الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
وطني حبيبي وطني الاكبر
مهند احمد الشرعة
2015 / 5 / 2العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
امسك كأسي أفرغه بجوفي كله مرة واحدة أتحمل مرارته وأترك نفسي لأحلامها تأخذها بعيدا وانا لا أزال في مكاني كيف سيكون مستقبل هذه الأرض التعسة؟ في احلامي سيكون المستقبل تعيسا.
رأيت فيما يرى النائم أرضا تسمى الأرض العربية تتقاسمها القوى العالمية وتتنازعها شعوب طائفية فكل الكرة الأرضية له حق في هذه الأرض.
حاولت أن أجعل الحلم سعيدا وعبثا حاولت فالحلم يأتي من الواقع فأنا ابن هذه الأرض التي واقعها كأحلامها.
سمعت صرخات فريقين يتقاتلان وكلا الفريقين يصرخ: الله أكبر رأيت جثث أطفال تتطاير وأشلاء نساء ملقاة على الأرض يد امرأة ممدوة للاعلى تحاول أن تمسك بالطفل عبثا ما تفعل فصلت اليد عن الجسد كما فصلت الحرية من هذا البلد.
رأيت فريقين يقتتلان كلا الفريقين يكبر لم أرى الله مع أحدهما رأيت رجالا يتساقطون أما كانوا قبل قليل يكبرون أيعقل أن هذا السقوط تذكرة السفر الى الجنة؟ أيعقل أن الدماء ثمن تذكرة السفر الى الجنة؟ في هذه الأرض لم نعد نميز بين المعقول واللامعقول.
السماء تمطر دما في الشتاء واشعة شمس الصيف من الدماء أرض عذبتها الأديان منذ القدم تصيح:اكتفيت من الدماء اكتفيت من الدماء.
أيسكن الاله بيننا؟أيحب دمائنا؟أيحب قتالنا؟ هل نسليه بغبائنا؟ لا أدري فأنا من سكان هذه الارض ومفروض علي أن لا أدري.
أحاول أن أتماسك صوت الاذان ينادي وجموع المصلين تتراكض الى المسجد يصفون خلف الامام صفوفا يحاولون أن يتراصوا عبثا ما يفعلون الان عادوا من ساحة المعركة والدماء لم تجف والرائحة الكريهة تعم المسجد يتذكر الامام أنه لم يتوضأ يبتسم ويصيح الله أكبر ويفكر بالسجادة المفروشة على باب المسجد كم ستجمع.
أحاول أن أتماسك ناقوس كنيسة يقرع جموع ابناء الله واحباؤه يتهافتون الى الكنيسة كل عائلة تبحث عن مقعد لها يجلس الجميع ويبدأ القس بخطبه المعتادة افعلوا ودعوا وقال فلان وقال يسوع وأحبوا بعضكم واكرهوا غيركم ورجل يعبث بأنفه ويفكر أيعقل أن القس الذي سئم وجوهنا يحبنا أم يحب نقودنا؟
أحاول أن أتماسك كلا الفريقين يخرج من معبده تتجمع الجموع كيف خلقت في أيدي الرجال الأسلحة؟ كيف صارت النساء اللواتي كنت أظنهن خرسا يصرخن ويشجعن رجالهن على القتل؟كيف صار الامام الجشع قائدا للجموع وكيف صار القس البغيض نبيا بين أتباعه؟لا أدري فأنا ابن هذه الأرض الشقية بأبنائها ومفروض علي أن لا أدري.
يزحف الفريقين على بعضهما وكلا الفريقين يكبر تسقط كأسي وأستيقظ من أحلام اليقظة ودمعة قهر تسقط من عيني تشق وجهي النحيل بجريانها أبتسم وأنا أنظر الى خريطة الشرق الأوسط أملأ قدحي واذا بالباب يقرع ثم يكسر رجال الفرع الباب واذا هم حولي يصفعني أحدهم ويضحك الاخر يسألني كبيرهم: أتحلم بحقيقة وطني؟ويحك أعرفت حقيقة ابناء وطني؟ والشيخ والقس خلفه يغنيان:وطني حبيبي وطني الأكبر.
لا تسألني عن تهمتي فأنا ابن هذه الأرض ومفروض علي أن لا أدري.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الناخبون العرب واليهود.. هل يغيرون نتيجة الانتخابات الآميركي
.. الرياض تستضيف اجتماعا لدعم حل الدولتين وتعلن عن قمة عربية إس
.. إقامة حفل تخريج لجنود الاحتلال عند حائط البراق بمحيط المسجد
.. 119-Al-Aanaam
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تكبح قدرات الاحتلال