الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام السياسي والمنطلقات الغير مشروعة2

خالد حسن يوسف

2015 / 4 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


* عبادة التنظيم

يولي المنتمين لتنظيمات الاسلام السياسي وجماعته أهمية إستثنائية للانتماء الحزبي ويختزلون الاسلام في الماهية الحزبية, حيت يقابل التنظيم الدين والمجتمع الاسلامي, ويصبح الفصل بين الدين والتنظيم من الصعوبة ومن المستبعد, فالطريق إلى الله ينتهي معهم إلى الجسد التنظيمي, ويمتزج هنا التنظيم والذات الآلهية في ذهنيةالمنتمين ويصل الأمر معهم إلى عدم قدرتهم على فك الارتباط بين التنظيم والله.

مما يسفر عن عبادة التنظيم ذاته, فشعار الاسلام والذي يحمله التنظيم يحجب إعمال الرؤية والتمييز بين الأمور, والمنتمين إلى التنظيم هنا لا يرون أن هناك إمكانية لأخطاء اطارهم السياسي, وأن ما يمارسه في الفضاء العام لا يمثل تعاليم الاسلام ذاته!

وهكذا يتم تأويل وعمل توافق ما بين التنظيم والدين, وينتهي الأمر بالأعضاء إلى خلق تماهي ما بين لائحة التنظيمية والتعاليم الآلهية , في حين يصبح رموز التنظيم بمحل عبادة الأعضاء ولاسيما الخاضعين لمن هم أكبر من المساءلة التنظيمية والتقييم وتحت ذريعة طاعة أولياء الأمر وعدم الخروج عن الجماعة.

وحين يصل التنظيم إلى مازق كبير ويجد ذاته في مستنقع يفكك التنظيم وبنيته الأساسية أو فقدان مصداقيته, ينتهي الأمر به إلى ما يسمى بإجراء المراجعات, أو أن تنتهي هذه المراجعات بدورها إلى تحميل أوزار الجماعة الحزبية إلى التحديات التي أوجدها خصومهم في طريق عملهم وتجربتهم, وأن ذلك يمثل بإبتلأت قدرها الله على طريق الدعوة والمشروع.

ذلك في أحسن الأحوال, أما في الحالة السيئة فإن التنظيم ينتهي إلى الانشقاقات الداخلية والتي تصل إلى حد الصراع السياسي والمسلح, وبحيت يحمل كل فريق الآخر النتائج السلبية التي وصلوا إليها, وتنتهي الأمور إلى متوالية التأويل وعبادة التنظيم مجددا.والولاء لتنظيم يمنع عملية النقد الذاتي ومعارضة حزب الله واوليائه على الأرض كما هو ماثل في أدبيات التنظيم والجماعة.فالخروج على التنظيم ينظر له كخروج على الدين وقطيعة معه.

ويأتي ذلك ضمنيا وعلى غرار الأحزاب الشمولية العقائدية والتي بدورها تقوم بتأليه قيادتها عقائديا وسياسيا, وعدم قدرتها على محاسبتهم ومراجعة سياستهم, رغم رفع هذه القوى لشعار النقد الذاتي وذلك بعد استثناء التجارب الاشتراكية الديمقراطية في بعض بلدان أوروبا.

ويصبح الخارجين عن التنظيم أو منتقديه من الدائرة ذاتها بمثابة الخارجين عن الاسلام نفسه, ويتعدد هؤلاء الخارجين عن الجماعة إلى مجموعة ذات حضور قوي وسابق في الجماعة وتسخر أوراق قوتها السابقة بعد حدوث الانشقاق, وبحيث تصبح قوة سياسية موازية وتعمل علىإصابة التنظيم الأصلي في مقتل تسحب معها التجربة والقدرات بتعددها إمكانيات وعناصر, بينما تأتي المجموعة الآخرى بعناصر كان لها حضور تنظيمي إلى أنها لا تمثلك كاريزما القيادة لكي تخلق تيار جديد وكبير وموازي للجماعة الأصلية, وينتهي هؤلاء إلى مزيد من التضييق عليهم وملاحقتهم لكونهم يمثلون الحلقة الأضعف والتي يمكن استهدافها بقوة.

فكر التنظيم ولائحة لهما التمجيد على ما سواه من أفكار أكانت فقهية أو انسانية ويلقى قدرة كبيرة لتسخيره على صعيد السياسات وخطاب التنظيم, أكان على المستوى الداخلي لتنظيم أو على المستوى الخارجي والعمل لتصديره إلى المحيط الاجتماعي العام, ومحاولة تصويره على أنه الخطاب الديني والانساني الأفضل الذي على العنصر الانساني جميعا الإنتهاء إليه تحبباً أو إجباراً.

كما أن التنظيم عادتا يختزل مصلحة الوطن في كيانه وعلى مستوى الممارسة يجسد أن مصلحته أولى من مصلحة الوطن وشأنه العام, خاصة وأنه يرى ذاته أنه يمثل بالجماعة الاسلامية وأن ما دون ذلك يمثلون ما بين الفساق و الكفار والذين تقضي الضرورة أما باستقطابهم أو باستهدافهم عبر الأدوات الممكنة لتنظيم.

ومن دلالات عبادة التنظيم أن يقوم الجهاز الحزبي بربط حياة الأعضاء بالتنظيم وذلك من خلال قنوات عديدة منها منح البعثات والمنح الدراسية للقواعد الشبابية والطلابية لتنظيم وتلك ركيزة أساسية للاستقطاب والسيطرة من قبل الأحزاب العقائدية جميعها دينية وغير دينية, الطالب شعلة حماسة وأداة أساسية للعمل التنظيمي والجدار السميك لحماية التنظيم وتماسكه الداخلي.

بدوره قطاع المرأة من أبرز القطاعات التي توليها هذه التنظيمات العقائدية جميعا اهتمامها الأساسي, لدى يولي الاسلام السياسي أهمية بالغة لاستقطاب المرأة ومن خلال تعبئتها تنظيميا ومنح بعض الدعم المادي ولاسيما الأسري لها, في حين تظل هذه العلاقة جدلية عموما حيت تلعب المرأة دور الداعم المالي الأساسي لتنظيم على مستوى دفع الاشتراكات وجمع التبرعات.

وفي هذا السياق ذاته يتجه التنظيم إلى إنشاء مؤسساته الخاصة به والمتعددة والتي الغرض منها أن تصبح بروافد اجتماعية واقتصادية له وأن تصبح بأدوات وهياكل موازية لمؤسسات الدولة والمجتمع, وتؤمن حاجات الجماعة التنظيمية, والتي تشكل ببنى ترتبط معها الحياة المعيشية للكثير من القواعد والقيادات التنظيمية, والتي تنتهي في نهاية الأمر أن تجد ذاتها مرتبطة عضويا مع التنظيم حتى على صعيد وجودها الانساني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إطلاق نار وحرق كنيس يهودي في جمهوريتين اتحاديتين بروسيا


.. صور لاستمرار المعارك في محيط الكنيسة بمحج قلعة بداغستان




.. زاوية جديدة للاشتباكات المسلحة في محيط الكنيس اليهودي في داغ


.. مشاهد تظهر استيلاء مسلحين على سيارة شرطة أثناء تنفيذ هجوم عل




.. 119-An-Nisa