الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النص الديني قد يستبطن حلاً

ليث السراي

2015 / 5 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم ننتبه في يوم من الايام ولم نكن نتوقع ان هناك مشاكل كثيرة تحيط بنا غير مشكلة الظلم والدكتاتورية التي اخذت الحيز الاكبر من حياتنا قبل عام 2003والذي كان علامة فارقة في حياة الشعب العراقي بل في حياة المنطقة برمتها والعالم اجمع لعله ,فمع سقوط النظام القمعي في العراق ظهرت اخطر الجماعات الارهابية دموية في العالم والتي تمددت الى كافة انحاء العالم بفعل ما تمتلكه من كاريزما بفضل بعض النصوص الدينية ,فبعد مجيئ عصر الحرية تعرفنا الى مشاكل كثيرة جدا عملنا نحن على تركيز بعضها في المجتمع ,واليوم علينا نحن ايضاً ان نعمل وبكل شجاعة على ازالتها بسبب اختلاف النهج والمعطيات.
كانت رؤيتنا لكثير من النصوص الدينية المقدسة رؤية سطحية وغير مبالية بما قد تنتج عنه من مصاعب تأخذ بالمجتمع نحو الهاوية اجلاً, وهذا الامر الذي لعبت عليه الجماعات المسلحة واستغلته الاستغلال الامثل ونجحت في ذلك نجاحاً كبيراً,وابسط مثال على ذلك التفوق الذي حصل لتنظيم داعش على حساب تنظيم القاعدة والذي كان يعد اسطورة لا يمكن مجاراته من باقي التنظيمات,داعش استطاعت ان تستثمر سقوط الموصل والسيطرة عليها وتسارع باعلانها دار هجرة واعلان دولة الخلافة عليها وهو الامر الذي كان ينتظره الكثير من ابناء الطائفة السنية ويرونه حلماً صعب التحقيق ,ولهذا ازدادت الهجرة والتطوع لتنظيم داعش اضعاف ما كانت عليه قبل هذا التاريخ.
قد يتصور للوهلة الاولى انني اتكلم عن امر غاية في الصعوبة او من المحظورات ,ولكن نظرة سريعة لايات القران الكريم والسيرة النبوية تعطينا دروس غاية في الروعة ,وذلك من خلال تغير الاحكام بتغير الظروف وهو ما يعبر عنه بالناسخ والمنسوخ في القران ,فهناك اجماع كبير بين كل المسلمين على تغير منطوق الايات ومضامينها تغيراً كبيراً ما بين المدنية والمكية,وهذا التغير ناتج من تغير الظروف ,فبعد الضيق الذي كان يعيش فيه المسلمون والاظطهاد في مكة وحالة القمع الذي تعرضوا له ,تحولوا الى حالة من الرخاء وحرية كبيرة جداً في ممارسة المعتقدات والطقوس وكذلك العمل على بناء دولة قادرة على التمدد وحماية نفسها.
من ابرز ما يظهر في هذه المرحلة وقد تكون هي الانتقالة النوعية في النهج النبوي ,موضوع المعاهدات مع المشركين ,حتى وصل الامر الى منع المسلمين من العمرة ورجوعهم دون ان يدخلوا مكة ,المعاهدة والحلف مع المشركين لم يكن في حسبان احد انذاك الا ان الحكمة الالهية اقتضت ذلك تبعا للظروف بعد حالة الاقتتال ما بينهم .
ذلك المثال وغيره كثير من الامثلة يحتم على المجتمع الاسلامي خصوصاً النخبوي ان ينظر الى النصوص نظرة تحليلية وهو ما يعبر عنه في العلم الحديث (بهرمنيوطيقا النص الديني),والذي يعني ببساطة البحث عن ما وراء النص من خلال التعرف على الظروف المحيطة وكل ما يتعلق به من دلالات اخرى ساهمت في وجوده .
باعتقادي ان المشكلة تكمن في التعلق بالنص والتفسير الحرفي له دون الاخذ بنظر الاعتبار ما قصده الشارع منه او رؤية الظروف ,فالنص وليد ظرفه ولا يمكن باي حال من الاحوال ان نفصل ما بين الظروف المحيطة وبينه ,وفي ذلك رأي يطرحه احد المفكرين الايرانيين حول اهمية الظروف في ايجاده ,اذ يقول ان البيئة الصحرواية والعادات الاجتماعية التي هي اقرب للبداوة منها الى المدنية قد ساهمت بشكل كبير في تكوين النصوص الموجودة ,ويذهب ابعد من ذلك عندما يقول ان النصوص سوف تتغير حتما لو ان مسرح التزيل اختلف الى بيئة اخرى وعادات اخرى مثل بيئة الماء والغابات وعادات التمدن,قد نختلف بعض الشي مع هذا الطرح الا انه مهم جدا في فهم الكثير من النصوص التي استفادت منها التنظيمات المسلحة وفسرتها تفسيراً حرفياً لا يتعدى حدود النص فقط ودلالته اللغوية .
قد لم ينتبه احد الا ان المشكلة نفسها تحمل بين طياتها الحل وهو ما يعبر عنه من بعض الاصوليين بتجدد النص وملائمته لكل العصور ,وبالتالي ان يتغير التاويل والتفسير تبعاً للظروف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة الاعتداء علي فتاة مسلمة من مدرس جامعي أمريكي ماذا فعل


.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة




.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س


.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر




.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا