الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لوثة العبادة أم نقاؤها ؟

هيثم بن محمد شطورو

2015 / 4 / 17
المجتمع المدني


لماذا اغلب المصلين حزانى؟ كأن الصلاة عنوان الجنازة. و يا ليوم الجمعة الحزين حيث تـتـدافع صرخات الخطباء بالويلات و الأموات و الجنائز و القالات و العنعنات و الإرهاب و مجمل تعابير القـلق و الارتعاب و الضرب بالعصي التي لا ترونها على العـقول المهترئة الحائرة الطالبة للإيمان بنـفس خاوية من الإيمان تـدفع إلى كل تلك الأجواء النفاقية الملتـزمة بنحر الذات..
استرسل في ضحكة عامرة بالنـشوة. حين نقول نشوة فهي تعبر تحـديدا عن تحرر و كل تحرر مبهج. تحرر من ضاغـط ما على النـفـس. الضاغـط يتبخر فجأة. استرخاء للأعصاب و سيلان نهر من الفرح داخلك يدق أجراس الابتهاج عبر إيقاعات قهقهة نشوانة. في الحـقيقة إنها دفق حياة صافية تغمر وجدانك. إنها دفعة إضافية من الأوكسجين. إنها وثبة الأسد داخلك و ما أروع الإحساس بالقوة. الإحساس الوحيد تـقريـبا الذي لا يثير خجلا كبيرا و مأتى كل خجل هو خوف من صد الآخر. الآخر أمام قهقهاتـك المرتـفعة يقـف أمام هيجان نزعة القوة و الكل يحترم الأقـوياء و إن كانوا يكرهونهم.
و تبا لأخلاق الضعـفاء. عبارة نيتـشوية ثائرة على نكـوصية التعاليم الكـنـسية بالذات الإنسانية و تمريغها بين أدخنة المذلة التي تمرر كعبادة. إذا كانت العبادة مرتبطة بالمذلة فتبا لها من عبادة.
العبادة الصحية القـويمة هي العبادة النشوانة بحب الله و بالتالي تـدفـق الحياة بين مسارات العـقـل و الوجـدان ، و بالتالي الإحساس بالذات كإلاه و لو كان الأمر لثواني معـدودات. تلك هي العبادة المعافاة من أمراض الموت و المذلة. العبادة التي لا ترى إلا الحياة، العبادة التي تـنكر الموت بما أنها اتصال بالواحد الأحد الذي لم يلد و لم يولد، أي الذي لا يموت أبدا.
إذا شارفت بعبادتـك القووية سماءات الخلود داخـلك، فانـك خالـد ليس بـواسطة الموت و التضحية و إنما بما انـك سناء من سناءات الضوء الرباني في الوجود. العبادة الصحيحة هي التي تـقودك إلى تـلمس ضوئـك الداخلي . الضوء الذي حين تـكـشفه يـرشـدك إلى سبل الحياة المعافاة من عـلل الزمان البشري الهزيل. تلك عبادة الأقوياء الذين يجـدون الله في كل مكان، يرونه في ورق الشجر و في المشية الوئيدة للخنـفـساء. يرونه في مفاتن الأجـساد الجميلة، يـرونه في ينبوع اللـذة و في كل نـشوة..
تلك النـشوة التي تـتـطلب شجاعة الصفاء و الثـقـة في الذات لأنها تـنطلق من قاعـدة تـقول ان العالم في داخلك أساسا و ليس خارجك. بل انك لا ترى الخارج إلا من زاويتـك الخاصة. لكن الفارق شاسع بين الزاوية التي تحـددها ثـقافـة بالية هـزيلة مهترئة، و الذات التي تستـنطق نفـسها باستمرار لأنها تـضع نـفـسها أمام الوجود في موقـف جدي صارم يطـلب الحـقيقة الحقة، و بالتالي النـشوة و البهجة المتـدفـقـة من الأعماق.
و هنا يجب ان لا تكون كمن يخاتـل نـفـسه عمدا، فـيـركن ذاته جانبا و ينحو نحو الجماعة بكل استسلامية مقيتة. يبحث عن السلام المذل. الذات موضع النار و السؤال و الرغبات المتلاطمة و الأفكار الصاخبة المتدافعة، أما الجماعة فموطن المعايـير السطحية المتـفـق عليها. الذات ان تـتوجه صوبها يعني ان تـقـرأ في المطلق يا من تـقول انـك تـتبع الكتاب المقـدس الذي دشن نـفسه في الوجود الأرضي بكلمة اقرأ باسم ربك المطلق الانهائي. الجماعة موضع الخضوع و ان لا تـقرا و إنما ان تكون خروفا في القطيع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد أعمال العنف ضد اللاجئين السوريين في تركيا.. من ينزع فتيل


.. تركيا وسوريا.. شبح العنصرية يخيم وقطار التطبيع يسير




.. اعتقال مراهق بعد حادثة طعن في جامعة سيدني الأسترالية


.. جرب وحالات من التهابات الكبد تنتشر بين الأطفال النازحين في غ




.. سوريون يتظاهرون ضد تركيا في ريف إدلب