الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة عاجلة إلى السيد وزير التربية : الدكتور ناجي جلّول

سيف الدين عفانة

2015 / 4 / 14
التربية والتعليم والبحث العلمي


بالأمس قلنا... واليوم نعيد القول مرة أخرى... يجب إصلاح " الكاباس".
ولولا ثقتنا في الدكتور ناجي جلول لما جلست ساعة أما الحاسوب أنقره ولما حاولت إيصال بعض هذه الأفكار البسيطة والتي قد تحرّك ولو بمقدار ذرّة رغبة وزارة التربية التونسية في الإصلاح.

وباقتضاب كالعادة، أسوق بعض الأفكار التي يجب حقا أن ننتبه لها من أجل بداية الإصلاح الذي يبدو أنه أصبح اليوم "ملحّا جدا" واستعجاليا إلى حد كبير... وهذه الأفكار تتلخص مبدئيا في النقاط القليلة التالية:

1. أبدأ بأهم نقطة ألا وهي أن حوالي 200 ألف مترشح لهذه المناظرة يجب تقسيمهم. أما كيف يتم ذلك فهو عن طريق تحديد مستوى المترشح لمناظرة المعلمين بباكالوريا +3 سنوات أما الأساتذة فباكالوريا +5 على الأقل.. وهنا نكون بالفعل قد قمنا بتنظيم "منهجي" ويتجه إلى بداية إصلاح المنظومة التربوية إذ ليس من المقول أن تكفي 6 سداسيات فقط (بالنسبة لخريجي الإجازة الوطنية) من إفادة تلامذة التعليم الثانوي لا منهجيا ولا معرفيا... وحتى إن اعترفنا بالفائدة فهذه الأخيرة ستعمّ أكثر مع الأكثر تقدما أكاديميا ومعرفيّا.. كما أنا لو افترضنا أن ثلثي المتخرجين متحصلين على الماجستير ففرص الإنتداب بسلك التعليم الثانوي ستتاح أكثر لهذا للثلث المتبقي من أصحاب شهادة الماجستير... وهي عمليّة منصفة بالنسبة للمترشّحين كما للتلاميذ.

2. الأمر الثاني المهم جدا أيضا هو "الشفافية": ونقصد هنا إعلان النتائج على الأنترنيت وسرعة القيام بذلك. والحل بسيط للغاية. فبالمقارنة مع "وكالة النهوض بالرياضة" أو ما يسمى "بروموسبور". فباستطاعتنا أن نرى على النات أن أكثر من 200 ألف بطاقة تلعب أسبوعيا من مختلف الولايات بنفس التقنية تقريبا التي نتناظر بها اليوم في إطار "الكاباس"... يعني أن البطاقات تحتسب إلكترونيا وتخزن إلكترونيا... فما هي "الإعاقة" التي تجعل نتيجة "البروموسبور" تظهر بعد أقل من 5 ساعات في حين أن نتائج الكاباس تظهر في أكثر من 5 أيام؟
وهنا نأكد على أن التعجيل في ظهور النتيجة هي النقطة الأولى الأهم في مسألة الشفافية، وذلك كلي لا يبقى "للغربان" أي فرصة للتحيّل أو التلاعب بالنتائج.
الشفافية أيضا تفرض الإعلان الصريح للنتائج على النات بصيغة تراتبية حسب النتائج المتحصل عليها وذلك على الصيغة الآتية:
فلان بن فلان – رقم ب ت و – الحاصل – السّن – الشهادة
وتضمن هذه الصيغة المقترحة إحساس كل مشارك "بالعدل" لمّا يتأكد من معدّله ولماذا لم يتم قبوله... أما حين ترفض لسبب تجهله، فهذا سيحتّم انفجارا لا يعلم أحد أين ومتى يبدأ..
وهنا أيضا سننتبه إلى أمر غريب، أشعر به ولا يصدقني فيه أحد... أن عدد الأوراق "الملغاة" كثير جدا... وسنرى ذلك لو تمّ ما أنادي به الآن. أما هذا الإشكال فلا أرى الآن له حلا معيّنا وأتمنى أن تراعي فيه الوزارة معاناة أبناء شعبها الذين قضوا ثلث حياتهم أو أكثر في الدراسة.

3. النقطة الثالثة هي سؤال: كيف تجرّأ اولي الأمر أن يجعلوا السّنّ مقياسا يسبق التّفوّق الأكاديمي؟ يعني إذا صادف أن يأتي مترشحان بنفس المعدّل (نفترض 18 من 20) والأول معدل تخرجه 14 من 20 وعمره 24 سنة والثاني 10 من 20 وعمره 34 سنة فستقررّ الوزارة انتداب الأكبر سنّا... وهذا لعمري غريب جدا ومريب جدا وغير عقلي وغير منطقي... ويتجه حتما إلى ضرب المنظومة التربوية وتجهيلها... ولن أفسّر ذلك فأولي الأمر يدركونه جيّدا...

4. النقطة الرابعة تتلخص في الشفرة " Code " التي يتم إلصاقها على الأوراق والتي يظهر فوقها رقم المشارك في المناظرة. أتسائل هنا عن سر ذلك الرقم. فهل هو ضروري حقا أم هو وسيلة تسهّل علينا تبليغ "أولي الأمر" عن رقم ورقتنا حتى يتسنى لهم "التدخّل" قبل إعلان النتيجة. إني أرى أن ليس من الضروري إدراج أي رقم وتكفي الشفرة التي لا يمكن للمشارك حفظها أن ترمز إلى إسم المشارك ولقبه.

5. النقطة الخامسة والأخيرة، وهي هامة جدا أيضا و"مربحة" للدولة جدا ومطمئنة قليلا بالنسبة لمن يدعو إلى إصلاح التعليم وهي "السنة التكوينية".
ولكن ما معنى "سنة تكوينية"؟ أجيب ببساطة أنها سنة تفرضها الوزارة على الناجحين الجدد ليكتسبوا آليات التعليم... من منهجية وعلم النفس و... و.... و.... إذ أن التعيينات التي قامة بها الوزارة في عهد "النهضة" على سبيل المثال والتي شملت أساتذة منقطعين عن المعرفة منذ "عقود" لم تشمل حسب علمي تكوينا جدا لمن من شأنه أن يبني جيل الغد الذي سيعيد لتونس ولأبنائها ثقتهم في أنفسهم وفي هذا الوطن.
هذه السنة التكوينية ستعطي لوزارة التربية فرصة كبيرة لتسوية الأوضاع وربح سنة كاملة لن تكلّفها إلى "أجرا رمزيا" يسند إلى هؤلاء المتكونين الجدد في انتظار ادراجهم في وظائفهم.


وفي الأخير، أدعو أن يتمّ التّكاتف حول بداية الإصلاح الفعلي للمنظومة التربوية والذي ينطلق حتما من إعادة النظر إلى الإنتدابات أي إلى المربّي بصفة أولى... ومن ثم نتوجه إلى الوسائل التعليمية التي لم نطور فيها منذ أجيال بما يكفي لملائمة التطورات العالمية الجديدة... وفي الأخير نتوجه إلى "التلميذ" الذي يمثل المستقبل القريب والبعيد لوطن كلّ رأس ماله أبناءه..... أطفاله...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق