الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إبداعات الدم
هيثم بن محمد شطورو
2015 / 4 / 24المجتمع المدني
![](https://www.ahewar.org//debat/images/fpage/art/11.jpg)
هل كان للمسيحية ان تكون دينا لولا صلب المسيح؟ أما كان لدعـوته ان تـتـثبت في الأرض لو لم يثبت الصليب في الأرض و تسال دماؤه الزكية عليه؟ أليس الاحتـفاظ بالمسامير التي سمرت بها يداه و القول أنها تـشتعل ليلا بلون احمر مجرد خرافة، و لكنها خرافة تدغـدغ القلب البشري و تخـلق منها علامة على التـقوى و الاختراق لما هو عادي؟
ألا تـنام الحقيقة دوما على وسادة الاستـثـنائية؟ كيف لحقيقة ان تسكن الأرض خارج إبداعات الدم المراق و الآلام الكبرى التي تعجز القـلب عن اعتبارها وهما من الأوهام؟ امن المعقول ان تستبد فكرة موهومة بإنسان ما حتى يضحي من اجلها بحياته العادية و يتألم من اجـلها بل يموت من اجلها؟
و برغم العنصرية المتأصلة عند العرب إلا ان بلال الحبشي الأسود أصبح سيدا في مرتبة الـقـديسين. و يا لفـظاعة تخيل موت الوالدين فما أدراك بتعـذيـبهما أمامك و قـتـلهما مثلما حدث مع الصحابي الجليل عمار ابن ياسر، و حمزة صائد الأسود جنرال جيش الرسول تـتـمكن منه هند بنت عتبة فتأكل كبده نيئا، و غيرها من مشاهـد الدم و الآلام الكبرى التي ثبتت كلام الله في الأرض.
و برغم ان القراءة المنطقية للتاريخ لا ترى في الشيعة و السنة إلا صراعا على السلطة يكاد يتأبد و الحملة الانتخابية لازالت متواصلة بين عمر ابن الخطاب و علي ابن أبي طالب، فان المسالة لم تكن لتكن كذلك لولا محنة الحسين ابن علي و قطع رأسه و تعليقه في ساحات دمشق ليكون عبرة لمن يعتبر. كانت العبرة و لكن ليس مثلما أراد لها يزيد ابن معاوية و لكن بتـثبـيت مذهب الشيعة و بالتالي السنة..
انك أمام قصة الوعي و الدماء. الوعي في ذاته كالسراب، فالفكرة في الذهن في حركة و تلاشي و انبثاق مستمر. الدماء وحدها تـثبت فكرة ما و توطنها على ارض التاريخية الإنسانية. لكن تلك الفكرة المتضمخة بالدماء هي متـضمخة كذلك بالاطلاقية و التـقـديس...
أما في عـصر حرية التعبير، فان الفكرة تعبر عن طبيعـتها النسبية. حرية التعبير لا تؤصل لمبدأ القـداسة و إنما لمبدأ البحث الدائم و القبول مبدئيا بالقـلق و الشك الدائمين. القبول بانـفـلات الأفكار و صخبها و اختلافها و تعـددها و ترياق النجاة دوما في الإبداع و إنتاج الجـديد. الإبداع الذي يمثل أكبر خطر محـدق بالأفكار المطلـقة المتضمخة بالدماء.الإبـداع يصبح مطلبا مقـدسا في مناخ الديمقراطية و حرية التعبير.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بعد أعمال العنف ضد اللاجئين السوريين في تركيا.. من ينزع فتيل
![](https://i4.ytimg.com/vi/xuLcIMG6zO0/default.jpg)
.. تركيا وسوريا.. شبح العنصرية يخيم وقطار التطبيع يسير
![](https://i4.ytimg.com/vi/bq2mJaNN9R0/default.jpg)
.. اعتقال مراهق بعد حادثة طعن في جامعة سيدني الأسترالية
![](https://i4.ytimg.com/vi/ct_QAJaMhrk/default.jpg)
.. جرب وحالات من التهابات الكبد تنتشر بين الأطفال النازحين في غ
![](https://i4.ytimg.com/vi/EpUYtjcOXyM/default.jpg)
.. سوريون يتظاهرون ضد تركيا في ريف إدلب
![](https://i4.ytimg.com/vi/okeGBPhD1aE/default.jpg)