الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في بيوت الله

محمد البورقادي

2015 / 4 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



بيت من بيوت الله ، تطمئن فيه النفس لذكر الله وتخشع لمن يخشع له الخلق كله ،
مصاحف هنا وهناك تدعوا القارئ إليها ليهتدي بها إلى سبل السلام ويمشي على الطريق القويم والمستقيم ..
ما إن تفتح هذا الكتاب حتى تندهش اندهاشا لكلام موزون ودقيق ، بل معجز وبياني ، وفيه من الفصاحة ما فيه ومن الجمال الأدبي الشيء الكثير..
وأنت تتلفض الكلم منه جهرا أو سرا تشعر بطمأنينة لا حدود لها ، وتحس وقع ذلك في نفسك وقلبك فيزيد إقبالك على الحق وإدبارك عن خليفه ..
فكل آية نظرتها وتمعنت في جوهرها تدرك أنها تعنيك أنت بالذات ،وأن الكلام عليك والقول موجه لك بالرغم من أنه نزل في أمم صارو الآن وسط التراب وبدلو تبديلا ..
" كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير
وأنت تقرأه ببصيرتك قبل بصرك ، تشعر بهيبة ربانية تحيط بك وتنور مكانك، تحس أنك سام على كل الموجودات ، تحس بالسكينة والوقار ،..
مقدسة هي تلك اللحضات التي تشعر فيها بالأنس بالله ومبجلة تبجيلا كثيرا ، عندما تعلم يقينا أنك خليفة الله في أرضه وأنه سخر لك ما في السماوات وما في الأرض ، وأنه جعل لك نورا تمشي به يهديك طريق الرشاد ، وأن هذا النور هو نور الحق وهو الهداية الربانية والمنهج السوي ..فإما أن تفيد منه وتحافظ عليه بالقرب والخطى الحثيت والمتواصل، أو أن تجعله خافتا يتلاشى سنا برقه بإدبارك وتراجعك للوراء ..
وأنت في هذا الجو البديع تشعر أنك غائب عن الحياة المعهودة لا لبأس أو مكروه ،بل لأنك تسير إلى مسعى آخر وحياة أخرى، حياة تملأها السكينة والهدوء
والطمأنينة الحقة والنعيم والأنس ، فتنسيك صخب الحياة الأولى وفتنتها وغرورها الذي يتنامى وقعه في الصدور والنفوس حينا بعد حينا إلا من خلصت ذمته
وبرأت بصيرته لمولاه عز وجل "فأولئك الذين هدى فبهداهم اقتده "
تحلق إلى عوالم أخرى حيث الراحة والحبور ، والسعادة الأبدية والسرور، والحلاوة الروحانية التي ترتقي بك إلى عالم القدس والكمال وتبعدك عن شرور الدنيا وفتنها وغرورها وماديتها الطاغية التي استعبدت الناس وأصبحوا منقادين لها وتابعين لوهجها وبريقها ، فلا يأتمرون إلا بأمرها ولا ينتهون إلا بنهيها
فأنستهم الطريق وأبعدتهم عن الهدى بظلالها ووهمها الواهي ..فأصبح جل مريديها لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا وأنى لهم ذلك وقد سحروا سحرا مبهرا يسلب الألباب ..
هناك في ذلك البيت السماوي ، نور لا يراه إلا من ألق السمع وهو شهيد ، وأيقض القلب وهو مطيع وخاشع ..كثيرون منا محرومون من ذلك النور بشقائهم وافتتانهم بملاهي الحياة وشؤونها .. ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسعى لمنطقة عازلة في جنوب لبنان


.. مسؤولون عسكريون إسرائيليون: العمليات في غزة محبطة وقدرة حماس




.. ما أبعاد قرارات المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر الخاصة بالضف


.. صحيفة إسرائيلية: نتنياهو فقد السيطرة ما يدفعه إلى الجنون وسق




.. ما أبرز العوامل التي تؤثر على نتائج الإنتخابات الرئاسية الإي