الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحصان الأصيل كان يجر عربة بيع النفط !!

عمر الداوودي

2015 / 4 / 15
القضية الكردية


أياك أياك ثم أياك أن تستغل الفقراء والبائسين , حبل الحيلة قصير وهزيل مهما بدا قويا فبمرور الأيام سيتقطع كما لو كانت شعرة هزيلة ,,ما أراه اليوم مما يجري من كلام حول ملف المتهمين بقضايا عمليات الأنفال غريب وغريب جدا وسيدخل ربما يوما ضمن قائمة عجائب الدنيا السبع لتصبح ثمانية !!,, هذه السنة كان ذكرى الأنفال مغايرا لما جرى في الماضي , هذه السنة وجدنا اطرافا جددا مجهولة تتولى استغلال الأنفال والمؤنفلين !!, مشكلتنا اليوم مع من يُسمَون بالمثقفين وحملة القلم وهي أعظم مما هي عليه الحال مع الجهلة !!,, في احدى الأيام تقدم احدهم للمحكمة بطلب استصدار حجة وفاة لولديه وبنتيه وزوجته الذين راحوا ضحايا في عمليات الأنفال السيئة الصيت , لم يعترض احد , حصل عليها وذهب وحصل بها على رواتب مجزية ونال قطع ارض وبنى دورا بدل دار ولم تبخل عليه حكومة الأقليم في شيء وحتى مادة السمنت حصل عليها بسعر رمزي بخس من معمل سمنت سليمانية , بعدها جاء احدهم وقدم اخبارا للمحكمة وقال بأنه من اهل تلك القرية وبأن ذلك الرجل ل يكن في ذلك الوقت في داخل القرية وانما كان ضمن مفارز الأفواج الخفيفة التي اطلق عليها الكورد تسمية ال(جاش وهي تعني الجحش اي صغير الحمار) , وبأنه ما كان متزوجا أصلا !!!,, هذا الشخص الطفيلي القذر يمثل نموذج لمستغل جاهل أمي لكارثة ونكبة الأنفال ,وحيلته لن تنطلي على أحد , اذ سرعان ما ينكشف وقد انكشف وعوقب ,, أما النموذج الخطر فيتمثل بالسياسي والكاتب والمثقف , هؤلاء ,ليس من السهل فضحهم ,لهذا احتجت يومين كي اكتب مقالا عنهم ربما لا يرى النور الا ان كان الناشر محبا للحقيقة بما يكفي , في مسألة الأنفال يجب التفرقة والتمييز بين الجاني والضحية , الجاني ليس فردا واحدا وانما مجموعة هائلة من الجناة وقد لا ينتهي البحث عنها في عدة كتب وبحوث, وربما وصل عددهم للآلاف , كل من يستثمر مأساة الأنفال هو منضو ومتجمع وداخل في خانة الجناة حتى لو كانت نيته وقصده الجرمي الخاص والعام واركان الفعل المادي لجريمته لاحقة زمنيا على عمليات الأنفال التي مضت عليها اليوم سبعة وعشرون عاما , ومثلما يجب عدّ كل ذي سلوك طفيلي قذر ومستغل لتلك المأساة جانيا فيجب عدّ كل من يتم خداعه والأحتيال عليه -من قبل اولئك الطفيليين -بضحايا مضافين للعدد مائة واثنان وثمانون الف ضحية من الضحايا الأصليين, حتى لو كان هؤلاء الضحايا لاحقون على الضحايا القدماء الذين قضوا قبل ما يزيد على ربع قرن ,, وحتى لو كانت الضحية اليوم هو الرأي العام التواق للحقيقة وهو رأي عام يفكر بقلبه اكثر مما يفكر بعقله نظرا لجسامة مأساة الأنفال ,, عام 2006 اتصل نائب رئيس مجلس القضاء العراقي المرحوم (حسن عزيز الدلوي) بأحد القضاة من اعضاء الأدعاء العام في اقليم كردستان وكانت تجمعهما صلة الأنتماء لمدينة كفري وعرض عليه العمل في محكمة الجنايات المركزية التي تتولى التحقيق والمحاكمة في جرائم النظام السابق ومنها جرائم الأنفال وقال له ,بانهم يبحثون عن قاض كردي متمكن في اللغة العربية وانت فوق ما تملك ذلك فأن كثيرا من أقاربك راحوا ضحايا في جرائم الأنفال , وكان رده بعد ان شكره ورفض العرض هو, اولا مكان الجريمة (كرميان) فلماذا تجري المحاكمة وقبلها التحقيق في بغداد ؟! ثانيا الجناة بعضهم كورد فلماذا اخذهم لبغداد ؟! ثالثا أنا لن استطيع ان أكون محايدا في التحقيق مع الجناة من رموز النظام السابق لأن كثيرا من اقاربي هم من ضحايا تلك الجريمة وخاصة وانا في الخامسة والثلاثين من عمري وستغلبني العاطفة حتما !!,, ورفض العمل وحين لمته قال لي الأمر ليس فيما ذكرت من أسباب فقط وانما في سبب رئيسي آخر ( لا أريد ان اعتاش على دماء اهلي واقاربي ,, اشعر اني سأصبح بطلا قوميا من ورق)!!,, لم افهمه ولم افهم اسبابه الغريبة الا في هذه الأيام ,, مجموعة شباب وشابات يقومون ما يشبه مظاهرة واعتصام ويقدمون مطالبهم للسلطات الرسمية في اقليم كردستان ويعرضون مطالبهم في سبع نقاط او فقرات ويقرأونها أمام كاميرا الفضائيات ,, ستة منها عامة الا الفقرة السابعة , فقرة غريبة جدا , المطالبة (بأنصاف (قاضي تحقيق كفري) المنقول وظيفيا الى عمادية لأنه أصدر أوامر قبض بحق المتهمين الكورد من رؤساء ال (جاش) الضالعين في عمليات وجرائم الأنفال)!!,, السيد قاضي تحقيق كفري المنقول الى عمادية لا علاقة له لا من بعيد ولا من قريب بهذه البطولة التي نسبت اليه زورا , بل انه نقل وظيفيا الى هناك بذات الطريقة التي تنقل بها قضاة من اربيل ودهوك الى كلار وكفري وخانقين ضمن آلية عمل وظيفية قضائية , وحقيقة أوامر القبض تلك هي انها فعلت ودخلت حيّز التنفيذ بفضل القضاء والقضاة في اقليم كردستان وهم كُثُر وليس قاضيا واحدا او أثنين ,, اوامر القبض تلك اصدرت من محكمة الجنايات المركزية في بغداد ووصلت لمجلس القضاء في الأقليم وهمش وقرر عليها رئيس مجلس القضاء بالتنفيذ وارسل نسخ الأوامر تلك لرئاسة الأدعاء العام في الأقليم والى محاكم الأستئناف ومنها استئناف كرميان والجميع أكدوا على وجوب التنفيذ ,ولكن متى حصل هذا ؟ عام 2009 و2010 !!! وجميع قضاة التحقيق واعضاء الأدعاء العام وصلتهم أوامر القبض تلك وهمشوا عليها بقرارات تؤكد وجوب سرعة النفيذ , لا لأنهم وطنيون بل لأنهم يؤدون واجبا وظيفيا محضا ,,عام 2011 تم نقل قاضيين من مدينة كفري الى أماكن أخرى وكان احدهما عضوا للأدعاء العام وبالمناسبة فهو نفسه القاضي الذي رفض عرض العمل في محكمة التحقيق في جرائم النظام السابق والمشار اليه اعلاه وحين سألته وقلت له بأنهم نقلوك لأنك أكدت على أوامر القبض بحق الجحوش المستشارين الكورد ؟ أجاب بأنه لا علاقة للنقل بتلك المسألة مطلقا ولم يثر الرأي العام ولم يحدث جلبة وضوضاءا في الأرجاء ولو شاء فعل وكذا كان جواب القاضي الثاني الذي نفذ أمر النقل وأعتبرها مسألة وظيفية فقط فلماذا اذا ,كل هذا التطبيل والأبواق لأجل قاضي لم يصدر أوامر القبض تلك بل اصدرها غيره وأكد على تنفيذها غيره وليس هو لا بل انه لم يكن قاضيا حتى يوم كان السابقون عليه أمروا بتنفيذ تلك الأوامر فالكل يعلم ان القاضي هذا انما كان قد عُين عام 2013 أي بعد ثلاثة سنوات من صدور اوامر القبض تلك ؟! ليس سؤالا محيرا ,, كل ما في الأمر هو ان هناك أُناس يريدون الأستمرار في الأعتياش على مأساة الأنفال والمؤنفلين المظلومين المنكوبين ,, هذه السنة لم يتم استغلال المأساة كثيرا من جانب الساسة اذ ان كثيرا منهم ممن جعلوا منها حصان طروادة قد وصلوا فعلا لما يريدون من مناصب وبرلمان ووزارة , هذه السنة دخل على الخط أُناس جدد على ما يبدو !!,, ابواق نشازتستغل مأساة الأنفال وتستغل الشعور النفسي لدى قضاة محترمين ويوسوسون اليهم ويزينون لهم بزخرف القول ويسوقون لهم بأنهم نقلوهم جغرافيا لأنهم اصدروا أوامر قبض بحق جناة او متهمين بتلك الجرائم !!!,, قلة من الناس يدركون حجم شجاعة ونزاهة القضاة في كوردستان ,, قلة من الناس يدركون ويعرفون حقيقة من يكون القاضي(اكرم فرج) وماذا كان يعمل في الثمانينات وأين كان لحظة حدوث جرائم الأنفال ؟! ,, القاضي أكرم فرج كان قاضيا في محكمة الثورة في الجبل بعد ان ترك وظيفته في اجهزة القضاء للنظام السابق ,, كان بيشمركَة وقد نجا من الموت في آخر لحظات عمليات الأنفال وكان قاب قوسين او ادنى من الوقوع في الأسر والموت في صحاري (نكرة سلمان )!!,, هذا القاضي ايضا نموذج للقضاة الذين لا يستغلون مأساة الضحايا لصالحهم الشخصي ويرفض دوما الكلام عن بطولاته كبيشمركَة سابق ,,ببساطة هو منتم لقائمة الضحايا اللاحقين لعمليات الأنفال ولا يدخل في قائمة الجناة اللاحقين , وهو الذي أكد على تنفيذ أوامر القبض بحق المتهمين بتلك الجرائم وليس غيره !!, القاضي حين ينقل ويعتبر نقله نفيا سياسيا فعليه ان يثبت انه غير سياسي قبل ان يسعى لأثبات ان نقله نفي ,, انها مصادفة غريبة حقا , ان ترى أمام عينيك والحقيقة تُذبح من الوريد للوريد !!,, كان عم والدي قد فقد كل ما يملك خلال عمليات الأنفال وكان ميسور الحال جدا قبل ذلك في القرية القابعة في سهول منطقة (داووده) وبين ليلة وضحاها أنفلوا اولاده وبناته وكل ما يملك من المواشي والبغال وبعد سنتين من الأعتقال في نكرة سلمان عاد لوحده ولم يستفق مما كان فيه من هول الصدمة القاصمة الا بعد سنتين لاحقتين وحين بدأ يتأقلم مع الواقع الجديدالمرير ليعيش كمسن فقير مشرد يخرج فجرا كعامل بناء ويعود منهكا في المساء فاجئته واقعة غريبة قتلته خلال ساعات !!,, عاد مساءا باكيا منتحبا صارخا وحين سألناه قال ,,(في السوق رأيت حصان (فاتح)-اي ولده المؤنفل-وهو يجر عربة بيع نفط ف الطرقات !!,, انه هو ذلك الحصان الأصيل الذي اشتريته له بنفسي بثمن مقارب لثمن سيارة ,, الاصيل كان كان في الأيام الخوالي في القرية يرمي كل راكب يريد ركوبه الا اذا كان فارسا بحجم (فاتح) ,الأصيل عرفني على الفور وما ان تقربت منه حتى بدأ يرمقني بنظرات غريبة وبدأ يلحس يدي !!,, الحصان الأصيل اليوم يجره بائع نفط في الطرقات بلجام وقد هزل جسده وبان العظم منه وهو يجر عربة !!,, وا أسفي على الدنيا ),, وظل لنهاية الليل يهذي الى ان اسلم الروح قبيل الفجر الذي تنفس ولم يعد عمي يتنفس !!,, اليوم نرى أناسا كُثُر يركبون الحصان الأصيل للأسف ,, بعضهم ساسة وبعضهم يشبهون الساسة ويقلدونهم , انها جريمة ولكن قلة من الناس يهتدون لهذه الحقيقة المرة مرّ الحنظل ,, كثرت الأنياب التي تنهش ولازالت تنهش في جسد المؤنفلين ,اليوم نحن احوج ما نكون الى صدور قانون يحرم ويمنع استغلال مأساة الأنفال وضحايا الأنفال لأغراض خاصة , انها مسألة اخلاقية قبل ان تكون قانونية ودينية ,,انها مسألة انسانية ويجب منع وتجريم وتحريم اسغلالها سياسيا او لأي غرض خاص آخر مهما كبر او ضؤل,, يجب على برلمان كوردستان اصدار قانون يمنع استثمار واستغلال الضحايا كحصان طروادة لمرام خاصة من أي كان , يكفي ما وقع من ظلم على الضحايا , يكفي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط