الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدل الهوية والنهضة (البحث + المراجع) 2 من 3

فتحى سيد فرج

2015 / 4 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إشكالية الهوية فى البلدان العربية : لا يعاني أى شعب على وجه الكرة الأرضية من أزمة هوية شبيهة بما تعاني منه الشعوب العربية، وما نشهده اليوم من اختلافات في الرؤى والإيديولوجيات حول هويتنا، يرتبط بما نشهده من ضعف في المواجهة في شتى القضايا، فإشكالية الهوية تطرح عندما يكون أى شعب فى أزمة، ربما يكون تعدد الهويات موجود لدى كثير من الشعوب، وعندما تثور مشكلات خاصة بتعدد هذه الهويات تعمل هذه الشعوب على حلها بالتوافق من خلال الديمقراطية، ولكن عندما تكون هذه الهويات متناقضة إلى حد التناحر والاقتتال، فهذه هى الكارثة التى تعيق أى نهضة أو تعرقل كل تقدم .
فالهوية هي القالب الذي ينظم جوانب السلوك والأعمال التي تصدر عنها، وتكوين الهوية عمل دائم مستمر، وهي تعبير الإنسان عن وجوده وموقفه تتطور بحسب ما يطرأ عليه من عوامل داخلية كالأفكار والتطلعات،
وعوامل خارجية كالأحداث والتغيرات الاجتماعية، والفرد والجماعة اللذان يدركان أهمية الهوية ويصبحان قادرين على تطويرها بما يتلاءم مع معطيات الحضارة ومنجزاتها، يستطيعان التوافق مع العالم الجديد ثم المساهمة في صناعته، أن اختلال مفهوم الهوية بين التيارات يؤدي الى نتيجتين تكادان أن تكونا حتميتين :
فقدان الهوية الذي يؤدي الى الذوبان في هوية أخرى، أو ثبات الهوية والذي يؤدي الى :
1- رفض العالم بصورته الحقيقية كعالم يضم في طبيعته الاختلاف والتنوع والتغير المستمر .
2- رؤية كل تقدم على أنه تهديدا لهويته ومحاولة لاستلابها .
هذا مانراه فى الواقع، حيث نجد خلطا لكثير من الأشياء بالدين، أو يكون الدين مرجعا لمفردات الحياة فى السياسة والاقتصاد، وبما أن الدين كعقيدة تتسم بدرجة عالية من الثبات فإن ربطه بكل هذه الأشياء يجعلها تتسم بنفس الثبات بينما هى متطورة ومتغيرة بطبيعتها، هذا هو سر أزمات الواقع المعاش فى البلدان العربية، فى نفس السياق نجد أن هناك اتجاه يعمل على ربط الهوية بالدين، نتيجة خطاب تم تبنيه من فئة محدودة ادعت تمثيل المجتمع بكامل أطيافه وأحالت الهوية الى حالة من الاكتمال والطهارة والنقاء المتوهم نتيجة محاولة الرجوع إلى عصر ماض وخطاب تم اعتباره النموذج الأكمل والأطهر، هذا الخطاب اعتمد على رؤية محدودة تميل الى التمركز حول نقطة تمثل الهوية الأصلية، وهو ما يؤدى الى توقف الإنسان وثبوته في موقع واحد واعتقاده بتكامل مكوناته الذي يقود الى الاكتفاء وعدم الحاجة الى التطور والتقدم والتغيير .. فما الفائدة من التغيير إذا كان الإنسان مكتملا ؟
يقف الإسلام السياسي حاليًّا باعتباره التيار السياسي الأساسي الحامل لقضية الهوية، بعد انتكاسة الفكر القومي وانحسار حركة القومية العربية، ويعتبر هذا التيار وريثًا للتيار الفكري والسياسي المعبر عن "أزمة الهوية" و"سؤال الهوية" وهو سؤال ارتبط بالأزمة العميقة التي واجهتها مجتمعاتنا العربية مع تعمق أزمتها الحضارية التي تمثلت في إدراك تراجع الحضارة العربية، وازدادت الأزمات حدة بعد احتلال أغلب البلدان العربية من قبل قوى أجنبية، وكان الإسلام السياسي رد فعل على هذه الأزمة شأنه شأن تيارات أخرى رأت أن الأمر يتعلق بهوية هذه المجتمعات التي يجب الحفاظ عليها إزاء الآخر الغرب الذي أصبح غازيًّا ولم يكتفِ بغزوه، بل راح يعيد تشكيل هذه المجتمعات على مثاله وهو ما يعني وضعه على مسار يشكل انقطاعًا مع تراثها العميق والممتد، أي هويتها الممتدة والثابتة، ومن هنا رأت هذه التيارات أن أزمتها هي مع الحداثة الغربية التي دمجت المجتمعات العربية في إطارها (21) .
قد يصلح هذا المدخل التاريخى لتبيان التركيبة الجينية لتيار الهوية والإسلام السياسى وهو تيار أزماتى، جاء رد فعل على أزمة وجودية بالمعنى الجماعى، ثم إنه لم يشهد صعوده إلا فى ظل أزمات متكررة وعميقة، تمثلت الأزمة الأولى فى حالة التخلف والضعف، وكانت أزمته الثانية فى وجود آخر غربى مستعمر يمارس عدوانه السياسى والعسكرى والثقافى على الذات، ثم أنه بعد أن ترك مستعمراته السابقة، خلق نخبا يدين بعضها له بالولاء، هذه النخب وضعت برامج للتحديث، غير أنها لم تنجح، ومرة أخرى وقعت هذه المجتمعات فى أزمات متكررة، وكانت هذه هى الفرصة الذهبية لتيار الهوية الثابتة باعتباره سبيل النجاة ومن ثم سبيل الاستقواء ومواجهة الآخر، فكان الإسلام السياسى رد فعل على الاستعمار وعلى فشل مشروعات التحديث .

هذا التيار لديه شعور قوى بالامتياز والتفوق، ورغبة متوقدة فى القضاء على كل أنواع الهويات الأخرى، صحيح أن الدين يشكل بعدا من أبعاد الوجود الإنساني، والاعتقاد والتدين حق من حقوق الإنسان، لكن حضوره وحده وارتكاز الهوية عليه دون روافدها المتعددة يضر بالدين وبالهوية معا، إن سيطرة المطلق على خطاب الهوية يحولها إلى مأساة ويسهل تحولها إلى مغامرة أصولية عاجزة عن إدراك الجديد.وبالتالي تشكل تهديدا لكل إرادة في التحديث وتأسيس المجتمع المنفتح والمنشود، إن الهوية القائمة على الثبات و المطلق كثيرا ما تؤسس لأوهام الحقيقة المطلقة خارج مفاهيم الاختلاف والمغايرة والتعدد والكونية وهي أوهام تقود إلى الانغلاق والتطرف .
إذا ما أريد للهوية أن تكون منتجة، فيجب التعامل معها من حيث كونها صيرورة ذات أبعاد متغيرة، وليست كينونة ذات ماهية ثابتة مغلقة… لأنها ذات بعد مركب ومتعدد، وليست ذات أحادي ثابت… لأن البعد الواحد، يقتل الهوية وينزع عنها أهم ما تحتاجه للتطور والبقاء وهو انفتاحها وقابليتها للتجدد والابتكار والتواصل الحي المنتج مع الآخر..(22) بهذا المعنى يمكن القول بأن الهوية المنفتحة على الحياة والعصر، هي هوية الحضور والإنتاج الرمزي، بينما الهوية الثابتة هي هوية الانغلاق والانقطاع والموت الحضاري .
من خلال هذا الاستعراض نستطيع أدرك ان الهويّة عنصر أساسيّ في بناء الحضارات ونهضة الأمم، إذ تشكّل المنطلق لفهم موقع الإنسان ودوره في العالم، وتحديد غايته، والمنهج الذى يتبعه للنهضة والتقدم، لذلك، فالحديث عن الهوية ليس مجرّد حديث نظري، وإنما هو حديث تشتدّ الحاجة إليه للوصول لنهضة حقيقة ناجزه، وقبل الدخول لتفاصيل إشكالية الهوية عند التيارات الفاعلة فى الواقع العربى نرى أنه من المهم توضيح التعريفات المجردة لها، ومن ثم استعراض خلافات هذه التيارات حول معنى ومفهوم الهوية .
يمكن تعريف الهوية بالمعنى المجرد كالآتى :
الهوية بالمعنى الفلسفي تعني حقيقة الشيء من حيث تميزه عن غيره (هو هو) .
أما تعريف ”الهوية“ فى المعاجم العربية فقد ورد بأكثر من معنى، فابن منظور فى لسان العرب يعرفها بأنها "وحدة الذات" (23). وهي بهذا المعنى تتساوى مع مصطلح (هو هو) الفلسفي، والذي يشير إلى ثبات الشيء بالرغم مما يطرأ عليه من تغيرات (24)، - والمعجم الرائد يعرفها بأنها "حقيقة مطلقة في الأشياء والأحياء مشتملة على الحقائق والصفات الجوهرية" هوية النفس الإنسانية، "بطاقة الهوية" منسوبة إلى هو .
ولكن ما أدهشني أنه تكرر معنى آخر للهوية هو "البئر البعيدة القعر" المعجم الوسيط "بئر بعيدة المهواة" لسان العرب، وعاد المعجم الفلسفى ليكرر نفس المعنى ويضيف موضحا بأنها تصغير لكلمة (هوة) وهي "كل وهده عميقة“ (25) .
بينما يتمحور مفهوم "الهوية" عند تيار (الإسلام السياسى) حول "العقيدة" فيعرفها بأنها جوهر و حقيقة و ثوابت الأمة التي اصطبغت بالإسلام، فعاداتها و تقاليدها، وفنونها وسائر علومها، وتصوراتها لمكانة الإنسان في الكون من أين أتى ؟ وإلى أين ينتهي؟ ومعايير الحلال و الحرام، هي عناصر لهويتنا .. "العقيدة" هى الأساس وليْس الولاء للجِنس ولا للَّون ولا للأرْض، وإنَّما الولاء للدين الإسلامى .
"الهوية" عند التيار القومى هى : الإيمان بأن الشعب العربي شعب واحد تجمعه اللغة والثقافة والتاريخ، هدفهم وحدة
العرب من المحيط إلى الخليج، فرابطة الدم هنا تحل محل رابطة الدين ."الهوية" عند التيار اليسارى "طبقية" و"أممية" الفرد أما إن يكون من المالكين فهو "رأسمالي" يستحوذ على فائض القيمة باستغلال العمال، وإما أن يضطر لبيع قوة عمله فهو "بروليتارى" مستغل، والصراع بين الطبقات سوف ينتهى عندما ينتصر الكادحين وينتهى الاستغلال وتضمحل الدولة، بالقضاء على النظام الرأسمالى من خلال إلغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج .
التيار الليبرالى هويته تقوم على أساس "الوطن المشترك" تتمحور حول "المواطنة" فجميع المواطنين متساويين فى جميع الحقوق والواجبات، لا تميز بينهم بسبب الدين أو العرق أو الوضع الاقتصادى، والاعتراف بكل مكونات الوطن التاريخية، فمصر فرعونية، ورومانية، ومسيحية، وإسلامية، لا حذف ولا إقصاء لأى مكون ثقافى أو اجتماعى، أو أى مرحلة تاريخية، والهدف الأسمى هو تشكيل الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة من خلال نظام اقتصادى حر يحترم الملكية الخاصة بشرط قيامها بالدور الاجتماعى، وحياة ديمقراطية تقوم على مبدأ استقلال السلطات، وسيادة القانون على الجميع .


3 - لذلك تكمن إشكالية هذه الهويات المتباينة فى أنها تتسم بالآتى :
• سؤال الهوية مطروح عند ”النخبة“ بإلحاح منذ ما يقارب القرن، ويعاد طرحة بسبب الأزمة المستحكمة لكل
التيارات.
• هويات متناقضة، كل منها ينفى الآخر، (انتقلت من الرفض، إلى الكراهية والتحريم، إلى أن وصلت إلى القتل) لذلك فهى متناحرة لحد الاقتتال .
• ولكننى أجد أن أهم سمة للهوية فى الفكر العربى هو تميزها بالثبات المطلق مما يؤدى إلى تأثيرات سلبية على مجمل نواحى الحياة .
• هناك فرق كبير بين الهوية بالمعنى الفلسفى الغربى (الذاتية) وفى الفكر العربى ( هوه : بئر / حفرة عميقة).
كل الأمم لديها هويات مختلفة، ولكنها تحل إشكالياتها بالتوافق والديمقراطية .
الهوية الأصولية ترى أن كل من يخالفها كافر منحل وعدو، الهوية اليسارية ترى من يخالفها مستغل متخلف ورجعى، القوميين العرب لا يحترمون كل من يشكك فى قدرتهم على تحقيق الوحدة العربية، الليبراليين قد يحترمون حرية الاختلاف نظريا، ولكنهم يوصمون كل من يخالفهم بأنه يعرقل إمكانية تقدم الوطن، ويقف ضد تحقيق الديمقراطية .

4. الآثار السلبية لإشكالية الهوية :
الموقف من الآخر .
" " الديمقراطية ( سيادة الشعب، البرلمان، الانتخابات )
" " الوطن (رابطة العقيدة بدلا من رابطة الدم)
" " العلم (السببية، وعدم دراسة الطبيعة حيث أنها مخلوقة تتحرك بإرادة الله، كل مستحدثة ضلال، وكل ضلاله فى النار، تحريم الفلسفة، وقفل باب الاجتهاد بعد سيادة المذهب الاشعريى، وأفكار أبو حامد الغزالى)
" " الإبداع فى الفن والأداب
" " المرأة فى الشكل والمضمون ( الملبس، صوتها، تعليمها، خروجها للعمل والحياة العامة)
" " من هوو العدو والموقف من إسرائيل
هذه التيارات اتخذت موقفا سلبيا من الديمقراطية أو أجلتها لحين تحقيق أهدافها، الإسلام السياسى يستخدمها عندما يتمكن كسلم للوصول للحكم، اليسارى يتمسح بها ولكنه يرها صنيعة الرأسمالية لحل مشكلاتها، القوميين العرب يؤجلونها لحين تحيقق الوحدة .
5. الفرق بين النهضة الأوربية والنهضة العربية :
أدى صعود البورجوازيات الأوروبية، وقت أن كانت طبقة ثورية إلى حدوث نهضة، بدأت بالإصلاح الدينى، ثم التنوير، اعتمادا على حركة العلم الحديث والكشوف الجغرافية، ما أدى إلى ظهور مبادئ (العقلانية، الفردية، الحداثة، احترام الملكية الخاصة) قامت على إحياء التراث اليونانى والرومانى، الفلسفى والعلمى والفنى والأدبى، والعمل على الإفلات من هيمنة الكنيسة على البشر، كانت "النهضة الأوروبية Renaissance" تعنى التجدد، والولادة من خلال إدماج القديم فى الجديد ليخرج مركب جديد، الانتقال من كينونة قديمة إلى كينونة جديدة، وحركة فى الزمان بالانتقال من الماضى إلى المستقبل .
وقد استفادت النهضة الأوربية من انجازات البلدان العربية التى كانت من أكثر البلدان تقدما منذ القرن الثامن الميلادى، وفى الوقت الذى أخذت فيه أوربا تنتقل من عصور الظلام وتنطلق للتقدم اعتمادا على علوم وترجمات العرب، دخلت البلدان العربية فى مرحلة تخلف وانحدار ما زالت ترزح فيها إلى الآن .
وعندما بدأت "النهضة العربية” كانت تعنى انتقال نفس الكينونة من حال القعود إلى حال القيام، فقد كان مفهومها عند الرواد يعنى : النهوض فى مقابل السقوط أو الانحطاط،، وهذا المعنى نجده فى قاموس (المنجد ط 5) منقولا من "لسان العرب" لابن منظور (نهض ينهض نهوضا) أو قام من مكانه وارتفع بمعنى (حركة فى المكان) حيث كان الرواد فى حاجة لتعبير النهوض لمقاومة الاحتلال الأجنبى .
هكذا كانت "النهضة" العربية تبنى مستقبلها باستحضار ماضيها، الذى ادمج التراث - من أقوال وأفعال وكتابات الأصحاب والتابعين، والخلفاء، وجامعى الأحاديث، والفقهاء، والمفسرين، والوعاظ - ضمن المقدس الذى اتسع ليشمل كل التاريخ حسناته وسيئاته، كل من يمسه فقد مس عصبا حساسا يؤدى لتوتر الجسد الإسلامى وشدة غضبه وانفعاله الذى يصل لوصم من يفعل ذلك بالردة أوالكفر بالمقدسات .
الفرق بين الإصلاح الدينى فى أوروبا وعند الأفغانى :
الإصلاح الدينى "لمارتن لوثر" كان هدفه إزالة الأوهام بهدم سلطة رجال الدين والكنيسة على البشر، وإبعادهم عن الدور السياسى، وأعمال العقل فى النص الدينى بنقده، هذه المعانى كانت النبع الذى استقى منه المجتمع الأوربى مرتكزات تطوره الحضارى، فحركة "التنوير" جذرها الإصلاح الدينى، وهو ما أدى إلى تطور الفكر السياسى عند جون لوك، وجان جاك رسو، وفولتير، فكان العقد الاجتماعى الذى ركز على فكرة السيادة للشعب .
كان الأفغانى على علم بحركة الإصلاح الدينى الأوربية فهو يقول "أننا لو تأملنا سبب انقلاب حالة أوربا من الهمجية إلى المدنية، نراه لا يتعدى الحركة الدينية التى قام بها "لوثر" فهذا الرجل دعا أمم أوربا إلى أعمال عقولهم فى نبذ الأوهام، فأصلح أخلاقهم، ونبههم إلى أنهم ولدوا أحرارا فلماذا يستعبدهم المستعبدون . غم ذلك كان الإصلاح الدينى عند الأفغانى مختلفا فالأوهام عنده كل عقيدة تخالف تعاليم الإسلام، لذلك يؤكد على ضرورة تطهير العقول من أوهام الماديين والارتقائيين، ورسو وفولتير، والاشتراكيين، فكل هذه الأفكار الفلسفية والعلمية والسياسة التى أسست الحضارة الغربية صارت عنده أوهما تخالف العقيدة الإسلامية .
هدف الإصلاح عنده أن يكون الدين الإسلامى الرباط الوحيد بين المسلمين، ويجب إن تتهاوى إلى جانبه أى علاقة أو رابطة تستند إلى الجنس، أو الشعب، أو الوطن، أو القومية "فكل رابطة سوى رابطة الشريعة ممقوتة، والمعتمد عليها مذموم" كما رفض الأفغانى الديمقراطية ومجالسها النيابية بدعوى أن الشعوب الإسلامية متخلفة وأن الانتخابات على الطريقة الأوروبية يمكن أن تسفر عن مجالس لا تمثل الأمة ولا أهدافها ولا مصالحها الحقيقية .
ورغم رفع الأفغانى لشعار أعمال العقل، فلا وجود لرؤية دينية جديدة بالنقد أو التأويل، بل يأتى الإصلاح ليحيى الرؤية الأشعرية الغزالية، ليكون الإسلام قوة فى وجه الغرب، ولذلك صار الإصلاح الدينى تجميدا لا تجديدا، جعل الدين معيار القبول والرفض لنظريات العلم، فلا خالق إلا الـله، فالطبيعة ليست مستقلة ولا تفعل بذاتها، أى إنه ينكر العلية والسببية وهى أهم مبادئ العلم الحديث .
تقول د . فريال حسن خليفة ”نخلص من هذا إلى إننا لم نمر بمرحلة إصلاح دينى حقيقى، ولم نعى مطالب النهضة الحقيقة برفض المسار الحضارى الذى سارت فيه الإنسانية بزعم أننا مجتمع له خصوصية“ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا