الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بَوْحٌ على بَوْحٍ .. مهداة للزميل نضال الربضي

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 4 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بَوْحٌ على بَوْحٍ .. مهداة للزميل نضال الربضي
"ديباجة تمهيدية : أرجو أن يقرأ القاريء لهذا النص ، المُصطلحات أو المُسميات في سياقها النسبي في المقالة ، وليس في سياقها المعرفي المُطلق .. فالخالق والمخلوق ، هما كيانان يرتبطان ببعضهما كعلاقة الإله بالإنسان ، أو علاقة المُفكر بالفكرة ، صاحب النص بالنص ، الصانع والألة .. لذا فهما ينطبقان على "الألوهية الدينية" و"الألوهية الوضعية ".."
وللتنويه : فما أكتبه هو مجرد تداعيات على جدليات نضال ، ولا يعني بالضرورة بأنني اعرض "فهم " العزيز نضال .. والى التداعيات ..
ولأنني أكره النفاق والمنافقين ، ولا أرغبُ أن تلتصق بي خصلة واحدة ، من ثالوث "خصلات المنافق" ، والتي ذكرها الحديث النبوي الشريف ..ألا وهي إخلاف الوعد ، فقد قررتُ الإيفاء بوعد قطعْتهُ على نفسي منذ زمن بعيد ..
وصاحب البوح معروف ، فهو الذي بدأ سلسلة من المقالات يبوح فيها عن مكنونات نفسه وخلجاتها في قضايا جدلية وخلافية ، في المُعتقدات والأخلاق ..
نعم ، إنه الزميل العزيز نضال الربضي ، الذي كرّس بوحَهُ العاشر للقيامة من الموت أو بعد الموت ...وهي حوارية جدلية بين "الخالق " و"المخلوق " ... لكن من هو الخالق ومن هو المخلوق ؟؟ .. هل الخالق هو ذلك العاجز عن "حماية " نفسه ويحتاج دوما لمن يدافع عنه ويحميه من "إعتداءات " غير المؤمنين به ؟؟
هل "المخلوق " هو ذلك الضعيف المُهان بين بني البشر والذي آمن بقلب خالص على أن "الخالق " قادر على كل شيء ، لكنه لم يفعل شيئا لتخفيف آلام أبنائه المضطهدين والمظلومين ... وإذا كان قادرا كلي القدرة حقا ، فلماذا لا يقضي على الامراض ، الفقر ، الجوع ، المرض ، الإضطهاد والإستغلال وسائر الكوارث التي لا تحلُّ إلا بالفُقراء والمُستضعفين ؟؟!!
نفسه ، إبن الإله ، عاتب "والده " قائلا : لماذا زنحتني ؟!
هل علاقة "الخالق " ب"المخلوق " ، كعلاقة الوالد بالولد ؟؟ إذا كانت الإجابة بالإيجاب ، فكيف "يتمالك " الوالد نفسه وهو يرى أبناءه يتعذبون بأيدي بعضهم البعض ؟
أم أن "المخلوق " يتوقع من "الخالق "ما هو فوق قدرة كُلي القُدرة ؟! لكن ومع ذلك لماذا نغضب على من نُحبُ ولو لم "يُبادلنا " حبا بحب ؟؟
فالعلاقة بين "الخالق" و"المخلوق " هي علاقة ذات إتجاه واحد ، فعلى "المخلوق " أن يهيم وجدا في " خالقِ"هِ ، دون أن يكون له حق ما ، أو أن "يشترط" تبادلية ما ، ولو أنها ، ليست نِدِّيةً البتة .!! لكن على الأقل أن "يرحمنا " من هذا العنت والعناء ... ومرة أخرى، كيف وبأية وسيلة ؟؟ بالأوبئة ، الفقر ، الحروب ، الجوع والإبادة الجماعية ؟؟
لم يبقَ "للمخلوق " سوى حق "الطلب " وإستجداء الخلاص .. دون أن يكون واثقا "بالخلاص " ..!!
هناك أمام أفران الغاز وفي مُعسكرات الإعتقال ، فَقَدَ من فقدَ إيمانه ، وهناك أيضا من" تَقَوّى " إيمانه بهذا "الخالق " كلي القُدرة . فالذي فقد إيمانه ،إنما فقدَ جزءا من ذاته ،في طريقه إلى النهاية ، أو ربما حصل على "لحظة تنوير " ؟؟!! وكذا صاحب الإيمان الذي إزداد إيمانا ، رغم عدم معرفته وإدراكه للحكمة من وراء إبادة شعب "الخالق " !!
يبوح لنا صاحب الجدليات بسر الخلاص .. وهو سر مكشوف وعلني ...
إنه الحب ، والحب ، ثم الحب .. حب الناس ، الاشجار ، الطبيعة ، الحياة البرية والبحرية ، الحُب بذاته ولذاته .. فالحب هو رسول السلام ورسول الخلاص ..
لكن .... أليسَ الحُبُ مهارة مُكتسبة .. يتعلمها الصغير وهو في المهد ...
يتعلمها من أسرته الصغيرة ، من والديه ، أخوته واخواته ، من الجيران ، زملاء الدراسة ، سائق الباص ، رئيس الدولة ، الكاهن في معبده ، من الشارع ...
فكيف سيغزو الحب "مضاربنا " المضروبة بالعُنف والكراهية ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوالد والاولاد
عتريس المدح ( 2015 / 4 / 8 - 18:56 )
يبدو أن الاب قد ترك الابناء ليعذبوا بعضهم بعضا، أو تركهم ليموتوا قتالا في الذود عنه وقد عجز عن فعل شيء لهم، وذلك لانه أنجبهم من علاقة غير شرعية ويخشى الاعتراف بهم خوفا من اكتشاف علاقاته من محظية أخرى


2 - الصديق العزيز قاسم حسن محاجنة - 1
نضال الربضي ( 2015 / 4 / 9 - 07:41 )
أحلى صباح في هذا النهار الجميل أتمناه لك و للحضور الكريم!

صاحب ُ البوح ِ فرح ٌ بك اليوم، إذ يرى زميلا ً عزيزا ً و أخا ً كريما ً يشاركه الرؤيا، و يبني عليها، و يتبناها، و يدفع بأسئلة ٍ إلى الواجهة لتكون َ الأداة َ التي من خلالها تتحقق دعوة الحب.

نعم سنسأل:

1. من الخالق و من المخلوق: أليسا كلاهما واحداً؟ نعم هما كذلك، نحن صنعنا خالقنا و جعلنا من أنفسنا مخلوقين -عنده-.

2. لماذا نغضبُ على من نحن و إن لم يبادلنا حباً بحب؟ لأننا يا صديقي حين نُحب نبذل ُ من ذواتنا، نُعطي المحبوب، نسمحُ له ُ أن يمتلك َ جزءا ً منا أو أن يمتلكنا كلنا، أن يقتحم خصوصيتنا، فيصبح هو هذه الخصوصية، و يصبح نحن، فيكون إنكاره لنا بمثابه إعلان رفض لحق الوجود، كأنه يحكم علينا بالفناء إذ يرفض حبنا أي يرفض ذاتنا أي يرفض الحياة فينا و حقنا فيها،،،،

،،، لكن في الدين تقول الأيدولوجية أن الإله يحبنا و لا يرفضنا، و بذلك تلجم الأيدولوجية رد الفعل الطبيعي بقوة الإيمان، لأن المؤمن يرى أن إلهه يقبله و يُعدُّ له حياة ً أخرى و بالتالي فإن غيابه على الأرض هو مجرد تمهيد للقادم الأجمل أي الخلود، أي القبول، أي تبادلية الحب!

يتبع


3 - الصديق العزيز حسن قاسم محاجنة - 2
نضال الربضي ( 2015 / 4 / 9 - 07:48 )
تابع من رقم 1

3. لماذا تبادلية الحب على الأرض هي الحب من جهة الإنسان، و الشقاء من جهة الإله؟ إنها النظرة الدينية التي ترى أن الإله يحضر الاختبار و يوقعه لأنه -يريد-، و أن المخلوق يخضع للإرادة و يخوض الاختبار، و ينتظر نتائجه في الحياة الأخرى، فيقبل ُ إذا ً المخلوق هذه العلاقة بقوة الأيدولوجية، لا بإملاء القلب و العقل و المنطق و الطبيعة البشرية، أي يقبلها بتنافر و تناقض مع خاصية نفسه المادية التي تتوق للحب و السلام و الجمال، فيحتال ُ على هذا التوق بترحيله إلى عالم قادم لأنه لا يستطيع أن يلغيه من طبيعته.

من فقدوا إيمانهم في معسكرات الاعتقال النازي، فقدوا حياتهم معها حينما احترقوا في أفران الغاز، و من نجوا وجدوا الحياة َ مرة ً أخرى لكنهم تركوا الإله في المعسكر، حينما قتله هتلر و جنوده، حينما قتله بؤس المعاناة و القسوة المُفرطة، لكنهم وجودوا الإنسان و الحب حينما خرج الإنسان ُ من تحت ركام الإله، و كثير ٌ منهم اليوم يشهدون للحب.

لماذا و كيف؟

لأن الحب يولد ُ من الألم، و الألم يلد الأمل، و الأمل يلد التعاطف، و التعاطف يلد التقارب، و التقارب يحقق الحب.

يتبع


4 - الصديق العزيز حسن قاسم محاجنة - 3
نضال الربضي ( 2015 / 4 / 9 - 07:53 )
تابع من تعليق 2

أما ختام مقالك الذي شرفتني بإهدائه لي، و قولُك َ:

-أليسَ الحُبُ مهارة مُكتسبة .. يتعلمها الصغير وهو في المهد ...
يتعلمها من أسرته الصغيرة ، من والديه ، أخوته واخواته ، من الجيران ، زملاء الدراسة ، سائق الباص ، رئيس الدولة ، الكاهن في معبده ، من الشارع ...
فكيف سيغزو الحب -مضاربنا - المضروبة بالعُنف والكراهية ؟؟ -

فأقول أننا ندعو هنا للحب من أجل أن يُدركه القارئ الكريم فيعيش بحسبه، حتى إذا ما جاء طفله و طفلته سقاهما الحب عن طريق مثله و سلوكه أولا ً و كلامه و تعليمه لهم ثانيا ً، و بالتوازي مع تعاضده مع أفراد المجتمع في عمله و سكنه و حيه ثالثا ً، و بهذا يكتمل البناء في الثلاثة: الشخص، مُحيطه، و عائلته.

إذا ً هي دعوة للعمل أولا ً و دعوة للعمل ثانيا ً و دعوة للعمل ثالثا ً.

لأن الحب عمل!

هكذا أفهمه.

دمت بكل الود و تقبل جزيل شكري و امتناني، وعدت َ فوفيت َ فأبدعت، فأثرت التساؤلات، و على القاري أن يتعامل مع عاصفة الفكر ليخرج منها بالاستنارة، و الحب!


5 - العزيز عتريس
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 4 / 9 - 11:49 )
تحيات
لا يوجد أب كهذا سوى في اذهان المرضى
خالص مودتي


6 - العزيز الغالي نضال الربضي
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 4 / 9 - 12:56 )
تحيات واشواق
الحب عمل ...
فكم يا ترى من الكُسالى العرب سيحبون ويُحبون ؟!!
ههههههههههه
شكرا لكلماتك اللطيفة التي تنثرها علي -مثل الرز -..
مودتي واشتياقي


7 - بوح على بوح
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 4 / 9 - 14:49 )
بوحٌ على بوح
من صادق نصوح صبوح
الى صبوح صادق نصوح
يجب ان يتجمع (المخلوق) ليمتحن -الخالق- و يطلب منه اثبات وجوده...لكن كيف؟ هل ذاتياً ام جماعياً..؟ افضل ان يكون جماعياً و بصوت واحد
الحب ...نعم
لكنه يتعرض للاضطهاد اكثر من البشر...كما لونوا البشر لونوا الحب
الشيء الغريب هو انتصار النسبة الضئيلة على الكبيرة
جسم الانسان فيه ربما اكثر من 87%ماء
و الماء لا لون له و لا رائحة و لا طعم
يعني ان الغالب للناس مشترك
و نسب المكونات الاخرى اكثر من 12% من ال13% الباقية ايضاً مشتركة
صار 1% يشقق ال 99% هل يُعقل هذا؟
تحية لك عزيزي قاسم و تحية للعزيز نضال
دمتم ترفلون بجميل العلاقة بينكما


8 - عزيزي الغالي عبد الرضا
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 4 / 9 - 18:25 )
تحية حارة
وانت جزء من هاي الشلة بل ومؤسسها
لك حبي ومودتي


9 - العزيز عبد الرضا حمد جاسم
نضال الربضي ( 2015 / 4 / 10 - 08:16 )
تحية صباحيةطيبة في هذا النهار الجميل،
كم هي صحيحةملاحظتك أخانا الحبيب، نعم صوت الأقلية أعلى، و الأقلية هنا المختلف المتعصب صاحب الحضور مثل أباطرة الثروات و حيتان الأسواق من جهة المال و التكفيريون الظلاميون من جهة الدين.

الأغلبية ليست صامتة لكنها منشغلة. و نعني بالانشغال هنا سدادَ الحاجات و ما يتطلبه من عمل يومي طويل و التزامات مادية و اجتماعية لها ثقل نفسي لا يسمح للأفراد أن تجتمع على قضايا فكرية ظاهراً لكنها حاجوية مفعولاً. و نرى هنا أن الظاهر الفكري عطل التأثير الحقيقي.

أنا من الذين يرون أن الاقتصاد أساس نهضة أي مجتمع كان، وأن القادة المستنيرين هم مفتاح استنارة شعوبهم، و كمثال لديك الآباء المؤسسين للدستور الأمريكي كحالة دراسة بكل ما فيها من تفاعل و صراع و ترجمة للتوق الإنساني للحرية.

دمت و العزيز قاسم بكل الود. و تحياتي للأستاذ عتريس المدح.

اخر الافلام

.. ترقب نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المبكرة..


.. مفاوضات الهدنة.. ضغوط متزايدة على نتنياهو لقبول الاتفاق




.. الناخبون الفرنسيون يصوتون في الجولة الثانية من الانتخابات ال


.. اعتراض صواريخ في سماء جبل ميرون أطلقت من لبنان




.. قوات الاحتلال تقصف مدرسة العائلة المقدسة في غزة