الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع القادم بين الاصولية الاسلامية وبين العلمانية الغربية

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2015 / 4 / 8
المجتمع المدني


فى العصور الوسطى حدث صراع عنيف بين العرب وبين الكنيسة الاوربية نتج عنها ما يسمية العرب الحروب الصليبية والتى استمرت لعقود عديدة , وادعى العرب ان هذه الحروب شنها الاروبيون للاستيلاء على الاراضى الاسلامية بينما ادعت الدول الاوربية ان هذه الحروب نتيجة التجاوزات الكثيرة التى كانت تحدث للحجاج المسيحيين الاوربيين عند زيارتهم لاورشليم القدس .ونظرا للصراعات العديدة الداخلية بالدول الاوروبية نجح العرب بقيادة صلاح الدين فى طرد الاوربيين من المنطقة لفترة من الزمن ..
ثم عادوا مرة اخرى لدول الشرق الاوسط وقاموا بتقسيم الدول بينهم طبقا لمصالحهم فيهاوعلى شكل احتلال عسكرى واقتصادى لتامين مصالحهم الخاصة .
ثم قامت بعض الثورات الاقليمية كما حدث فى مصر واليمن وليبيا والجزائر لتصبح الدول الغربية مرة اخرى خارج قواعد اللعبة .
وخلال الاربعين عاما الماضية ومع ظهور طفرة البترول وعوائده الضخمة . نبعت فكرة اعادة الخلافة الاسلامية مرة اخرى .ونجحت اموال البترول فى تجنيد الكثير لخدمة هذا الهدف الدينى وهو امكانية تطبيق الشريعة الاسلامية من خلال الخلافة الاسلامية فى كل ارجاء الارض
ومن هنا انتشرت الاصولية الاسلامية فى معظم دول الشرق الاوسط خلال الاربع عقود الماضية وحدث تغيرلكثير من الثقافات والانماط الاجتماعية فى هذه المجتمعات ووصل التغير الى الملبس والمظهر وبعض العادات والتقاليد .وتغير النمط الاجتماعى فى مصر كما تغير فى السودان كما فى افغانستان والصومال واليمن وتونس ولبنان وسوريا وانتشر الحجاب كرمز للهوية الدينية الاسلامية فى كل هذه الدول فى ان واحد وحتى دول بعيده مثل الشيشان وطاجستان وصلت لهم هذه الثقافة المتشددة ايضا .
و قد شهد العالم فى منتصف القرن العشرين بروز قوتين هما الاتحاد السوفيتى وامريكا وكانت بينهما حرب باردة عنيفة . وانتهت بتفكك الاتحاد السوفيتى فى اواخر القرن العشرين اما القرن الواحد والعشرين فقد بدأ باحداث 11 سبتمبر 2001 والتى يمكن تسميتها بداية الصراع بين العلمانية الغربية وبين الاصولية الاسلامية المتشددة .
فالاسلامى المتشدد يرى انه يجب تطبيق شرع الله فى كل انحاء العالم وهذا واجب دينى بحت عليه تنفيذه .... فى حين تعيش الدول الغربية العلمانية ازهى عصورها من الحرية الشخصية والقوانين المدنية وجعلت حرية العبادة مصونة داخل الكنيسة والمسجد اما خارجهما فالكل متساو امام القانون وامام الدولة .
وخلال العشر سنوات الماضية هاجر كم ضخم من الافراد الى الدول الغربية سواء للعمل او للهروب من واقع مر داخل بلادهم او للهروب من ملاحقات امنية ومعظم هؤلاء الافراد مسلمين ... ونظرا لان العلمانية لا تفرق فى الدين فلذلك وجدوا كل ترحيب وتمتع بكل الحقوق والواجبات التى لدى المواطن من نفس البلد ... ولكن نظرا لان نسبة منهم لديه ميول وثقافة اصولية متشددة .. اصبح يحلم ويامل فى تكوين مجتمع يطبق الشريعة فى اوروبا والغرب .
وخلال الفترة الماضية ونظرا لكثافة تواجدهم فى بعض المدن الغربية حاولوا تطبيق الشريعة باماكن تجمعهم وبالاخص افيما يتعلق بالبغاء وشرب الخمر . وقد تم عرض عده فيديوهات على الفيس بوك لبعض هذه الاحداث فى لندن وبروكسل والمانيا .
ومن هنا يتضح وجود ازمة مجتمعية مستقبلية بين من يرون ان تطبيق شرع الله واجب دينى مهما كانت عواقبه .. وبين العلمانية الغربية التى تعتبر الحرية الشخصية خط احمر لا يمكن تجاوزه تحت اى مسمى
لذلك فالصراع قادم لا محالة سواء اكان قريبا ام مؤجلا .
ان ما حدث بمصر يوم 30 يونيو يعتبر صراعا بين العلمانية المصرية وبين الاخوان المسلمين ..حيث احس العلمانيون المصريون بهزيمتهم امام الاخوان واستعملوا عقلهم ونجحوا فى تحريك الاقباط والمرأة وحزب الكنبة لحشد الجماهير للنزول ضد الاخوان ونجحوا فى اقصاءهم ولكن نجاحهم هو مجرد انه اصبح لديهم موطئ قدم فى الشارع المصرى .. ولكن الاصولية والسلفية مازالت لها الكلمة العليا فى الشارع المصرى .
ان المعركة القادمة ستكون شرسة وخطيرة سواء فى مصر او فى الغرب والمستقبل هو الذى سوف يحدد ابعاد هذه المعركة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخبر فلسطيني | تحقيق أممي يبرئ الأونروا | 2024-05-06


.. مداخلة إيناس حمدان القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في




.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل