الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرة أخرى، لنقف ضد الطائفية والمحاصصة في العراق

شاكر الناصري

2015 / 4 / 26
المجتمع المدني


وأنتم تتحدثون عن العراق، وخرابه ودماره، عن الموت المتواصل، والإرهاب والحرب، عن داعش وأخواتها، وما سبقها أو ما سيلحق بها، عن عنف المليشيات المسلحة والذعر الذي تثيره في نفوس العراقيين، عن سبايكر والثرثار والمجازر المروعة التي سبقتها أو التي ستتبعها، عن فقر الناس وبؤس حالهم، عن ثروات أصحاب السلطة ونفوذهم و الجاه والمكانة التي حققوها. عن النهب المتواصل والفساد وسرقة المال العام وإنهيار الخدمات وسقوط المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية، عن سقوط المدن العراقية واحدة تلو الاخرى بيد داعش، دون مسائلة أوحساب ....الخ. عن نفوذ أحزاب السلطة وسطوتها وقدرتها على التلاعب بحياة العراقيين ومصيرهم ومستقبلهم، عن أصحاب النفوذ والفتوى والمطامح القومية. عنكم وأنتم تتلقون كل يوم صفعة قاسية، ولكنكم تواجهونها بالغرق في متاهات الكراهية والشتائم والاستعداد لقتل بعضكم البعض، معنوياً واخلاقياً وطائفياً...الخ.

وأنتم تتحدثون عن كل ذلك، بحرقة ودم ودموع وشعور مرير بالضياع والسوداوية، تذكروا فقط، أن كل ما يحدث هو تحصيل حاصل نظام سياسي مخيف ومدمر، نظام يحكم العراق منذ سقوط، حكم البعث وصدام حسين، أبشع سلطة دكتاتورية وحشية ودموية، ويواصل حصد نتائجه الكارثية في العراق، ومنه تستمد قوى السلطة المتصارعة نفوذها ومصالحها و قدرتها على البقاء كقوى تعمل بالضد من إرادة المجتمع ومستقبله ومصالحه، بالضد من رغبات وآمال بسطاء الناس.

لقد أوجدوا النظام الذي يحميهم ويشرعن وجودهم وفسادهم وانحطاط ممارساتهم وتوسع آمالهم الحزبية والطائفية والقومية، ويصمت على صراعاتهم وحروبهم، رغم كل الأرواح التي تحترق وتتلاشى في فضاءات العنف والإرهاب وصراع المصالح.

لا أتحدث عن كائن خرافي مهول، بل، أتحدث عن نظام المحاصصة الطائفية الذي أوجدوه وأقروه وشرعنوه بدستور مهلهل يتم تغييبه وتهميشه حينما يتعلق الأمر بلعبة التوافقات وتقاسم السلطة وما تعنيه من غنائم وسلطة ونفوذ، ليكون وسيلتهم لحكم العراق واخضاع أهله.
الحرب والإرهاب كوارث كبيرة ومدمرة تبتلى بها البلدان، ولكن هذه الكوارث تصب في مصالح القوى التي أوجدت هذا النظام، المحاصصة الطائفية والسياسية، وتدرعت به، أمام النقد والاحتجاج والغضب الشعبي.

كونوا ضد المحاصصة الطائفية والقوى التي سرقت منكم أرواح أبنائكم ومستقبل أطفالكم، وآمالكم بالعيش في بلد يحترم آدميتكم ووجودكم ورغبتكم بالعيش بكرامة!

أخرجوا من أسار الطوائف ومؤسساتها، ومن لعنة التعصب القومي العنصري، أزيحوا أعباء الخنوع والخضوع والكراهية هذه، اعيدوا القرار لأنفسكم وكونوا أصحاب كلمة تحدد أفق مستقبلكم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ياحبذا لو كان نظام محاصصه
حسن ( 2015 / 4 / 27 - 23:45 )
اخي الكريم ان النظام في العراق يسرع الخطى نحو نظام ولاية الفبيه وان الحشد الشعبي هو النواة لتشكيل الحرس الثوري العراقي وما لعبة داعش وسيطرتها على ثلث مساحة العراق الا خطوة لدخول ايران وبشكل علني لبسط نفذوذها في المنطقه الغربيه بعد ان اتمت السيطرة على وسط وجنوب العراق وكذلك لاضعاف الجيش العراقي واحلال الملشيات المواليه لها للسيطرة على المؤسسه العسكريه واما الدستور المحاصصاتي فهو ذريعه للاستخدام وقت الحاجه ولغرض اسكات من يعترض على كل مايجري....تحياتي

اخر الافلام

.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص


.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة




.. تراجع الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية.. واعتقال أكثر


.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ




.. لحظة اعتقال طالبة رفعت علم فلسطين بيوم تخرجها في أمريكا