الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 6 ( اوروبا )

عبد صموئيل فارس

2015 / 4 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مكانة مدينة الاسكندريه التجاريه وعراقتها قديما جعلت منها بوتقه للتجانس والتعدديه الثقافيه وكان لها عظيم الاثر في التأثير الثقافي والادبي علي مستوي العالم وهو ما سهل نقل الثقافه المصريه المسيحيه الي بلاد اوروبا بشتي الطرق سواء مع التجار المصريين او مع بعض الرحاله او النساك الاقباط

فمع انتشار فكرة الرهبنة القبطية فى أوروبا من خلال عدة طرق، منها الرحالة الأجانب الذين جاءوا إلى مصر وزاروا الأديرة المصرية، ثم أعجبوا بالفكرة ونقلوها إلى بلادهم، من بين هؤلاء نذكر روفينوس، بلاديوس، يوحنا كاسيان، جيروم.. إلخ. وأيضا من خلال كتاب «سيرة أنطونيوس» الذى كتبه القديس أثناسيوس الرسولى خلال نفيه الثانى إلى روما. لكن توجد وسائل أخرى منها سفر بعض الرهبان إلى إيرلندا لتعريف الشعب الايرلندى بالمسيحية وتأسيس دير هناك، وهم سبعة من رهبان الدير المحرق توجهوا إلى إيرلندا، ولقد حدث ذلك فى القرن الخامس الميلادى، ولقد ذكرت هذه الحقيقة التاريخية العديد من الكتب والمراجع العربية والأجنبية، منها مخطوط صلوات قديم محفوظ بالأكاديمية الايرلندية بمدينة دبلن عاصمة آيرلندا جاء فيه:

«إنى أبتهل إلى سبعة الرهبان المصريين فى صحراء أولادى أن يكونوا فى عونى»، كما ورد فى كتاب صلوات قديم محفوظ فى الكنيسة الايرلندية «أذكر يارب عبيدك رهبان الدير المحرق الذين هدونا إلى الإيمان». وفى المكتبة الأهلية بباريس يوجد دليل للرهبان الأيرلنديين الذين كانوا يزورن مصر ولاسيما الرهبان والأديرة المصرية، وومنها أديرة وادى النطرون، ويذكر بعض المؤرخين أن أفواج الحجاج من أيرلندا كانت تتوافد على مصر حتى الربع الأول من القرن الرابع عشر.

ويذكر المؤرخ الإنجليزى الشهير ستانلى لين بول (1854/1931) فى أحد كتبه هذه المعلومة المهمة «إننا لا نعلم بعد مبلغ ما ندين به نحن هنا فى الجزر البريطانية لأولئك النساك القدامى الآتين من مصر، فمن المحتمل جدا، بل أكثر من المحتمل، أن نكون مدينين لهم بكرازة الإنجيل لأول مرة فى إنجلترا، إذ أنه حتى زمن مجىء أوغسطينوس إلى إنجلترا، كان النظام السائد هو النظام المصرى، وهناك أيضا ما هو أعظم أهمية وهو أن المسيحية الإيرلندية ــ

وهى العامل العظيم فى تحضر الشعوب الشمالية فى أوائل العصور الوسطى كانت إبنة للكنيسة المصرية. إن سبعة من الرهبان المصريين مدفونون فى صحراء أولديت، كما أننا نجد فى احتفالات ايرلندا وأسلوبها المعمارى من أقدم العصور الشىء الكثير الذى يذكرنا بالآثار المسيحية الأكبر عمرا فى مصر، ويعرف الجميع أن المشغولات اليدوية الايرلندية تتميز بصورة فائقة على مثيلاتها مما قد يوجد فى أى مكان آخر بأوروبا، فإذا كانت قطع الحلى الرائعة من الذهب والفضة، وأنوار الزينة الملونة التى لا مثيل لها يمكن إرجاعها إلى تأثير المبشرين المصريين، فعلينا أن نشكر الأقباط على الكثير مما لم يكن يتخيله أحد».

ويؤكد العالم الإنجليزى الشهير ألفريد بتلر (1850- 1936) هذه الحقيقة أيضا إذ يذكر فى كتابه الشهير كنائس مصر القبطية القديمة «أن مسيحيى أيرلندا تأثروا فى عمارة كنائسهم وأديرتهم بعمارة الكنائس القبطية القديمة، فبدلا من كنائس كبيرة متسعة، بنوا عددا من كنائس صغيرة متجاورة يحيط بها سور يضم مبانى رهبانية، ثم يلاحظ أيضا أن الإيرلندين استعاروا من الأقباط نوع القباب الذى يسقفون به صحن الكنيسة والهيكل وهو من طراز ليس له نظير فى بلاد الغرب المسيحى فيما عدا إيرلندا».

ويقول أيضا ليدويش «إن تصميم الكنائس فى بلدة جلاستونبرى مقتبس من الكنائس المصرية»


ذكر العالم المصرى مرقس سميكة باشا (1864/1944) فى كتابه دليل المتحف القبطى ــ الجزء الثانى، أنه شاهد فى مكتبة بودليان بأكسفورد كتابين مخطوطين أحدهما باللغة الإيرلندية والثانى باللغة القبطية ــ معروضين للمقارنة جنبا إلى جنب، ويوجد بينهما شبه عظيم فى نوع الزخارف المستعملة فى تزيينهما».

كذلك أيضا عثر علماء الآثار فى ايرلندا على علب معدنية من البرونز أو الفضة المزينة بنقوش بارزة تحتوى على نسخ من الأناجيل، أو مخطوطات أخرى، مصنوعة على نفس طراز العلب القبطية المستخدمة فى مصر، وهى ترجع إلى أوائل القرن السادس الميلادى.

القديسة فيرينا قديسة قبطية

كانت تصحب الكتيبة الطيبية بعض العذارى من القبطيات الذين كانوا يعدون الطعام ويقومون برعاية الجرحى وغير ذلك من الأعمال وكانت من بينهن القديسة فيرينا التي نشأت في مدينة جراجوس بالقرب من مدينة طيبة (الأقصر) ويعنى اسم فرينا باللغة القبطية الثمرة أو البذرة الطيبة، ولما قتل أفراد الكتيبة الطيبية كلهم لم تغادر المكان راجعة إلى مصر وإنما مكثت تهد الرب يسوع في مكانها فعلمت الشعب الوثنى المسيحية، وقامت بتعليمهم أسس العلاج من الأمراض باستعمال بعض الأعشاب الطبية، وعلمتهم النظافة الجسدية بالأغتسال بالماء، وكانت تزور مدافن شهداء الكتيبة الطيبية، ويعتقد الكثيرين أن القديسة فيرينا هي ابنه عم القديس موريس قائد الكتيبة الطيبية، وقد أعتبر كثيرين من المؤرخين أنها أم الراهبات في أوروبا.


وحدث أن اكتشف أحد الحكام الرومان امرها فأمر بسجنها، ولكنها بعد مدة خرجت من السجن وعادت لما كانت تفعله قبل سجنها مع زميلاتها العذارى وكانت تسكن معهم أحد الكهوف الجبال التي تنتشر في سويسرا
وتنيحت القديسة فيرينا في سنة 344 م وبنيت فوق جسدها كنيسة في مدينة تمبورتاخ بسويسرا، وعند منتصف الجسر المقام على نهر الراين بين سويسرا وألمانيا يوجد لها تمثال وهى تحمل جرة بها ماء، ويبلغ عدد الكنائس التي تحمل اسمها في سويسرا وحدها 70 كنيسة وفى ألمانيا 30 كنيسة.

ولا يعرف المصريين المسيحيين أن مصرية قبطية عاشت في وسط أوروبا، وجسدها مدفون في إحدى كنائسها – يرسمون صورتها وفي يدها أبريق ماء وفي الأخرى”المشط “ الذي تستخدمه المصريات منذ العصر الفرعوني، يرسمونها على هذا النحو تخليداً للدور الذي قامت به هذه المصرية في العناية بالمرضى في هذه المناطق – وفي تعليم أهلها النظافة، منذ أكثر من خمسة عشر قرناً.

أيضا تجلى تأثير الفن القبطى فى أوروبا الغربية بمدينة «رافينا» Ravenna الإيطالية، مثلا، ففى قصر تيودوريك بتلك المدينة يوجد موزايك مأخوذ عن النماذج المعروفة بمدينة باويط - بالقرب من ملوى - بمصر.
كذلك بآثار مدينة «سان فينالا» saint Vinnala تظهر أجزاء كبيرة من البناء لها علاقة قوية بالمصادر القبطية فى باويط.

كذلك عند دراسة الفن فى كبرى كاتدرائيات أوروبا وأقدمها، ثم اكتشاف عوامل التأثير القبطى فى كنيسة القديس بطرس فى مدينة «ميتز» Metz الفرنسية وفى مدينة «سانت لاورنت» الفرنسية التى بنيت على نمط بازيليكا القديس مينا بمريوط التى بناها البابا ثاؤفيلس والمعروفة باسم كنيسة أركايوس. أيضا يوجد تأثير قبطى فى كاتدرائية مدينة «كور» السويسرية.

كذلك فإن تأثير القبط على فن المخطوطات وصل إلى أوروبا فى القرن السابع، وإلى إنجلترا فى أواخر القرن الثامن، فالزخارف التى كانت تحلى بها صفحات الكتب وأغلفتها فى هذا العصر هى محاكاة لما هو معروف عن الكتب القبطية. ولعل غلاف المجلد الذى يحمل نباتة متسلقة مع رأس حيوان فى «لندوا» Lindau بجنوب ألمانيا مثل واحد من أمثلة كثيرة تدل على مدى التأثير القبطى فى هذا المجال. كما أخذ عن القبط طريقتهم فى زخرفة الاختصارات - ولاسيما ذات المعنى الدينى - منها مثلا الاختصارات القبطية واليونانية لكلمات: المسيح، الصليب، الشهداء.

تعددت الوسائل والطرق في التواجد القبطي منذ القديم في اوروبا سواء عن طريق النساك او انتقال الفن القبطي بطرق عديده لتبقي بصمتهم حاضره وشاهده الي الان علي انهم امتداد للجين الفرعوني الاصيل الذي صنع حضاره ضاربه في جذور التاريخ ليحتضنها القبطي ويعتز بها سواء داخل جدران كنائسه التي مازالت تتغني بالالحان القبطيه المستمده من الموسيقي الفرعونيه او اللغه القبطيه المندمجه بالفرعونيه او عادات وتقاليد طقسيه علي الطريقه المصريه القديمه ..

المراجع
د. مينا بديع عبد الملك ( القبط في الحضاره الاوروبيه ) روزاليوسف
ماجد كامل ( الرهبان المصريين السبعه ) الشروق
قديسة مصرية تحتفل بها سويسرا ( الوطن )
ويكبيديا
تاريخ الرهبنه القبطيه ( مؤسسة الاهرام )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم