الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ختان..اغتصاب و تحرش

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2015 / 4 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لطالما آمنت بأنه سيكون من المغري جداً أن أمتلك جسداً ذكورياً لبعض الوقت أو لبضع سنوات أو لعمرٍ بأكمله..تخيلي أننا كإناث نمتلك أجساداً و لكننا فعلياً لا نملك حق التصرف بها منذ الطفولة حتى الممات طالما نقيم في أوطانٍ عربية!!..و لكنكِ -و للمفارقة الدائمة الحدوث في ذات تلك الأوطان- ستجدين في الضفة المقابلة -لهذا الواقع الذي نعيشه مُرغمين عليه- و التي يستوطنها العدو أن الذكر الشرقي يتمتع بجسده كاملاً مُستكشفاً لجنونه كما لرغباته التي لا تتوقف دون أية هواجس خاصة تجاه ما سيفعله به بطريقةٍ أو بأخرى.

تلك الهواجس التي يتم غرسها في عقولنا منذ الطفولة -نحن فقط دونهم- هي ما تسبب لنا تلك الحالة من الرعب تجاه أجسادنا أو حتى تجاه مقدرتنا الذاتية على استكشافها..فأنتِ لا تشعرين بأنك تملكين حق خدشه أو تصفح معالمه بحرية أو حتى ملامسته لمعرفة إلى أين يرغب في أن يقودك..فهناك ذلك الهاجس المزعج و ربما المرعب كذلك و الذي يسكننا ليخبرنا باستمرار بأن الآخرين يملكون سلطة تجاهه تفوق ربما سلطتك عليه!!..و لسوف تجدين بشاعة تلك السلطة تتجسد في عدة تصرفاتٍ مجتمعية تتم تجاه أجسادنا بالرغم عنَّا.

فعملية ختان الإناث ما هي فعلياً إلا إحدى صور ممارسة ذلك الحق الاشتراكي تجاه جسد الأنثى..فهنا يتم اقتطاع جزءٌ مهم من جسد الأنثى أو تشويه منطقةٍ بأكملها بغرض اقتطاع الحد الأكبر من رغباتها تجاه الآخر ذكراً كان أو أنثى..أي أنه يتم تحجيم خطر رغباتها تجاه الآخر بسلطةٍ لا ترغب في المخاطرة بمنحها حق الاختيار..فتُجبر ظاهرياً على الفضيلة أو ما هو دونها دون أن يُمنح لها خيار ممارستها بشكلٍ طوعي و عن قناعةٍ تامة بها أو بمعناها الذي يحدد ملامحه لها ذلك المجتمع سلفاً..و بالطبع و لتخفيف وقع ذلك الأمر البشع على النفس سنجد أن له حجةً دينية مفادها أن المرأة دون عملية الختان تلك ستصبح شديدة الشهوة و هو ما سيقودها حتماً إلى ارتكاب الفواحش ما ظهر منها و ما بطن!!.

و حتى لو أفلتت الأنثى من مشرط الختان فإنها ستتجه إلى الوقوع فيما هو أسوء منه ألا و هو تزويجها و هي في سن الثامنة و ربما السابعة لضمان تحجيم ذلك الخطر الذي يمثله ذلك الجسد و هو ما زال في مهد طفولته..و من المفارقة أننا نجد أن فكرة ممارسة الذكر للجنس منذ الصغر هي فكرةٌ ليست بالمحبذة جداً بسبب التقدم الظاهري الذي تمر به المجتمعات العربية..لذلك غالباً ما سنجد أن الذكر يقوم بالارتباط الجنسي "العلني" في سن الثامنة عشر أي بعد إنهائه لدراسته الثانوية على الأقل..بينما ما زالت ثقافة تحجيم خطر الأنثى منذ طفولتها حاضرة و بقوة بل و يتم تعزيزها بسلطة الدين كالعادة حتى يصبح ذلك الأمر غير قابلٍ للنقض و لتصبح مخالفته نوعاً من أنواع التشكيك في أحد ثوابت الدين الإسلامي التي قد ينهار متهاوياً من دونها!!.

أفلتِ من هذين الأمرين؟؟..لا تفرحي كثيراً فلقد وضعوا لك حفرةً لن تفلتي منها مهما فعلتِ..فما سيفعله التحرش الجنسي بروحك سيجعلك ترين أن الختان و اغتصاب القاصرات ما هما إلا مثالين بسيطين على مدى بشاعة تغلغل تلك السلطة المجتمعية إلى جسدك..ففي حالات التحرش الجنسي ستجدين أن المجتمع يعمل على مباركة و تشجيع المتحرش على ممارسة ذلك القمع -باختلاف أنواعه- تجاه الأنثى..لهذا لا تستغربي عندما تجدين بأنه في دولٍ إسلامية عديدة و بالرغم من تنامي وجود هذه الجريمة في مجتمعاتها إلا أنها تتعامل مع إعلان الأنثى عن تعرضها للتحرش -و تماديها أحياناً في ذلك الإعلان ليتخذ منحنى مرتفع بالمطالبة بمعاقبة الجاني- بطريقةٍ ملتويةٍ كثيراً..فهي في العلن تُدين ذلك الأمر الذي تعرضت له و لكنها في السر و العلن تُدين الضحية و تحاول قدر الإمكان تثبيط محاولاتها للادعاء القانوني ضد الجاني بحجة أن ذلك الأمر سيؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه بالنسبة إليها بالطبع و ليس بالنسبة إليه.

أجد أن الكثيرين و بسبب استنكاري المستمر و العلني لجريمة التحرش الجنسي يصفونني بالعاهرة!!..و هنا لم أفهم المعنى الحقيقي لكلمة "عاهرة" لديهم..فهل أنا كذلك لأني أرفض أن أُلمس رغماً عني أم أني كذلك لأني أرفض أن أُلمس و أصمت؟؟..فمن ترفض أن تُلمس من شخصٍ لا يمت لها بصلةٍ -عاطفية أو دينيةٍ على الأقل- أو رُغماً عنها هي في العادة من تُصنف ظاهرياً في المجتمعات الإسلامية على أنها أنثى شريفة..و لكنك في ذات تلك المجتمعات ستجدين أن المفاهيم ككل شيءٍ آخر مقلوبةٌ رأساً على عقب لأن الشرف بالنسبة لتلك المجتمعات أصبح معناه هو أن لا بأس من أن تتداولك الأيدي و لكن المهم أن تتعلمي كيف أن تخرسي و أنتِ تُقذفين من يدٍ إلى أخرى.

الأنثى في العالم الإسلامي هي جسدٌ رخيص لا يتميز عن جسد فتاة الهوى في شيء سوى أن الثاني قد يُكلف الحصول على اللذة منه قدرٌ كثير أو قليل من المال بينما الأول يُمكن الحصول على كل شيء منه و بالمجان..و لو حاولت الأنثى الاعتراض على ذلك الواقع المُذل ستصبح كمن ارتكبت جريمةً لا يمكن السكوت عنها..فهي تعترض على واقعها المُسلَّم به في الحياة بأن تكون جسداً للهتك و للمرور من فوقه أو من خلفه لا أكثر و لا فرق..و لهذا نجد أن المجتمعات الإسلامية لا تقف بطريقةٍ صارمة و واضحة في وجه تلك القضايا التي تعمل على إهانة ذلك الجسد كقضايا الختان و اغتصاب القاصرات و التحرش الجنسي..لأنها لو فعلت فحينها ستكون قد قامت بهدِّ مجتمعاتٍ بأكملها بُنيت منذ فترة نشوئها الأولى على فكرة دونية الأنثى كما دونية جسدها..تلك الأنثى التي فعلياً ما زالت لم تتجاوز بعد مرحلة امتلاك جسدها الخاص دون مزاحمةٍ الآخرين لها عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
ايدن حسين ( 2015 / 4 / 25 - 10:34 )

الحقيقة .. الذكر اذا كان قد اخذ حقوقا اكثر مما اخذتها الانثى .. فسببها التفريط في تطبيق الدين في حق الذكور .. و لا يمكن لاحد ان يدعي ان الدين يعطي حقوقا للذكر اكثر من الانثى بالنسبة لمسالة الجنس
اذا كان الدين قد حرم الزنا على المراة .. فان الدين ايضا قد حرم الزنا على الذكور
و انا لم ارى في زمننا الحاضر اي فتاة تزوجت في سن الثانية عشر فضلا عن سن الثامنة
و اذا كان الدين يضع حدود كثيرة على تصرفات الانثى .. فان الذكر هو المقصود .. لكي لا يستطيع ان ياخذ ما ليس من حقه
و منذ ان كان الانسان صيادا .. كان الرجل يخرج للصيد .. و تجلس المراة في البيت لكي تعتني باطفالها او لكي ترضعهم من ثدييها
تصور ان العكس لو كان قائما .. كيف للرجل ان يرضع الاطفال .. اذا خرجت المراة للصيد .. و بقي الرجل في البيت
و لا داعي لتضخيم مسالة الجنس .. فكل شخص متزوج يعلم ان تلك العملية ليست بتلك الضخامة التي يتصورها البكر او الاعزب .. حتى لو تزوج الرجل من اربع نساء
بل انني اعتقد انه لو لم تكن هناك جنس لكان افضل بكثير
و لعدم الالتباس .. اقول انني رجل و متزوج
لان كثيرين قد يسالون فيما لو كنت امراة ام لا .. و قد حدث ذلك كثيرا


2 - إلى ايدن حسين
زين اليوسف ( 2015 / 4 / 25 - 16:29 )
كنت أتمنى ان لا ينزلق التعليق إلى هوة تكرار فكرة -من سيرضع الأطفال إذا خرجت المرأة إلى ما بعد أسوار منزلها-..لأن هذا التكرار يؤكد فكرة أن المرأة لديك هي كما قد أصبحت لدى غيرك جسد للمضاجعة كما هي جهاز لتوريد الحليب فقط دون سواه...


3 - تعليق
ايدن حسين ( 2015 / 4 / 25 - 17:06 )

اذا قلنا واحد زائد واحد .. فالنتيجة هي اثنان .. و لا يمكن ان تكون النتيجة ثلاثة
بعد سنوات قليلة سيضطر الرجل فعلا بالجلوس في البيت .. و شكرا لحليب نيدو .. لانها ستسهل مهمة الرجل في ارضاع الاطفال
لماذا سيضطر الرجل بالجلوس في البيت ؟ .. لان الكثير من ارباب العمل يعلنون عن وظائف .. و يشترطون ان يكون المتقدم للوظيفة هي انثى .. بدون ان يشترطوا الخبرة و الكفاءة لدى المتقدم
ما لا افهمه فعلا .. ما الفرق بين العمل في البيت عن العمل خارج البيت .. اليست كلاهما عملا
ما الفرق بين ان تخدم المراة زوجها و اطفالها بدلا من ان تخدم اناس غريبين هم كالذئاب .. اما يفتشون عن جمال المراة .. او حتى انهم قد يحاولون الاستفادة من جسد هذه المسكينة
انا الرجل .. هل انا فرحان لعملي خارج البيت .. قد تفكرون .. و تقولون نعم .. لوجود اختلاط بين الجنسين في محل العمل .. و لكن لو لم تعمل و لا امراة خارج بيتها .. هل سيكون هناك اختلاط بيني و بين النساء الاخريات
حقيقة .. انا مستعد لان اعمل داخل البيت .. و لكن هل هذا هو الحل لكي تمارس المراة حريتها خارج البيت
..


4 - تعليق
ايدن حسين ( 2015 / 4 / 25 - 17:06 )

اذا قلنا واحد زائد واحد .. فالنتيجة هي اثنان .. و لا يمكن ان تكون النتيجة ثلاثة
بعد سنوات قليلة سيضطر الرجل فعلا بالجلوس في البيت .. و شكرا لحليب نيدو .. لانها ستسهل مهمة الرجل في ارضاع الاطفال
لماذا سيضطر الرجل بالجلوس في البيت ؟ .. لان الكثير من ارباب العمل يعلنون عن وظائف .. و يشترطون ان يكون المتقدم للوظيفة هي انثى .. بدون ان يشترطوا الخبرة و الكفاءة لدى المتقدم
ما لا افهمه فعلا .. ما الفرق بين العمل في البيت عن العمل خارج البيت .. اليست كلاهما عملا
ما الفرق بين ان تخدم المراة زوجها و اطفالها بدلا من ان تخدم اناس غريبين هم كالذئاب .. اما يفتشون عن جمال المراة .. او حتى انهم قد يحاولون الاستفادة من جسد هذه المسكينة
انا الرجل .. هل انا فرحان لعملي خارج البيت .. قد تفكرون .. و تقولون نعم .. لوجود اختلاط بين الجنسين في محل العمل .. و لكن لو لم تعمل و لا امراة خارج بيتها .. هل سيكون هناك اختلاط بيني و بين النساء الاخريات
حقيقة .. انا مستعد لان اعمل داخل البيت .. و لكن هل هذا هو الحل لكي تمارس المراة حريتها خارج البيت
..


5 - المرأة المسلمة لا تملك حتى عقلها
شاكر شكور ( 2015 / 4 / 25 - 17:59 )
تحياتي للكاتبة المتألقة زين اليوسف المحترمة ، الحقيقة المرأة في الإسلام تعرضت لمؤامرة ذكورية ظالمة بطلها كان إله القرآن الذي صنعه نبي الإسلام على مزاجه وشهواته الدنيوية ، وبذلك اصبحت المرأة سجينة معذبة داخل اسوار القرآن المغلقة ، من ابشع ما قرره القرآن من ظلم للمرأة المسلمة هي قضية المحلل ، فحين يوافق الزوج إرجاع زوجته المطلقة الى بيتها واولادها فعليها ان تمارس الجنس اي ان تنكح من قبل رجل آخر لكي تهان كرامتها امام اولادها وعائلتها ، إنه تشريع فاسد وظالم بكل معاني الكلمة لأنه إفساد المجتمع ونشر الرذيلة فذلك سيشجع المرأة بالتنقل في الخفاء الى اكثر من رجل حين يضايقها زوجها الأول ، والتشريع غير الأخلاقي هذا لا يلوم الرجل في حالة كونه هو السبب في الطلاق بل التشريع يلقي اللوم على المرأة وعليها ان تجد لها محلل لينكحها حتى لو كان زوجها هو السبب في الطلاق ، فهل هذا تشريع إلهي ام تشريع شيطاني ؟؟ اكرر التحية


6 - الحل هو للاسلام وليس بالاسلام
مروان سعيد ( 2015 / 4 / 26 - 16:03 )
تحية كبيرة للسيدة زين اليوسف
حل يحل حلا اي اي يجب حل الاسلام والمتاسلمين اي خصيهم لكي تبقى لنا بقية من اجرام هذا الدين الذي يتربع على قمة الهرم للهمجية والقتل وتحقير المراءة مسلمة كانت ام غير مسلمة
ياسيدة زين لم تسلم المراءة المسيحية من شرهم ايضا حيث اعلنوا بان كل من لاتتحجب سيرمى عليها مواد حارقة اي اسيد وفعلوها باكثر الدول العربية وحتى دكتورة تعالجهم قد طعنوها عدة طعنات
ولكن عزرا من المسلمين المعتدلين ولكنهم يؤيدون تعاليم القران جملة وتفصيلة واعتباره منزل من السماء وبهذا وكانهم يشجعون على القتل والسبي وراضين به
واعتقد سيدتي بان الاسلام لم يوقف وقد المراءة بل وقد المراءة وهي حية وجعلها سلعة يتحكم بها كما يريد ويبعها ويشتريها ويقايضها ويضعها خارجا متى اعتبر مدتها انتهت
سيدتي الوقت مقصر ويجب وضع الحقيقة امام المسلمين لاانهم مخدوعين منذ 1400 سنة بتعاليم مغايرة ومعاكسة لمشيئة الاه الحقيقي الذي يدعوا للمحبة والسلام مع الاخرين
والف شكر لكي وللزملاء المعلقين
والمودة للجميع

اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب