الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأنبياء قسمان

امال رياض

2015 / 5 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الأنبياء قسمان
السّؤال: إلى كم قسم تنقسم الأنبياء؟
الجواب: إنّ الأنبياء على قسمين: الأوّل الأنبياء المستقلّون المتبوعون والثّاني الأنبياء التّابعون غير المستقلّين، فالأنبياء المستقلّون هم أصحاب الشّريعة ومؤسّسو الأدوار الجديدة الّذين بظهورهم يلبس العالم خلعة جديدة ويؤسّس دين جديد وينزل كتاب جديد وهم يقتبسون الفيوضات من الحقيقة الإلهيّة بدون واسطة، نورانيّتهم نورانيّة ذاتيّة كالشّمس تضيء بذاتها لذاتها والضّياء من لوازمها الذّاتيّة وليس مقتبسة من كوكب آخر، فهؤلاء هم مطالع الأحديّة ومنابع الفيوضات الإلهيّة ومرايا ذات الحقيقة.
والقسم الثّاني من الأنبياء هم التّابعون والمروّجون، لأنّهم فروع غير مستقلّين يقتبسون الفيض من الأنبياء المستقلّين ويستفيدون نور الهداية من النبوّة الكلّيّة كالقمر الّذي لا ضياء ولا سطوع له من ذاته لذاته بل يقتبس الأنوار من الشّمس، فمظاهر النبوّة الكلّيّة المستقلّون في ظهورهم هم كحضرة إبراهيم وحضرة موسى وحضرة المسيح وحضرة محمّد وحضرة الأعلى (الباب) وحضرة بهاء الله. وأمّا القسم الثّاني من الأنبياء فهم التّابعون والمروّجون كسليمان وداود وإشعيا وإرميا وحزقيال.
فالأنبياء المستقلّون كانوا مؤسّسين، أي أسّسوا شريعة جديدة وخلقوا النّفوس خلقاً جديداً وبدّلوا الأخلاق العامّة وروّجوا مسلكاً ومنهجاً جديداً، فتجدّد الكور وتشكّل دين جديد، فظهور هؤلاء بمثابة موسم الرّبيع الذّي فيه يلبس جميع الكائنات الأرضيّة خلعاً جديدة ويحيا حياة جديدة، وأمّا القسم الثّاني من الأنبياء هم التّابعون الّذين يروّجون شريعة الله ويعمّمون دين الله ويعلون كلمة الله، وليست قدرتهم وقوّتهم من أنفسهم بل يستفيدونها من الأنبياء المستقلّين.


من هم بوذا وكنفيوش
السّؤال: ماذا كان بوذا وكنفيوش؟
الجواب: إنّ بوذا أيضاً أسّس ديناً جديداً وكنفيوش جدّد الأخلاق القديمة ودعا النّاس إلى الصّراط المستقيم. ولكن ما أسّساه انهار انهياراً كلّيّاً ولم تثبت ولم تستمر الأمم البوذيّة والكنفيوشيّة على عبادتهم ومعتقداتهم الأصليّة، ومؤسّس هذا الدّين كان شخصاً جليلاً أسّس الوحدانيّة الإلهيّة ولكن بعده ذهبت تعاليمه الأصليّة بالتّدريج من بين أتباعه بالكّلّية وابتدعت عادات ورسوم جاهليّة حتّى انتهت بعبادة الصّور والتّماثيل، مثلاً انظروا إنّ حضرة المسيح وصّى كراراً ومراراً بالوصايا العشرة المذكورة في التّوراة وأكّد باتّباعها والتّشبّث بها، ومن جملة الوصايا العشرة هو ألاّ تعبدوا الصّور والتّماثيل بينما الآن توجد الصّور والتّماثيل الكثيرة في بعض الكنائس المسيحيّة.
إذاً صار من الواضح المعلوم أنّ دين الله لا يبقى بين الطّوائف على أساسه الأصليّ، بل يتغيّر ويتبدّل بالتّدريج حتّى ينمحي وينعدم انعداماً كلّيّاً. لهذا يتجدّد الظّهور وتؤسّس شريعة جديدة، لأنّه لو لم يطرأ عليها التّغيير والتّبديل لما احتاجت إلى التّجديد، فهذا الشّجر كان في البداية في منتهى الطّراوة مملوءاً بالأزهار والأثمار ثم صار عتيقاً قديماً لا ثمر له قطّ، بل يبس وصار هشيماً، فمن أجل هذا يغرس البستانيّ الحقيقيّ أشجاراً يافعة من نوع تلك الأشجار وصنفها، فتنشأ وتنمو يوماً فيوماً فيرف في هذه الحديقة الإلهيّة ظلّها الممدود وتؤتي ثمراً محموداً، وكذلك الأديان تتغيّر بمرور الأيّام عن أساسها الأصليّ، وتذهب حقيقة دين الله وروحه من بين النّاس بالكلّيّة، وتروج بينهم البدع، ويصبح دين الله جسماً بلا روح، ومن أجل هذا تتجدّد الأديان.
والمقصود أنّ هو ملّة الكنفيوش وبوذا يعبدون الآن الصّور والتّماثيل غافلين كلّيّاً عن الوحدانيّة الإلهيّة، بل يعتقدون بآلهة موهومة كما كان يعتقد قدماء اليونان مع أنّ الأساس لم يكن كهذا بل كان منهجاً آخر وأساساً آخر.
انظروا كيف نُسي أساس دين المسيح وراجت البدع، فمثلاً قد نهى حضرة المسيح عن التّعدّي والانتقام بل أمر بالخير والتّسامح تلقاء الشّرّ والمضرّة، والآن انظروا كم وقع من الحروب الدّمويّة في نفس الطّائفة المسيحيّة، وكم حصل من الظّلم والجفاء والافتراس وسفك الدّماء، ووقعت بفتوى البابا كثير من الحروب السّابقة. إذاً صار من الواضح المعلوم أنّ الأديان تتغيّر وتتبدّل تبدّلاً كلّيّاً بمرور الأيّام ثمّ تتجدّد.

مفاوضات عبد البهاء
http://reference.bahai.org/ar/t/ab/









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي