الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المد -الشيزوفرينيي- بين العربان والمتأسلمين

ياسين المصري

2015 / 4 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أولا: مرض الـ" الشيزوفرينيا"
كلمة شيزوفرينيا Schizophrenia - أو الفصام في لغة العربان - تتكون من مقطعين Schizo ومعناها منقسم و phrenia وتعني العقل ، وفي مجملها تعني العقل المنقسم . ولكنها لاتعني انقسام العقل عضويا الى أقسام بل تعني ان الوظائف العقلية المختلفه للكائن البشري من تفكير وعاطفة وسلوك وحركه وأدراك وأحساس تفقد الترابط فيما بينها ، ومن ثم لا تؤدي مهامها في انسجام طبيعي وتلقائي متكامل .
باختصار هو اضطراب عقلي يتمثل في تعطّل عمليات التفكير وضعف الاستجابات الانفعالية.

وهو من الأمراض النفسية الشائعة بين البشر ويختلف تماما عن مرض الاضطراب الفصامي Dissociative Disorders الذي يتمثل في وجود شخصيتين أو أكثر للشخص الواحد يتوالي وجودهما فيه ، ويسمى بـ"اضطراب الهوية الفصامي - Dissociative Identity Disorder" أو اضطراب الشخصية المتعددة Multiple Personality Disorder وهو مرض نادر الحدوث ، وفيه يفقد المرء وعيه بذاته أو يفقدا هويته أو يحدث بها انفصام في وقت مبكّر من حياته (في طفولته أو في صباه) نتيجة لتعرضه لصدمات حادة كالاغتصاب أو التعذيب دون أن يجد رعاية من أحد ، وتظهر أهم أعراضه في حالات الإغماء وأشكال من النوبات وبعض المظاهر كالتفرَّد والبعد عن المجتمع .

بينما مرض الشيزوفرينيا على العكس من ذلك يكون المرء واعيا بذاته ، ولكنه يتقمص - فيما يفعله - شخصية يجد في سلوكها راحته النفسية ويحاول بوعي فرضها على الآخرين . وغالباً ما تكون علاقته بتلك الشخصية قائمة على هلاوس سمعية أو أوهام غريبة أو كلام وتفكير مضطرب أو بارانويدي paranoid schizophrenia الذي يعرف بـ" الفصام الزوراني " وهو شكل من أشكال الفصام يتميّزَ بالانهِماك الدائم بالأوهام الغير منطقية والسخيفةِ والمتغيرة، وهي ناجمة عادةً من طبيعة اضْطِهادِيّة أو هَوَسيّة أو غيورة، وتكون مصحوبة بهَلاَوِس ذات علاقة. وتَتضمّن الأعراض قلق شديد و شكّ مبالغ وعدوانية وغضب و جدل وعِداء، يصاحبه اختلال في الوظائف الاجتماعية والمهنية ، مما قَدْ يؤدّي إلى العنف. وهذا ما يمكن ملاحظته بوضوح لدي المتأسلمين الحقيقيين الذين يلتزمون حرفيًا بتعليمات نبيهم ، ويرون الآخرين منحرفين عن جوهر الدين ، كما سيتضح فيما بعد .

أهم أعراض مرض الشيزوفرينيا :

1 - يفقد المريض القدرة على التفكير بشكل صحيح ويجد صعوبة في الحكم على الأمور بشكل منطقي ، وغالبا ما يصاب بالهلوسة والهزيان لاعتقاده في معتقدات أو افكار غريبة ووهمية ، متعلقة بالشخصية التي تقمصها.
2 – يحدث لدى المريض حالة من التبلد العاطفي وتقل عاطفته او تضطرب ، فتكون ردود أفعاله للاحداث غير طبيعية أو غير متوقعة.
3- يقل ادراك المريض بالواقع لتعلقه الشديد بالخرافات والأوهام ورؤية أو سماع اشياء او اصوات غير موجودة في عالم الواقع ، ويقل حكمه على الاشياء كان يتخيل ان مَن يحـدِّثُه يقوم بالهجوم عليه او يعنفه.
4- يتغير سلوك المريض ، فصبح غريبا وشاذا او غير مألوف .

ثانيا: علاقة هذ المرض بالعربان المتأسلمين

مرض الشيزوفرينيا وثيق الصِّلة بالثقافة العامة السائدة في المجتمع ، فإذا كانت هذه الثقافة تعلى من شأن الفرد وتحترم وجوده كقيمة عليا في المجتمع ، يندر حدوث المرض بين أفراده ، والعكس صحيح .
وإذا كان الإنسان قيمة في ذاته يصبح كل شيء في حياته له قيمة ، الوقت والمال والعمل والشجر والحجر له قيمة لديه ، فالإنسان هو الذي يعطي للأشياء قيمتها ، ولكن فقط عندما يكون هو نفسك قيمة في ذاته . ومن ثم تتقلص الفوارق بين الناس وتخف وطأة الحياة عليهم وينسجم الواقع إلى حد كبير مع تخيلاتهم وتصوراتهم وأمانيهم.

الثقافة السائدة في المجتمعات المتأسلمة قائمة على كتاب واحد مليء بالهزيان والهلوسات ، تم توليفه تحت وطأة ظروف سياسية طاغية ، من قبل أشخاص مجهولين وعلى مراحل متعددة من بداية العصر الأموي (750 - 661م) وحتى نهاية العصر العباسي الأول (750 - 785م) ، وزعموا أنه منزَّل من إله يقبع في السماء السابعة . ولأنه كتاب هزيان وهلوسات فـقـد عـرف الإنسان بأنه مخلـوق :
ضعيف ( 2 النساء)
ظالم كفار (34 ابراهيم)
عَجول ولا طاقة له (11 الإسراء)
ظَلُومٌ جَهُول (72 الأحزاب)
وجعله أدنى منزلة من الحيوانات وأضل سبيلا (179 الأعراف).
وفي نفس الوقت عرفه بأنّه :
أفضل المخلوقات (70 الإسراء)
وأنّه خليفة الله في الأرض ومكرَّم ومفضل على كثير من المخلوقات (70 الإسراء)
وهو مَن سجد له الملائكة 30) البقرة)
وأنه خلق في أحسن تقويم (4 التين(....... إلخ.

وبعد ما يزيد على 200 عام من موت النبي المزعوم ، قام مجموعة من المرتزقة الفرس الموالين للعباسيين القتلة بتعميق ذلك الهزيان وتلك الهلوسات وترسيخهما في عدة كتب وصفت بـ"الصحاح" ، وتم وضعها في منزلة مقدسة تضاهي القرآن أو تفوقه لدي المتأسلمين .

كما قاموا بتحديد معالم شخصية نبوية على هواهم بحيث تشمل بعض من الأخلاق الحميدة التي زعموا على لسانه أنه جاء ليكملها . ثم نسخوها فيما بعد وعلى لسانه أيضا بتعليمات وسلوكيات حـقيرة ودنيئة كالقتل والسلب والنهب وقطع الطريق واغتصاب النساء وتفخيذ صغيرات السن من البنات وكراهية غير المتأسلمين والاعتداء عليهم . وجعـلوا من هذه الشخصية المتناقضة " أسوة حسنة " لهم ولكل المتأسلمين ، أي طالبوا كل متأسلم أن يتقمصها ، كي يكون متأسلمًا حقيقيًا.

وبذلك وضعوا أسسًا راسخة لإصابة إي إنسان يتأسلم بمرض الشيزوفرينيا ، خاصة إذا أمكنه التعمق في مضمونها الحقيقي ، ونواياها الخبيثة ، مالم يتمكن هو نفسه من تجنب العدوى بالمرض.

وأوضح مثال على ذلك هو إقناع كهنة الدين الإسلاموي للشعوب الإسلاموية بأن "الجهر بالمعصية أشد من المعصية نفسها !!" بمعنى أن يفعل المتأسلم المعصية في الخفاء ولا يجهر بها ، يتحول إذن إلى منافق يكذب على نفسه قبل أن يكذب على غيره . أن يتأسَّى المتأسلم بالسلوك الحقير المتدني لنبيه في السر ولا يجاهر به ، وبهذا لا يضر المجتمع . كما أن المرأة ، وبناء على هذا القياس ، يمكنها أن تفجُر وتتعهّر وراء الجدران ، أما ألَّا ترتدي الحجاب - مثلاً - فهي بذلك تُثير فتنة الرجال في العلن بعرض جسدها عليهم . إنه إذن الشبق الذكوري المريض ، المتمكن من نفوس وعقول بدو الصحراء .

استوطن هذا النهج الشيزوفريني في المجتمع المتسعود حاليا (المنسوب لآل سعود) وهو بالطبع منبع الفكرة وأقدر من أي مجتمع آخر على فهم حقيقتها ، ومن ثم تطويعها لنزواته السلوكية ، ولكنه ظل دائما بعيدا عن المجتمعات المتأسلمة الأخرى التي لم يتح لها الاطلاع على خفاياه المريضة والممرضة على حد سواء ، وبَقى باستمرار مصدر إلهام عقائدي في أعين الجميع لأنه شعب الرسول الطاهر في أرض الرسول الطاهرة.

ثم جاءت كارثة النفط وتدفقت الدولارات بغزارة ، ورافقها ظهور الأقمار الصناعية والفضائيات التي انتشرت كالذباب فوق كومة من الروث . ووجد المتسعودون فرصتهم في نشر التعاليم المحمدية الحقيقية بين الشعوب الأخرى التي يعتبرونها ليست متأسلمة بالشكل المطلوب . كانت البترودولارات غزيرة وليس لها رائحة ، وفعلها السحري لا تغفله العين . فانقلب الكهنة إلى حقيقة الديانة الإسلاموية المتبعة في بلد المنبع الموسومة دائما بالكرم والجود والمدموغة دائما - أيضا - بالشجاعة ... إلى آخر هذا الهراء .

لقد أخفى العملاء حقيقة هذه الديانة ونبيها عمدا ومع سبق الإصرار لقرون عديدة ، والآن ولآن إغراء البترودولات لا يقاوم ، راحوا يروّجونها في بلادهم، ويغرسون بذور مرض الشيزوفرينيا بين شعوبهم . وعندما ظهرت الشبكة العنكبوتية أصيب الجميع بالصدمة والفزع وانقلب السحر على ساحره. وإنكشف المسكوت عليه ، فتقلص المد الشيزوفريني وكاد يتوقف ، وبقيت نواياه كامنة كما هي في بُطُون كـتب "الصحاح" الصفـراء وبطون الكهنة الجوفاء إلى حين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إلى الأستاذ Arabi Hajaj
ياسين المصري ( 2015 / 4 / 26 - 14:31 )
لا أدري عن أي انتقام ، فالانتقام أو الثأر أو اليأس يعرفه فقط الذين لا يعرفون معنى الحياه ويتعلقون فقط بجنات عرضها السماوات والأرض لينعموا فيها بالحور العين والغلمان المخلدين.
الحقيقة مرة وصادمة يا عزيزي ولا يبقى سوى الرجاء في تقبلها ، وقراءة المقال آلتالي في هذا الموقع لأنه يخصك أنت وأمثالك .
مع أطيب تحياتي وتمنياتي لك باستعمال العقل والحكمة وتقبل آراء الآخرين
وشكرا

اخر الافلام

.. ناريندرا مودي... زعيم هندوسي في هند علمانية -اختاره الله للق


.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: فترة الصوم المقدس هي فترة الخزي




.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: السيد المسيح جه نور للعالم


.. عدد العائلات المسيحية في مدينة الرقة السورية كان يقدر بنحو 8




.. -فيديو لقبر النبي محمد-..حقيقي أم مفبرك؟