الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمعات العربية والإسلامية نحو الهاوية

هادي بن رمضان

2015 / 4 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل بضعة عقود من الزمن, كان من الطبيعي للفرد المجاهرة بإلحاده أو إعلان إنتمائه للشيوعية في الكثير من أنحاء العالم العربي كان ذلك بين العوام أو النخبة والمثقفين حتى أن "تقي الدين النبهاني" مؤسس "حزب التحرير" الإسلامي يروى كيف كان يتعرض للسخرية من قبل بعض الشيوعيين داخل فلسطين !

كانت -الحرية- حينها تتجاوز بمسافات ضوئية ما نملكه من -حرية- اليوم ! فحتى حركة "فتح" المحسوبة على قيم التسامح والعلمانية تتدخل لمنع نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة لرجال الدين خشية مما قد ينجر عن ذلك من ردة فعل كما صرح "محمود عباس" ! وحتى أكثر الحركات السياسية دفاعا عن مبدأ فصل الدين عن الدولة نجدها تتبنى مواقف خجولة وجبانة من قضايا كالمساواة والمثلية الجنسية !ويتكرر الأمر في كل أنحاء العالم العربي الذي سقط بكهوله وشبابه وأطفاله بين براثن التطرف الديني والتعصب الطائفي ودفعت الحروب المندلعة بالشرق الأوسط بمستويات الطائفية إلى حدودها القصوى كما لم يشهد العالم العربي من قبل والذي عاد بتركيبة وعيه الجمعي إلى قرون خلت .

سبق أن قرأت للأستاذ الماركسي "فؤاد النمري" في خاتمة كتابه "الرسالات السماوية" والتي يقول فيها بأن هذه الموجة العاتية من الرجعية الدينية والسياسية سببها فشل كل المشاريع التحررية والثورية حتى لم يبقى للعالم العربي غير التخندق خلف عنصري الدين ومسألة الهوية لمواجهة الاخر ومقاومة -عقدة النقص- بما تحمله هذه العناصر من تغذية للنرجسية وأوهام التفوق على الاخر لأن الكتب "المقدسة" في زعمها أن هذه الأمة -خير أمة قد أخرجت للناس- حتى وإن كان الاخر قد شرع في بناء المستعمرات على سطح المريخ بينما نقتل بعضنا البعض لأن أحدنا سب عائشة أو لعن عمر وليس من الغريب تبعا لإنتماء الفرد لأمة الإسلام أن يملك هذا الفرد الحجم الأكبر من التعصب اوالإنغلاق إذا ما كان مقيما بالخارج فاليوم نجد الاف المسلحين بالشرق الأوسط قدموا من بلدان غربية حيث تنغلق العائلات المسلمة على نفسها فلا يملك الأبناء المصابون بوهم الإضطهاد غير سلاح الأصولية الدينية لمواجهة تفوق الاخر ... ولا أجد نفسي إلا مصدقا لقول الأستاذ "فؤاد النمري" , وأضيف إلى فشل كل المشاريع الثورية والتحررية في إجتثاث الرجعية الدينية سببا اخر وهو قيام الدولة السعودية وبقية الدول الخليجية وما تقوم عليه عقيدتها السنية الحنبلية التي أحياها "محمد بن عبد الوهاب" من تعصب وعنف وتعطيل للعقل فقد أطلقت هذه الدول بقوتها المالية حملات تبشير لا تحصى بكل أنحاء العالم العربي وبأفريقيا واسيا وأوروبا عبر ترسانة هائلة من رجال الدين والكتب والقنوات والجمعيات الدينية وشراء الصحف والمنابر بل شراء دولا بأكملها كما الحال مع مصر اليوم التي ستحطم بتحالفها مع السعودية في الحرب على الحوثيين كل بوادر الثورة على الأزهر والأصولية الدينية وستجبر الأصوات الحرة أمثال "إسلام البحيري" على الخرس مادام الخطاب الإصلاحي يمس من ركائز عقيدة الإسلام السلفي ودولته الأم السعودية وأخواتها وأيضا تورط رجال الأعمال وأبنائهم في إنشاء وتمويل جماعات مسلحة تسعى لقيام مفهوم "الحاكمية" كما يشرحه "سيد قطب" في كتابه "معالم في الطريق" .

والخاتمة هي العودة إلى نقطة الصفر, بالتخندق خلف الفكر الديني لمواجهة الاخر والنتيجة لن تكون فقط حالة صراع عمياء مع الاخر الأجنبي كما تأسس عقيدة "الولاء والبراء" بل دمارا وموتا وخرابا ينهش كل العالم العربي ويمتد إلى أوروبا وأستراليا وأمريكا .. صراع طائفي بالأساس بين المسلمين ضد بعضهم البعض, تلك نتيجة إعتناق الفكر الديني والإسلام في شكله السائد والذي يهدم نفسه بنفسه قبل أن يحشد قوته ضد الاخر وتنظيمات كالدولة الإسلامية والقاعدة او شعوب كالسوريين واللبنانيين خير أمثلة على ما يحمله الفكر الديني الرجعي من مقومات لهدم مجتمعاته الحاضنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا