الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موجزحول أشكاليّة العلاقة بين العَلمانية و الألحاد

هيثم القيّم

2015 / 4 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


موجزحول أشكاليـّة العلاقـة بين الـعَـلمانية و الألحاد

يحصل خلط كبير بين الـعلمانية و الألحاد ، عند غالبيّة مُعارضي الـعَـلمانية .. وعند الكثير من أنصار و دُعاة العلمانيـّة أيضاً .. و هؤلاء الأنصار و الدُعاة هم أكثر أساءة للعلمانية من مُعارضيها .. بسبب قصور معرفي في فهم المنهج العلماني و حيثـيّـاته .. و بسبب أن مِن بين الـعلمانيين من هو يـتـبنـّى الألحاد كمنهج فكري خاص بـهِ .. وهو شئ طبيعي ضمن حريـة العقيدة و الفكر في النظام العلماني .. و غالباً ما يكون هو المُـتصدّي للدفاع عن العلمانية .. فينعكس ألـحادهُ على مفهوم الـعلمانية .. ليُـعطي سلاحاً مجانياً بيد مُعارضيها .. للطعن فيها و تـثـقيف أتباعهم بذلك .. حيث يترسّخ في ذهن المـُـتلـقـي أقـتران مفردة الألحاد مع مفردة العلمانية .. و بالتالـي تخسر الـعَلمانية مساحات غير مُبـرّرة من حجمها المتنامي في أوساط المجتمع الطامح للتغيير و الطامح للحياة الكريمة مثل باقي البشر ..!
-
الـعَـلمانية ليست مُـلحدة ولا مُـتـديـّـنة .. و ليست مُسلمة و لا بوذيـّة .. لأنها ببساطة ليست عقيدة في مواجهة باقـي الـعقائد .. و ليست دين جديد في مواجهة باقـي الأديان ...!
الـعلمانية منهج للحياة .. و طريـقة لتنظيم الحياة وفق متطلـبات البشر الدنيوية في العيش بسلام و حرية و كرامة و أمان و سعادة ...! و العلمانية تستقي منهجها و قوانينها و تشريعاتها من واقع الحياة و أحتياجات الفرد و المجتمع و الدولة .. مستندة على العـِلم و ما يفرزهُ العقل البشري من أبداعات .. و بذلك تتميّز تلك القوانين و التشريعات بمرونة كافية تسمح بتغييرها أو أعادة صياغتها وفق تطوّر الحياة و متطلـّباتها ..! فليس من مهام العلمانية أيصال الناس للـجـنّة في ألآخـرة .. بل العمل على أن يعيشوا جـنـّـة الأرض ..! فتلك مُهمة الأديان في تهيئة الفرد و أعدادهِ لدخول الجـنـّـة السماوية ... لذلك العلمانية غير معنـيّة بما تؤمن و تعتنق طالما لا يتعارض مع القانون و مع الحريات العامة المكفولة للجميع ..!
بناءاً علـيه فالـعلمانية تحتضن جميع الأديان و العقائد و الأفكار تحت سقفها .. لأن هذا الأعـتناق يدخل في صُلب الحريـّة الشخصية للمواطن و المحميّة بالقانون ..! لأنها تفصل بين الحياة الخاصة للمواطن و بين حياتهِ العامة .. واجبات العلمانية أن تهتم بالحياة العامة للمواطن من توفير الأمن الى الخدمات الى سبل العيش الكريم الى تهيئة الأجواء و الفرص لجميع المواطنين باستغلال عقولهم و كفاءاتهم و أبداعهم بما يخدم الفرد و عائلتهِ و بما يخدم المجتمع و الدولة .
-
لـذا يمكنك أن تكون مسلم / علماني ، و مسيحي / علماني ، و بوذي / علماني ، و ملحد / علماني .. بمعنى أن تعتنق ما تشاء من عقائد و أفكار و تمارس طقوسك الدينية و متطلـّبات عبادتك بكل حريـّة .. بشرط عدم أكراه الآخرين على تــبنـّي ما تعتنق بالقوة أو بالتعسّف ..! و تعيش في المجتمع العلماني كـفرد مُنتج و متفاعل مع الأخرين مُتـمتـّـعاً بكل حقوق المواطن على دولتهِ و مجتمعه ، و خاضع للقوانين المُنظـّمة لحركة المجتمع في نفس الوقت ...!
-
و نكرّر القول هنا أن النظام الـعلماني يمنحك الفرصة ( بالأخص المسلمين ) لكسب الحياة الدنيا و الحياة الآخرة معاً ..!
فأنت تعيش في مجتمع مُتصالح مع نفسه ، ولا مجال اطلاقاً لصراعات طائفية أو دينية أو عرقية .. تعيش بسلام و كرامة و تعمل و تـُبدع و توفـّر السعادة لنفسك و عائلتك و تستمع بحياتك .. و في نفس الوقت تمارس طقوسك الدينية وعباداتك وبذلك تــُرضي ربك .. فـتكسب الدنيا و الآخرة ... و هناك ملايين المسلمين يعيشون في دول عـَلمانية ، ربحوا حياتهم و لم يخسروا دينهم ...!!
أخيراً أود التذكير بأن العلماني / الملحد .. عندما يطرح ألحادهُ ، فهو يمـثـّل ما يعـتـنقـهُ هو شخصياً من فكر .. ولا يـُمثل العلمانية كنظام و منهج ... مثلما يطرح العلماني / المسلم ما يعتـنقهُ هو شخصياً من عقيدة دينيّة أيضاً .. دون أن يمـثـل العلمانية ...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي


.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن




.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر