الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حقا قام....؟

عدلي جندي

2015 / 4 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل حقا قام 
تهنئة من القلب بعيد القيامة المجيد بحسب التقويم الشرقي لمسيحي مصر ولكل شعوب العالم وأعتقد أن للقيامة مدلول ومعني ليس عقائديا فقط ولكنها أيضا فلسفة النهوض من عثرات الماضي والخروج من ظلام الفشل والبدء من جديد دون يأس أو تخاذل أو جمود العقل وثبات فكره علي مداومة العودة إلي ممارسة حياة وظروف كهوف الخرافة والدجل إنتظارا لحياة ما بعد الموت
أعتقد الدين ( أي دين ) هو مرحلة تاريخية في مراحل نُضج الإنسان السوي العاقل خاصة في مسار العلاقات الإنسانية ما بين مختلف الثقافات والأجناس والأديان جميعها حتي الفلسفية كانت لها ظروفها وموطنها بل وزمانها فلم تهبط الملائكة في نفس الوقت برسالة إلي كل المعمورة ولم تظهر رُسل بمختلف الألسنة في نفس الوقت بكل أرجاء المعمورة حتي نؤمن أن هناك إله يعمل بالعدل والمساواة ما بين كافة المخاليق دون تمييز شعب مختار عن أبناء له عن خير أمة ...
تنتهي سلطة رجل الدين عندما يبدأ العقل الجمعي مرحلة قبول تطبيق بعض مما نادت به الأديان من مبادئ وإستنباط ما يتوافق مع مصالح الجماعات البشرية وحاجتها إلي ميثاق يحدد واجبات الجندر ويسمح بالحصول في نفس الوقت علي الحقوق المفترض أن ينالها جراء إلتزامه بإحترام بنود الميثاق الجمعي (أو الدستور عندما تنال ورقة الميثاق موافقة الغالبية علي بنوده) المُتفق عليه في مرحلة تاريخية ..
إذن الدين هو حاجة وحالة ..حاجة الإنسان في أن يطمأن إلي مصيره ما بعد الحياة وحالة تفرضها ظروف المكان وثقافته ولا دخل إطلاقا للقوي الغيبية فيما يدور ما بين البشر لأنها لو كانت فعلا قادرة علي التغيير وضبط الأمور ما إحتاج البشر إلي من يفسر أو بوعظ أو ينبه نيابة عن تلك القوي التي يدعون أنها تدير الكون وتفعل ماتشاء عندما تشاء .....!!!!!؟
القيامة كثقافة وفعل بحسب الفلسفة (وليس الإعتقاد) كانت سببا فيما نراه اليوم في العالم المتقدم من حرية وعلم وفلسفة. بل وقيم إنسانية رفيعة المستوي وديمقراطية تداول السلطة والحكم ...
أعتقد. في مصر والعالم العربي والإسلامي خاصة ولظروف عقيدية من الصعب أن يطبقوا ثقافة فلسفة القيامة لأنه لازالت هناك جماعات لا تقبل حتي تهنئة المختلف عنهم ومن يستمع إلي تبرير رئيس حزب النور الأستاذ مخيون في إجابته علي سؤال المذيع له هل أرسل حزب النور تهنئة للأقباط بعيد القيامة وكان رده صادم لا لم ارسل لنا نختلف عقائديا ولكننا نحمي المسيحيين ولم نؤذيهم ....!!!؟
كيف سيحكموننا اتباع حزب النور لو لا قدرت العقول خطورته وتمكن من الفوز ببضعة مقاعد أو بغالبية مقاعد مجلس الشعب ؟
بالتأكيد. سيحكموننا من قبور رسلهم وأنبيائهم لأنهم لايزالون بفكر القبور ولم تسنح لهم فرصة التمتع بفلسفة القيامة هم لايزالون في جبة ماضي عقيدتهم بكل ظروفها وزمانها ...
القيامة ليست فقط عقيدة وإعتقاد يا سادة ..القيامة فكر وفلسفة ونهوض بالعقل الجمعي من سُكني القبور ...
القيامة فلسفة حياة ونظرة متفائلة وأمل وفداء لم ولن يُجبرك أحد علي الإعتقاد في قبولها أو حدثها كما تجبروننا وتفرضون أنتم علينا شريعتكم أي عقيدتكم
القيامة هي دورة وفلسفة عمل الطبيعة ..هي ثورة وحياة فيما قل ودل وليس مجرد إعتقاد أو عكسه بحسب حواديت أزمان بعيدة مضت ....
كل قيامة وأنتم في أسعد حال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فهم فلسفي عميق
nasha ( 2015 / 4 / 13 - 14:36 )
فهم فلسفي عميق للفكر المسيحي
صاحب فكرة الفداء والقيامة بالتأكيد كان يقصد ما ذهبت اليه يا استاذ عدلي .عندما تتأمل نصوص العهد الجديد كمنتج ادبي بدون الدخول الى الميتافيزيقا تستنتج بانه يحوي قيم انسانية رفيعة وهذا يؤكد ان العالم في ذلك الوقت كان قد وصل في اجزاء منه الى درجة عالية من التحضر والاخلاق الانسانية.
شكراُ وكل عام وانت والعائلة بخير


2 - ناشا
عدلي جندي ( 2015 / 4 / 13 - 16:30 )
وكل عيد قيامة وأنت وعائلتكم الكريمة بكل الخير والسلام
وافر التحية ومحبة الإحترام

اخر الافلام

.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك


.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا




.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن


.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة




.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح