الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر لمن يعقلون - ج53

مالك بارودي

2015 / 4 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خواطر لمن يعقلون - ج53

1..
الكلّ يعرف أنّ اللّغة العربيّة (نحو، صرف، إعراب) وقع تفصيلها على قياس لغة القرآن. المشكلة الكبرى بالنّسبة لمن يتحدّثون عن حاضر ومستقبل اللّغة العربيّة تكم في أنّ كلّ قواعد هذه اللّغة وُلدت ميّتة. ففي القرآن نفسه أخطاءٌ لغويةٌ كثيرةٌ لا تنطبق عليها القواعد المفبركة للّغة العربيّة: قول كاتب القرآن "إن هذان لساحران"، كمثال. المفسّرون أنفسهم، بداية من الطّبري، تخبّطوا في تفسير القرآن، وبعضهم من أجل تبرير أخطاء القرآن ذهب إلى حدّ الإستشهاد بنحوّيي البصرة أو الشّام (وكأنّ هؤلاء عاشوا مع محمّد بن آمنة وكانوا يعرفون لهجة قريش) أو بأبيات من الشّعر المنحول (كما بيّن ذلك طه حسين في كتابه "في الشّعر الجاهلي) بحثا عن مخارج ولو ضيّقة وملتوية للإفلات من مأزق الأخطاء القرآنيّة. هذا زيادة على الأحاديث المبثوثة في الكتب والتي تثبتُ أنّ القرآن مليء بـ"أخطاء النّسّاخ"، على حدّ تعبير عائشة بنت أبي بكر، وأنّ فيه "لحنًا" سيقوم اللّاحقون بتقويمه، حسب قول عثمان بن عفّان. فعن أيّة لغة عربيّة يتحدّث هؤلاء المهتمّون بحاضر ومستقبل لغة الضّاد الوهميّة المبنيّة على رمال القرآن؟

2..
يقال أنّ الإسلام حرّم الزّنا ولكنّه أحلّ نكاح المتعة (زنا) وملكات اليمين (زنا). ويقال أنّه حرّم القتل ولكنّه أحلّ الجهاد في سبيل الشّبح العظيم (قتل) وحدّ الرّدّة (قتل) والرّجم (قتل). ويقال أنّه حرّم السّرقة ولكنّه أباح الغنائم (سرقة) وأحلّ مال المرتدّ (سرقة). ويقال أنّه حرّم الرّشوة ولكنّه أحلّ سهم المؤلّفة قلوبهم (رشوة). كما يزعمُ الجهلة أنّ الإسلام حرّم العبوديّة ولكنّه أحلّ السّبي (عبودية) وبيع وشراء الرّقيق ومات محمّد بن آمنة وترك العشرات منهم...
عزيزي القارئ، إذا كنت مقتنعا بالإسلام وتعتقد أنّه دين وأخلاق، فأنت جاهزٌ للإنضمام لأسوأ مافيا عرفها التّاريخ الإنساني.

3..
لمن يقول أنّ آية ضرب الرّقاب خاصّة بغزوة بدر ويعتبر الإستشهاد بها والإستناد عليها تعسّفا على القرآن، نقول: لنتحدّث بالمنطق والعقل ونرى إنعكاسات هذا القول. إذا إعتبرت أنّ الآية مرتبطة بحادثة معيّنة لا تتجاوزها فقد وضعت اللإسلام كلّه في مأزق تاريخيّة النّصّ القرآني الذي لم يخرج منه أحدٌ من الفقهاء إلا بالتّلاعب والقفز على المنطق والتّدليس والتّعسف على العقل. هذا يعني أنّ هذه الآية لا تصلح لزمننا هذا، مثل كل آيات القرآن التي لها أسباب نزول (وما أكثرها فيه) والتي، بنفس المنطق، إنتهت صلاحيّتها بإنتهاء الحوادث التي "أنزلت" من أجلها. وبالتّالي، نحن نجد أنفسنا أمام قرآن لا يصلح لكلّ مكان وزمان لأنّ كلّ آية منه كانت ردّا على حادثة إنتهت صلاحيّتها بمرورها. النّتيجة: الإسلام لا يصلح لكلّ مكان وزمان لأنّ قرآنه نفسه لا يصلح لكلّ مكان وزمان. فما قيمة الإسلام والقرآن وبأي منطق يؤمن المسلم بشيء إنتهت صلاحيّته منذ أربعة عشر قرنا؟ أليس هذا تهريجا؟ فعن أيّ قرآن فاسد تتحدّثون؟

4..
أين هو الله الشّبح أصلا؟ هذا هو السّؤال الحقيقي الذي لن يستطيع المؤمن إلا المراوغة أمامه.

-----------------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استفسار
شاكر شكور ( 2015 / 4 / 8 - 23:55 )
يا استاذ بارودي اين ذهب تعليقي الذي تم نشره ثم حذف ؟ تحياتي


2 - إلى العزيز شاكر شكور
مالك بارودي ( 2015 / 4 / 11 - 11:33 )
تحية عطرة...
الحقيقة أنّي لست ممن يحذفون التعليقات، ومقالاتي السابقة تشهد على ذلك.
إذا وقع حذف تعليقك، فهذا راجعٌ للقائمين على الموقع ولا ناقة لي فيه ولا جمل.
من حقّك التساؤل عن مصير تعليقك، وطلب توضيحات، لذلك أضم صوتي لصوتك متوجها لأصحاب موقع الحوار المتمدن لتوضيح هذا الأمر ولإعادة التعليق إلى مكانه، خاصة أنك قلت أنّه نُشر ثمّ حذف، وهذا يعني أنه ليس مخالفا لسياسة الموقع ولا يضر أحدا.
شكرا لك.
نحن في إنتظار ردّ أصحاب الموقع

اخر الافلام

.. مسلمون يؤدون -رمي الجمرات- أثناء الحج


.. أمطار ورعد وبرق عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة و




.. 61-An-Nisa


.. 62-An-Nisa




.. 63-An-Nisa