الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحيرى وتراجع الرئيس السيسى

مصطفى راشد

2015 / 4 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد أن هلل وصفق غالبية الشعب المصرى والعربى والإسلامى حول العالم ، للرئيس السيسى ،ذلك بعد أن قرر حماية الإسلام بثورة تصحيح وتجديد دينية لتنقية التراث مما علق به من أكاذيب وخرافات، جعلت غير المسلم يسخر من الإسلام بل جعلت المسلم يشك فى صحيح الدين فيهتز إيمانه وأصبحنا نرى إنتشار ظاهرة الإلحاد بين الشباب، بسبب مايسمعه أو يقرأه من أمور غير منطقية تدعو للعنف والقتل وتحض على التمييز والأنانية ، والتى جعلت من سماحة الإسلام كلام مرسل ---، فتنفسنا الصعداء لإعلان الرئيس السيسى عن غيرته من تقديم الإسلام بهذا الشكل العنيف الكاذب، وحلمنا معه والكثير حول العالم العربى والإسلامى ، بعهد جديد يفتح الأبواب والنوافذ للنقد وعرض الأراء المتعددة ، لأن الفكر الأُحادى هو أفضل طريقة لقتل الشعوب بدمً بارد ، لكن للأسف وجدناهُ يتراجع فشعرنا مرة إخرى بأنعدام الأمل حيث خَفُتَ حماسه، ولم يُصدر أى قانون أوقرار بهذا الخصوص ، مثلاً كأنشاء لجنة عليا من كبار مثقفى الوطن ورجال الدين المشهود لهم بالإعتدال والبعد عن العنف وشهد لهم الكل برجاحة العقل ، لتنقية وتصحيح أولاً :- المناهج التعليمية فى الأزهر ومدارس وزارة التربية والتعليم ،ثم ثانياً :- تصحيح وتنقيةكتب التراث دون إكتراث بأى أسم أو تقديس لأحد ، لأن القداسة لله وحده ، لكننا فوجئنا بأن الأمور تسير كما كانت من قبل ، حيث يُسيطر المتطرفون على غالبية المؤسسات، مع إستمرار وجودهم فى مناصب مؤثرة إعلامية وأمنية وقضائية ودينية وغيرها ، بل زاد توحشهم بنجاحهم فى وقف برنامج إسلام البحيرى سواء إتفقنا معه أو إختلفنا ، لأن وقف البرامج وتكميم الأفواه هو من العصور الغابرة ، لأن تكميم الأفواه لن يقضى على الأفكار، لأن الأفكار لها أجنحة وتطير كما قال ابن رشد ، ووقف هذا البرنامج هو دلالة وعلامة دامغة على تراجع فكرة التجديد والتصحيح لأن ذلك لن يتم إلا بالنقد وقد يصح النقد مرة ويخطىء مرة كما فعل إسلام ، لكن هذا لا يستلزم وقف البرنامج بأى حال من الأحوال --، فهل الرئيس يدرك حجم مافعله بنا وكل المسلمين الرافضين للتطرف والعنف ، بسبب تراجع هذا الحلم بتصحيح وتنقية التراث حتى نحمى مستقبل أولادنا ، ولكى يأتى الغد خالى من داعش والإخوان والقاعدة وبوكو حرام والسلفيين والجماعة الإسلامية وأنصار الشريعة وبيت المقدس وجند الله وغيرهم أعداء الإسلام ومعول هدمه ، وكى ننتج علماء يقدمون الإختراعات والإبتكارات فيحمونَ بلادنا من ذل الحاجة والتبعية لغير المسلمين بعد أن أصبح المسلمون فى ذيل العالم تكنولوجيا وسياسياً وإجتماعياً وثقافياً وأخلاقياً ، كما أننا أصبحنا شعوباً مستهلكة غير منتجة مستوردة غير مصدرةً ،فأذا كنا ندرك ماوصلنا إلية من تردى ولم نتحرك فهى مصيبة وإذا كنا لاندرك ماوصلنا إليه من تردى فالمصيبة أكبر
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه

الشيخ د- مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية
وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
E - [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إيقاف برنامج ليست نهاية التحرر بل بدايتة
شاكر شكور ( 2015 / 4 / 24 - 17:26 )
تحياتنا للشيخ الفاضل مصطفى راشد المحترم ، برأيي ان قرار تجديد الخطاب الديني بما يتفق مع العقل ومع السلام ومع النظام المدني قد تم اتخاذه من قبل معظم الشباب المصري المثقف الواعي ولن تتوقف التوعية الدينية في الوسائل الأعلامية المتاحة بغلق برنامج هنا وهناك لأن مصير هؤلاء الشباب ومستقبلهم متوقف على حتمية الخروج من كهف غار حراء المظلم الى جو مشرق ومشمس وأن الأزهر حاليا محاصر من كل الجهات ولا بد ان يرفع الراية البيضاء لأن الشباب باتوا ينظرون اليه بأنه السبب الرئيس لنشرر التخلف ، ان محاولات ايقاف تيارالتجديد كمنع برنامج (إسلام بحيري) هو مجرد مجاملة (لإسلام السعودي الوهابي) الذي يمول المشاريع المصرية فالرئيس السيسي يستخدم المناورة والسياسة بقمع التجديد تارة وغض النظر عن الطعن في الدين تارة اخرى وهذه السياسة غرضها منع الأخوان المسلمين من إثارة المتشددين ضد الحكم ، الشباب المصري امام خيارين الآن فإما الإلحاد او التجديد وفي كلتا الحالتين سيعود الإسلام غريبا كما بدأ ، اكرر التحية


2 - هناك مرحلة مابعد السيسي.
احمد حسن البغدادي ( 2015 / 4 / 25 - 18:27 )
تحية أستاذ مصطفى راشد.

لقد وقف السيسي موقفا ً بطوليا ً بوجه الإرهابيين وسحب بساط السلطة من تحت اقدامهم، وأنقذ مصر والعالم من مصير اسود كان ينتظرهم على يد هؤلاء الاوباش الإسلاميين،

ان السيسي يعرف خطر الاسلام على المجتمع، لتعارض تعاليم الاسلام جملة وتفصيلا ً مع حقوق الانسان.

لكن السيسي لايستطيع ان يفعل اكثر من سحب السلطة من يد هؤلاء الاوباش، لعدة أسباب، اهمها:

انه لازال يؤمن، اي السيسي، انه هناك اسلام متسامح، حسب مخادع به الملايين من المسلمين، من كتب المدارس والإعلام العربي المزيف، على مدى عقود،
وهذه هي المشكلة، ان من لم يدرك ان الاٍرهاب والإسلام وجهان لعملة واحدة، لن تحصل منه على قرار قاطع بتحجيم تأثير الاسلام على مسخ إنسانية الانسان.

ثانيا ً ان للموءسسة العسكرية المصرية ايدولوجيا إسلامية متأصلة، اصلها الروساء المصريين السابقين، وإهمهم السادات، واستمرت في عصر مبارك،
هؤلاء المتأسلمون يمسكون عَصّب الدولة من الناحية الأمنية والعسكرية، فلا يرتجى منهم شيء، غير إغلاق ملف التحقيق، وتسجيل التهمة ضد مجهول.

ان الروساء لايخلقوا القادة، بل ان المفكرين هم من يخلقون القادة.

اخر الافلام

.. 165-An-Nisa


.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام




.. قوات الاحتلال تمنع أطفالا من الدخول إلى المسجد الأقصى


.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي




.. 164-An-Nisa