الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التدين هروبا ..

داليا عبد الحميد أحمد

2015 / 4 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لا يمكن أن يكون ما نراه بالشئ الحميد، الذي نستحسنه ونتركه ينتشر، وكأنه لا يضر بل ينفع. ما هذا التدين الشكلي للهرب من المواجهة والعمل والمسئولية؟! .. وصولا للإهمال والجهل ونمو الكراهية.
فمن يريد التعمق في الدين، لا حاجة له أن يظهره شكلا في الملبس والمظاهر السطحية دون الجوهر، ويلقب بألقاب مقدسة... فعلاقة الفرد بربه شأن خاص .. وما هو مطلوب من الجميع جودة العمل، وإحترام الآخر، بغض النظر عن دينه. 
فالتدين بإظهار طقس، وصورة الدين للآخريين لغرض ما، وبالتناقض مع الجوهر، أصفه هروب من الواقع، فليس تعبير عن حكمة وصلاح وهداية وتقرب للخالق، وإنتشاره والدعوة له، تعد سببا رئيسيا لإنهيار ما نفسي وإجتماعي فردي وجماعي، ونتيجة حتمية لسقوط العديد من أفراد المجتمع مسممين بالهروب ...
وسأعرض ببعض التوضيح أنواع التدين الشكلي هروبا علي مر الأزمنة وإختلاف الأماكن:
-التدين هروبا من مواجهة أزمة سياسية ضد المعارضة، فلحشد الجماهير، ليس هناك أسهل وأسرع من الإلتجاء إلي عداوة الأخر، وكراهيته بإستخدام الدين، فنجد صبغة التدين هي قناع السياسي المحتال، وأيضا بشكل عام، يحتاج الدكتاتور لرجل الدين، لفرض سيطرته، والتحكم المطلق الأبدي في شعبه.
-التدين هربا من مواجهة أزمة إقتصادية، فالفقراء يتدينون أسرع من الأغنياء، يغيبوا ويرهبوا بما بعد الموت، ويجمعوا الحسنات بالتركيز علي طقوس التعبد، والبعد عن الإستمتاع بالحياة، لفشل مالي فيها، ورسم الرضي، وقبول الحال، علي إعتباره قضاء الله وقدره، فيتوقف ويضعف السعي، ويتواجد التواكل والإتكال. 
-التدين هربا من مواجهة ضعف الثقافة والتعليم، وبالتالي إنحدار القدرة علي التمييز والتفكير في كل شئ. فنجد من هم أقل وعي وإتطلاع أقرب للإستسلام لفكرة التدين. ففيها الحل السهل للوصول للكمال والقمة والتسيد وياحبذا لو أصبحت مهنة، وبالتالي يكن هدم التعليم هدف، وكراهية العلم هي أسمي المعاني.
-التدين هربا من مواجهة واقع المجتمع، ومشكلات ومستحدثات التعاملات اليومية في الأسرة والعائلة والجيران و الأصدقاء. فإن عجز عن حل مشكلاته إنزوي وأراح عقله من الجدل والنقاش والتفاهم والتواصل والتحاور، وإتجه إلي التعالي المقنع بالتدين، ورفع سقف التحريم إلي كل الأمور، وأدق التفاصيل، لتمرير الرأي والفكرة المرادة دون عناء، وهو المخالف لمفهوم الأديان كمبادئ عامة، ومن حرية الإختيار وعدم الوصاية، والحق في الخطأ ليتتحمل كل فرد لتبعات وأعماله وتصرفاته.
-التدين هربا من مواجهة الحياة، ورفض تغيرها وتطورها، وقد تصل بكل سهولة لدرجة بالغة من اليأس والعزلة، ثم التطرف والإرهاب والإنتقام من ظلم ما، وتملك لحالة مرضية، تجعل الآخر والجميع في سلة الكفر، ويحق القتل دفاعا عن الدين. 
هرب من هرب بالتدين، ووصل الدين ليكون أداة تدمير الإنسان، وتدمير للإنسانية، فلا ننتظر من متدين شكلا أن يصدر عنه قول أو فعل لهما قيمة، فهو هارب من مواجهة الحياة والناس ونفسه ... 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة