الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأس مغلق لا يدخله الهواء

فرات إسبر

2005 / 9 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا أمل للعقل البشري بالتغيير، مادام هناك عادات وتقاليد يساعد القانون على حمايتها.
أننا نعاني من موروث مكتسب منذ مئات السنين إذ ليس من السهل بأي شكل من الأشكال التخلص منه بمقال أو بيان.إذ هناك اعتبارات كثيرة لابد من الوقوف عندها.
"هدى أبو عسلي" وجه من الوجوه التي أسقط عليها الضوء.. فأضاءت.
نساء كثيرات في النسيان، تحت العباءات وما طوت من موت وضياع وخراب روحي للضحية سواء أكانت زوجه أو حبيبة أو أخت أ و صديقة خسرت كل شئ بسبب الحب، أليس الله محبة في كل الأديان السماوية.
وكم نخالف الله وأحكامه التي تدعو إلى العلاقات الإنسانية بكل معانيها السامية .
نحن البشر خُلقنا دسيسة ضد هذه المحبة بخضوعنا لأهواء طوائف، وأقليات، ونزاعات دينيه وطائفية وعرقية لا تعني شيئا أمام حياة الإنسان التي هي أجمل هبة منحنا إياها الله سبحانه وتعالى .
ما هو الدين ؟
ما هي الطائفة ؟
ما هي العادات والتقاليد؟
ومن هم البشر ؟
وما هو حجم هذا العقل البشري الذي يقرر مصير إنسان آخر.
العائلة العربية وغيرها من جميع الأديان والطوائف تقبل أي مسلسل عربي أو أجنبي وتتعاطف مع البطلة مهما كان دورها في العمل الذي تقدمه سواء أكانت ضحية أو قاتلة وأيضا –الرجل البطل –نقبل منه كل الادوارسواء كان بطلا أم مجرما.
السؤال المهم، لماذا نغفر للرجل البطل، ،ولا نغفر للمرأة الضحية.
الرجل يحب المرأة في السينما والشارع والملهى ويجد لها المبرارت التي تؤدي إلى انحرافها ويقبل الزواج بها وهذا ما يحدث مع كثير من الشباب العربي الذي يسافر أوروبا وغيرها من الدول الاشتراكية، بينما لا يقبل بأي علاقة بريئة وجميله لأخته أو لا يتزوج أي فتاه من بلده سمع عنها ولو مجرد كلام عابر لا معنى له.
المشكلة في الوعي، في الظاهرة المرعبة التي تسيطر على عقولنا وهو تخلفنا وقصورنا العقلي بعدم الموافقة على الزواج بسبب الدين.
كثير من الزيجات نجحت بالرغم من اختلاف الدين ، والكثير ..الكثير من الزيجات تفشل بالرغم من أن الأزواج أولاد عم أو من نفس الدين والطائفة .
الأفكار والنظريات قابلة للتغيير ولكن المشكلة في واضع هذه النظرية، يؤمن بها شكلا ويرفضها تطبيقا.وبالمقابل هناك من البشر من يغَير دينه، لقناعتهم بأن دينهم لم يعطهم القناعات التي يبحثون عنها، أذكر مثالا على هذا روجيه غار ودي ،وكات ستيفن المطرب البريطاني "الذي تعرض لحادثة الغرق"وأصبح مسلما ، ومحمد علي كلاي وغيرهم ،هذا نموذج للعقل الذي لا يخضغ للثوابت ، فما بال المرأة التي لا تستطيع أن تختار شريك حياتها لأنه من طائفة غير طائفتها أو العكس.
صديقتي المسيحية الرائعة سأبقى أذكرها دائما بالخير، كانت دائما تحدثني أنها لا تجد نفسها في المسيحية التي تدعو إلي الرهبنة وكانت تملك من الحزن على أختها التي وهبت نفسها للدير ما يعادل كل تدَين، كونها تؤمن أن لجسدك عليك حق "
وكانت صاحبة القرار في اختيار شريكها، قاض مسلم من دوله عربية يربطها به علاقة حب وعندما قررت الزواج كتبت له وجاء إلى دمشق وبدأ صراع الأهل بحرمانها من كل شئ وعدم العودة إلى البيت الذي خرجت منه .
المسألة هنا في اختلاف الوعي والفرق في التجارب الثلاثة
الأخت الراهبة - الأهل الذين لا يهمم سوي السمعة الحسنه بمنظورهم - الحالة الثالثة-من قررت الزواج والتي تفهم بوعيها وعقلها أن الحياة أبعد من طائفة وأوسع من رأس مغلق لا يدخله الهواء وبالمقابل رجل مسلم صادق أختار وبقرار منه أن يحترم ما وعد وبذلك يكون أختار الإنسانية.
أننا بشر لنا أهواءنا ونتيه بها ونتحلى بالأخلاق ظاهريا أما في أعماقنا فالظلام يخيم إلى الأبد.
قبل إلغاء القانون يجب النظر في واضعي القانون،
قبل النظر في تطبيق القانون، يجب النظر إلى من يطبق القانون إلى سلطته التي تحكمها النوازع والثوابت التي هي ضد الحياة بمعناه الإنساني.
ليست المرأة وحدها من تتعرض للعقوبات الالهيه والارضيه وأيضا الرجل لم ينجو منها، لكن ليس بالطريقة البشعة التي تتعرض لها المرأة وعلى ما يبدو أن المرأة المنذورة للحياة هي أيضا منذورة للموت.
عقوبة الرجل دائما مخففة في السماء والأرض وهذا ما حدث مع المهندسة المسلمة التي تزوجت زميلها المهندس المسيحي، وكان أهلها من الوعي إذ تقبلوا الفكرة وسامحوها، ولكن الزوج المسيحي عاقبه أهله بالحرمان من الميراث ومن رؤيته، حتى العائلة امتنعت من رؤيته كونه مرتد عن دينه.
النماذج التي اذكرها أراها بالدرجة الأولى تخضع للعقل، بقدر ما يتسع العقل بقدر ما تتسع الرؤيا، الرؤيا التي تفتح العقل والروح لرؤية الحياة بمنظور مختلف.
أومن أن الإنسانية لا يحدها حدود، لا أعراف، لا عادات،لا تقاليد، ومادام الطرفين بكامل أرادتهما البشرية فيجب أن لا تحكمهم العادات والتقاليد .
المشكلة أن الحياة تستمر وباستمرارها لا نلاحظ ما يمكن أن يغير العقل الموروث اجتماعيا على الرغم من تطور العقل البشري في العلوم والتكنلوجيا، كأننا في وادي والعالم الأخر في وادي آخر.
الحديث يطول ولا يمكن حله بمقال.
موروث لن يورثنا سوى المزيد من الأحقاد التي تحيط بنا أبناء البلد الواحد، ومزيد من الجهل ومزيد من الدماء.
ويحك: أيها العقل لماذا أ سموك العقل؟
ولماذا باسمك نذبح أيها الدين ؟
الموضوع ليس خاصا بنساء سورية وحدها، أنه متعلق بالمرأة العربية وغيرها من النساء، في أفريقيا، مصر، السودان ،تونس، في كل مكان وأيضا ما تعلق بحرمان الرجل الذي يختار خارج إرادة أهله.
القضية ليست محصورة في بلد واحد ولا شعب واحد وإنما محصورة بعقل واحد لا يقبل التغيير.
والاعتراض الحقيقي يحب أن يكون على هذه العقول والعمل على قصفها.
"أحبك يا أبي ولو كره الحاقدون"
وهذه حكاية أختصرها ببعدها الإنساني، بوعي الإنسان الذي هو أنسان قبل أن يكون "أبي" إذ ترك لي حرية الاختيار، ووضع يده الحنونة على كتفي وقال لي:
"أنا أثق بك يا فرات"مع دعائه لي بأن يكون زواجا كنسيا ً إلى ألابد.
وها أنا اليوم اقطف ثمار هذه الثقة، بالرغم من الصعوبات التي تعرضت لها من واضعي القوانين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: فترة الصوم المقدس هي فترة الخزي


.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: السيد المسيح جه نور للعالم




.. عدد العائلات المسيحية في مدينة الرقة السورية كان يقدر بنحو 8


.. -فيديو لقبر النبي محمد-..حقيقي أم مفبرك؟




.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع