الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باهر عادل يحاور الباحث اللاهوتى د.صموئيل طلعت

باهر عادل نادى

2015 / 4 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أجرى الحوار:باهر عادل



صموئيل طلعت أيوب، بكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان، جامعة القاهرة. مؤسس ورئيس تحرير دورية "المبادئ" للدراسات المسيحية. مؤلف كتاب "العلم اللاّ معقول: إشكالية العلاقة بين الدين والعلم". وله العديد مِن الأبحاث والدراسات المنشورة.
كيف توفق بين اللاهوت والطب؟
اللاهوت بالنسبة لي ليس مجرد دراسة، اللاهوت حياة. مشكلة الإنسان أنه يبحث عن الإله قبل أن يبحث عن ذاته، فهل لأنه سيجد في الإله ذاته، أم أن الإله يكمن في ذاته؟ حينما تجسد الله عرفنا معنى الألوهة والإنسانية، اللاهوت عرفني مَن أنا، ولماذا أحيا.
أما طب الأسنان، فهي مهنتي التي أعتزُ بها، فما أجمل ذاك الشعور حينما تريح مريضًا مِن ألمه ويدعو لك ويشكرك.
مَن مِن الكتاب اللاهوتيين المعاصرين مِن العرب قرأت لهم؟
مِن بين اللاهوتيين العرب يمكنني أن أذكر: الأنبا غريغوريوس، الأب متى المسكين. وبالطبع اللاهوتي المقتدر الأب فاضل سيداروس.
مَن أهم مثقف مصري قرأت له؟
يمكنني أن أرتبهم كالآتي: عبد الرحمن بدوي، جلال أمين، عباس محمود العقاد، علاء الأسواني.
لك بحث عن كتاب اللاهوت العربي ليوسف زيدان، فمارأيك فيه؟
الدكتور يوسف زيدان أديب بليغ، يختار مِن الألفاظ: أنغمها مسموعًا، وأقربها مفهومًا. رواياته الأدبية وكتاباته في التصوف الإسلاميّ مِن أجمل ما قرأت. إلا أنه حينما يتكلم في اللاهوت المسيحيّ فإن كلامه لا يخلو مِن شطط لا يثبت على النقد. وهذا ما بدا جليًا في كتابه "اللاهوت العربيّ"، فقد سقط في أخطاء لاهوتية وتاريخية ومنهجية لا يقع فيها شخص مطلع في اللاهوت فما بالك بمَن يدعي أنه متعمق في اللاهوت المسيحيّ لدرجة أنه يكتب فيه ! وهذا ما وضحته في دراستي المنشورة في مجلة المبادئ "اللاهوت العربي: قراءة تحليلية".
مارأيك في كتابات الأب متى المسكين؟ وما هي أهم كتبه مِن وجهه نظرك؟
الأب متى المسكين عاد بنا إلى زمن الآباء، إلى اللاهوت الذي يُعاش لا الذي يُدرس، فهو عاش ما يكتب. لكن أليس الأب متى المسكين إنسان؟ بالطبع هو إنسان، لذلك مِن الطبيعي أن نجد في كتاباته بعض الأخطاء لكنها ليست كما أدعى البعض أنها هرطقات، وإلا لماذا لم تحاكمه الكنيسة؟ ولماذا لم تعتبره مهرطق؟
أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال، فإنه مِن الصعب أن أحدد كتابًا وأشير إليه أنه مِن أهم كتبه فكل كتبه هامة، وأنصح الجميع بقراءتها، فأنا قد تعلمت مِنها الكثير.
مارأيك في كتابات د.جورج حبيب بيباوى؟
الدكتور جورج له إنتاج غزير، قرأت له الكثير مِن الكتب، وهي تُظهر إطلاع واسع وفكر مستنير، لكن مشكلته أنه يشخصن القضايا الفكرية، وهذا ما لا يعجبني فيه.
كيف يجب ان تكون علاقة الكنيسة بالسياسة -من وجهه نظرك - ؟
"أَعْطُوامَالِقَيْصَرَلِقَيْصَرَوَمَالِلّه ِلِلّهِ".
إذا علمت الكنيسة أبنائها معانى الإنسانية: الحرية، الشركة، الحب، العدالة، الكرامة. فإنها ستخدم المجتمع أفضل مِن أن تملي على أتباعها اختياراتهم. فبدلاً مِن أن تؤيد الكنيسة الأشخاص عليها أن تؤيد المبادئ، فالمبادئ ثابتة بينما الأشخاص إلى زوال.
موجة الالحاد التي تجتاح مصر والوطن العربى؟ ما أسبابها؟ وما تقييمك لها؟ وكيفية الرد؟
الإلحاد، له أسباب عديدة، أهمها مِن خلال خبرتي هي الأسباب النفسية والإجتماعية، فمعظم مَن قابلتهم مِن الملحدين إما ألحدوا بسبب مشكلة الألم أو ألحدوا لتوقهم إلى الحرية، فالدين بالنسبة لهم قيد. أما مَن ألحد لأسباب علمية فهم قليلون. لذلك، في ظني ليس هناك ملحدًا حقيقيًا في مصر.
والمتعمق في فلسفة العلوم يعرف أن قضية كتلك "وجود الله" لا يمكن للعلم أن يبت فيها سواء بالإيجاب أو السلب، وكما قال الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون: "قليل مِن الفلسفة يجنح بالإنسان إلى الإلحاد، بينما التعمق في الفلسفة يرد العقل إلى الإيمان". فقضية وجود الله هي قضية فلسفيىة لا علمية، وهذا ما ناقشته في كتابي المنشور مؤخرًا "العلم اللاّ معقول: إشكالية العلاقة بين الدين والعلم".
أما كيفية الرد، فيمكنني أن أوضح لك ما فعلته في كتابي السالف الذكر. كان اهتمامي أن أوضح أن الدين ليس في صراع مع العلم، لأن لو الأمر كذلك فإن الصراع سيضم في جبهة الدين الفن أيضًا في مواجهة العلم، فالفن والدين طبيعتهما واحدة. لذلك فإن مواجهة الإلحاد تكون أولاً بإظهار جمال الدين، وأن الدين كالفن، فلو لم يكن الدين جميلاً بحق فما حاجتنا إليه أو حتى أن نضيع وقتنا للحديث عنه.
كيف ترى مصر الآن بعد ثورتين؟وماتقييمك لحكم الرئيس السيسى؟
عدنا إلى نقطة الصفر، وربما البرادعي كان محقًا حينما قال: "وكأن ثورة لم تقم ونظام لم يسقط". فنحن الآن نشهد قمعًا للحريات كذاك الذي طبق على بلال فضل وباسم يوسف ويسري فودة، وقمع أي صوت معارض في الإعلام وكذلك إصدار قوانين تعسفية مثل قانون التظاهر. والظريف في الأمر أنهم يبررون ذلك أن الوضع في مصر لا يحتمل المظاهرات والمعارضة لكنه في ذات الوقت يحتمل الحروب والصراعات! عجبًا ...
أما الرئيس السيسي، فهو يتخذ مِن عبد الناصر قدوة له، وعبد الناصر حقق العديد مِن الإنجازات ولكنه في نفس الوقت حقق العديد مِن الإخفاقات. عبد الناصر حقق إنجازات عديدة لم يكن من بينها تأسيس الحريات أو تأسيس حياة سياسية في مصر. أتمنى أن يكون الرئيس السيسي واضعًا هذا في إعتباره، وأن يتخذ من عبد الناصر قدوةً في إيجابياته لا سلبياته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا