الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكَّة وقريش

سمير إبراهيم خليل حسن

2005 / 9 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مكَّة وقريش
مفاهيم يجب ٱلعلم بدليلها فى فيزيآء ٱلتكوين

ٱسم مكَّة وٱسم قريش يأتيان فىۤ أقوال وكتابات ٱلناس من دون علم بدليل كلٍّ منهما ولا بٱلعلاقة بينهماۤ إلا بحدود ما سُطِّر عنهما فى معاجم ٱللُّغة. وقد عرضت لدليل ٱسم مكَّة وٱسم ٱلمدينة فى كتابى "ما هو سبيل ٱللَّه؟" ٱلذى منعت طباعته وزارة ٱلإعلام السورية.
وهناۤ أعود إلى دليل ٱسم مكَّة ومعه دليل ٱسم قريش. وأنا عندماۤ أنظر فى دليل ٱلكلمة يحضر فى نفسى ما وصل إليه ٱلبحث ٱلعلمى فى فيزيآء ٱلتكوين. فٱسم مكَّة (ٱلذى رأيت فى دليله ما يطابق دليل مفهوم قوَّة ٱلفراغ vacuum energy ٱلفضآئية وٱلتى تسمَّى "ثقبًا أسودًا" فى ترجمات ٱللُّغة ٱلفصحى) هو ٱسم لقوَّة تسحب إليها كلّ شىء من جميع ٱلأطراف ٱلفضآئية. وتبقى قوَّة ٱلسحب مستمرّة حتى يحدث ٱلامتلآء وٱلكنز فى بطن (ٱلثقب ٱلأسود) مكَّة. وما تسحبه ٱلقوَّة ٱلمكيَّة ويكنز به بطنها ٱسمه قريش.
وٱسم قريش فى ٱلأرامىّ قرِيس وهو ٱسم لكلِّ يابسٍ بفعل ٱلبرد ٱلشَّديد. وفى ٱلعبرى قَرَش ָקרַשׁ ويدلُّ على جمد وتخثر. وقِرِش קֶרֶשׁ هو ٱلأبله وٱلأحمق بسبب ٱلجمود وٱلامتناع عن ٱلحركة. ومنه ٱسم قَرِيش للجبن ٱلمتخثر (قريشة). ومن ٱلدليل ٱلبرد ٱلقارس ٱلذى يسبب ٱلتجمّد. وهذا ٱلحال ٱلقارس هو حال بطن ذلك ٱلشىء ٱلفضآئى ٱلذى تسميه ٱللُّغة ثقبًا أسودًا.
قوَّة ٱلفراغ vacuum energy وسحبها ٱلشَّديد هو ٱلذى يجعل ٱلمكان وما فيه قريشًا. ومن حمل من ٱلناس ٱسم قُريش هو قَرِيش جامد بفعل ٱلبرد ٱلشَّديد. وفكره مثله لا يستطيع ٱلحركة بفعل شدَّة ٱلبرد فى قلبه ولا يستجيب للتجديد وٱلحركة. وهذا يجعلنا نعلم سبب تحديد ٱسم عدوٍّ دآئم لدولة ٱلمدينة ٱلمنورة فى دستورها (ٱلصحيفة) بٱسم قُريش:
ٱلبند ٱلعشرون: وَإِنّهُ لَا يُجِيرُ مُشْرِكٌ مَالًا لِقُرَيْشٍ وَلَا نَفْسَهَا وَلَا يَحُولُ دُونَهُ عَلَى مُؤْمِنٍ.
ٱلبند ٱلثالث وٱلأربعون: وَإِنّهُ لَا تُجَارُ قُرَيْشٌ وَلَا مَنْ نَصَرَهَا.
فٱسم مكَّة ٱلذى يدل على قوَّة سحب عظيمة تسبب ٱلضيق وٱللَّطم وٱلذهول وٱلاندحار للمسحوب إلى بطنها. فتجعله قريشًا جامدًا لا ينفع معه إنذار ولا هداية. وهو ما يظهر لنا فى سورة يسۤ:
"يسۤ(1) وَﭐلقرءَانِ ﭐلحَكِيمِ(2) إِنَّكَ لَمِنَ ﭐلمُرسَلِينَ(3) علىٰ صِرَٰطٍٍ مُّستَقِيمٍ(4) تَنزِيلَ ﭐلعَزِيزِ ﭐلرَّحِيمِ(5) لِتُنذِرَ قَومًا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُم فَهُم غَـٰفِلُونَ(6) لَقَد حََقَّ ﭐلقَولُ عَلَىٰۤ أَكثَرِهِم فَهُم لا يُؤمِنُونَ(7) إِنَّا جَعَلنَا فِىۤ أَعنَـٰقِهِم أَغلَـٰلا فَهِىَ إلى ﭐلأذقانِ فهم مُقمَحُونَ(8) وجعلنا مِن بَينِ أيدِيهِم سَدًّا ومِن خلفِهِم سَدًّا فأغشَينَـٰٰهم فَهُم لا يُبصِرُونَ(9) وَسَوَآء عَليهِم ءََأَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَ(10)".
وما نريده من هذا ٱلعرض لمفهومنا فى دليل ٱلكلمتين. أنهما تبينان سبيل ٱلتكوين ٱلفيزيآئى ٱلجارى فى ٱلسَّمآء. كما تبين سبيل تكوين مجتمعات مكيّة تسحب إليها ٱلمهاجرين حتى يمتلء بطنها ويكتنز. فتتحول إلى ما يشبه ٱلنجم ٱلذى يدفع بكنوزه للهجرة فى وجهة قوَّة مكيَّة جديدة.
ونرى ٱليوم أن ٱلقوَّة ٱلسَّاحبة للناس ٱلمهاجرين إليها هى كلّ من ٱلولايات ٱلمتحدة ٱلأمريكية وكندا وأستراليا. وعندما تكتنز ٱلواحدة منهما تتحول إلى نجم يدفع بٱلناس للهجرة عنه إلى مكان ساحب جديد.
تاريخ مكَّة بعيد. ولا توجد وثآئق تحدِّد زمنه ولا هيئته. وجميع ٱلمؤرخين يستندون على وقت قريب من بعثة ٱلرسول محمد. وقد وجدنا فيما ذكره ٱلمؤرخون أن هيئة ٱلسلطة فيها كان يهيمن عليهاۤ أصحاب ٱلأموال وٱلتجارة وهم قليل. وقد سجلوا ما يبين أن ٱلملكية ٱلفردية هى ٱلتى تَسِيد فى مكَّة بٱستثنآء ٱلمراعى وٱلمياه كٱلأبار وٱلينابيع. وقد قلت عن مكَّة فى كتابى "ٱلديمقراطية دين ٱلمؤمنين" أنهاۤ أول ديمقراطية فى تاريخ ٱلناس ٱلخارجين من تجمع مشاعى بدآئى. وكان سندى هو وصف بلاغ ٱللَّه ٱلعربى لها بـ"أمِّ ٱلقرى". وقد رأيت أن كلمة ديمقراطية تشير إلى هيئة حكم يتكون من أهل قرية أحرار من مفاهيم ٱلكومونيالية.
ومما ذكره ٱلمؤرخون أن قصى ٱبن كلاب هو ٱلذى وضع ٱلأسس ٱلتى جعلت قوَّة ٱلمكِّ تتعاظم ويتكون ٱلقريش فيها حتى ٱمتلأ بطنها. وبدأت فى زمن ٱلبعثة ٱلرسولية تدفع إلى ٱلهجرة منها. وقد هاجر منها كثيرون إلىۤ أماكن متفرقة من ٱلأرض. ومنها يثرب ٱلتى هاجر إليها ٱلرسول محمد وفيها ضرب مثله ٱلرسولى ٱلمدينى لعشر سنوات بهداية من زيِّه.
إنَّ ٱلأرض هى ٱلمكان ٱلوحيد فى ٱلتكوين ٱلذى يستطيع ٱلعلم بهذه ٱلحركة ٱلتكوينية. كما يستطيع ٱلتأثير بها وٱلحدّ من فعل ٱلمكِّ وٱلهجرة فيها. وذلك بٱتباع ساكنيها سبيل ٱللَّه فىۤ إقامة سلطة مدينية لا قريَّة على جميع ٱلأرض يهتدى حكامها وسكانها بكتاب ٱللَّه ٱلعربى ٱلبيان وٱلتبيان لكلِّ شىء وبمثله ٱلرسولى فى دولة ٱلمدينة. فٱلديمقراطية شأن قديم ظهر أول مرّة فى أمِّ ٱلقرى مكَّة ثم فى ٱليونان ٱلقديمة. وما زال ٱلناس فى هذا ٱلطور ٱلقرىّ (نسبة للقرية) وهم لم يبدأوۤا إلى يومهم هذا ٱلسير على سبيل مدينى كما هو ٱلمثل ٱلمضروب فى ٱلمدينة ٱلمنورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان


.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل




.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف


.. الموسى: السويدان والعوضي من أباطرة الإخوان الذين تلقوا مبالغ




.. اليهود الأرثوذكس يحتجون على قرار تجنيدهم العسكري