ... وقامت محاولات ومطالبات بإضافة بعض الابيات على النشيد ليُصبح ممثلا لجميع مواطني الدولة ، لكن هذه المحاولات والمُطالبات باءت بالفشل .. كما هو مُتوقع طبعا ..
هذا الجدل أو الغضب من وجهة نظري هو مُجرد صًراخ للمُزايدة فقط .. فأعضاء الكنيست الذين غادروا القاعة إحتجاجا على "النشيد الوطني" الذي لا يُمثلهم ( وهذا صحيح ) ، لكن ومع حبنا واحترامنا الشديد لهم ، فقبل قليل فقط من مغادرتهم القاعة أقسموا أو التزموا بالاخلاص للدولة ....!! والدولة هي مؤسسات ورموز ... أليس كذلك ايها السادة ؟؟!!
أما لماذا قرّر من قرّر المغادرة أو البقاء ، فهذا ليس من شأني بتاتا .. بل هو شأنهم الشخصي فقط ، لكن هذا لا يجعلهم أقل وطنية من الآخرين إطلاقا ..
نُريد كناخبين منكم أن تؤدوا رسالتكم بإخلاص ... وعلى الأقل أن تضغطوا لإزالة الظلم اللاحق بالاقلية الفلسطينية من مواطني دولة إسرائيل ، ونريد منكم أن تُدافعوا عن الضعفاء والمظلومين دون النظر الى الانتماء القومي لهم ولمظلوميتهم ... نتوقع منكم أن تكونوا مثالا في الدفاع عن الديموقراطية والحريات العامة للجميع .
وليقف من شاء عند سماع النشيد وليغادر من شاء كذلك ..!!
لكن شيئا واحدا لن نتخلى عنه ، وانتم ايضا معنا ، وهو بأن هذا وطننا ونحن مواطنون في الدولة بلا مِنَةٍ من أحد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوراق الجوافة..كيف تحضر مشروبًا مثاليًا لمحاربة السعال والته


.. دراسة: مكملات الميلاتونين قد تمنع الإصابة بحالة الضمور البقع




.. في اليوم الـ275.. مقتل 20 فلسطينيا بغارات على غزة| #الظهيرة


.. ترقب داخل فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية للانتخابات التشريعية




.. اقتراح التهدئة.. تنازلات من حركة حماس وضغوط على بنيامين نتني