الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التأريخ مُعلم صامت !

كريم جاسم الشريفي

2015 / 4 / 14
المجتمع المدني


بعد استقرائي المتواضع للتأريخ وإستدلالي منه ، توصلت الى إن الوطن في طريقه للتشرذم والأنهيار والتفكك لامحال، ولاتستكثروا علي هذا الرأي لاني سأثبت لكم .. ويبقى هذا رأي متواضع ، رغم الكثير من أحبائنا لايميل للتصديق إلا مايحب وينكر مايكره ، في هذه الحالة ينهار المنطق ويتخاذل عندما يكون الواقع مريرا ، وهذا يزيدنا رفضا وصلفا بأن نعترف ونقر مانعتقد وما نريد أن نعتقد بأنه صحيح وواقعي. كوننا أمة تعاني من خلل معرفي وتعاني من تهرئ بنيوي يجعلنا في الأغلب أن نسلك الطريق الغلط ونمارس السلوك عينه، ثم نبدأ بالتفكير لتبرير سلوكنا والدفاع عنه ، بهذه الطريقة عكسنا قواعد المنطق . تأريخيا العراق كان ضيعات تابعة لبلاد فارس تنازعت عليها الأمبراطوريات القديمة ، ثم جاء الأسلام وقلبها الى دويلات بعد أن كانوا يسمون العراق (بأرض السواد) لشدة اخضرار زراعته . والأسلام جعله أيضا تحت أسم العراقان الكوفة والبصرة ولم يشر الى الشمال أو الغرب البعيد عن الفرات اليوم . ثم عاد الصراع الفارسي ثانية . بعد ذلك بدأت تتشكيل الدولة العثمانية القوية بعد انتصاراتها المتوالية على جيرانها من الشمال فأنقلب الصراع وتحول جنوبا بأصطدام الدولة العثمانية مع الفارسية وتقسم العراق الى ولايات ، ونتيجة طبيعية أن يكون الرعايا على دين سلطانهم سواء فرس أو عثمانيون ،الى ان جاء التقسيم الجديد بعد انهيار الدولة العثمانية على يد الأنكليز ... بعد مرحلة مايسمى الأستقلال وتأسيس الدولة العراقية الحديثة شكليا أوائل العشرينات من القرن الماضي ظلت الناس على دين ملوكها غالبا أو مغلوبا . والحقيقة المرة التي لايريد أن يصدقها بعض الناس هي لاتوجد أُمة عربية ولا ينطبق هذا التوصيف على الكثير ما يسمى اليوم الدول العربية . بدليل أن المذهب آقوى من القومية ،والعشيرة أقوى من المذهب والعائلة أقوى وهكذا ... لذلك ما نراه على الأرض من تناحر وتشتت وسرقات واختلاسات هو ضعف الولاء - نقص بنيوي - وجهل بالوطنية - نقص معرفي - بل اسقاط دور وفعالية المصالح المشتركة تماما، وهي مُحفز رئيسي للتعايش في كل تجارب الشعوب على الأرض لم يتم ولا يُعمل به وهذا يُسمى بالنقص الأجتماعي المركب . أما مانراه الآن هو ُمماهات لغرض التستر بالدولة والقومية والمذهب وحتى العشيرة التي ضعفت وتلاش دورها تحت سوط صدام وهو الذي أعادها ثانية على طريقته الخاصة وما الناس إلا مطية الراعي ! . هذه العوامل تنذر بالتفكك . إن ممارسة النهب والسلب اليوم هو صورة لتطبيق معيار قديم ، حيث كان السلب قديما للقوافل التجارية المحملة بالغذاء يُمارس بشكل واسع لتركيع الضحايا على قبوله كأتاوات مفروغ منها . أما الان تحول الى الأستحواذ على الثروات الطبيعية مثل النفط والغاز ويتم سرقتها بنفس الطريقة القديمة وسيصطدم المتنافسون وسيتصارعون وتستمر الدورة لتحويل العراق ( أثر بعد عين ).. من أقاليم الى مقاطعات ثم الى كانتونات ، الى محافظات ثم مناطق ثم أصغر فأصغر .... الى أن تعود سلطة قوية وتستعمل العصا ثم تعاود نفس الكرة ..!! وأتمنى أن أكون مخطىء بهذا الأستنتاج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة استهــ ــداف دبـ ـابة إسرائيلية لخيام النازحين في منطقة


.. عشرات المستوطنين يعتدون على مقر -الأونروا- بالقدس وسط حماية




.. مراسل العربية: اعتقال ضباط أوكرانيين بتهمة محاولة اغتيال زيل


.. دفع غرامة وكفيل.. حياة المهاجرين تزداد صعوبة في مصر




.. المدير التنفيذي للوكالة الأمريكية للاجئين شون كارول: تم إغلا