الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران انتصار ام خضوع

علاء عبد الواحد الحسيني

2015 / 4 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في اعقاب الحرب الباردة بين امريكا والغرب من جهة والاتحاد السوفيتي من جهة اخرى استعملت امريكا وبريطانيا سياسة ذكية من اجل انهاك اقتصاد الاتحاد السوفيتي الضعيف المتهاوي ولان المخابرات الامريكية والبريطانية كانت على علم مسبق بان اقتصاد الاتحاد السوفيتي بدأ بالانهيار واي اصلاحات لن تكون مجدية البتة في المستقبل القريب وخصوصاً ان الشيوعيين السوفيت غير قادرين على الانفتاح على العالم كما فعلت الصين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانقذت نفسها من الانهيار الاقتصادي وهي تشاهد السوفيت يتهاوون ويتفككون ولتحلي بعض القادة الصينيين بالشجاعة وبعد النظر كان عملا محفزا انقذ الصين وانفتاحها على العالم . وكانت سياسة امريكا مع الاتحاد السوفيتي السابق تقتضي فتح عدة جبهات مواجهة في امريكا اللاتينية او افريقيا او دول عربية موالية للسوفيت او في الشرق الموالي للاتحاد السوفيتي مما دفع الاتحاد بتبذ ير ثرواته وستنزاف موارده الاقتصادية لكي يدعم حلفائه و بعض الانظمة المنتشرة في بقاع العالم والتي اغلبها انظمة دكتاتورية متسلطة وبهذه الخطة الذكية استطاعت امريكا وبريطانيا تفكيك الاتحاد السوفيتي وانهيار جبهته الداخلية تماما واصبح في مهب الريح .
ايران تعي جيداً ماذا يعني تدعيم الجبهة الداخلية وخصوصاً ان ايران تعاني الكثير من المشاكل الداخلية لوجود الكثير من القوميات والاعراق منها الكردية والعربية والفارسية وغيرها وتعي جيداً ان العقوبات اذا ما طالت سوف تنال من صلابة ايران وتمزقها وخصوصاً ان ايران لا تشبه باقي دول العالم فيما يخص نظام الحكم ولا توجد لها دولة مؤيدة في محيطها الاقليمي او دولة عظمى اخرى تسندها بصورة قوية. مثلا تجد ان كوريا الشمالية رغم عدائها المستعصي مع الولايات المتحدة الامريكية لكنها مسنودة من قبل جارتها الصين وتجد كوبا كذلك مدعومة من قبل جيرانها في امريكا اللاتينية لكن ايران هي بالاصل غير مرغوب فيها البتة في محيطها الاقليمي وحتى الدولي وحتى الدول المحيطة بها تهابها وتحسب لها حساب واستطاعت امريكا ان تفتح عدة جبهات لاستنزاف ايران اقتصادياً فجبهة لبنان ومن ثم سوريا ومن ثم العراق ومن ثم اليمن استنزفت موارد ايران كثيراً خصوصاً ان الاقتصاد الايراني يعتمد اعتماداً كلياً على صادرات النفط الخام .
كان الاتفاق الاخير الذي عقد من قبل 5+1 في سويسرا هو الفرصة الاخيرة بالنسبة لايران لانقاذ نفسها من الهاوية لان العقوبات بدأت تأكل اعمدة دولتها وهي تعي جيداً مدى تأثير العقوبات على جبهتها الداخلية فاي دولة اذا لم تتماسك جبهتها الداخلية تكون عرضة للانهيار وحتى امريكا عانت في الاونة الاخير من هذا الخطر الداخلي وبدأت بالاصلاحات الاقتصادية وفرضت هذه المفاوضات شروط تعتبر مخلة بسيادة ايران نوعاً ما فحتمت على ايران تحديد نسبة تخصيب اليورانيوم وكمياته ونوع اجهزة الطرد الذاتي وتحديدها بالجيل الاول القديم وتحديد عددها وعدم بناء محطات اخرى للتخصيب وشروط اخرى وهو تنازل واضح من ايران .
ومع ذلك حققت ايران جزء من طموحها فهي اذكى من ان تذهب بعيداً من اجل مشروعها النووي وعواقبه الخطيرة والوخيمة في حال اصرارها على هذا البرنامج ومنذ الحرب العراقية الايرانية حصلت الكثير من النقاشات في اروقة البرلمان الايراني وكان يدور النقاش حول الجدوى من الحروب التي تخوضها ايران وعواقبها على بناء الدولة والنهوض الاقتصادي وتوثيق العلاقات مع دول الجوار والعالم .
استطاعت ايران وبذكاء سياسي ان تحتفظ ببرنامجها النووي وان تخصب نسبة 20% وان ترفع العقوبات الاقتصادية عن هذا البلد وان يتسنى لها ان تتنفس من جديد مع كل هذا كانت تستحق الاحترام والتقدير لصلابتها وقدرتها على ادارة ازماتها وتفرض اوراقها على المجتمع الدولي وتدخل ضمن النادي النووي الدولي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام الافعے التي لدغت شاه إيران من جحره!
HAMID KIRKUKI/ SAYADI ( 2015 / 4 / 6 - 05:40 )
ملالي إيران شياطين!! ولكن الشعب المدنّي الإيراني أذكى منهم ولذلك جعل ملالي الإسلام أمام حركة علمانية عجيبة ديناميكية هذه الأيام حيث بلغت العلمانية والإلحاد في إيران ظاهرة طبيعية وعلنية، حيث كانت أيام الشاه ٩-;-٠-;- ٪-;- من الشعب مستحمقون من قبل سياسة الشاه المتعمدة على الدين والكهنة كما كانت موقف سي آي ئي بأن ينصحوا عملائهم لإستعمال الدين كسلاح لمكافحة الشيوعية والعلمانية الخطرة على حيات مهرجيهم الملوك وصعاليكيهم الرجعية والدكتاتوريات في العالم من سموزا و السعود والشاه وملك الأردن .. والخ،، حيث-أفعى الدين- التي رعته لدغته في مؤخرته وقتله!
وآني كلّش ممنون..
حميد صيادي

اخر الافلام

.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم


.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو




.. 70-Ali-Imran


.. 71-Ali-Imran




.. 72-Ali-Imran