الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلما سمعتُ كلمة مثقف تحسستُ مسدسي

مزوار محمد سعيد

2015 / 4 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع




لقد أضحى التعامل مع الفيلسوف في العالم الجزائري على طريقة تعامل الجنرال النازي المعروف مع المثقفين اثر تصريحه الشهير الذي تضمنه عنوان هذه الأسطر، وكأن الفيلسوف أصبح لا يملك نصيبا في عالم كهذا سوى نصيب كبير من أسهم الموت.
كل من يخالف العادات البالية والتقاليد المثقوبة على الطريقة الجزائرية هو شاذ لا يُقاس عليه، وبالتالي يجب تصفيته معنويا قبل أن يفكَّر في اقصائه جسديا، فيكون من الجليل الأخذ بما له من تفاوت بين كل ما يحمله المعنى من تصميم، ليرجع الجميع إلى الحظيرة الاجتماعية بهدوء كهدوء الغدير.
من المستحيل أن يكون هناك مستحيل لكنه يوجد مستحيل على التراب الجزائري كما يوجد في الذهنية الجزائرية، هذا أكبر عائق يدفع الإنسان إلى تقنين العمل الابداعي بإجحاف كلما تردد في وسط كهذا ليصبح من الضروري التراجع أو ارداد كل من يقاوم الموت – موت الأحياء، وعليه تبنى الآلام على مسار كل من يريد المعيش الذي يبنيه ذاتيا.
يوجب على الفرد الإنساني أن لا يكترث لما هو مكابر من حوله في احاطة ندية لما لا يوفَّق إليه من الأرض، كون أنها المسار والمعيار معا نحو السماء، فبدل التطلّع والتضرع، ينبغي التلطّع والتعرض، ليستتيب الكافة في عجينة الكل، ويصبح من الضروري الالتزام بما للعلاج من صبر على الأنين.
هناك ترابط قراري بين التعاليم على كلياتها، وهذا بالضبط ما سيصدره التقرير النهائي لكافة البشر، كون أنّ الترابط والتناسق هو من الاختلال يوقد إن ما تطعّم الفرد الإنساني بما لدا محيطه من تقديرات تعزز سلطات الجهلة، إذ تصبح الحياة محرومة من حياتها في كنف العنف والظلم الروحي القهري بلا هوادة على كل محاولة لافتكاك الحق في التعبير بحرية عن مخاطر الفرض على الخواطر.
عندما يكون من الجميل أن يمسك العالم بيد الابداع، يكون وجوبا على العالم الجزائري قهر كل يد تبدع في محيطه خوفا من فقدان الشعائر والمشاعر.
الخفاء هو الذي ينصت له الصمت، فيحدّث الفرد عالمه في أكثر من حالة بأكثر من لسان، يذرف العقل دموع الوجدان، ويسير على طرقات الأيام بخطى الأحلام، ليظهر أنّ العالم هو الأكبر من العقل لكنه يحتاج إلى صغيره كي يطمئن ويتجلى بوضوح، كون أن تسفير الأفكار ليس سيئا جدا، بينما سفرها وهي تشد رحالها لوحدها وقواها الذاتية هو ما يجعل من الاعتبار قيمة تتجاوز كل انذار، ولو كان سيره مجاورا لكل حذر أو أعذار.
كم كان للعالمين رجاء بأن يتحرروا من حرياتهم المقيّدة، أن يكون للجميع نفس فرص العيش على أرضية الحروب اللادغة، لكن هيهات من تصرفات الأقدار ونذر الاختيار.
عالي الوضوح إن ما تعلق الأمر بوجودي كإنسان، عالي جدا وانا أسير على الحبال، ثم أردد قائلا: أنا من يريد هذه الحياة فلما كل هذا؟ لأن علاقتي بذاتي هي شغلي وشاغلي، وليذهب الجميع إلى الخراب.
أزهار الغضب التي تنبت في خاطري هي تنموا كل يوم، يسقيها حب الحياة، فلا تتركوها تطلق عطرها في الأرجاء، كونها سيكون نافعا لتحريك الكثيرين أيها الجهلة، كوني قد أعلنتُ الحرب المفتوحة على كل فكرة تُصنع في مصانع الجهل الخفي خلال حياتي المتبقية في هذه الحياة.
من الصعب أن يوقّع الإنسان على وفاة إنسانيتك بالدم بدل الحبر، هذا ما هو حاصل في لجة الاعتقادات وسمو الآفاق التي لطالما تحركت في فضاء التواجد المعنوي مهما كانت طينته، إنّ العملية المعيشية أسهل مما يتصورها البعض، لكن الجهلة هم من يعقدونها، أنا لا أتكلم عن الجاهل الذي يعترف بجهله، بل أنا أتحدث عن الجاهل الذي يرتدي البذلة ويرتاد جلسات العلوم والفلسفات مدرّسا أو دارسا، إنها من سخرية القدر عندما يتعلّق الأمر بأمور تتجلى على بساط الأعمار.
هناك أمور تتحف الإنسان بالكثير من الشكوك، يبدوا من خلالها أنه ساذج للغاية، فيحمل ذاته المرهقة والمراهقة إلى عالم يتجلى له وحده، محاولا بذلك فهم ما بقي له من كبرياء، فيكون في صورة الارتسام عندما يتولّد له العنوان الذي لا ينشق عن البرهان.
لا يجرؤ القديس على المساس بالرئيس، هي مقولة الحال لما يسيطر الضمير على الأحوال والأهوال معا، فيصبح حريا بالناظر إلى جولات الأقدار تفهم كل ما يحدث في الأمصار، آخذا بموجب كل هذا الدور الذي يؤسس لكافة أنواع الاختبار عبر الاجبار. وعليه تولد كل الجزئيات التي تقدّر الأساليب كلها، ليستحسن الجميع الخيرية، بينما يقف الفرد وحيدا عنيدا في وجه البشرية.
في حالات كثيرة يصبح أمام الجميع امكانيات محدودة جدا، هي ليست محدودة كونها صنعت من قبيل غير متوافق مع أكثر الناس تقرّبا إلى الجاه والسلطان، لكنها حملت بعض لجج الاقتراب من عقارب الدقات الوحيدة التي عبّرت على كيانات متعددة أيضا لبشريّ أصرّ على ابعاد انسانيته عن طريقه.
عندما يتم التبشير بالشر فإن ذلك لبرهان على استمرار الحياة، هذا ما تم اقصاؤه منذ البدء كونه غير مرغوب فيه على الرغم من حضوره في أعمق عمق الروح البشرية في تجليها على صورة نفس انسانية، وهذا ما يمكّن من حصول كل فرد على نصيب له وبه وإليه.
هل يمكن لأي كان تخيّل قسوة القسوة عينها على الفراشة أثناء انتقالها من زهرة لأخرى باحثة عن نَفَس تعيش من أجله؟ هل يمكنك تصوّر ذلك؟
لا أعتقد بأن الجميع يمكنه الاجابة عن سؤال كهذا، كون أن الكثرين لا يفرّقون بين الفراشة ومشتقاتها من نحل لادغ، وهذا هو الأمر الذي يجعل الاختلاف بين البشر وجوبا وضرورة اضطرارية أثناء تعاملهم مع بعضهم البعض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: القيادي اليميني المتطرف إريك زمور يتعرض للرشق بالبيض


.. وفد أمني إسرائيلي يزور واشنطن قريبا لبحث العملية العسكرية ال




.. شبكة الجزيرة تندد بقرار إسرائيل إغلاق مكاتبها وتصفه بأنه - ف


.. وزير الدفاع الإسرائيلي: حركة حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق م




.. حماس تعلن مسؤوليتها عن هجوم قرب معبر -كرم أبو سالم- وتقول إن