الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطاب الديني وثقافة التخويف: الى متى؟

ماجد مغامس
مهندس مهتم بالدراسات الإنسانية والدينية

(Maged Moghames)

2015 / 5 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الخطاب الديني وثقافة التخويف: الى متى؟
جاءني احد الاصدقاء منذ ايام يبكي حال ابنته ذات العشرة اعوام التي بات نهارها مليئا بالبكاء وليلها تغطيه الكوابيس. بعد طول سؤال للطفله البريئه عن سبب سوء حالها ما كان منها الا ان خاطبت اباها قائله:
" بابا, صحيح انا يوم القيامه مش حعرفك انت وماما؟"
الاب: مين قلك هيك؟
الطفله: استاذ التربيه الاسلاميه"
الاب: شو قال الاستاذ يا بابا؟
الطفله: قال انه يوم القيامه ما في حد بعرف الثاني والكل بكونو خايفين وانه انت وماما ما رح تسألو عني ورح تهتمو بس بحالكو."
طبعا سياق كلام المدرس ماخوذ من قوله تعالى" يوم تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها"
مشاعر مختلطه انتابتني عند سماع القصه. مشاعر الشفقة على حال الطفله وابيها.. ومشاعر غضب من " استاذ التربيه الاسلاميه" الذي اسس اسلوبه التدريسي بناء على منهجية الكثير من الخطباء في اتخاذ التخويف والترهيب كوسيله للدعوه ورد الناس الي دينهم ( على حد قولهم(.
الى متى ستبقى ظاهرة نشر التخويف والترهيب كوسيله للدعوه الى الله مميزه لخطابنا ودعوتنا الى الله؟ في اواخر القرن الماضي تعرض المفكر العربي الكبير نصر حامد ابو زيد الى هجوم عنيف لانتقاده ثقافة الترهيب في الخطاب الديني من خلال كتابه ( نقد الخطاب الديني) واتهم بالكفر وغيره واستبيح دمه وهاجر ( كغيره من الكثير من العقول العربيه) خوفا من القتل.
ربما يقول قائل ان العقاب والعذاب الرباني ثابتان لمن يستحق. نقول لا خلاف على ذلك لكن: اولا لا يجوز ان يبقى الخطاب الديني منكبا على هذه الناحيه دون غيرها. فديننا ليس فقط محصورا في هادم اللذات والحياه البرزخيه وعذاب القبر وجحيم النار. ثانيا: ان كان من الضروري في بعض السياقات التذكير بالعقاب الالهي فانه من الخطأ المنطقي والتربوي والنفسي والانساني لا بل والاخلاقي ان يتم زرع ذلك في فكر الاطفال. لا يخفى على متعلم وغير متعلم خطر ذلك على النمو النفسي والمعرفي للطفل.. فكيف لهذا الاستاذ ( الذي يعتبر عينه من ظاهره كبيره) ان يعتدي على اطفالنا بهذه الطريقه؟
نعم انه اعتداء... فاولياء الامور ليسو مسؤولين عن جهل هذا الاستاذ وغيره.. ليسو مسؤولين عن تشويه صورة الاسلام كما يقدمه مثل هؤلاء... وليس ذنبهم ان يقعو ويقع ابنائهم ضحية السوداويه التي يعيش فيها الكثيرون من امثال هذا الذي لا يستحق لقب معلم. لا ندري لمن نوجه اللوم بالتحديد.... للمعلم الجاهل ام لوزارة التربيه والتعليم التي اقرت منهاجا يركز على هذه النواحي فقط بلا تقدير.. ام لكلا الجهتين.
قابلت الطفله وتحدثت معها... لا ابالغ ان قلت انها بدأت بالبكاء بحرقه مع اول كلمه قالتها. حال الطفله يحتاج لمتابعه عن كثب من مختصين في علم النفس والتربيه لتغيير الفكره التشاؤميه عن الحياه والدين والاخره التي تكونت لديها ولا بد من التنويه لادارة المدرسه بالحادثه لمنع وقوع المزيد من الضحايا لهذا الاعتداء على براءة الطفوله.
الى متى سيستمر مسلسل التخويف والترهيب؟؟ الى متى ستبقى ظاهرة الملحمه الدينيه بارزه؟ هذا نداء استغاثه الى جميع المعنييين: ارجوكم انقذو ديننا ممن هم حجة عليه وليسو حجة له.. ارجوكم انقذو اطفالنا ولا تجعلوهم ضحية للجاهلين والمتنطعين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب


.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت




.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط