الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصلاة بين القرآن والموروث المذهبي

عمار عرب

2015 / 5 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الصلاة بين القرآن والموروث المذهبي :
كيف يكون القرآن كافيا ولم يذكر به طريقة الصلاة ؟
يخطر في بال بعض الإخوة أحيانا أن يذكروا هذا السؤال في كل مرة نثبت أن القرآن هو المصدر التشريعي الوحيد للمسلم معتقدين أننا بقولنا هذا نخترع البارود ونحن في الحقيقة لا نفعل فالجواب سهل ..
أولا الصلاة بشكلها الحالي من ركوع وسجود لم تأت خاصة لأتباع سيدنا محمد ص ولكن هي مشرعة لكل الأنبياء وعلى الأقل منذ زمن سيدنا إبراهيم ..فما الدليل ؟
يقول الله سبحانه عن خليله إبراهيم عليه السلام :
( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ ) إبراهيم / 37
وقال عز وجل : ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ) إبراهيم / 40
وقال تعالى عن موسى وهارون عليهما السلام : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) يونس / 87
وقال عن عيسى عليه السلام : ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ) مريم / 31
وقال عن زكريا عليه السلام : ( فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ ) .آل عمران / 39
وقال عن سائر أنبيائه صلى الله عليهم وسلم :
( أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ) مريم/58
وقد يسأل متحذلق.. وما الدليل على أن الصلاة وقتها هي نفسها من ركوع وسجود؟ ...والدليل ما قاله سبحانه لسيدتنا مريم العذراء
( يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ) آل عمران43
وقد يقول قائل و لكن القرآن لم يكن نزل بعد فماذا كانوا يقولون ..وهنا نقول إن الغاية من الصلاة في كل عصر هو إقامة الصلاة وهي الإستحضار القلبي لوجودك بين يدي الله وذكره كي تتصل به فما أجمل لو كان ذلك الذكر بالقرآن ..فحتى لو وقفت بين يدي الله بقلبك وقمت بالركوع والسجود وعلى فرض أن فلاحا جاهلا في الهند لم يستطع حفظ القرآن ..فصلاته صحيحة ..وقد إعترف معظم المذاهب الإسلامية بذلك ..أما التحيات فمختلف عليها لليوم ..
وقد يسأل سائل فلماذا لا يصل اليهود والمسيحيين اليوم كصلاتنا اليوم وأنت تقول عنهم مسلمين في الأصل وأنهم مجرد ملل ؟
هنا نقول ..نحن شرفنا الله بوصول الصلاة إلينا حتى وصلت لقريش من طرف ذرية إسماعيل عليه السلام ...أما السلسلة السامية القادمة من طرف سيدنا إسحاق و ذرية بني إسرائيل فقد جاء قوم منهم للأسف ضيعوا الصلاة ومع ذلك تفاجأت بفيديوهات لبعض مذاهب اليهود يصلون كصلاتنا من ركوع وسجود فسبحان الله ..ناهيك عن إيجاد حفريات ورسومات تؤكد وجود الصلاة على شكلها الحالي قبل البعثة المحمدية ... والدليل من القرآن .. يقول تعالى ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ) مريم/ 59 – 60
والآن قد يسأل فهلوي ..فما نفعل بحديث المعراج الذي قال به البخاري أن الله فرض الصلاة علينا في السماء ؟
فهذا نجيبه بأن المعراج هو كذبة كبيرة إخترعها المنافقين الذين زوروا ما يسمى اليوم الحديث في القرن الثالث الهجري ﻷ-;---;--غراض مذهبية وتشويهيه و سلطانية وتجارية وغيرها ...فالرسول نفسه في القرآن ينفي المعراج جملة وتفصيلا فلاحظوا ما أجاب قريش عندما طلبوا منه العروج للسماء ...
قال تعالى ( وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ-;---;-- تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنبُوعًا ﴿-;---;--٩-;---;--٠-;---;--﴾-;---;-- أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا ﴿-;---;--٩-;---;--١-;---;--﴾-;---;-- أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا ﴿-;---;--٩-;---;--٢-;---;--﴾-;---;-- أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ-;---;-- فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ-;---;-- تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ#ۗ-;---;-- قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا ﴿-;---;--٩-;---;--٣-;---;--﴾-;---;--
والصلاة نقلت لنا بالتواتر العملي ...وهو أعلى درجات التواتر ..ويسمى تواتر الصفوف ..كابر عن كابر ولذلك لن نختلف حولها ..ولم يتعلم أحد الصلاة من البخاري وأساسا هي متناقضة في كتبهم لأنها من عند غير الله لذلك سنجد فيها إختلافا كبيرا
..وكل ما قلناه على الصلاة ينطبق على مناسك الحج فهي مشرعة ومعمول بها منذ زمن سيدنا إبراهيم والكعبة والحج هو للناس جميعا وليس للمسلمين فقط بالمعنى السياسي للكلمة كما علمنا القرآن ..
فسبحان الله الذي حفظ لنا قرآننا كي نكتشف ديننا العظيم و نعرف ما إقترف أصحاب المذاهب من تشويه بحقه ..
ألا هل بلغت اللهم فاشهد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحج
حمورابي سعيد ( 2015 / 5 / 2 - 17:58 )
يا سيدعمار....يفهم من مقالتك ان الحج لكل الامم وليس للمسلمين فقط . هل تقبل السعودية مجيئ المسيحيين مثلا للحج في مكة ؟


2 - مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى
خالد ابووحيد ( 2016 / 4 / 9 - 15:33 )
اعلم بأن عدم ذكر كلمة (معراج) في القرآن لا يعني أنّ صفته غير مذكورة، بل قد ذكرت صفة معراجه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولا سيّما في الآيات (5 - 18 من سورة النجم)، قال تعالى: (( عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاستَوَى * وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوسَينِ أَو أَدنَى * فَأَوحَى إِلَى عَبدِهِ مَا أَوحَى * مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَد رَآهُ نَزلَةً أُخرَى * عِندَ سِدرَةِ المُنتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ المَأوَى * إِذ يَغشَى السِّدرَةَ مَا يَغشَى * مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَد رَأَى مِن آيَاتِ رَبِّهِ الكُبرَى )) (النجم:5-18).
تشير هذه الآيات إلى عروج المصطفى (صلى الله عليه وسلم) ويُستخلص منها وصوله (صلى الله عليه وسلم) إلى سدرة المنتهى، وتفسير هذه الآيات يرجع فيه إلى التفاسير المعتبرة.
يرجى التعمق في البحث اكثر وسؤال المختصين عند طرح القضايا المتعلقه بالدين الإسلامي المحكم حتى لا تكون من الذين ينطقون عن الهوى

اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل