الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين البخاري الفارسي وابن رشد الأمازيغي

محمد الشريف قاسي

2015 / 4 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


انطلقت هذا الاثنين (20/04/2015) عبر جميع مساجد الجزائر قراءة صحيح البخاري و موطأ الإمام مالك بن أنس
و جرى الحفل الرسمي لانطلاق فعاليات هذه القراءة بالمسجد الكبير بالجزائر العاصمة تحت إشراف وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى بحضور عدد من المشايخ والأئمة و إطارات الوزارة والطلبة.
لست ضد فكرة القراءة لأي كتاب كان بل بالعكس أدعو إلى قراءة كل كتب الأديان والفلسفات والمذاهب البشرية، فما بالك بصحيح البخاري رحمه الله الذي يعد من التراث الحديثي والفقهي من مئات السنين لهذه الأمة، لكن ندعو إلى قراءته بالعقل النقدي والتحليلي الموضوعي الذي يجعلنا نستفيد منه في حياتنا اليومية والدينية، لا مجرد الترديد والحفظ بلا عقل ولا تدبر وتفكر. وللعلم أنني قرأته وهو موجود في مكتبتي وفهمته واستخلصت منه الكثير من الفوائد والأحكام كما سجلت بعض الملاحظات في كراسة لإعادة التدبر فيها. ولما نقرأ صحيح البخاري الفارسي لا يعني أن سنة الرسول هو كل ما جاء به البخاري، بل يوجد الكثير من الأحاديث النبوية الصحيحة لم يذكرها البخاري وذكره غيره كمسلم والترمذي وابو داود والنسائي وابن ماجة وغيرهم، بل ما جمعه الحاكم النيسابوري الفارسي أيضا من أحاديث صحيحة على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاها في صحيحهما، فجمع الحاكم الكثير من الأحاديث الصحيحة والغير موجودة في صحيح البخاري جمعهم في كتاب (مجلدات) اسماه المستدرك على الصحيحين ثم تبعه الذهبي في السير.
فما نريده إلا البحث عن الحقيقة وتبنيها وتنقيح كتب التراث ودراستها دراسة نقدية معمقة لا إلغائها وإهمالها، بل ندعو شبابنا إلى الحفاظ وحماية التراث الفكري والأدبي مع تنقيحه وعصرنته ، فبالماضي نبني الحاضر وبالحاضر نبني مستقبلنا، ولا حياة لأمة لا ماضي لها ولا حضارة.
تحتفل الجزائر ودول المغرب الامازيغي بكتاب البخاري الفارسي وتحتفل إيران بابن رشد الامازيغي،
إيران باعتمادها على فكر ابن رشد العقلاني تبني المفاعلات النووية وتعصرن اقتصادها وتنتج العلم والمعرفة وتفرض نفسها عالميا والند مع امريكا كل ذلك بفكر ابن رشد العقلاني .
ونحن نحتفل بكتاب البخاري الفارسي الذي جعلنا نثبت في مكاننا منذ القرن الثالث الهجري في قال وروي عن وفي الحلال والحرام وما بينهما وأن المرأة والكلب الاسود والحمار يقطعون صلاة الرجل (السيبرمان) إلى غير ذلك من الاحاديث التي يرويها لنا عن ابو هريرة وما يأتينا من بلاد الملك فهد والفهد والهرة من عائلة واحدة تسمى الهررة.
والفرق في نظري بين البخاري وابن رشد يكمن في أن البخاري مجرد حافظ وناقل لما سمعه من حديث بعد قرنين من الزمن، بمعنى (6) اجيال للهجرة، فهو عاش بين (194- 256ه) وهو لم يجتهد ويقدم علم من عصارة فكره ولم يبدع في علم غير حفظ الحديث ونقله وهو مشكور على هذا العمل، أما ابن رشد الاندلسي المغربي ( 520-595ه) فقرأ كتب الفقه والحديث والفلسفة والفكر وأتى بالجديد في الفلسفة كما جاء بالتجديد الديني وربط بين العقل والنقل واعطى اهمية الفكر والنظر والاستدلال والاستنباط والتحليل العقلي الفلسفي لفهم الدين ومقاصده وربطه بالواقع والمستقبل.
فالفرق شاسع بين الطرفين كما هو الفرق بين العقل الحفظي الببغائي والتبريري التخديري (العقل الادبي) والعقل النقدي التحليلي (العقل العلمي). فالحافظ ليس كالناقد البصير و المستنير.
ولكن المجتمع آنذاك كما المجتمع اليوم الذي مازال كما كان آنذاك وفي صراعه بين الفقهاء الحفاظ والعلماء النقاد وبتعبير آخر بين الجامدين التقليديين السلفيين المحافظين وبين العلماء والمفكرين التنويريين الحدثيين التجديديين قديما وحديثا، وانتصر في المعركة الدائرة الحفاظ على النقاد والسلفي على الحدثي والادبي على العلمي وبقيت الامة كما كانت لم تتقدم خطوة للأمام في الوقت الذي تقدم الغرب والشرق.
وها نحن المغاربة الامازيغ اليوم نحتفل بحفظ وترديد كتاب البخاري الفارسي وإيران الفارسية تحتفل بأراء وأفكار الفكر النقدي الفلسفي العلمي لابن رشد الامازيغي المغربي الاندلسي.
وهذا ما حدث عندما طردتنا أوربا من الاندلس وارجعتنا إلى حجمنا الحقيقي، ولما دخلت مكتباتنا في الاندلس وبجاية والقاهرة وبغداد وفاس أخذت كتب ابن رشد وابن سيناء وابن الهيثم وتركت لنا وأوصتنا مشكورة بحفظ والمحافظة على كتب البخاري وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وابن باز والقرضاوي بن لدن والخليفة الداعشي ابو بكر الثاني، والحقيقة أن الغرب نصحنا بالحفاظ على كتب تراثنا والحمد لله أنها لم تأخذ من مكتباتنا كتب التراث الفقهي والحديثي والتاريخي وإلا لما وصلت لما وصلت له اليوم من الاتحاد والوحدة الاوربية وغزو الفضاء واكتشاف امريكا.
لذلك نقول لأوروبا شكرا وألف شكر أنك تركت لنا الكتب الدينية والمذهبية التي تقتلنا كل يوم ونحن نردد الله أكبر جيناكم بالذبح وبعثت بالسيف بين يدي الساعة وجعل رزقي تحت ظل رمحي وأن المرأة خلقت من ضلع أعوج وهي والكلب الأسود والحمار سواسية. وكما جاء في صحيح البخاري في باب الجنة تحت بارقة السيوف (واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف). وقصة الحمار يعفور التي رواها ابن كثير في تاريخه (6/150) وابن الاثير في أسد الغابة (4/707) وكتاب لسان الميزان ، باب من اسمه محمد ، محمد بن مزيد .وكذلك : السيرة الحلبية ،غزوة خيبر وغيرهم من الحفاظ والفقهاء والمفسرين، وهذا نصها: عن أبي منظور قال:
لما فتح الله على نبيه خيبر، أصاب من سهمه أربعة أزواج من البغال وأربعة أزواج خفاف، وعشر أواق ذهب وفضة وحمار أسود ومكتل، قال : فكلم النبي الحمار، فكلمه الحمار، فقال له النبي : ما اسمك؟ قال : يزيد بن شهاب ، أخرج الله من نسل جدي ستين حماراً كلهم لم يركبهم إلا نبي، لم يبق من نسل جدي غيري ، ولا من الأنبياء غيرك ، وكنت أتوقع أن تركبني ، قد كنت قبلك لرجل يهودي، وكنت أعثر به عمداَ ، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري، فقال النبي: سميتك يعفور ، يا يعفور ! قال الحمار: لبيك ، قال النبي : تشتهي الإناث؟ قال: لا . فكان النبي يركبه لحاجته، فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله، فلما قبض النبي جاء الحمار إلى بئر كان لأبي التيهان فتردى فيها ( انتحر الحمار) فصارت قبره جزعاً منه على الرسول . انتهى . فمثل هاته الروايات والاخبار والاحاديث لا يمكن أن يقبلها أو يرويها صاحبنا ابن رشد الامازيغي المغربي ومن على شاكلته من التنويريين القدامى أو المحدثين مثل جمال الدين الافغاني ومالك بن نبي وعلي شريعتي وإسلام بحيري وعدنان ابراهيم ونور الدين بوكروح. كما أنهم لن يقبلوا فتاوى مفاخذة الأطفال والزواج من القاصرات وجهاد النكاح وارضاع الكبير إلى غير ذلك من فتاوى شيوخ البخاري وغيره.
فالإسلام الذي نعرفه ونعترف به، ذلك الدين الذي يأمر بالتعقل والحكمة والاحسان والتدبر والتفكر في آيات الله في الكون وفي أنفسكم، والذي كرم الإنسان إذ أعطاه وسائل المعرفة والبحث والتحقيق والتدقيق والتحليل والتجميع ولم يحجر على عقله (آمن ثم فكر) ذلك الدين الذي أمر بالعلم والقراءة ومدح العلماء وأنكر التقليد وذم أهله واتباع الآباء والأسلاف والسابقين في غير ما آية، ولكن هل يستوي الأعمى والبصير؟
وهكذا تبقى الأمة في واد وعلمائها ( الذين يريدون اخراجها من الغرق لا أولئك الذين يريدون اغراقها في الدماء والخلافات والاوهام والخرافات) في واد، وخاصة عندما يسكت العلماء أو يسكتون وتكمم أفواههم بأي طريقة ( فكل الطرق تؤدي إلى روما) وتعدم وتحرق كتبهم ويتهمون في أعراضهم فيهجرون البلاد والأوطان (هجرة الأدمغة) وتخلو الساحة لأبو خليطة ومشايخ الحشوية كما يقول شيخنا شمس الدين الجزائري حفظه الله.
ويصبح داعش والقاعدة والنصرة ممثلين للإسلام دين الرحمة والمحبة والسلام والناطقين باسم الرب الديان.
فعلى الدنيا السلام وحيث لم يبقى للعقل مكان في بلاد الخرفان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حفظكم إلاه يعفور مقالة شجية
HAMID KIRKUKI/ SAYADI ( 2015 / 4 / 21 - 21:38 )
مع حبي وتعلقي ليعفور محّمد،،، الحمار الپروليتاري ،،، أشد بيدكم في هذه المعمعمة الأبلهية الوهابية وسحقا لمن إخترع الإسلام وألف كتابها السمج .
وآني كلّش ممنون
حميد صيّآدي


2 - تحر الدقة في الكتابة بعيدا عن النزعة العنصرية
عبد الله اغونان ( 2015 / 4 / 22 - 13:15 )

ابن رشد ليس أمازيغيا بل عربي النسب

لكن ليس المهم هو نسب العالم بل علمه واعتقاده فابن رشد كتب بالعربية وكان من

غضب الخليفة عليه لأنه لقبه بملك البربر

ولعلمك فابن رشد هو مؤلف كتاب / بداية المجتهد ونهاية المقتصد

راجعه لتعرف الثقافة التطبيقية والعلمية التي كان ابن رشد يعتنقها كفقيه وقاض

و والغريب أن ابن رشد في فلسفته يناقض الاعتقاد الاسلامي فهو ينكر البعث والجنة

والنار ويرى رأي أستاذه أرسطو اليوناني في قدم العالم وجهل الله تعالى بالجزئيات

النزعة العنصرية أو ماكان يسمى بالشعوبية قديما استفحلت الان وصار كل ناعق ينعق

رغم أن الاسلام يجمعنا فلافرق بين البخاري وسيبويه وأجروم

اخر الافلام

.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني