الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر برهوم في الحب والعشق

إبراهيم عرفات

2015 / 4 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



نحب وبعد أن تغمز الصنارة والقلب يدق دق يطيب لنا أن نتحدث عن الحب وأن يشاركنا الناس ما نشعر به من لذة لأن وكما قالت الشاعرة الفرنسية لويز لابيه:
"أكبر لذة بعد الحب هي الحديث عنه".
"Le plus grand plaisir qu il soit après l amour, c est d en parler
Louise Labé

والحب لا سن له ولا يبدأ عند حد معين أو يقف عند حد آخر ولكن وكما قالت لي صديقتي: أنا مستعدة أن أحب وأعشق يا إبراهيم حتى لو عمري مية سنة!
قلبها يخفق بالحياة لأنه يخفق بالحب… لكن الحب مسئولية.. أليس كذلك؟ ربنا أنا مخطيء؟ لا أدري.. لست سلطانًا على قلوب الناس فأفتيهم في الحب. ولكن الحب مسئولية.. فلو أنت طالب ثانوي أو حتى كلية سيبك من الحب والبنات والكلام الفارغ ده وركز في دراستك. الحب مسئولية والتزام. مادمت مش ناوي تخطب وتتجوز في خلال كام شهر سيبك من الكلام العبيط ده وحب حب أخوي ما تعمليش فيها هيمان ومش عارف إيه. الحب لازم يكون ليه نتيجة. لو بتحبها اسأل روحك: هاتخطبها إمتى؟ بعد كام سنة؟ يبقى أنت واد مايص وبتاع بنات ومشتت مخك بالفاضي. الواد الشاطر يشجع البنت ويخلي طاقة الحب دي تبقى طاقة بناء وإنتاج مش طاقة تشتيت. أكيد هاتجيلك مشاعر ومش عارف إيه.. بس ده اسمه حب المراهقة.. في أميركا بيسموه Puppy love؛ لو سمحتوا اقروا عنها. لو هاحب واحدة، هل أنا مستعد لتحمل المسئولية التامة عنها ولا أشعلقها بالفاضي؟ بلاش شغل العيال البايظين ده وخلينا رجالة بجد ونتحمل المسئولية. الحب مسئولية ويجب أن نكون على قدر المسئولية.

بتقول لي "عايز أحب وأتحب" وأنا أسألك: إنتة عندك إيه تقدمه للمرأة؟ هاتحبك ليه؟ فيك إيه يتحب؟ فيك الرب؟ الرب فعلا ظاهر عليك ورائحة المسيح الذكية فيك من انشغالك بالرب ودايما الرب على بالك وتطلبه لذاته وملكوته وبره أهم حاجة بالنسبة لك؟ ولا أنت واد سفروت وحتة هلفوت عايز تتجوز وتتأهل ويا فرحتها لقيت راجل والسلام؟ المرأة تريد رجل تحس معه بالأمان.. هل حقًا ستمنحها الأمان؟ عندك إيه ليها؟ والصداقة.. هل لما تقعد معاك هاتحس بارتياح تام وما تشبعش من الكلام معك؟ ولا هاتبص في عينيك وتشوف إنسان شهواني عينه على كل ما هو جسماني فيها؟ هي هاتلقطك يا حدق من أول بصة فما تحاولش تمثل. المرأة لما تكلم راجل تروح عينيها رايحة على طول على عينيه وتبص فيهم وتغوص.. هل بتشوف نقاء ونور الله يشع منهم أم بتشوف فراغ ونفس تتلظى بالشهوة؟ المرأة ما يهمهاش الشكل ولا المؤهلات ولا القدرات ولا العضلات.. المرأة يهمها الإنسان اللي فعلا بيحس بيها.. نظرته.. حضوره معها.. الأمان اللي يمنحه ليها.. قبل ما تسأل روحك ليه هي ما جتش لحد دلوقتي اسأل روحك: أنا ليه مش شبعان من ربنا وعايز واحدة تملا فراغي؟ دا أنا عايز أمي بقة تداديني وتهشكني وأنا مش داري! المرأة لما تحب رجل وبالذات رجل متزوج هي تحب فيه إنه واثق من نفسه ويشعرها بالأمان ويجعلها تحس أن لها وجود وأنها بتقدم له حاجات كتير وهو يستقبل ويعطي أكثر مما يستقبل.. ماذا عندك لتقدمه قبل أن تقول لي عايز أحب وأتحب؟ اتمليت بربنا لدرجة إنه ماليك وصادق في كلامك لما تقول له: ومعك لا أريد شيئًا على الأرض؟


غياب الحب هو حرمان العاطفي، وهذا ليس شيء يجب أن نخجل منه أو نعتذر عنه، لا لأي إنسان، ولا حتى لله، والله لا يحتاج لاعتذارك أو استغفارك عن احتياجك العاطفي فهو خلقك ويعرف أنه بداخلك فراغ كبير… كبير بانتظار الامتلاء.. وكيف أملأ الاحتياج العاطفي؟ بأن تُحِب.. تُحِب وتُحَب؛ وتبقى محبوب. ولأنك محبوب فسوف تفيض على كل من هم حولك.

وما مفهوم الله عن الحب؟ قال لي أخ ملحد: قرأت في الانجيل " هكذا أحب الله العالم . حتي بذل ابنه الوحيد "(انجيل يوحنا 3 : 16)؛ وبعد سنة من الضحك قلت لنفسي: لماذا أكون شاباً متسرعاً قليل الروَّية ؟ يجب أن أعيد قراة العبارتين . وتأملهما بتعقل ولوقت كاف حتي أحسن الفهم، ولما فعلت وجدت نفسي أضحك لمدة سنة أخرى؛ ألم يجد طريقة أخري يحب بها العالم بدون أن يكره ابنه ويبذله !!؟ إله يقدر علي كل شيء.. وأعيته كل الحيل وكل الأفكار؛فلم يجد طريقة أخري يحب بها العالم سوي بذل ابنه الوحيد !!؟ فكان جوابي لهذا الصديق هو أنه من جهة فقد أحب الله العالم حتى بذل ابنه وهذه مجرد صياغة في التتعبير و ربما كان من الأفضل أن كان يقول ما حدث بالفعل. لكن ما حدث صادم ونحن لا نتحمله: الله ذاته أحب العالم حتى بذل ذاته هو. الله قدم ذاته للبشرية. الله جاد بنفسه ووهب نفسه بالكامل للإنسان. ولعلك تقول لي هذا تجلي لا نتحمله؛ ولكن هذا التجلي من حق الجميع؛ حبٌ كامل لا متناهي من إله لا متناهي ودون شروط مطلوبة من الإنسان، ولا يجب أن تكون مسيحيا حتى تقبل هذا الحب ولكن يكفي أن تفتح قلبك له، أن تنفتح مسام كيانك على هذا الحب بالتحديد...

وإذا دخلت محبة الله في قلبك تتساءل: طب ليه حب ربنا مش بيغني عن العلاقة العاطفية، مع اني اختبرت حب ماعتقدش اني ممكن اشوفو بين اتنين متجوزين ؟

السبب هو أن حب الله لا يلغي بقية الاحتياجات بل تبقى حاضرة وكل احتياج نسدده بما هو من نوعه؛ فعندما تجوع إلى الطعام لا تقول إني شبعان بالرب وشبعي به سوف يسد احتياجي إلى الطعام بل تذهب فورًا للتلاجة وتسدد هذا الاحتياج. محبة الله لا تلغي أن لك مشاعر ولك غرائز ولك اشتياقات ويجب أن نحذر من الروحنة الزائفة والتي تلغي إنسانيتك وتقول لك إن حضور الرب سيشبعك لدرجة إنك لن تكون عندك احتياجات عاطفية. محبة الله ستعينك وقت التجربة وعندما يشتد احتياجك العاطفي ولكن لن تلغيه ولن تحل محله. الله دائمًا يقول لي أحبك وأنا متيقن منها ولكني لم أشبع إلى أن قالت لي واحدة في وقت احتياج عاطفي عبارة "أنا مؤمنة بك يا إبراهيم" فما عندها ليس مجرد يقين بل إيمان أني قادر على اجتياز كل المحن. لا تقاوم إعجابك بفلانة ولا تقاوم حبك لها بل ليكن هذا الحب محرك لك ودافع لك على طاقة أكبر وحياة أشمل وأعمق وأغنى. تقول لي:
بس فيه ناس قالوا لي قبل كده إن الله يسدد الاحتياجات بأكملها، وأجيبك: كذبوا على أنفسهم وكذبوا عليك يا صديقي.. الله أعطانا التمييز لنستخدم ما عندنا لتسديد الاحتياجات. في قصة الخلق في سِفر التكوين لو كان الانسان شبعه و تسديد احتياجاته في الله فقط لما خلق الله له حواء لأنه بعد ما أعطى الحيوانات أسماء لم تكفِه صحبة هذه الحيوانات الأليف وأحس أنه مازال لا مثيل له ولا مقابل له. لم يكن هناك من كائن إنساني مثله ونظير له. والله يعرف هذا ولذلك يخلق له حواء. الانسان يحتاج إلى شخص مثله، من نوعه، من نفس الإنسانية التي هو منها، ليكوّن معه علاقة متبادلة صحيحة قوية.

أحيانًا لما يتصل بيك حد ويبدي لك الاهتمام والصداقة سيظهر عندك تلقائيًا إحساس بالندم: معقول؟ للدرجة دي أنا باشحت سؤال الناس عليّ؟ وفين الشبع اللي جوايا؟ والحقيقة هي أن الشبع موجود بالفعل ولكن هناك احتياج عاطفي للاهتمام لا يمكن أن نروحنه بأقنعة روحانية خارجية تتغافل الاحتياج الحقيقي للقبول؛ لأن أحس أني مشاعري ليها قيمة عند حد وتهمه في زمن يكثر فيه التجاهل والناس تتشاغل عن بعضها البعض، وعندما يأتيني الإحساس بتأنيب الضمير عندها يجب أن أدرك أن هذا رد فعل طبيعي قام عقلي الباطن بالتجاوب به بناء على ترسبات نفسية قديمة وهو ليس رد فعل طبيعي صحي لأن رد الفعل الطبيعي الصحي هو أن أفرح بكل بادرة اهتمام، أن أستقبل هذا الحب، أن أجعل من كل هذا ما يحركني نحو حاضر أكثر إشراقًا، ومن الطبيعي لك كإمرأة أنك تميلي في البداية ناحية الخادم الفلاني وتتعلقي به داخليًا ولأنك تحسي أنه أكتر واحد فهمك وجاء بمثابة حبل نجاة ولكن لا داعي للانزعاج فهذه مرحلة أولية ويمكن أن تعبر سريعًا لو فهمنا طبيعة التعلق الأولي وهذا التعلق ليس إلا مرحلة ولا خطيئة فيه أو نجاسة أو ما يغضب الله بل يعني أنه أخيرًا وجد من هو بمثابة الصديق الذي يحس بك ويفهم وما دمنا نفهم مشاعرنا وعقلنا يعمل ويراقب كل شيء فلا يوجد أي شيء نخاف منه بالمرة.

طب والبوس في الحب؟ أحيانًا الشاب والشابة أثناء فترة تعارفهم ببعض تحصل بينهم حاجات غصب عنهم، بوسة هنا، لمسة هناك، إلخ… والفتاة قد تشعر بالذنب والشاب أيضًا كذلك وبسبب هذا الشعور بالذنب يضطروا لأن يكملوا في علاقة قد لا تكون قصد الله الأزلي لهما وهذا هو الخطأ بعينه. ما حصل أثناء فترة التعارف فقد حصل ورغم أننا لا نتمنى حصول شيء من البعض منه أحيانا ولكنه حصل واللي حصل حصل ولكن هذا لا يعني أن الاتنين مجبرين يتجوزوا بعض وخاصة لو هو في وادي وهي في وادي آخر مختلف عنه وربما لو اتجوزوا ممكن يشعروا بعد الزواج أنهم أغراب بالفعل عن بعض. طب والبوسة؟ واللمسة؟ ده حصل في وقت من الأوقات تعبير عن الحب وليس شيء نجس ولا حاجة. ما أتمناه شخصيًا هو تأجيل كل هذا لبعد الزواج حتى لا يفلت الزمام ويطلق الحبل على الغارب والسيطرة برضو حلوة. لكن اللي حصل حصل. السؤال هو: ما هي مشيئة الله لنا الآن؟ هل نكمل؟ أم كل واحد من طريق؟ أسلم طريقة لتفادي الطلاق هو تفادي الزواج ده من أساسه وما تخليهوش يحصل من الأساس مادام هناك ذرة واحدة من الشك وعدم الاطمئنان.

طب ما هي مشيئة الله في الارتباط؟ مشيئة الله تبدأ بالصداقة أن تعرفها حق المعرفة وتعرفك هي وتطمئن إليك تمامًا: أن تصبح لها صديقًا فتصغي لها لا مجرد أن تسمع ما هي تقوله، أن تحس بها، أن تشركها معك في كل حياتك ولا تعزلها عنك في شيء بحجة أن هذه أمور للرجال، وكذب الظن هنا! تسيران معًا، تضحكان معًا، تنظران معًا في نفس الاتجاه ولا يكفي أن تنظران في وجوه بعض وتسبلان الجفون فالحب يقظة ويجب أن تكون يقظ لها وتشاركها في كل ما يهمها وإن بدا صغيرًا. وبقدر ما تقتربان من بعض وتتحدان في الهدف والاتجاه والسير بقدر ما تتضح مشيئة الله أكثر لكما رويدًا رويدًا فتعرف أنها لك والأهم هو أنك لها إذ يرتكز كل شيء على الوحدة مع احتفاظ كل طرف بفرديته وانفراده ودون أن يطغى على الآخر بحجة أنه الرأس مثلاً.

تريدها أن تخضع لك في الزواج؟ تقلق من جهة الخضوع؟

عندما أتيت إلى أميركا سمعت القسس الإنجيليين يشددون على أن الرجل والمرأة لهما "أدوار" وكل واحد يؤدي "دوره" دون أن يتخطاه فشعرت بانتكاسة للماضي الذي كنت قد أتيت منه وقلت في نفسي: ليس من أدوار بل هو "جسد واحد" والاثنان يعملان معًا يدًا بيد، لا رئيس ولا مرؤوس، ولكن شركة وشراكة. كل من يؤمن بفوقية الرجل على المرأة لن يختبر عمق الدخول في الحياة الإلهية بل سيكون "مؤمن ع الحركرك" لأن سر التمتع بالله أن نتخلى عن أفكارنا المسبقة، عن رؤانا الجندرية بما فيها من علوية، ونختار أن ننسى أنفسنا ونضع الآخر قبلنا. وأتقزز عندما أسمع المصريين يقولون عبارات على سبيل الدعابة مثل "دي حاجات بس الرجالة بيفهموا فيها"… وكأنه قد صعقني التيار!

لو الزوج أغدق الحنان على زوجته وجعلها تشعر بالأمان، لو هو بدأ، فسوف يأتي تجاوبها وتفيض عليه بحنان غزير وتسعى بكل الطرق لإسعاده. البداية تكون بالرجل. علم النفس يقول أن الرجل هو الباديء initiatiator. .. كل قوانين الطبيعة تقول كدة.. في الغابة الرجل هو القانص وهو الذي يبدأ ويفاتح ويستهل ولذلك نقول إنه الباديء وهي تتجاوب وفقًا لبادرته. وعن احتياج الرجل للحنان من المرأة، فعندما أصبح صديق المرأة اللصيق بها فسوف تغمرني حنان على حنان، وهذا ما يحدث معي وعن تجربة شخصية. من جهة خضوع المرأة للرجل، الرجل الذكي لا يتحدث أبدًا عن الخضوع وإلا كان هذا دليل على اهتزازه. فلأنه يحب، لأنه يحتوي، لأنه يعطي، لأنه يهتم، لأنه يرعى، هي التي عندها سوف تقول له "أنت سيدي" وتخضع له خضوع كامل يفوق تصوراته لأن المرأة في طبعها الخضوع طالما هي تستشعر من الرجل بالحماية والاحتواء والأمان. وإذا حاولت المرأة الظهور بمظهر المرأة المتسلطة فهذا قناع خارجي وليس حقيقة طبيعتها لأنها تخشى ولا تحس بالأمان لكن المرأة تريد أن تكون أنثى وتحبل وتلد وتصبح أم وتعيش في كنف رجل وتحس بأنوثتها وكل هذا. كلما عمل الرجل مع زوجته يدًا بيد كلما أفاض الله عليه من بركاته السمائية وأغدق عليه الخيرات لأنه يعلن حضور الخليقة الجديدة في حياته وفي بيته حيث لا ذكر أو أنثى بل الرب هو الكل في الكل وهو سيد البيت والكل أمامه سواء في خضوع وطاعة محبة. أما الرجل الذي يقول هذا من اختصاص المرأة وأنا لا أفعله كرجل ولا يحق لي كرجل أن أفعله فهذا لن يعاين ملء بركات الله لأنه يعلن علوه مع أنه ليس أعلى لأن الأعلى هو الرب والكل دون الرب متساوون أمام عرش نعمته. الرجل الذي يتعاظم على فعل أشياء بالمنزل يعلن أنه أعلى وأنها الأقل وبهذا هي يليق بها الأعمال الوضيعة التي يترفع عنها أي كأنه يهينها بشكل غير مباشر، ومثل هذا يهينه الرب ولن يباركه أبدًا.

أحبي ذاتك:

احنا للأسف كمجتمع شرقي أتربينا انه لو الست اهتمت بأي حاجة خارج دائرة جوزها وأولادها هي دي الأنانية مع أن الأنانية أن الأم تلغي نفسها نهائيا وتحس بذاتها في اولادها و لو حد فيهم بعد عنها سافر عمل أمر ما خارج دائرة. رضها هي لغتك نفسها عشان لو عملت غير كده الناس اللي حولها هتقول شوف فلانة بتعمل ايه وسايبةبتها تحاول تحافظ على صورة الأم المضحية قدام الناس دي فتخنق نفسها وتحاول تلافيها في أولادها فتخنق أولادها وهي دي الانانية.

بتحبي نفسك ولكنك في الحقيقة بتكرهيها لأنك بتحبيها بالكلام بس. لو انتي بتحبي نفسك بجد اعملي حاجة واحدة من نفسك وعشان خاطر نفسك ومش عشان خاطر العيال ولا عشان خاطر حد ولكن المرة دي عشان خاطر نفسك. اهتمي ببنيان نفسك، بتكوين نفسك، بتجميل نفسك، بتدليع نفسك، ومحبة النفس مش بس كلام. دلعي روحك. اعملي حاجات معينة وعشان خاطرك انتي، منك وليكي وبس. ساعات المرأة عشان أم تعمل حاجات عشان كل مخاليق ربنا إلا نفسها وده غلط. ساعات أجيب حاجة حلوة عاجباني وأقول دي هدية مني ولنفسي.. أقرا حاجات معينة ومش ضروري عشان الخدمة ولكن عشان هندمة نفسي.. ملابس شيك معينة عشان خاطر نفسي.. خليك أنانية مرة واحدة في حياتك.. بس المرة دي تبقي أنانية بشكل إيجابي بدل ما تعيشي حياة الضحية أو الشهيدة المجروحة مدى الحياة النازفة مشاعر دون اكتراث من أحد.

وإذا الخدمة تجعلك متوترة وهناك من يتلاعبون بمشاعرك ويحسسونك بالذنب اتركي هذه الخدمة فورًا فالله قد دعاكي إليه، لتكوني معه، وبقاءك معه أهم من عمل أشياء له. هو يريد راحتك فيه فإن كنتي متوترة بسبب الخدمة فهذا يعطل مشيئة الله وضد ارتياحك في الله. أهم ما يلزمك هو الراحة. الله قد دعاك إلى راحته، الدخول في راحته، لا إلى الأرق أو التشنج أو التوتر لأن كل هذه تطفيء الروح. وعندما تصلين فلا تقفي بل اجلسي ع الكنبة والكنكة ع النار واستني الشاي واجلسي في حالة استرخاء تام وليكن تركيزك على النفس وهو داخل وهو طالع وعندما يدخل النفس تصوري روح الله بنفسه يدخل جواك وينعشك فالله روح والروح تستقبليه بداخلك وتشعري أنك فتحتي كل مسام جسمك لقبول حضور الله بروحه واستقبال عمله. لا ينبغي أن يكون هناك انشداد. من قال لك إن صلاتك جالسة خطيئة فهو جاهل ولا تسمعي له إطلاقًا لأنه فريسي ولا يعرف شيء عن عمل الروح وحركة الروح فينا. الله يقبل اولاده بكل اشكالهم وخطاياهم وبلاويهم يبقي أكيد هيفرح لو كلمناه مهما كان الشكل اللي بنكلمه بيه .لأنه بيتللكك علشان يسمعنا واحنا بنكلمه، وهو مبيعاملناش زي ما البشر بيتعامل مع بعضه؛ والا كان أهلكنا من زمان . الله يريد ويطلب ابنائه مهما كانوا، ولنتذكر الابن الضال ماذا قال عنه ابوه كان ضالاً فوجد وكان ضالاً فعاش. استقبله ولم ينتهره لانه كان بعيد أو شكله مبهدل بالعكس احتفل بيه وكرمه ورجعه لحضنه .هو دا ربنا عايزنا في أي شكل وصوره المهم نروحله ونكلمه.

متسيبي نفسك في حالها بقى وتعيشي الحياة وتديها فرصة تعيش وتستمتعي وتعملي حاجات مفيدة تكوني بتحبيها بدل مانتي كاتمة علي نفسك كده وقارفاها في عيشتها علي طول!! أحلى حاجة سمعتها أن الصديقة العراقية فلانة لا تضيع على نفسها فرصة الرقص والتمتع بجمال الحياة. لننساب مع الحياة مش نشد ونقرص على روحنا بالفاضي وفي الآخر ضغط وسكر واسقربوط وثاني أكسيد المنجنيز! تبقى ملكة جمال وتنظر لنفسها في المرآة فتجد امرأة قبيحة دميمة الخلقة مع أن كل الناس ينظرون لها على أنها ملكة جمال. تلجأ لعمليات التجميل وتلعب في خلقة ربنا وبعد أن يكون فات الأوان تدرك أنها أساءت إلى الله مباشرة لأنها عبثت بما خلق وبدل من أن تحمده وتشكره على ما صنع وأبدع في صنعه هناك تذمر، تأفف، وإحساس إن فيه حاجة ناقصة. ومهما حاول الإنسان فإن لم يشعر بالرضا عن نفسه والثقة واليقين بأنه كامل في ذاته كما هو وبما هو عليه فلن تكفيه كل عمليات التجميل ولا كل ملابس العالم. تبقى الواحدة حلوة وتظهر بمليون صورة.. عايزة تقنع نفسها إنها لسة جميلة. أنت جميلة كما أنت، وانتي قايمة من النوم بعماصك وأنت في أسعد لحظات العمر.. لابد للإنسان أن يفرح بنفسه وفي كل مرة ينظر لنفسه يدرك أن وجوده الآن هو معجزة من معجزات ربنا ويفرح بذلك.. تسألني واحدة: يعني هو مافيش هموم غير الصحة؟ احمدي ربنا على الصحة.. كان ممكن جدًا تكوني من غيرها تمامًا وعندها التسليم بعمل الله وخطته يأتي من باب الرضوخ والاستسلام للأمر الواقع.. التسليم بمحض الإرادة الكاملة وعن حب أجمل من الاستسلام لأنه مجبر أخاك لا بطل.

الزواج سر مقدس وليس مجرد ارتباط اجتماعي، من باب إنك "تتأهل وخلاص". كونه سر معناه خضوعك التام لقيادة الله وأنه رأس هذا الزواج. هل احنا بنتجوز في الكنيسة عشان احنا مسيحيين وخلاص أم أن الزواج في الكنيسة معناه تسليم إرداتي وإرادتها بالكامل لقيادة الرب يسوع المسيح؟ هل أستحضر المسيح بأن أصبح أنا لها مسيح آخر أم أني شاطر في النصائح واعملي وما تعمليش؟ بالتأكيد الله له قصد في الزواج وقصده خلاصي، فيكون كل يوم يمر عليك تكتشف فيه ذاتك أكتر من خلال تعاملك معها ومن خلال تعاملها معك فتعرف أنك بحاجة للتنقية والتطهير بكلمة الله. لن تعرف ذاتك على حقيقتها إلا في حضور إنسان آخر يراك كما أنت، وهذه المعرفة يجب أن تأتي بك لحضرة الثالوث الأقدس فيبدأ الرب عمله فيك ويغيرك بالتدريج من شكلك لصورته هو.
النقطة الأخيرة: ليه دايمًا بنحب نقلد اللي بيتعمل برا في أفراحنا عشان ننبسط؟ ما المانع أن نختار الترفع وأن نكون نحن منفردين ونرفض المظاهر الكدابة لأننا سنعكس الحياة السمائية في الزواج والاحتفال خير بداية لنشهد للناس عن ذلك؟ أيضًا، أتمنى أن يتم الزواج على أساس صداقة ومش واحد متقدم لك وخلاص.. قال إيه جاي لي عريس.. طب هو مين؟ وتعرفيه كويس قبل ما توافقي ع الخطوبة ولا خلاص أهو ضل راجل ولا ضل حيطة؟ فلو أنت مسيحية مؤمنة وهو غير مؤمن فهناك خطورة في مثل هذا الارتباط. لي صديق ملحد كاتب مشهور اسمه رج الأرجاء بكتبه وأحبه جدًا لشخصه ولدوره في نسف الخرافة. تزوج من كاتوليكية مؤمنة. سألته: كيف أنت لا ديني وهي مؤمنة وتتزوجان؟ أجابني: الحب لا دين له. كل ده كلام حلو لغاية ساعة الامتحان. حبلت. جه الولد معاق وعرفوا بالسونار أن الطفل عنده إعاقة ولن يكون الطفل العادي بمقاييس الجميع. ضغط عليها وأجبرها على الإجهاض. الآن هما متطلقين. لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين. حتى لو مسيحي بالإسم برضو ما ينفعش! لازم يكون عايش مع الرب قبل ما يحدث ارتباط مدى الحياة لأن الاتنين هايواجهوا قرارات مصيرية ينظر كل واحد فيها للأخلاق نظرة تختلف. هذا ضد الإجهاض وبشدة والثاني ينتقي ويختار ولو جه العيل مش على مزاجه يروح مسقط. ينفع؟

نتساءل: طب هو ممكن انشغالي بموضوع الارتباط يعطلني عن انشغالي برسالتي؟ وﻻ-;- الانشغال ده طبيعي في الوقت ده؟

أنا كإنسان عندي عواطف وهرمونات ورغبات وأشواق طبيعية ومن الطبيعي أن تثير عقلي من حين لآخر وإلا فهناك خلل فسيولوجي في تكويني. من الطبيعي أن أفكر في الارتباط وأن أحلم وأن أسرح وربما أقلق وأنشغل ولكن الأجمل أن أحوّل كل هذا إلى فرصة للصلاة فأقدم للرب انشغالي هذا وأسلّم طريقي له وهو يجري مشيئته فأعلن له أني واثق من أبوته ومن حنانه وتدبيره وأطلب منه بهدوء أن يحقق لي كذا وكذا وكذا وأن يوجه خطاي لتحقيق ذلك، وفي الوقت المناسب هو سوف يهيء الظروف ليتم ذلك. لكن القلق والشك والارتياب والخوف يعطلون صلاتنا ويعرقلون الاستجابة ومن المهم أن نكون في حالة اطمئان تام واستراحة تامة أنه هو الرب وحده المسيطر وبيده كل أمر في حياتي ويريد لي الخير وسوف يجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير لي أنا ابنه/ بنته المدعوة حسب قصده. إذن هو تفكير يتحول فورًا إلى صلاة ولا يصبح أبدًا قلق أو ارتياب أو خوف.

بعض الرجال يخشون المرأة صاحبة الشخصية القيادية.. هو عايزة واحدة تمشي وراه، تبقى في الضل، ويفوته أن الأفضل له هو المرأة المجنونة صاحبة الأفكار المجنونة من خلق وابتكار وإبداع وإنتاج.. المرأة الخامل مش هاتنفعك.. يلزمك واحدة حركة.. لما تشوفها حركة افرح وسبح ربنا من هنا للصبح لأنها معنى كدة هاتعمل عمايل وتسوي هوايل ودماغها شغالة مش قاعدة بلاطة مبطوطة طول النهار قدام التلفزيون. قد يكون هذا صعب في الأول بس لكن لما يعرف أنه هو اللي كسبان هايفوق لنفسه ويبوس إيده وش وضهر أنها معاون مساعد شريك معه مش في الضل. المشكلة ساعات أن فيه رجالة عايزينها تمشي وراه في الظل وقت ماهما عايزين وحركة وقت ماهما عايزين ودي بقي الحاجة اللي تشل بجد. وبعد ما يتجوز الست اللي مخها على قدها يندم و عينه على الست اللي دماغها شغاله. يا رب رحمتك! أما بقة لو اتجوز اللي دماغها شغالة يغير منها وبفطس فيها يا إما تجيلها حالة اكئتاب أو تسيبه؛ بيخافوا من البنت اللى عندها شخصية… دى يصاحبها بس إنما عند الجواز يتجوز ناعسة؛ فما العمل؟ وهنا أهم شيء هو أن الإنسانة الحركة النشيطة تفضل كدة وتبص لقدام وهو ييجي براحته، وعنه ما جه من أساسه! هل نتعاطف مع الرجل هنا؟ هو مفروض يشجعها ويقويها ويدعمها. لكن الأغلبية عايزين خدامة عنده في البيت. المرأة بطبيعتها لا ترغب إطلاقًا في السيطرة.. المرأة .. شوف أي واحدة بتحضن واحد وطريقة الحضن نفسها.. دي واحدة بتحتمي في واحد وتختبي فيه وهو بقى ستر، ظل، حصن لها. والمرأة عندما تطلب الحضن فهي لا تبحث عن شيء شرير ونيتها ليست خبيثة وإنما هي عندها احتياج إلى "القرب"، أن هناك من هو قريب منها، وهذا احتياج عاطفي ولا شأن له إطلاقًا بممارسة الجنس. كل ما تريده ليس أكثر من حضن. تكوين المرأة عاطفي ولا تفكر مثل الرجل في مجرد إشباع احتياج جنسي لا يستغرق معه أكثر من خمس دقائق أو أقل! أفضل من يعلمك عن التعبير بكامل كيانك، بالكلام، بالمشاعر، بالأحاسيس، بكل الكيان هو المرأة.. ستنطلق في التعبير ولن تصبح مثلما كنت من قبل يا صديقي.

سألناها: أي حبيب هو ذاك الحبيب الذي تحبين؟
فأجابت:
احب رجلا ليس كباقي الرجال رجلا وكآن كل خصال الخلق والرقي والنضج والاصالة قد حطت علية
رجلا ذكيا عطوفا عيناة دائما لامعتان لشدة صدق الحب الخارج منهما
حبيبي حينما يغضب يصمت وحينما يحب يعشق وحينما لا يعجبة جنوني وغضبي اري كفة يدة تعانق كفة يدي اعلانا عن حب غير مشروط
اراة تارة هادئ رومانسي حالم وتارة منطلق يحب الحياة ولا يعبآ لنظرات الناس وتهامساتهم الحاقدة
حبيبي واثق الخطي. متسع الذهن. معروف في الابواب
وجدني حبيبي في ظروف متشابكة ولان الحب قرار قرر ان يحبني رغم جنوني وعبثي احيانا
احببت حبة وحينما اقتربت منة احببتة هو
حبيبي رجل في زمن ندر فية الرجال
هذا حبيبي

يعتز الذكر العربي بفحولته وهي أثمن ما يملك وأمام أصدقائه يتباهى أنه يسد مع مراته و"مشبعها" و"مقضي كل احتياجاتها" وطبعا على رأسها ما يظن هو أنه احتياجاتها الجنسية وفي الحقيقة هو يستخدمها هي لتكون ألعوبته ولتلبية احتياجاته الجنسية هو! تمر الأيام وإذ به يفاجيء بأن زوجته تخونه فلماذا تخونه؟ تخونه لأنه لا يلتفت لها ويذهب إليها لتلبية احتياجاته فقط بينما لا يعطيها شيء من الاهتمام والمرأة يينع جمالها ويزداد شبابها من رجل ينتبه لها ويلاحظها ويلتفت لكل ما يهمها ولا يجبرها أبدًا على شيء هي غير راغبة فيه. وماذا عن رجل يجبر امرأته على الجنس بحجة أن هذا هو حقه الشرعي؟ بحسب نواميس العالم المتحضر هذا اسمه اغتصاب وهو مغتصب وحتى لو أعطته جسمها فهي تحتقره احتقارًا وبداخلها تبحث لا عمن يعطيها الجنس بل عمن يسقيها الحب ويرويها بالحنان، فالمرأة إذا لم ترتوي من حنان زوجها تذبل، بالتدريج، يوم بيوم، ساعة بساعة، وبعد كل هذا يتساءل الرجل: لماذا تخونني؟! حدوث الخيانة من جانب المرأة هنا نتيجة طبيعية والرجل يتحمل نتيجتها بما أن قوانين علم النفس تخبرنا بما لا يقطع بالشك بأن الرجال مبادرون والنساء متجاوبات. فإن كان ما فعله ترتب عليه أشياء معينة وشيء تلاه شيء آخر، فهل أبرر للرجل أن يكرر الخطأ ونبقى أمام خطأين بدل من خطأ واحد؟ ما تفعله يحدث من باب النتيجة وليس السبب! من الشائع بيننا نحن الرجال أن الجنس شيء يفعله الرجال ويرتكز عليه ومن هنا جاءت ألفاظ تفيد أن الرجل فعل و… الفعل هنا يقع على المرأة وتصبح هي "مفعول بها". هذا يسيء للمرأة ويجرح مشاعرها. لا هي مفعول بها ولا هي تؤدي خدمة للرجل بل هذا شيء يفعلانه معًا، يشتركان فيه، والمرأة لا يهمها فحولة الرجل وهل "هو عنده حيل" أم لا ولكن الجنس بالنسبة لها إحساس، لمسة، قُبلة، اتحاد، التحام. يُقبلها الرجل فيهبها ذاته وهو يقول بلغة صامتة: أنا لك، كليّ لكِ وأنت كل دُنياي. مواطن الإثارة الجنسية عند المرأة تبدأ بالبظر وهذا يعني أن الأمر ليس مجرد غزو بل صبر وتأني في إثارة المرأة. يفكر الرجل في الجنس وفي حماسه يُثار ويهيج ويفرغ ما بداخله من سائل ظل يؤرقه وهي في كل هذا مكان للتفريغ فتجد أن الأمر انتهى وهل نلومها لو قلت في سرّها عندها: نشّلت يا فالح؟! هو ده الجنس؟! طب وأنا استفدت إيه من ده كله؟! لابد للرجل أن يمارس الجنس كما تفهمه المرأة بأنه ممارسة حب، إصغاء صادق لها، اهتمام بها يبدأ بنظرات منه إلى عينيها وتنفذ إلى باطن قلبها. أما ذاك الرجل الذي يمارس الجنس وكأنه يبحث عن أي "فتحة" والسلام فسوف يظل يعيش حياته في عذاب، متعب بهوى الشهوة، ولن يشبعه شيء. أما إذا نظر الرجل للجنس نظرة سليمة فسوف يشبع ويكتفي وحتى ودون ممارسة فعلية للجنس! طب افرض هي مش جميلة شوية وأنت راجل وعينك زايغة وبتبتدي تبص لبرا وخايف أن بعد الجواز ممكن تكون دي نقطة برود وتبص لبرا وتضركم بعد الجواز في علاقتكم. الحل هو أنك تشتغل على قلبك وتنقيه من الداخل، تنقية القصعة من الداخل، من هي البنت الجميلة؟ البيضاء؟ السمراء؟ الخضراء؟ بل هي الإنسانة اللي أنسجم معها في الكلام والكلام ممكن ياخدنا بالساعات من غير ما نحس، وساعة الجنس سيكون كل شغلك الشاغل هو أن تتحد بها لا أن تحلل هذا الجزء أو ذاك من جسمها، وسوف تنضج نظرتك للحب وتعلم أن كل النساء بعد الزواج والإنجاب سواسية وهذا واقع الحياة وعليك أن تحبها من جميع النواحي كما هي بما أن التغيير واقع الحياة ولابد أن يحدث. قبل الزواج وبعد الزواج ستدرب نظرك على أن يكون نظر مسيحي للمرأة، نظرة إنسانية، نظرة ناضجة، وترفض أن تضعها محل مقارنة مع أي إنسانة لأنه متى بدأت تقارن بين هذه وتلك فتلك طامة الرجال وبداية النهاية وطريق الدمار لأي علاقة عاطفية. في العلاقة الزوجية، مادامت الزوجة تقول "لا" وأنها غير مستعدة للممارسة الجنسية فعلى الزوج وقتها أن يصدر أمر للمخ عنده ويتوقف فورًا لا أن يلح عليها أو يجبرها على شيء لأن الجنس ليس حق من حقوق الرجل بل هو شيء يشترك فيه مع إنسانة ينتظر منها أن تبادله أو لاتبادله ما يحس به. لو أصر على أن يأخذ منها ما يريد لأن الرغبة جامحة عنده ورغم أنها لا تريد فهذا اسمه اغتصاب وجريمة يعاقب عليها القانون في كل البلاد المتحضرة. ما قيمة أن يمارس الرجل الجنس مع إنسانة هي أصلا غير مستعدة له ولا تريده؟ كيف يحترم نفسه؟ صراحة لو أنا مطرحه أضرب روحي بالشبشب لأني ساعتها هاكون زي الكلب باخد حاجة مش بتاعتي. أعرف زوجة كان زوجها يلح عليها ووجدت كل الأعذار للتخلص منه مستغلة جهله وفي الوقت ذاته مارست الجنس فقط مع الإنسان الذي تحبه. غلطة مين هنا؟ غلطة الزوج المغتصب اللي نسى أن هناك شيء اسمه اغتصاب يمكن أن يحدث في إطار الزواج. المرأة لا ترغب في الجنس لمجرد إنه "فعل" جنس ولكنها تريد العلاقة الحميمة الكاملة الشاملة وقد يكون فيها جنس وقد لا يكون.. كون أن المرأة تسمع من شخص يحبها ويريد أن يحضنها وتكون هي كل عالمه فهذا هو الجنس وغيره لا! يمكن أن يقوم الزواج بدور فاعل في تتميم الخلاص بما أن الزواج مدرسة الله للبشرية علشان الفرد يعرف عيوبه من خلال الآخر ، ويعرف كمان وزناته فى عنين الآخر الاحتكاك بالآخر دائم فى كل لحظة فى العالم، لكن فى البيت شريك الحياة بيبقى صنفرة تاكل العيوب وتلمع الوزنات من غير التنافر اللى بيحصل فى العالم. لأن الزوجين مرتبطين فى عمق الارتباط البشرى اللى هو الجنس .. فلما كمان يكون متخيط بالحب .. يبقى الزواج مدرسة حقيقية نتعلم فيها اكتشاف الذات بالانفتاح الإيجابى على الآخر المحبوب. طب والعادة السرية؟ العادة السرية كثيرًا ما تكون نتيجة للاحتياج الشديد للحب والحنان، مش بس تسديد احتياج جنسي؛ وأعرف إن فيه اطفال بيمارسوا العادة السرية من غير مايفهموا دي ايه وفي منهم بتكمل معاهم في الحياة كعادة. أعرف شابة بدأت تمارس العادة السرية وهي طفلة، ست أو سبع سنوات أو حتى أقل، ولم تكن تعرف أنها تمارس العادة السرية! ومع الوقت سمعت عنها وعرفت أنها العادة السرية... ومن الكنيسة شربت عقدة الذنب وانتابها الاكتئاب… نعم، أمراض الكنائس والتي تتسبب فيها الكنائس! لما فعلت هذا وهي طفلة لم تكن باحثة بالمرة عن الجنس ولكن كانت تبحث عن حضن أبوي أو أمومي دافيء ولم تجده، وهذه هي قصة الكثيرين منا، أي الحرمان العاطفي.

هو يرى فيها العيوب ويبدأ في التشارط: لما تبطلي كذب وتبطلي تلبسي قصير وتبطلي مش عارف إيه …. ساعتها أحبك.
ودور الرجل أن يحبها كما هي، بكذبها، بقرفها، ببلاويها، كما أحب المسيح الكنيسة، وحتى لو اتقطع خمسمية مليون حتة عشان خاطرها لما كفى أي من هذا كما أحب المسيح الكنيسة وانصلب عشانها. تسألني: يعني أنت بتخلي كل الحمل علي؟ أيوة يا شاطر! الحمل كله عليك. أنت القائد، أنت تقود، وعندما ترى الضعف واجبك أن تقود المسيرة نحو دفة المسيح، تقودها بالرفق، باللين، بالصبر، وليس بالإنذارات والشروط والفرمانات، ولو أنت تتشارط عليها أن تتغير وعندها تكون لها فثق أنها لن تتغير لأنها تتغير فقط وفقًا لاستجابتك أنت، لأن المولى سبحانه وتعالى خلق المرأة كائن يتجاوب، والمبادر اللي بياخد المبادرة مين؟ الرجل! كله عليك.

فلانة باحبها بس… بس عندها عيب أو بعض العيوب.. طب وأنا يعني خالي من العيوب؟ العيب اللي عندها هاخده وأتبناه لي. بقى بتاعي خلاص. هاتبنى أخطاءها وأتفهم الضعف اللي هو السبب في العيب ده.. النظر في أصل الأمور وجذورها ومش هاحكم بس بالسطح بحسب اللي ظاهر من برا. هذا التفهم ينتج عنه حنوّ وشفقة. عندها أنظر لهذا الشخص كما نظر إليه المسيح "وأحبه".. واخد بالك.. الأول بصة من جوا، من جوا واقع الأمر، ويتلوها حب عميق شديد. مش هاجبر نفسي على أني أحب بالعافية ولكن الحب هاييجي نتيجة فهم صادق عميق ودراية بحقيقة الأمر وهنا يفيض بحر حنان المسيح في قلبي وتكون المحبة مسيحية يعني من غير شروط. ولما أشوف ضعفها هاقول لها: صديقتي، لا ضعف عندك أكثر من أي إنسان ولا ضعف يستحق الخجل من أساسه. يكفي الإنسان أن يكون إنسان ولأنه إنسان ومجرد إنسان فكل شيء متوقع وليس هناك شيء غريب على إنسانيته.

وصديقي يسألني: هل يعيبني أني أبحث عن الشكل في المرأة عند الارتباط؟ لا يعيبك هذا يا صديقي ولكن إذا كان هذا كل ما تبدأ به فهذا يعيبك أشد الإعابة لأننا في الارتباط نبحث عن إنسانة تقترن بها نفوسنا، نفضي إليها بمكنونات قلوبنا، تعرفنا كما نحن وتقبلنا ونحن نحبها كما هي وبفضل العلاقة التي توطدت بفضل المعرفة. قد تلتقي بإنسانة قد لا تكون جميلة جدًا بمقاييس الناس ولكنها في نظرك أنت ملكة جمال الكون لأنك تراها على حقيقتها فانشددت لكل شيء فيها وأسرتك أنوثتها الطاغية وصفاتها الخلابة وعندها تكون هي عالمك وفتاة أحلامك وتلبية لكل أحلامك. يجب أن نكون عقلاء لأن الشكل الخارجي لا يبقى على حال. اليوم هي ممشوقة القوام ثم تتزوج وتنجب وتلد الأطفال ويأتي شد في العضلات هنا وهناك والثديان قد يترهلان وكل شيء يدنو لأسفل بطبيعة الحال وهذا يحدث مع كل السيدات وعليه يجب أن ننظر نظرًا عاقلاً ونختار على أساس جوهري قبل كل شيء ومن شدة الحب بينكما سوف تنجذب لها كل الانجذاب، وهي ممشوقة القوام وهي مترهلة الثديين لأن نظرتك سوف تنضج وتعرف أنك تحب إنسانة والجسم ما هو إلا غلاف خارجي يحتويها.

وحتى لو كانت هي ملكة جمال الكون فحتمًا هي تحتقر هذا الجمال الذي قد حباها به الله لأنك لا ترى فيها أكثر من شكل ولم تعرفها بعد.. هل تعرفها؟ وكيف تعرفها؟ هل تستمع إليها بكل حواسك؟ أم بأذنك فقط؟ هل تشترك في بعض من اهتماماتها؟ من يحب يقول: ما يهمك يهمني وعالمك هو عالمي وأرضك يا حبيبتي هي أرضي. هل هي وطنك؟ هل استقرت نفسك فيها؟ احترس: المرأة ترى ما لا تراه أنت فلا تكذب فهي تشم الصدق وعكسه والرجل قد يغدقها بالهدايا وقلبه مبتعد عنها كل الابتعاد وعندها هداياه تتحول إلى رجاسة وغرامياته تتحول إلى نجاسة.. أين قلبك منها؟ معها بالكامل؟ وتعبر عن هذا بكل ما أوتيت من حواس؟ هي لا تريد دنجوان يحقق الليالي الحمراء كما في الأفلام ولكن تريد منك "الإنسان". هل أنت بحق إنسان؟ تقر بضعفك قبل أن تقر بقواك أم تختبيء وراء رجولتك الزائفة والتي صاغتها معايير المجتمع كثير الأقنعة؟

سألتها في ساعة صفاء: ما هي مميزات الرجل المثالي الذي تتمنيه في حياتك؟
أغضمت عينيها قليلاً ثم أجابت بابتسامة: إنه رجل فاضل فمن يجده! يرى قوتي أنا المرأة فلا يهتز عرشه بل يفرح لي ومعي، ويرى ضعفي فيزداد احترامًا لي ويعانق إنسانيته فيّ أنا.

الناس بتتكلم عن ربنا من مفهوم "حقوقي"، حق ربنا وحقهم، وكل واحد ياخد حقه. وناس تسأل: الكتاب بيقول إيه؟ هل ده زنى ولا مش زنى؟! يا إخواننا.. الله روح وإما أنا في انسجام كامل مع الروح أو متشبث ولازق في حاجات عكس روح ربنا وبعدين بكل بجاحة أروح لربنا وأقوله عايز كذا وكذا وكذا إلخ. إيه البجاحة دي! انضف الأول. عايزين داخل القصة ينضف ونبطل رمرمة بحيث لو بصيت جوايا ما يكونش فيه كسوف أو خجل من ذاتي بل ارتياح صادق مع نفسي وارتياح في ربنا في نفس الوقت. عايز ربنا يملاك وتحس بعمله المعجزي؟ استرخي وانتة في حالة الهدوء دي قول له: هلم أيها النور الطوباويّ واملأ باطن قلوبنا. تصور نور ربنا الوهاج زي كشاف داخل جواك وفعلا ينورك وأنت تستقبل النور ده ومتمتع بيه.. الله!! أحب هذا النور لأن النور هو الله ونور الله يملأ قلبي وبأشعته يسري في كل ركن، في كل خلية من خلايا جسمي.. يقوم ربنا يشفيك.. يرشدك.. ينور لك سكتك وتحس إنك متمتع بيه مغتني بيه ومليان ع الآخر.

بالحب نغتني وبالله نغتني لأن الله هو الحب. كنت أظن أن مشكلة الناس الكبرى هي الفقر، ولو تم حل مشكلة الفقر فسوف يصبح عالمنا عالم أفضل.. ولكني رأيتها مرة تلو مرة.. الموارد قد تكون غزيرة.. الخيرات كثيرة، والفقر ماديا اختفى، ولكن لا يزال هناك فقر وعوز لأن النفس من الداخل مريضة ولا تشبع. نحن بحاجة لثراء فعلي حقيقي وليس ثراء إنشائي. لو أنه يحبها حب حقيقي لما بدأ يشك فيها. الخوف يقسمنا والحب يجمعنا. بالحب نطرح كل شك وكل وخوف من قلوبنا ونثق بالمحبوب ثقة تامة لأن المحبة تامة ونرفض أن نمتلك من نحب ونحترم وجوده الذاتي فالحب حرية ويرفض التسلط ويرفض الشك. من استغنى عن الناس بالله أغنى الله به كل الناس، ومن افتقر إلى الله وصار الله خبزه الجوهريّ الحيّ وشبع به فإنه يعرف أن العالم أفقر من أن يعطيه أي شيء.

إذا أنت مش سعيد زي ما انتة وانتة عازب فعمرك ما هاتكون سعيد لأنك هاتدخل الجواز عن احتياج، لأنك محتاج ومحتاس ومعتاز وحالتك بالبلا.. وهي هاتتجوز إيه؟ طفل تداديه؟ هي عايزة واحد تحس معه بالأمان. ما يهمهاش شكلك ولا عضلاتك ولا قدراتك ولا فحولتك ولكن يهمها أنت مين ولو أنت شبعان بربنا ومرتوي بيه هاتقدر ترويها وتفيض وهاتملا عينيها وتبقى حياتكم جنة. لكن اللي بيتجوز عشان نفسه يجيب أمه من أول وجديد وعايز واحدة تدلعه وتهشكه بيكون عبء على المرأة وتضطر هي تكون هي سيدة ورجل. ماذا عندك لتعطيه للمرأة؟ هل أنت سعيد زي ما أنت من غير جواز وسر سعادتك أنك فعلا شبعان من جوا وقررت في قرارة نفسك تكون مكتفي بذاتك لأن ربنا ماليك ومش فيه لا ثغرات فاضية ولا مساحات فاضية؟ ناك طرق مبدئية لتسديد الجوع العاطفي ولكن من المستحيل أن يوجد إنسان واحد لتسديد كل الجوع العاطفي. لابد من الاصطلاح مع الذات أولاً واذكر أن الله يملأ كل فراغ وعندها تتوحد مع ذاتك وتطمئن إلى ذاتك في وحدتك فاطمئنت نفسك وقرّت عينك وارتسمت الراحة الإلهية على كل قسمات وجهك.

ينظر للمرأة فيفرح ويقول لأصحابه إن جسمها من النوع اللي يحبه. هذا الرجل غبي لأن الجسم ليس كل شيء وإنما هناك شخصيتها، طباعها، روحها، ميولها، نظرتها للحياة، وكل هذه أمور باقية بعكس الجسم لأن الجسم متغير ولا يبقى على حال وجسم المرأة بالذات يمر بتطورات وتغيرات مع الزواج والحبل والولادة وتربية الأطفال ولا شيء يبقى على حاله ولن تظل أبدًا السندريلا التي تحلم بها في خيالك الصبياني. وحتى لو عجبك جسمها وتزوجتها ستكتشف إنك تزوجت إنسانة لا تربطك بها أي صلة وأنكما تختلفان وتختلفان في كثير وأنت في وادي وهي في وادي. جسمها حلو وكل واحد منكم في وادي؟ وما هو الجسم الحلو؟ المرأة تؤخذ ككل والجسم جزء صغير، وقد تتزوج امرأة جسمها "مش حلو" بمقاييس الشباب ولكنها تكون أفضل صديقة وخير رفيق وأفضل معين لك والمرأة التي تحب بحق فمتى أحبت فإنها تعطي كل شيء ولا تغتر بنفسها أو بشكلها ولا تكثر المطالب بل تكون قنوعة، فاظفر بالمؤمنة التي تطلب ما لله وليس ما للدنيا.

قراري كإمرأة:

نظرتي لذاتي لن أستمدها من تقييم الرجل لي بل من نظرتي أنا لذاتي ومن نظرة الله نفسه لي وهو شايفني إزاي،
أني بنته بجميع الأحوال ولا يفصلني عن محبته أي شيء، ولا سبعمية مليون خطية.
لن أعيش في ظل رجل بل سأدخل العلاقة معه من منطلق القوة شريكة حياته تعينه.
وكيف أكون عون له وأنا هشة؟
العون صفة إلهية؛ والرب "عون" لنا
والعون قوة لا ضعف أو اعتمادية أو اتكالية أو هشاشة بحجة أنوثة زائفة.
لن يذوب كياني في وجود رجل بل سأذوب حبًا في إلهي وستكون حياتي مستترة فيه وسيظهر هو والرب الجاذب هذا هو من سيجذب هذا الرجل أو ذاك لي،
في توقيته، في تدبيره الأزلي، في مشيئته الصالحة المرضية الكاملة،
وليس اعتمادًا على حيلي الأنثوية أو طرقي بل طريق الرب وحدها
هي طريقي أنا وفي الرب طريقي سأمشي ورأسي مرفوعة ووجهي كالصوان دون أي إحساس بالخجل أو الخزي لأن الرب بري ورافع رأسي.

جواكي كم أحاسيس هائلة رهيبة وكله داخل في بعضه. هي الناس وحشة ليه كدة؟ وليه أنا حاسة بالرفض؟ رغم أنك على قدر عالي من الجمال تكوني برضو حاسة بالرفض وأنك تافهة ومالكيش قيمة. عايزة تتكلمي بس الكلام مش طالع من بقك وانتي مش شاطرة قوي في الكلام. طب الحل إيه؟ الحل هو الكتابة المعبّرة. كل يوم تقضي بعض الدقائق في تدوين أحاسيسك العميقة وليه انتي حاسة كدة. إيه اللي حصل وليه انتي حاسة كدة واللي ترتب على كدة ونتج منه إيه وإزاي ده بيأثر على حياتك دلوقتي. مجرد الفضفضة مع شخص لا يكفي لأن في الدردشة بنحكي ونقول أفكار غير منظمة متلخبطة وفيه فوضى مشاعر بينما في الكتابة بنكتب اللي حصل بشكل عفوي أه صحيح بس برضو بنكتب كل التفاصيل ونطلع كل اللي جوانا وبنحاول نفهم إيه اللي حصل ونلم بالموضوع من أبعاده بشكل منظم وبندور على حل مش كتابة بس لمجرد الكتابة وفي الغالب الحل بيكون موجود جوانا وبيطلع لما نكون طلعنا كل حاجة جوانا واتضحت الصورة بكل أبعادها قدامنا.

أخطر شيء هو الذوبان. طوال هذه السنين كان اسمها دينا ولما أنجبت ولد حرصت على أن تحتفظ بهويتها من الذوبان ولم تحب أن يناديها الناس "أم ناصر" بل هي دينا وإن كانت هي أم ناصر وتحب ناصر من كل قلبها، ولكن كيانها، وجودها، ذاتها لن تختفي وتتلاشى في ناصر لتصبح "أم ناصر". وهذه هي مشكلة المرأة العربية وكثير من السيدات.. أنها لا تجد ذاتها في نفسها بل تجدها في إما زوجها أو ابنها.. أي ذكر والسلام، حتى لو كان طفل لم يتعدى عمره الأسبوع! وفي هذا الذكر تجد وجودها كامرأة.. وما إن يبتعد هذا الذكر من حياتها حتى تشعر أن حياتها تنهار وتسقط رأسًا على عقب ولم يعد لها وجود والسبب هو أنها كانت لا ترى وجودها إلا من خلال شخص آخر في حياتها، إما زوج أو طفل، وتلك هي الفجيعة الكبرى. الذوبان يلاحقها، وليس الذوبان في ذكر فقط ولكن الذوبان في كائن أخر أم، أخ، أب، ابنة، ابن صديق قائد- فقدان الهوية في العموم. أنا مثلا برهوم وأظل برهوم لآخر لحظة في حياتي ولا يتلاشى كياني في آي إنسان آخر. فماذا عنكم؟

هل الشاب ده من الله؟ قد يكون الشاب من الله والله يقود كل شيء لصالحكما؛ ومشيئة ربنا من المحتمل جدًا أنكم تكونوا لبعض ولكن واحد من الطرفين يضيع مشيئة الله ويعطلها بدل ما أنه يجتهد في تحقيقها "لتكن مشيئتك" فيضيع على نفسه خير كبير، إما من خلال خوفه (والخوف تبدده المحبة!) أو خضوعه لـ باباه وأبوه مسيطر عليه لدرجة إنه مش عارف أنه فيه فرق بين الخضوع في المحبة وخضوع الاستعباد وأن أول شرط في العلاقة بين الرجل والمرأة هو أن يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، وما لم يحدث هذا الترك معنويًا وفعليًا فلن يعرف قيمة الالتصاق بإنسانة في ترتيب الله أنها تقاسمه العلاقة الزوجية مستقبلاً.

عندما تقابل شابة في أي مكان أو على النت لا تسأل نفسك هل هي عازبة أو متزوجة ولكن قل لنفسك إنه الحمد الله إنه أعطاك أخت جديدة، صديقة، وتسأل نفسك: كيف يمكن أن تكون أنت سبب من أسباب البركة في حياتها؟ لا تسألها: لماذا لم تتزوجي بعد؟ لأنها في كل هذا تنتظر توقيت الرب وخير لها أن تكون عازبة من أن تقضي حياتها مع رجل كل ما يهمه هو أن تطبخ له لقمة وتريحه وهو لا يعرف عنها أي شيء. تذكر الصداقات التي كانت على مدار تاريخ الكنيسة بين القديس فرانسوا دى سال وجان شانتال وكيف أنها صداقة من أروع الصداقات وتخللتها عبارات حب طاهر ونقاء إلهي تام دون أن يرد لذهن فرانسو هل هي أنثى أم ذكر؟ بل هي إنسانة وأنت ستنظر لها من منظر الإنسانية وكيف ستشجعها على السير.. أكثر ما يتعبني هو أن الشاب يرسم دور الروحاني أو الخادم ثم تبدأ المرأة في الفضضفة فيوسوس له شيطانه: أكيد بتميل لك يا خويا. لا تميل لك ولا عشرة زيك هي أصلا قرفانة من الرجالة بمن فيهم أنت وكل ما تريده هو أخ وصديق يسمع لها ولا يفعل أكثر من الاستماع ويشجعها.. فلماذا تستغل احتياجها وتتلاعب معها عاطفيًا؟ كن متجرد وكن حيادي معها وعندها تكبر أنت في نظرها ولو هي مناسبة لك وأنت مناسب لها فأؤكد لك إنها ستجري وراك بنفسها بكل طاقتها.. وأعرف هذا من تجربة شخصية.

وعندما تجد امرأة جميلة راقية رقيقة المشاعر وفجأة تسمعها تشتم لا تحكم عليها ولكن تجاوز ما وراء الشتيمة لأنها من المؤكد غاضبة وربما على وشك الانفجار وهي التي تعيش بسجن داخل سجن والناس تستنكر عليها غضبها وأي صورة من صور التعبير عن مشاعرها.. ويا أسفي على الرجل الشرقي عندما يكيل بمكيالين فيسمح لنفسه بأشياء ولكنه يستكثرها ويستنكرها على المرأة وكأنها ليست إنسانة! عندما يقبل الرجل بالمرأة على أنها كائن إنساني مثله فهذه أول خطوة في بدء الصداقة الحقيقية بين الطرفين لأنها ليست دمية يلهو بها أو قطعة لحم يلوكها أو شيء يسلي به نظره ولكن هي جاءت في حياته لتصبح صديقة وعندها وجب للرجل أن يصبح صديق بحق ويشجعها على أن تفصح عما بداخلها تمام الإفصاح وهي متى شعرت بمثل هذا القبول الصادق ستسعى جاهدة في أن تتعفف في ألفاظها.. وإلى أن تحس بهذا القبول فلربما تقول أشياء ليس لأنها تحب قولها ولكن لأنها تنتظر رد فعل من الرجل الذي ينكر إنسانيتها عليها. ما أجمل المرأة الجريئة والتي هي بطبيعتها والتي تعرف أنها تقدر أن تكون على طبيعتها أمامي ولا تصطنع الأنوثة الزائفة! هذه المرأة هي شريكتك، وجهك الأنثوي الذي به تحس وترى العالم.. وبالتالي ما يخصها يجب أن يخصك فتتبناه وتتقبله بصدر رحب ونفس منشرحة.

أنت مؤمن وهي مؤمنة لكن هي فقدت إيمانها لسبب من الأسباب، محنة، صدمة، عثرة، إلخ.. وقوفك إلى جوارها هو الذي سيجعلها تعبر هذه الأزمة وكل هذا من غير أن تتحول أبدًا لواعظ في حياتها. أنا مررت بمراحل كنت مصدوم فيها من الكنيسة ومن الخدام والقادة وبدأت أشك في كل شيء وأثور في داخلي وأعترض وكم كنت سعيد أني وجدت منطقة آمنة أقوم فيها بالتنفيس عما بداخلي وأخرجته كله ثم جاء صباح وليس كأي صباح وسمعت ترنيمة لم أسمعها من قبل وكانت عن انتظار الرب أكثر من المراقبين الصبح ووجدت دموع غير عادية تنهمر وكأن ينابيع أنهار الحياة تفجرت بداخلي. هل تصبح صديقي وأنا مؤمن وأنا ملحد؟ يعجبني ذلك الأخ الذي كان مؤمن ومرسل إلى بلاد النيجر في أفريقيا ثم ألحد وزوجته مؤمنة مسيحية ولا تتحدث زوجته عنه وعن قناعاته إلا بكل خير أمام الأطفال.. في الزواج لن يجلس الطرفان ويقلبوا البيت لمنبر وعظ ولكن هناك علاقتهما ببعض وانسجامهما والمهم هو كيف أن نعيش هذا الإيمان لا الكلام عن هذا الإيمان.

المفتاح للدخول إلى عالم المرأة هو أن تصبح أنت صديق لها. المرأة صديقي من البدء، كنت صديق لـ أختي. لم أثق في صداقة أحد بقدر ما وثقت في صداقة أختي شخصيًا وأندم على أخطائي معها في الطفولة ولكن كان لابد من التدريب في شخص ما لغاية ما أتعلم.. وعلى مدار كل السنين لا أتحدث أبدًا مع المرأة بلغة الناصح المرشد ولكن بأن أصبح "صديق" ويسمع ويراجع نفسه في ضوء ما هي تقول. لما نسمع لحد بندخل جواه. وأنا سمعت كل اللي المرأة ما قدرتش تقوله لحد في وسطها الكنسي ولكن وثقت بي وهذا امتياز ولا أعتبر نفسي أبدًا لها خادم أو ناصح أو شيء من هذا القبيل ولكن صديق بكل معنى الكلمة.. وحتى في أميركا، أجد تقارب أكثر بيني وبين طبيعة المرأة وبعكس الرجال هنا وطبيعتهم التي تميل لاصطناع الصلابة والقوة والجلد والاحتمال وكلها اصطناعات زائفة.. وأنا فعلا أعرف ستات ملكات جمال وقرفوا ببكاء من نظرة الرجال لهم.. وعارف كويس اللي جواهم.

بس ساعات ممكن تحس ان اللي بتحبه لا يشجعك على التقدم اكتر فممكن ترجع او تشك، فما الحل؟
انتة راجل والرجل دوره أن "يقود" وأن "يأخذ المبادرة" ويكون هو المقدام بلباقته وحكمته وخفة دمه والبنات تحب خفة الدم بالتأكيد وتعتمد في هذا اعتماد كلي على تجاوبها معك فإن كانت غير ميالة لسبب أو لآخر نحترم هذا ونرجع كام خطوة لورا معتاد المارش احترامًا لصاحبة الجلالة ويكفينا منها نظرة وابتسامة تصدر عن صديقة عزيزة نتمنى لها كل الخير.

ماذا عن الانفصال؟ لعلها كانت حبيبتك في وقت مضى وكنت تستلذ بسماع صوتها وطريقة نطقها لبعض الكلمات في دلال ونظرتها للحياة وتحليلها للأشياء. لم يعد شيء من هذا وهي التي اختارت أن تقطع العلاقة ومعها تقطّع قلبك وتمزق حشاك وكأن ذراع أو ضلعًا من ضلوعك قد انخلع منك. ربما تتجه للتدخين أو ما يسليك أو ينسيك وتنسى أن مقاصد الله كلها خيرة وحتى تلك المقاصد التي تترك غصة كبيرة في الحلق. ربما انفصالكم فيه بركة لأن هذا ليس وقت ارتباط لك أو لها وتوقيت الرب أفضل شيء لنا وهل نأكل الثمرة قبل وقتها؟ للحب وقت وربما هذا ليس وقت الحب وإنما هو وقت للنمو في الرب وفي شخصياتنا ومتى اكتمل نضجك تدخل عندها في علاقة حب كرجل معطاء يعطي لا طفل بحاجة لأم في صورة زوجة وزوجتك ليست أمك. وربما الانفصال فيه خير لأن هناك فروق جوهرية في الشخصية أعمتها العاطفة عندك عن رؤيتها وكما يقولون "مرآة الحب عميا" فلا يرى الناظرون سوى ما يطيب لهم فيزينون كل شيء ويتغافلون عن كل ما هو جوهري مع أن قبل الزواج عليك أن تكون يقظ منتبه فتحب وتختار بوعي وتسترشد بروح الله لا بهواك أو غرائزك التي تقول لك ما أجمل هذا أو ذاك في جسمها وتلك إذن أحكام وقتية تضيع مع الوقت ولا يتبقى أمامك إلا الإنسانة كما هي، بجوهرها، بشخصيتها، فلانة كما هي، لا بشكلها أو بأحلامك عنها.

عندما تطعن في أنوثة المرأة بجهل منك فسوف تلجأ المرأة للدفاع عن كيانها الأنثوي وأحيانا بشكل مبالغ فيه والسبب هو أنت إذ تجرفها لما يناقض طبيعتها أصلا فالمرأة بحاجة لوجود رجل يحميها من خوفها، من الإحساس بالمجهول، من الإحساس بعدم الأمان، فإن كان الرجل والذي تتوسم فيه خيرًا يغدر بها ويطعن في منطقة الأمان لديها فمن يلومها وهي تلجأ بكافة الأسلحة للتأكيد على وجودها والدفاع عن نفسها؟ من يسيء إلى امرأته يجعلها تخطيء وخيرًا له لو ربط حجر حول عنقه وطرح نفسه في البحر من أن يعيش سبب عثرة لها ويقتلها في صميم وجودها ويغتاله بأنانيته.

الزواج في المسيحية ليس محنة ولا هو صليب وإنما هو شركة محبة واتحاد وتناغم وانسجام. يصبح الزواج تمثيل عندما يعيش الطرفان دور الشهيد الحي وتفنى حياتهما بالبطيء على مذبح الأوهام وما هي من الصليب في شيء. مشيئة الله ليست أبدًا تعاسة الإنسان وإنما الله يريد للإنسان أن ينتعش، أن يتألق ويتفتح كالزهرة. عندما يأتيك المرض لا تستكين له بل تبحث عن الدواء لأن الله صنع الدواء ولم يخلق الداء لأن الله لا يصدر عنه إلا كل خير. وعندما جائني الاضطهاد لم يحدث أني كنت أستكين للذل بل قاومت وبحثت عن المخرج ونجوت بحياتي وها أنا الآن في وضع أفضل مما كنت عليه من قبل في حياتي قبل دخولي المسيحية. لا ينبغي قبول الذل في الزواج لأن الزوجة لو قبلت الذل فهي تشجع زوجها على أن يتمادى في شره ويصبح إنسان غليظ القلب ويزداد غلاظة وعنف على ما هو فيه. ردع الأذى ورفضه أهم شيء في بدء الحرية وعلينا لا أن نمسح الذل بمسحة روحانية بل أن نبحث دائما عن المخرج لكل زوجة تعاني من العنف أو الذل في حياتها الزوجية. الله له أبناء وليس له عبيد والعبيد لا يشرفون الله لأنه دعانا جميعًا للحرية، لانطلاق الروح بشكل يعكس جمال اسمه وعظمة مجده.

ثم تسألني أخت صديقة: الله لا يختار لنا شريك الحياه نحن من نختار والله من يبارك هذا الاختيار. أرجو توضيح الجملة دي من رأيك انت.
جوابي: نعم نحن نختار ولكن الله يوجه اختياراتنا، يوجه خطانا لنكون مع الشخص الذي سوف يساعدنا على تحقيق مقصده في الحياة فننعم عندها بالسعادة. قد تكون هناك إنسانة أقرب لي ودورها أنسب في حياتي والعكس وعندها يقودني الله إليها وتتلاقى الخطى. هذه هي تدبيرات الله بما أني قصدت توجيهه وقيادته في حياتي. لا أحد يضمن كل شيء في الزواج وستظل هناك اختلافات وربما صدامات لأننا نتحدث عن عالمين، هي وهو، نشأا في بيتين مختلفين ولكل واحد منهما إرادته وميوله وطباعه ويُطلب إليهما أن يتحدا وهذا الاتحاد معجزة ويحتاج لنعمة ربنا وحضوره لا أن نقول: تفتكر أنا اخترت غلط ولا صح؟ في كل إنسان أو إنسانة ستكون هناك صفة معينة أو طبع معين قد لا نرتاح له ولكن مع الوقت نتأقلم على بعض ونتكيف ونقبل بعض في المحبة لأن المحبة تحتمل وتقبل كل شيء.

فلان باحبه.. عارفني وعارفاه، شايفني وشايفاه، فاهمني وفاهماه، قول لي بقة.. إزاي أسمع صوت ربنا في الأمر ده؟
أولاً، مادام هناك انسجام داخلي بينكم وتقارب متزايد فـ دي أول علامة على أنكم في الطريق الصحيح، وهنا صوت الله.
ثانيًا، سبيل الصديقين مشرقة بضياء وجه الله وكل ما مشينا شوية ناخد شوية نور زيادة ينوروا سكتنا ونعرف أننا ماشيين في طريق الله. عشان كدة لازم تسترخي كويس وتوصلي لحالة استراحة داخلية تامة بالروح في ربنا وتقولي له: يا رب أنا واثقة أنك هاتنور لي طريقي وتبين لي حقيقة الأمر ده وما منك أنت يثبت يا رب وأشكرك لأن مشيئتك واللي هي الأفضل لحياتي تثبت لأنك شايف كل حاجة وأنا مش باشوف كل حاجة في لحظتها فاكشف لي مشيئتك. قوليها وانتي لسة فايقة من النوم وبرضو ساعة النوم والجسم في حالة استرخاء تام.. تقوم كدة تحصل حاجة.. ييجي عليك نور يخبطك في نافوخك زي الكشاف أو الفلاش.. حد يقول كلمة.. كام حاجة تحصل ورا بعض وتعرفي منها إن كل دي تأكيدات ربنا.
ثالثًا، من الضروري أن تكون علاقتكما مؤسسة على الصلاة. بشكل لطيف ولبق شجعيه على أنه يصلي معك ويكلمك عن حياته مع ربنا وقيمتها بالنسبة له. بكدة تبقي شاطرة وعرفتي تخلي نظره على ربنا بشكل رئيسي ومش على ملامحك الجسمانية وفي اتحادكم توجه العلاقة بالكامل لربنا بدل ما تفضلي باصة عليه وهو باصص عليك والغرائز شغالة عنده ولكن حضور الرب يحكم العلاقة بشكل أفضل ويكسبها جمال حقيقي.

وبدل ما تلومي زوجك أو حبيبك على عدم النضج الروحي اعملي شيء بلطف ومن غير غطرسة ومن غير تسلط لتشجيعه على التقدم في الحياة الروحية وهو هايتقبل منك والرك كله على طريقة العرض والرقة.. لكن النقد والشكوى واللوم من أنه إنسان غير روحي ومش بيطلع لقدام هايخليه يعند ونرجع مليون خطوى لورا. قدمي مقترحات كأنه يصلي معك ويعمل حاجات روحية معينة معاك وهاتكبروا وتنمو مع بعض.

وعلى حد ذكر النقد، عندما ينقدك شخص ونحن شعوب دائمًا تنظر لما هو ناقص وتخشى المديح فاسمع النقد وابتسم وقول في سرك: أنتم ما حيلتكوش حاجة غير النقد، وطنش النقد، ولا تأخذه مأخذ الجد بل ابتسم وكأنك ما سمعتش حاجة. نحن شعوب لا تعرف التشجيع وتخاف منه. دائمًا تتحدث عن العيوب وما لم يكمل بعد. لكن أنت في داخلك تعرف من أنت وأنت وحدك في ضوء محبة الله الكاملة لك تعرف حقيقة نفسك وتنظر إلى نفسك كما ينظر الله نفسه إليك، بأنك جميل بلا عيب لأنك ترتكن على بره هو لا على كمالك الأخلاقي أو مثاليتك الزائفة.

تألمت جدًا لما سمعت ما قالته وهي صادقة: المؤمنين كل اللي بيعملوه انهم ينقدوا ويحطموا أو يحكموا…
وفي حين أراد يسوع المسيح إصلاح ما أصاب مجتمع من بلاء جاء في الروح الفريسية لفت الروح الفريسية ودارت وجاءت من جديد في صورة مؤمنين يقولون إنهم نالوا الخلاص ومبروك عليهم السما وعادوا من جديد وصلوا بصلاة الفريسي والتي كانت سليمة من حيث المضمون ولكن كان يعيبها الروح الذي تحلى به هذا المضمون، روح النقد، روح الحط، روح الحكم على الآخرين… ونحن كشرقيين ما نتوصاش.. نشوف شخص نبدأ نقول له: المؤمنين يعملوا كدة وما يعملوش كدة.. ما هو احنا بنحبه وعايزين له الخير برضو. غلطنا؟ أيوة غلطت! كثرة النقد وكثرة الملاحظات داء يجب التخلص منه وقبح في الشخصية وليس شيء تفتخر به بل كلما أكثرت من النصح والإرشاد وزاد نقدك وزادت ملاحظاتك كلما صمّ الناس أذانهم عنك واتجهوا للفريق الآخر.. لهذا يتجه كثير من الشباب والشابات إلى اللا دينية وكل صور التمرد لأن الكنيسة فشلت وهي مش قاصدة تفشل ولا حاجة ونيتها سليمة وقلبها حونين!

كثير من الرجال لا يدركون حجم المسئولية الملقاة عليهم تجاه أزواجهم. مع الوقت هي تذبل ويذبل شبابها وجمالها وكلامه السلبي الهدام الناقد ينال منها رويدًا رويدًا فتزداد اكتئابًا على اكتئاب. عندما يقول الكتاب إن "الرجل رأس المرأة" فإنه يتحدث تحديدًا عن مسئولية الرجل تجاه زوجته وهل هو يبنيها ويضحكها ويفرحها أم أنه طاقة هدم في حياتها. الرأس مركز إحساس. هل يحس بها ويتدارك الأمر أم أنه طفل وعليها أن تصبح أمًا له تراضيه وتتفادى نزقه؟ هل يهتم براحتها والتخفيف عنها أم أنه عبء؟ هل هو حقًا مدرك لأهمية وجوده في حياتها أم أنها "أم العيال" والسلام؟ ما يزرعه الإنسان يحصد وهي أرضه ووطنه وما يزرع في هذه الأرض فسوف يعود إليه وعليه بشكل آو بآخر؛ وعليه فيجب أن يدرك وضعه كـ "رأس" ويعمل جاهدًا على راحتها والتخفيف عنها ورفع معنوياتها بكل وسيلة مستطاعة فما أكثر المثبطات والإحباطات في الحياة التي تصيب المرأة في الحياة وهي تظن: هل أنا ناجحة أم فاشلة؟ فلو جاء الزوج وحرك فيها الشعور بالفشل فالنتيجة حتمًا هنا فشلان اثنان: فشلها… وطبعًا فشله هو.. بالتأكيد هو الفاشل الأول في سيناريو الأحداث إذا هي فشلت.

وأنت ترجع زوجتك مرهقة من الشغل وتشكو لك من المشاق والمتاعب وأنت الرجل الهمام تسرع إلى لومها ونصحها وإرشادها على أساس أنك رجل وتفهم.. ولكن هذا هو الخطأ بعينه! عندما تشكو لك لا تقدم نصيحة ولكن أظهر شفقة ثم بوسها ثم احضنها. هي تريد منك أذن مصغية وقلب يحس بها.. وفي كل مرة ترجع من الشغل ابتسم لها+ بوسها+ احضنها. هذا طقس يومي ويجب أن تؤديه سواء شعرت بذلك أم لم تشعر. إن لم تفعل ذلك فسوف يتسرب الجفاء للعلاقة وفي الآخر هي نفسها اللي هاتقرف منك ويا ويلك يا سواد ليلك لو ده حصل لك وعندها يكون قد فات الأوان. إذن، لا تنصح. لا تعاتب. لا تعظها وتعمل فيها أبو العريف وترشدها بالتعليم الكتابي لأن هذا أسلوب مُنفّر بل كن صديق بس مش أكتر.. وهي هاتشوف كدة وهاتقول لك: أسمر ملك روحي وقلبي وعمري يا عمري. ستملك بروحك على قلبها.

كان سقراط أكثر الناس استيعابًا واحتواءًا لزوجته. ذات مساء رجع إلى منزله من يوم شاق وبصحبته تلاميذه. لم تستقبلهم زوجته بالترحاب ولكن ارتفع صوتها وعلا صراخها ورمت العشاء الذي أتى به على الأرض وقالت له: أنا عارفة إني هاكون أرملة في يوم من الأيام بسببك وبسبب اهتماماتك الفلسفية وأنك ضد التيار ولا تجاري المجتمع إلخ ثم تحول صراخها إلى بكاء. وأما سقراط فلم يهاله صراخها ولم يقل: كيف بها تهينني أمام تلاميذي بهذا الزعيق وكل هذه الشتائم؟ كيف يسيطر عليها إن لم يسيطر هو على نفسه؟ أخذ الأمر بصدر رحب ونظر لتلاميذه وابتسم وقال: كما ترون، كسانثيبي زوجتي تبدأ بالرعد وبعد الرعد يأتي المطر. سقراط كان ذكيًا، فالمرأة عند الغضب تحتاج لمن يستمع إليها لا لمن ينتقدها. وسعيدة جدا ومحظوظة المرأة التي تتزوج رجلا يعرف كيف يحتويها في غضبها وحزنها ويشاركها أفراحها لانه ببساطة يكون ذاك الرجل الذي يحبها حب حقيقي.

إيقاظ الحب في العلاقة الزوجية ومش تتعودوا على بعض ولكن كأنكم تتعرفوا ببعض لأول مرة.. تروي الحب. الحب في الزواج لازم ترويه ومش تقول احنا بنحب بعض وخلاص. مش لازم هي تحب كل حاجة أنت بتحبها وتشوف نفس الأفلام اللي بتشوفها وتعمل كل الحاجات اللي بتحب تعملها ولكن الاشتراك هنا يكون في الاحترام المتبادل ومش تقول طالما عرفنا بعض هي هاتتحملني ونزبل في الطاجن بقة خلاص! لازم تقدروا بعض تقدير صادق عميق من القلب وده أساس الحب وتحضنوا بعض في كل مناسبة.. حضن بس مش لازم يؤدي للجنس. حضن وبس. تسمعوا بعض.. إصغاء مش بس سماع عادي. تبقوا جنب بعض ومش تجري تتصل بأصحابك ولكن هي تكون أول واحدة تجري عليها وأنت تكون أول واحد هي تجري عليه عشان تحكوا لبعض وتسمعوا بعض، تمسكوا إيدين بعض وتحسوا ببعض. ما تقولش اشمعنى أصحابي عندهم كذا وكذا وأنا ما عنديش. ما تقارنش. المقارنة أكبر غلطة ممكن تعملها في علاقتك. المحبوب لا يرى سوى واحدة وواحدة فقط. الموضوع برضو عايز مجهود وعناية عشان زرع الحب يكبر ومش هايكبر كدة لوحده ولكن عايز التفات واهتمام شخصي منك. وبقدر ما تستثمر في العلاقة وتحط فيها كل عنايتك وحبك واهتمامك بقدر ما هايرجع لك كل ده. تزرع الدفء هايرجع لك دفء أضعاف مضاعفة.. تزرع الجفاء والبرود هايرجع لك جفاء وبرود.

قبل الجواز عشنا أجمل قصة حب عاشوها حبيبين وكنت حاسة إني عايشة في الجنة. بعد الجواز حسيت إني اتجوزت شخص ما أعرفوش وساعات باحس وكأننا أعداء ولا كأننا نعرف بعض. فكرت كتير في الانفصال وباحس إني وحدانية كتير.
نعم، قبل الزواج أنتم كنتم عايشين قصة الحب بحسب الأغاني والأفلام العربية وده مش حب ولكنه بدء التعارف. الآن تعيشان تحت سقف بيت واحد ولكل شخص شخصيته وإرادته ومن الطبيعي أن الإرادات تتصادم في بعض المواقف عشان يحصل الاتحاد والاتحاد ما بيجيش من الهوا بين الحبيبين وما تصدقوش كلام الأفلام. الحب الحقيقي شغل ولذلك يُقال "تعب المحبة". لو المحبة بلا تعب، بلا جراح، ما تبقاش محبة. كل إنسان على وجه الأرض ستعجبنا فيه أشياء وأشياء أخرى تجعلنا نضرب كفًا بكف، ذلك أن كل إنسان له شخصيته ومعالم هذه الشخصية بما فيها من طرائف وغرائب؛ وإلا فهو إنسان ميت ومن غير شخصية.

يقابل الشاب فتاة مرحة حلوة دلوعة فيدق قلبه مثلما يدق قلبها، وأفلام عبد الحليم الرومانسية والأغاني الرومانسية تلعب دورها في التنهيد والسهاد ومش عارف إيه… يقعدوا يكلموا بعض بالتلفون.. وهي تسأله: ما وحشتكش؟ وبعد شهر يستغرب من نفسه لأنها ليست تلك الفتاة التي أحبها في أول مرة وطلعت إنسانة عادية، كأي إنسانة.. يكتب لي.. مش عارف باحبها ولا لأ. طبعا هو بدأ بمرحلة حب المراهقة والآن لعله عند مفترق الطرق ويحس إنه ربما تسرع وربما ما تسرعش.. يعني كان لازم نبوس من أولها كدة؟! نهايته.. الحب اختيار وقرار وإرادة. دقة القلب قد تكون البداية ولكن تظهر لك هذه الإنسانة فتدخل في حياتها وتدخل في حياتك وتختار أن تحبها بجميع الأوقات وبجميع أحوالها لأن الحب مش مشاعر وعواطف وكلام ومش مفروض نصدق دجل الأفلام وتبكيشهم.. هي على بعضها كدة، هيلة بيلة، هاحبها زي ما هي.. وافرض مش حاسس إني باحبها؟ مش مهم.. برضو هاحبها لأن ربنا هو اللي حطها في طريقي وليه قصد في علاقتنا ببعض.

وهل أحب إنسان(ــة) بشخصية سوية؟ في الشرق ألاحظ انتشار كتب وتعليم عن "الشخصية السوية". هذا التعليم انقرض ولم يعد معمولاً به في مدارس علم النفس الحديث لأن كل شخصية وإن ظهرت لنا على أنها غير سوية بها ما يميزها ويكون سبب انطلاقها لتبدع وتنتج بغزارة. لكن الشخصية التي يسمونها سوية تبدو لي شخصية بلطة تلمة بلا معالم زي السكينة التلمة كدة. في كتب علم النفس حاليا التركيز هو ليس على جعل الشخصية شخصية سوية ولكن كيف تستفيد من شخصيتك كما هي لتكون مصدر إبداع وإنتاج وخلق وابتكار. لا تسمع لمن يتحدثون عن الشخصية السوية فهذا تضييع للوقت ورجوع للوراء. لا تحاول أن تكون شخصية سوية. حاول فقط أن تطور من ذاتك وبما أنت عليه الآن لتكون إنسان شاطر يحقق ذاته ويقدم محبة الله للناس وكل هذا من غير تغيير شخصيتك. لا تطمس معالم شخصيتك.. ماذا تكون الغزالة مثلا لو أنها غيرت مشيتها وشخصيتها وبقت زي المعزة؟ ينفع؟

قال الفيلسوف البريطاني (والمعروف بدفاعه المستميت عن فكره الإلحادي) في سيرته الذاتية صفحة 146:
لا شيء يمكن أن ينفذ إلى إلى إحساس الإنسان بالوحدة في قلبه سوى المحبة الجارفة في أسمى صورها كما جاء على لسان من يعلمون الدين.
باختصار كدة: المحبة هي الدواء لكل داء.
"Nothing can penetrate the loneliness of the human heart except the highest intensity of the sort of love the religious teachers have preached."-Bertrand Russell.

الكثير من الشباب والشابات معذبين في ضمائرهم وسؤال العمر عندهم هو: هل ربنا راضي على اللي أنا باعمله؟ هل ربنا هاينتقم مني؟ هل ربنا هايحاسبني؟ ننظر إلى الله وكأنه عشماوي الحساب وادفع بالتي هي أحسن وإلا خسرناك الجلد والسقط.. كم يؤلم هذا قلب الله.. لا تسألني هل هذا حلال أو حرام.. لا تسألني متى ستتوقف العادة السرية في حياتك.. ولكن اسألني أجمل سؤال أحب أسمعه: كيف أقترب أكتر من ربنا وأحبه وأكون له بالكامل؟ كيف يمكن أن ربنا يملا حياتي؟ انشغل بربنا وخليه يملا حياتك. ونعم فيه ضعف وبتعمل وبتسوي.. مش مشكلة… هو شايف ضعفك. شيل عينك من على الضعف اللي عندك وخليها عليه.. لما هو يملا حياتك ستزهد في كل شيء ولن ترغب سوى فيه هو وبس.. نظرتك ستكبر وتصبح نظرة واحد ابن أبوه بحق وحقيق.. ده عشان ربنا بقى باباك وأنت زيه، شبهه، اللي يفرحه يفرحك واللي يزعله يزعلك وأنت هاتحس بكدة بروحه اللي جواك. ما تسألنيش عن عيوبك ولكن كلمني عن حبيبك!

وسؤال آخر: عندى لحضرتك سؤال بخصوص العادة السريه ونتايجها.. انا بمارس العاده السريه من عمر 11 سنه يعنى من حوالى 13 سنه .. فى بداية ممارستى كنت باخد وقت طويل حتى يحدث القذف (فى السنوات الاولى )..مؤخرا لاحظت حدوث القذف بسرعة جدا وعدم تحكمى فيه واحيانا يحدث قبل الانتصاب مع العلم انى بكون مثار جدا نتيجه لمشاهدة مواقع اباحيه او شات مع بنات والسؤال :
هل هذا يعنى ان هيكون عندى سرعة قذف بعد الزواج ؟؟ منتظر ردك لانى قلقان جدا وخايف جدا
الجواب: من الطبيعي أنك تكون سريع القذف الآن بسبب مشاهدة أفلام جنسية وأنت الآن وبحكم مرحلة السن عندك هرمون التستاسترون بنسبة عالية وهذا ممتاز وطبيعي. عند الزواج قد يكون القذف سريع في البداية وهذا لا شأن له بممارستك العادة السرية من قبل أو لا وإنما له شأن أكبر بأن الجنس في بدايته وهذه ربما هي أول تجربة جنسية لك. مع الوقت ستتعود على أن تتحكم في القذف بأن تطيل فترة المداعبة لها وتحرص على إشباعها الجنسي وتركز على هذا ونتيجة لذلك كله ولتفكيرك بعيدًا عن نفسك قد تتعود مع الوقت على تأخير القذف. لا تصدق الخرافات فأنت لا يوجد عندك بالمرة ما يستدعي للقلق.

وهي بعد أن مارست العادة السرية وقفت تصلي أمام الله وكلها ثقة بالله وبنفسها ولم تشعر بالخزي ولا بالخجل ولا أنها نجسة بل وثقت تمام الثقة في محبة أبيها وأنها مقبولة في المحبوب الرب يسوع المسيح ولا يفصلها عنه شيء ولن ترتبك بأفعالها بل ستركز إلى كم هو أحبها وينظر لها لا من خلال أفعالها ولكن من خلال حبه هو لها لأنها على بره ترتكن. لذلك عاشت التصالح الصادق مع النفس وتمتعت بنعمة المصالحة مع الله أبيها ومع كنيستها الأم التي تخدمها بكل حماس وحرارة دون كلل أو ملل. أما وجع الضمير والاستسلام له، فوجع الضمير سجن ابليس يضع الانسان فيه لكي يتحكم فيه كما يشاء يتخبط بين كراهية الذات وحيرته أمام نعمة إلهية غنية فيها حب الله أكبر من ضعف الإنسان. يقول القديس أغسطينوس: إن لم تكن الخطية قد انتزعت منك، فيجب ألا يُنتزع منك الرجاء فى الغفران… مازالت أمواج البحر تتقاذفنا، غير أننا ألقينا مرساتنا فى أرض الرجاء. وذكر بستان الرهبان أخ كان يقع في الخطية ولا يكف عن الصلاة حتي ضجر منه الشيطان ووبخه فرد عليه :ألست أنت تضرب مرزبة وأنا مرزبة؟ وسننظر من يغلب أنت أم رحمة الله. جسم الإنسان ليس به أي شيء من "القرف" ولكن القرف الحقيقي في القلوب المرائية التي تحيا حياة كلها ازدواجية وكذب ورياء ديني، يقول شيء ويفعل عكسه، وهذه سمة غالبة على الشرق.

"من منكم بلا خطيه فليرجمها…"
كونها بعد ماوقعت فى الخطيه تجرى تصلي ده أروع شى لأنها عندها رجاء رغم الظلام بأنها هتشوف النور
زي الطفل الصغير لما يقع وتتوسخ هدومه بيجرى على باباه ويقول له الحقني بس انا بقيت عامل ازاى وبمنتهى الحنان بيقوم بتنظيف الابن وأخذه فى أحضانه
أما عن القرف وايه الكلام دا، فبلاش نبقى زي النعامة ونغطي رؤوسنا. الله حنين وصالح والبنت دي غالية عندة ومحبوبة أوي لديه وهو قابلها بكل مافيها وبالعربي كدة هى علاقاتها مع الله أبوها هي حرة فيها؛ في آب بيدلع ولادة ويقبل بيهم زي مهما. وبسبب صغر نفوسنا وقيودنا مش قادرين ندرك مجانية النعمة ... لسة عاوزين نعمل اعمال علشان نحصل على النعمة… كتير مننا لسة مش قادر يخرج من عهد الناموس.. بيعترض على العهد القديم وينتقده وهو لا يزال يخضع في داخله لناموس الحرف ولا يريد أن يقبل محبة الله ويتركها تجدده، تحرره، تطلق غفران الله وشفائه في داخله، لا نريد أن نقبل أن النعمة غنية وتتفاضل على كل شيء بما في ذلك مجهوداتنا الشخصية وهي كفيلة بعمل كل شيء لو كانت هي المسيطرة الغالبة على حياتنا. إنها العودة إلى الله.. ألا يجب أن يكون التركيز كله عليها بدل من أن ينصب تركيزنا على ما نفعل أو لا نفعل؟ النفس الشبعانة تدوس العسل. النفس الشبعانة بالشركة مع الله ستضع كل فعل في حجمه الحقيقي وتختار النصيب الصالح على أي نصيب آخر سواه. حالة الهلع من العادة السرية من العادة السرية تذكرني بحال المسلمين وقد قاموا بتقسيم الخطايا إلى صغائر وكبائر مع أن الله ليس عنده هذا المعيار بل إما نحن في قلب الله أو نحن نحيد عن قصد الله ونحتاج إلى أن نعود لحضن الآب السماوي فنكون فيه، فيه هو، جواه.

أي غلط بتعمليه تفسيره ضعف من وجهة نظر ربنا. احنا بنشوف غلط ونزعل. ربنا يشوف ضعف ويشفق. وضعفك يا أختي لا يعطل عمل الله ولا حبه. لا تشكي أبدًا في حب ربنا ليك مهما عملتي، حتى لو عملتي عمايل وسويتي هوايل. كوني واثقة ثقة عمياء من محبة ربنا ليكي.
فهل يا ترى هذا الكلام ينطبق على الغلط عن ضعف والغلط عن عمد؟ هل من فارق بينهما؟
الله طبيب وينظر لأفعالنا نظرة ثاقبة عميقة؛ والطبيب لا يحكم بمجرد ما يظهر له من أعراض ولكن ينظر لما وراء الأعراض، الأسباب. مثلا لو أنا جاءتني قرحة والحموضة زادت وظللت أعالج القرحة من الخارج بعلاج الأعراض فهذا لا يكفي لأنه من المؤكد أنه أكيد فيه توتر يثير الحموضة مثلاً.. أها! لابد إذن من علاج التوتر وهو جذر المشكلة والسبب في القرحة مثلاً. أيضًا، الغلط عن ضغف أيضًا له أسبابه. وما يظهر لنا أنه "غلط". فلان مثلا اتنرفز.. مضغوط.. مكتوم.. هذا هو الظاهر.. لكن تُرى ما هو السبب الحقيقي؟ ما جذر المشكلة؟ ما العلة الأصلية؟ ما هو السبب الرئيسي؟ إلهنا ينظر بعمق ويرثي ويشفق لضعفاتنا.

عندما نقوم بتغيير عاداتنا جذريًا فسوف تتوقف العادة السرية بالتدريج. إذا كنت تشاهد أفلام فابحث عن مصدر الأفلام وتخلص منه. أنا مثلاً تخلصت من التلفزيون وقبلها تخلصت من قناة إتش بي أو قررت أني أكون نور للناس وأشجعهم على الصلاة بالكتاب المقدس. كل هذا كان اختياري وبإرادتي الكاملة. اقطع دابر المصدر الذي يهيجك جنسيًا وكما فعل المسيح قبل معركة الصليب: داس على رأس الحية. عليك أن تدوس. تخلصنا من هذا وذاك والبيت فاضي وعندها تأتي الشياطين حشودًا لتلتهمك ولكن أنت ستكون أذكى بأن تبدأ اليوم بالصلاة بالكتاب المقدس وتختمه بنفس الشيء وعلى مدار اليوم تفتح الترنيم. لا تظن أنك ستتوقف عن مشاهدة الأفلام وتتحسن حالتك فورًا.. ليس بهذه السهولة.. أنت كونت عادة في الماضي وأخذت منك شهور وربما سنين وأنت تشاهد أفلام ومناظر خليعة والتخلص من عادة يتطلب منك أن تكون صبور مع نفسك وتعطي نفسك ما لا يقل عن 21 يوم ثم تواظب على الروتين الذي تضعه لنفسك وتلتزم يوميًا به.



بمعسول الكلام بدأ كلامه معها وإنه يحبها وما يقدرش يعيش من غيرها إلخ إلخ… وبدأ روتين معها، روتين الفون سكس. في براءة تتحدث هي إليه ولكنها تسمع أصوات غريبة، نخرة هنا ونخرة هناك، حفزًا شديدًا ولهاث، وما هذه الأصوات الغريبة؟ وما هذه الطلبات الغريبة؟ تسألني: هل هذا طبيعي؟ قلت لها: إنها عادة سقيمة انتشرت والشاب اعتادها ولكي يستمني ويمارس العادة السرية. إنه يستخدمك لممارسة العادة السرية وهذا ليس حب وإنما "فك زنقة" والشرط في الجنس هو الاشتراك عن حب عميق وتوقًا للاتحاد. وعليه يا أختي عليك أن ترفضي عروضه وهو عندها سيعود لرشده ويفيق ويعرف أن استخدام الآخرين لإشباع لذة عابرة فيه إهانة لكيانهن الإنساني. وأنت يا أخي الرجل عليك أن تتوب مما أنت فيه وقد بدأت مشروع قمت فيه ببرمجة خلايا مخك العصبية "النيورونات" لا على تعلم لغة وإنما على ما هو قبيح ومنكرٍ من الأشياء وصار الأدرينالين يفرزه مخك ويعطيك نشوة وعليك أن تعيد برمجة مخك بشكل ذكي بخلق نمط جديد من التفكير والعادات فتحل سلوكيات وعادات جديدة محل العادات القديمة. أنت لست ملك غرائزك ولكن ملك إلهك وعليك أن تخصص نفسك له وهذا التخصص بالعبرانية نسميه "القداسة" حيث يأتي الله ويسود على تفكيرك وتسير في حضوره وتفكر فيما يفكر هو فيه وطرق إلهك تصبح منقوشة في قلبك وقد نحتتها كلمته بفعل حبه لك وتجاوبك مع هذا الحب.

من جهة البوس فالمسألة مرتبطة بالمجتمع وتشريح وتركيبة المجتمع ده. لو أنا من مجتمع بدوي فسوف نتحدث خلسة. لو أنا ابن مجتمع إنساني وإنسانيتي بتحكم يبقى هانتصرف تصرف الراشدين الكبار واللي يتصرفوا بمسئولية قدر المستطاع. لكن لا يجب أني أترك المجتمع الجاهل أنه يملي أراءه الجاهلة على واحد متنور وحليوة زي حالاتي. أنا اللي أقول للمجتمع مش العكس.. المجتمع الجاهل مش هو اللي يقول لي.
الحاجة التانية: البوس حلو. لمسة اليد حلوة. تبقي مضطربة. مهزوزة. خايفة. يقوم ييجي حبيبك ويضع يده على يدك.. تهدا نفسك.. تحسي أن فيه حد قريب منك ومعاك وحاسس بيك. هو ده الهدف من البوس واللمس والهمش

افرضي أنتي نفسك في حاجة ونفسك تعمليها هي بالذات وهي اللي بتحقق وجودك بس مش جاية دلوقتي. ما العمل؟ العمل هو إنك تعملي اللي موجود قدامك، اللي مفروض ينعمل، المتاح قدامك ومع الحركة ومع الوقت هاييجي اللي نفسك تعمليه، والتأخير ده فيه تدريب من الله لنا أن نقول له كل الخيارات مفتوحة ولا نستثني شيء ومستعدين نعمل أي شيء ولنبدأ الحركة والحركة بركة ومع الحركة يأتي خلق وابتكار وإبداع.

ويسألني كثير من الشباب عن رأيي في زواج الصالونات ورأيي هو أن الزواج التزام ووفاء وإخلاص. أن أحب إنسانة لا يتطلب قصة من قصص الحب العربي الدرامية وأفلام عبد الحليم ولبنى عبد العزيز ومش عارف إيه! هذا ليس حب. عبد الحليم مثلا تزوج سعاد حسني ولكنه أخفى زواجه وبقى الزواج سر. هل هذا ما تسمونه حب ورومانسية؟ بئس الرومانسية! الحب إرادة. سأحبك يا فلانة، سواء شعرت بذلك أم لم أشعر. سأحبك كما أنت.. وأنت رفيعة وانتي تخينة.. وانتي في أحسن الظروف وانتي في أسوأ الظروف.. هاحبك لأن الحب مش اختيار ولكنه فعل وإرادة وإلزام. أيها الرجال: أحبوا نساءكم. أحبوا جاءت كـ فعل أمر. هل تحبها؟ وكيف تحبها؟ مشاعر يعني؟ المشاعر جزء صغير من الحب ولكن الحب أن يكون كيانك بالكامل معها، تصغي لها بعقلك وقلبك وحواسك، أن تجعلها تعرف وترى وتحس أنك معها بكامل كيانك، وليس فقط بعقلك. وسواء قابلتها في الكلية أو على النت أو على الفيسبوك أو عند البير تفرق في إيه؟ المهم تقابلها ومش مهم الوسيلة ولما تقابلها تعطيها كيانك بالكامل، وبقدر ما تعطي بقدر ما تحصد وتجني.. ستزرع عنجهية ستقول لك بطريقتها الخاصة: ها هي بضاعتكم رُدت إليكم، بلها واشرب ميتها. تسقيها الحنان فسوف تغرقك هي حب وحنان وعطاء على وزن العطاء الإلهي والمرأة متى أحبت فإنها لا تعطي بعض أشياء بل تعطي ذاتها بالكامل.

ترجع من الشغل تعبان وعرقان وفي إيدك بطيخة وجورنان. البيت ماله مبهدل كدة؟ تلفت زوجتك للملاحظات. يا ريت يا ماما الحلل تبقى تحطيها في مكانها.. طب والفوط دي بقى لها يومين ما اتلمتش ليه؟ قاعدة ليه بتعمل هنا؟ قلت لها بدل المرة مليون مرة نلم الفوط والفوط لسة ما اتلمتش؟ تنقدها وتبدي ملاحظات هنا وهناك. جرّب أن تستبدل الملاحظات بأفعال تقوم أنت بها. مثلاً، لم الفوط انت وعينها وهي هاتشوف إنك معها يد بيد ومش هاتحس إنها خدامة عندك. بدل الملاحظات قدم لها حبك، أغرقها بالقبلات والأحضان والهدايا ما استطعت، خليها تحس فعلا إنها مقبولة منك زي ما هي ومش بناء على الحاجات اللي هي بتعملها، ومن قدم للسبت لقي الحد، ومن كثرة ما تعطي من فيض قلبك الملآن محبة هي ستمتليء محبة ذلك أن المرأة انعكاس لرجلها، ومش هاتزرعها قرع وتطلع قلقاس!

وللمرأة أقول:
لا ترضخي لأي ضغط اجتماعي
قيمتك مش في راجل
قيمتك في نفسك انتي
تستمديها من كيانك انتي وبتيجي منك انتي
الراجل ييجي لحياتك كـ شريك
مش عشان انتي ناقصك شريك
خلي كل انشغالك ببنيان ذاتك وتقوية شخصيتك
وبعدين ييجي الراجل براحته
يقوم يلاقي واحدة قوية جاهزة وتبقي شريكة عن رغبة في الحب ومش عن عوز أو نقص.

مادام ما عندكيش ارتياح تجاه الشاب ده من البداية فما ما تقاوحيش وتعاندي مع نفسك. ما من الرب يثبت وما ليس منه هو هايخليك تعرفي بأكتر من طريقة إنه مش ليك. لكن ما فيش داعي للماطلة والمط ويا عالم جايز ينفع أو ما ينفعش. الحب لازم يكون متكافيء ولازم تكوني مشتاقة له قد ما هو مشتاق لك وأكتر وتكوني مستريحة تمامًا معه. لو فيه عدم ارتياح يبقى خلاص انهي الموضوع وما تحاوليش تجبري نفسك على أنك تحبيه ومادام مش داخل جوا قلبك ما تزقيهوش بالعافية. الحاجة التانية هي إنك ما تعمليش فيها "مخلص" العالم وتحاولي تنتشليه وتربطي ده بالعواطف لأن دي اسمها Saviour Complex وفيها خطورة لو دخلت العلاقات العاطفية لانتشال حد من همومه في إطار الحب والأمور العاطفية. مادام مش مرتاحة له فكيك منه وخلاص وطرقيه.

نعم أنا شابة، عندي رغبة في الجنس، أحب ما يحبه الولد ولا أختلف عن الولد في شيء. يعرض ذاته علي ويخطط ويعد العدة لذلك. الشقة جاهزة. حشيش وسهرات وردية حالمة. نرتوي من الحب ودًا إلى الصباح. لكن من قال إن هذا الشاب سوف يعطيني ما أريد؟ هذا الشاب يريد أن يمارس الجنس والجنس عنده فعل فاعل وتفريغ سائله إلى أن تهدأ ثائرته؛ فمن قال إن هذا حب؟ غالبية الرجال لا يفهمون شيئًا عن ممارسة الحب، والمسألة لا تتجاوز أكثر من إيلاج هذا في ذاك إلى أن يقضي وطره ويفرغ سائله. أهذا حقًا هو الحب؟ كلا! بعد أن يقضي في نظره لست أكثر من "صيدة" تصيدها، ونظرته لي لن تكون فيما بعد مفعمة بالتقدير بل تحولت من شابة يهواها إلى واحدة من بنات الهوى، وهذا ما لا أريد لأن الجنس حب واتحاد، وكيف أعطي جسمي بل كيف أعطي نفسي لمن لا يحبني؟ لن أعطي جسمي لأي رجل وهذا هو تصميمي من كل قلبي لأن نفس الإنسان لا يعطيها لكل عابر سبيل ولكن لمن يستحقها، لمن عرفني حق المعرفة، فلابد له أن يعرفني من أنا تمام المعرفة وبعدها أقوم بتعرية نفسي له بالتدريج ومتى توطدت علاقتنا الحميمية فآخر شيء هو تعرية الجسد وهنا الاتحاد الجسماني في محله الصحيح.

أحمق هذا الأب أو تلك الأم. يعمل رقيب على بنته. يريد التحكم فيها وفي حياتها وفي من تتحدث إليهم. يريد أن يعمل حارس عليها وكأن الفضيلة لها حارس. يغيب عن باله أن أجمل الفضيلة ما نبع من الداخل لأنه ثمر الروح وليس عن ضغط أو قهر. لذلك بنته تثور وتتمرد، لا لأنها تحب التمرد ولكن لأنها تبحث عن كيانها الضائع والذي أهدره أبوها لسنين وسنين وظلت بلا وجود، أداة، نكرة، هو يملي عليها التوجيهات وهي عليها السمع والطاعة. ستتمرد. تخرج للعالم. تبحث عن حبيب بما أن الأب ضائع ولا وجود له رغم حضوره الشخصي بالبيت. لكنه يبقى أب غائب، أب مفقود، أب لا تحس به، فتقاوم القهر، تقاوم الذل وربما ترتمي في حضن هذا الشاب أو ذاك، إنها هنا تبحث عن الحنان لا عن الجنس ضرورةً وربما تتمرد أكثر وتمارس الجنس ليس لأنها راغبة في الجنس ولكن لأنها تريد التنفيس بصورة أو أخرى عن توقها لهذا الحنان المفقود من أبيها. ظلمها أبيها. لم ينجح كأب بل فشل فشلاً ذريعًا فضاعت منه بنته وما حفظ الفضيلة وما تبقى له من الأبوة شيء.

كل عيد حب وأنتم طيبون. شيل كلمة حب وحط بدالها "ربنا" وقول: كل ربنا وانتم طيبين.. ما هو ربنا هو الحب. صح؟ والحب هو مين؟ ربنا.. بالضبط.. وأي حب ما يجيش من ربنا ما يبقاش حب. البت دي باحبها وهاوساني وسبت شغلي ومش باعمل حاجة غير أني أفكر فيها.. تبقى مهووس ومحتاس والله يكون في عونك. الإنسانة دي باحبها وحبها خلاني أقرب أكتر من ربنا واحنا الاتنين كل ما نقعد ونتكلم بيكون ربنا تالتنا وعملنا ثالوث.. يبقى ده حب صحيح وناجح. طب والسكس؟ الوقاع؟ حتى ده كمان مصدره ربنا. لما تنام مع واحدة ويكون النوم عن حب ورغبة حقيقية في اتحاد فهذا الاتحاد صورة مطابقة للاتحاد بمصدر وجودك، ربنا. الجنس ماهواش فعل وبتاع ومش عارف إيه. الجنس هو اتحاد. اللي يفكر في الجنس إنه فعل بيبقى هو فاعل ومفعول به.. ده مش اتحاد.. سميه أي حاجة بس مش حب وفي الجنس يهب الحبيب ذاته بالكامل لحبيبته.. أيوة كدة.. الجنس مش حقوق.. مش حق الراجل والكلام العبيط الأهبل اللي يقولوه ده.. ده تجربة اتحاد.. روحه فيها وروحها فيه وعبروا عن ده بمفردات ملموسة محسوسة. يبقى الحب ما ينفعش نجزأه ونقول ده حب أغابي وده حب إيروتيكي سكساوي ومش عارف إيه.. لالا.. الحب واحد والحب هو ربنا وربنا هو الحب.

الشاب الملحد يقول لحبيبته: لازم نكون متوافقين جنسيًا وده مش هانعرفه إلا لو مارسنا الجنس قبل الجواز. تروح قالعة له سلط ملط عشان يتأكدوا من موضوع التوافق إياه ده. في الحقيقة الجنس مش محتاج توافق. توافق إيه؟ هي جوز صندل عشان تجربه؟ ولا جهاز راديو مصنوع والفولت في البلد دي غير البلد دي؟ الموضوع وما فيه إن الشاب يبحث عن حجة عشان يقلّعها هدومها وينام معها وياخد من كل بستان زهرة.. يقول لها: لا متأسف يا حبيبتي، احنا مش متوافقين جنسيًا، ويروح يلف على واحدة تانية ويعمل معها نفس الموال، والنفس لا تشبع من النظر ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب!

أنت أم وتعلمين الأطفال في مدرسة الأحد.. ما هي صورة الأبوة والأمومة اللي عايزاها تترسخ في أذهانهم؟ الإله عشماوي الجزار؟ أم الأب السماوي اللي بنعرفه في مثل الابن الضال اللي يقع على عنق ابنه ويقبله؟ هل تركيزك على حنان الله أم على إله غاضب متشبص للناس ع الغلطة وعايز يعاقب ومعلق الفلكة للناس؟ كثير من التعاليم مشوهة وهذا في جميع الطوائف من أرثوذكس وإنجيليين والكاتوليك القدام بتوع زمان.. لكن الدنيا اتنورت. لازم نرفض التعاليم الخاطئة اللي تخلي الأطفال يخافوا من ربنا ويحسوا أنهم مربوطين من عرقوبهم لغاية ما الكاهن يحلهم. الكاهن لا يحل أحد من خطاياه. الكاهن يشهد على توبتك ويعلن أن الله قد حلك من خطاياك.. لكن الكاهن إنسان خاطي ويحتاج لله أن يحله من خطاياه زيك والله هو اللي يحلك ويحل الكاهن من خطاياه. هذا يجعلنا ننظر بإشفاق للكاهن وما ننتظرش منه إنه يكون سوبرمان بل نحضنه لما هو كمان يعثر ويغلط ومش نقول إزاي يبقى كاهن ويغلط.. مادام بشر يبقى زيه زينا وكلنا بنغلط ومهما كان الغلط فرحمة ربنا اللا متناهية تستر كثرة من خطايانا وتحلنا جميعًا من أربطة الخطيئة وأربطة الخوف وأربطة العبودية على اختلاف أشكالها.

هو يزني. هي تزني مع فلان.. وحكموا على الزنى من الفعل، مع أن كل من يشتهي مجرد الشهوة في قلبه فقد زنى.. وكم واحد فينا يشتهي في قلبه ولا أحد يحس به ولا هو حتى يحس بنفسه؟ جميعنا. كلنا زناة. كم واحد فينا اشتهى ويشتهي وسيشتهي؟ كم واحد فينا هرموناته تعمل بصلاحية ممتازة والتستاسترون بمب وعال العال؟ كلنا أخطأنا وكسرنا ناموس الله الأدبي وهذا ضعفنا البشري والذي سيدفع بنا دائما لأحضان الله الأب فنعرف أننا ضعاف وسنضعف وسنتعلم أن نتجه له وكلنا ثقة في قبوله. طيب.. الجنس خارج الزواج زنى؟ والجنس داخل الزواج بدون حب اسمه إيه؟ بالتأكيد اسمه دعارة وقباحة. الجنس لغة وليس وصمة عار ولغته أن الشخص يهب كيانه للطرف الآخر وهو أوج التعبير عن الاتحاد.. عندما أدركت هذا تلاشى من قاموسي عبارات مثل "يزني" وتزني" و"زنى"… وانشغلت بربي كل الانشغال.

سؤال: عايز أتكلم معاك في موضوع انا دلوقتي خادم وبحب الله وبحب اخدمه وبحب اسمع كلامه . وبحبه جداااااااا اوي . مش لازم اسمع كلامه .؟ ولازم اسمع كلامه لكن المشكلة ان انا بدخن وانا مش عارف اعمل ايه دايما مخنوق اوووي بسبب الموضوع ده . وبسبب الموضوع ده معنتش بتكلم معاه ولا بقرا في الكتاب ولا اي حاجه حته الكنيسه مش بحضر اي اجتماع ودائما في النازل . اعمل ايه من فضلك .؟؟

جوابي: دخن براحتك. ربنا مش زعلان من التدخين. المشكلة الكبرى في التدخين مش ربنا ولكن رئتيك بس. التدخين فعلاً بيدمر الرئتين ويعجل بحدوث السرطان. لازم تبطل التدخين مش عشان خاطر ربنا ولكن عشان خاطر نفسك انتة. وربنا سعيد بك زي ما أنتة بجميع أحوالك فلا تقسو على نفسك وتسيء الظن بنفسك أو تسيء الظن بربنا.. على فكرة، أحب إشعال السيجارة للسيدات.

ننظر لعلاقة حب بين اثنين تنتهي بالفشل فنتألم لأجلهم ثم يركبنا شيطان البر الذاتي الفريسي ونمصمص شفايفنا قائلين: ما هو لو كان الرب حاضر في العلاقة ما كانش حصل ده كله. ما هو لو كان فيه حب لما فشل الزواج. ما هو لو كانت العلاقة ناضجة ومؤسسة على الحب لا الشهوة لنجح الزواج….
والحب في كل هذا يبتسم من سذاجة الناس ويقول لهم: أما تفهمون؟ تركيب النفس الإنسانية معقد والإنسان نفسه كائن معقد مركب واتحاد الأمزجة عمل يفوق كل عقل. ما المانع أن توفروا نصائحكم على أنفسكم وتحترموا اختيارات الناس وتكونو أصدقاء لهم عند الفراق مثلما كنتم أصدقاء لهم عند اللقاء؟

فيه ناس كتيرة بترمرم. بتحبيه ويحبك بس الحب ده مش بيوصل لحاجة. حب في حب وتكلموا بعض بالساعات وكل شوية يجرحك والموضوع يوصل للمهدئات… على إيه البهدلة دي كلها! الحب اللي من ربنا مش فيه عذاب ولا بهدلة ولكن سبيل الصديقين ينيره الرب بضيائه وكل ما تمشي شوية هاتلاقي ربنا واقف لك بيبتسم لك ويقول لك: أكملي المسير في العلاقة دي يا بنتي يا حبيبتي، وهايديك علامات تأكيدية على أن العلاقة دي منه. إذا العلاقة حزن ودموع وحبوب مهدئة يبقى العلاقة دي مش من ربنا وبلاش رمرمة. الحب اللي مش هايوصلك لنتيجة وحب بالكلام بس ما يبقاش حب. الحب مسئولية والتزام من جانب الولد والبنت وهو يخاف على مشاعرك مش يتعبك ويخليك في إحباط وعدم يقين. بيتعبك؟ يجرحك؟ اقطعي دابر العلاقة دي وبلاش رمرمة بقة! وربنا هو اللي هايبعت لك الشخص المناسب من عنده بحيث تحسي بالاكتمال وقال على رأي المثل: كل حلة ولها غطاها. مش أي غطا يا آنسة :)

إن أعظم عطية وأفضل تربية يمكن أن يقدمها الاب لابنته هي أن يحرص دائمًا وباستمرار على أن يهبها الحنان الأبوي ويعبر عن هذا الحنان بشكل ملموس من خلال مسكة اليد والتي تعني أنها في أمان وأنها محبوبة ومقبولة وليست مرفوضة، وأيضًا من خلال الحضن، نعم الحضن الأبوي الذي إذا لم يقدمه الأب فسوف تبحث بالتأكيد عنه في أماكن أخرى لأن الجوع العاطفي لا يُسدد أبدًا بإلقاء النصائح والإرشادات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي