الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكي لا ننسى: بين مذابح الأرمن ومذابح داعش وأخواتها

مالك بارودي

2015 / 4 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لكي لا ننسى: بين مذابح الأرمن ومذابح داعش وأخواتها

بمناسبة مرور 100 سنة على مذابح الأرمن على يد الأتراك تحت "الخلافة العثمانيّة" أردت أن أقول أنّه من حقّ أيّ إنسان أن يتّهم هؤلاء الأتراك بالحقارة والسّفالة والإجرام، إلخ، فما فعلوه لا تفعله حتّى الحيوانات. فالحيوانات لا تقتل إلاّ لتأكل ولا تقتل قطيعا كاملا من أجل كيلوغرام واحد ووحيد من اللّحم... الحقارة ليست في الأتراك فقط، وليست في الإنسان بصفة عامّة فقط (فالإنسانُ حيوانٌ لهُ غرائز لا يستطيعُ التّنصّل منها جملة وتفصيلا مهما فعل، لأنّ أهمّ غريزة فيها هي غريزة الحياة التي تؤمّن بقاءهُ وتقيه من الموت والفناء المبكّر)...
الحقيقة التي لا يريدُ تقبّلها النّاسُ هي أنّ الحقارة في الأديان أوّلا وأخيرا، لأنها هي التي تعطي الشّرعيّة للجرائم لتصبح عملا مقدّسا وأمرا إلهيّا يقابله وعدٌ من الإله الوهمي في حياة خرافيّة بعد الموت. ولأنّ الأديان هي التي تعطي لكلّ ذوي النّزعات الإجراميّة غطاءً يفعلون تحته كلّ ما يحلو لهم، والأدلّة الشّرعيّة موجودة وجاهزة، وإن تعذّر إيجادها، فلن يتعب كهنة وفقهاء الإجرام في إيجاد مخرج إعتمادا على القياس والإجتهاد. ومن إجتهد وأصاب فله أجران ومن إجتهد ولم يصب فلهُ أجرٌ واحدٌ. فلا توجد خسارة في تجارة الدّين. ألم يقل أبو بكرٍ أنّ خالدا بن الوليد تأوّل فأخطأ، وهذا تبرير آخر جاهز للإستعمال. فما على المجرم إلاّ أن يدّعي أنّه تأوّل فأخطأ، مثل خالد بن الوليد، ولا جناح عليه.
إذن، الأديان هي أصلُ الدّاء... فمن رآى نمرا يبيدُ قطيعا كاملا من الغزلان من أجل وجبة صغيرة يملأ بها معدته قد لا تتجاوز فخذ غزال واحد، فليخبرنا. ومن رآى لبؤة تقتُل من أجل إرضاء شبحٍ لم يرهُ أحدٌ، فليعلمنا. ومن يتخيّلُ أنّ هناك حيوانًا مستعدّا لتفجير نفسه بين بني جنسه وفصيلته لأنّهُ يعتقدُ أنّ أكل هذا النّوع من الطّعام حرامٌ وكافرٌ من يأكلهُ، فلينبئنا.
في إنتظار ذلك، لا مفرّ من الإعتراف بأنّ ما فعلهُ الأتراك في حقّ الأرمن هو نتيجة الإسلام وتعاليمه الهمجيّة والإرهابيّة والعنصريّة والإستعماريّة، ونتيجة تاريخٍ طويلٍ من المجازر قام بها المسلمون بإسم ربّهم الوهمي المتناقض، وكلٌّ منهم يدّعي أنّه الوحيد الذي فهم مقاصد هذا الشّبح ويكفّر الآخرين ويُحلّ دمهم وأموالهم ونساءهم وأطفالهم... ما فعله الأتراك هو نتيجة تاريخ طويل من المجازر والمذابح والإبادات والتّهجير والإعتداءات والسّبي والسّرقة وتقطيع الأعضاء، بدأ مع ظهور مدّعي النّبوّة محمّد بن آمنة، في "خير القرون" الذي يحلمُ به المغفّلون، ولن ينتهي إلاّ بإنتهاء الإسلام ككلّ أو بفناء أهله على بكرة أبيهم (وفناؤهم هو الإحتمالُ الأقرب للواقع، أقرب من إنتهاء الإسلام السّرطاني، وها نحنُ نرى كلّ يومٍ عشرات الأدلّة على إقتراب موعد موت المسلمين بأيديهم وبإسم ربّهم الخرافي وإستنادا على كتاب هلوسات محمّد بن آمنة المسمّى "القرآن"). وما أفعالُ إرهابيّي الدّولة الإسلاميّة والجماعات الإرهابيّة الأخرى اليوم إلاّ قطرة من بحر الدّم الذي يُمثّلُه التّاريخ الإسلامي...
فمتى تفهمُون؟


-----------------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح


.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت




.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran