الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاصلاح الديني لا يلغي الثوابت ايها المسلمون

سناء بدري

2015 / 5 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما الذي يخيف المسلمين عند التفكير بالاصلاح الديني والغربله والتحديث.الاصلاح الديني لا يلغي المسلمات والثوابت التي تدعو الى القبول بالدين والايمان دون الاعتراض وان ما على المسلم اما القبول به او رفضه.
الايمان الديني يعني الاعتراف بوجود الله وحياة الدنيا والاخره ويوم الحساب وان النبي محمد هو رسول وعبده من مقولة الشهاده لدى المسلمين الا وهي اشهد ان لا اله الا الله وان محمد عبده ورسوله. اي ان محمد هو المختار لدى الرب لنشر الاسلام وتعاليمه وهو انسان ونبي اي انه ليس الله نفسه انما هو وسيط ومنفذ لوصايا الله من البشر. والبشر خطائون بعكس الله الذي لا يخطئ ويعرف ماذا يريد ولا يريد.
اعتقد ان هذه هي الثوابت والمسلمات الرئيسيه والاهم في قبول الاسلام.اما الحواشي والزوائد والتفسيرات والتأويلات والاجتهدات فهذه كلها خاضعه للمناقشه والتصحيح والتحديث والاصلاح.
اعتقاد وايمان المسلمين بأن القرأن منزل ويجب قبوله رزمه واحده هذا هو الاشكال الاكبر والذي يطالب به المسليمون بالتقيد بالنص الديني كما هو دون تغير.
لكن بالوعي والعقل وقرأة القرأن نجد ان هناك كثير من الايات والاحاديث نزلت في مناسبات واحداث كان لها اسبابها الموضعيه انذاك وهي لا تصلح لكل زمان ومكان لذا لا يمكن اسقاطها على الاحداث اليوم لانها لا تصلح لهذا العصر.
الاسلام يعترف بوجود اديان اخرى مثل المسيحيه واليهوديه وان دينه هو المتمم .وان هذه الاديان ومعتنقيها خلقهم الله وهو الحكيم العليم والادرى فمن اين جاءت فكرةاقصاء وتحجيب وتغيب الاخر المختلف طالما انها مخلوقات الهيه وهو اي الله من خلقها .ام ان الله ندم على خلق هؤلاء الناس وعند ظهور الاسلام اوكل لهم مهمة الاقصاء والتحجيب.
هل الله عاجز عن اقصاء او تحجيب من يريد.هل فعلا اخطاء الله وندم على فعلته بخلق اديان واعراق وملل وطوائف غير المسلمين.
اذا كانت الاجابه بلا وهو الاصح على مثل هذه الاسئله الامثله فهذا يعني ان ندع ونترك لرب العالمين ان يتصرف بكل هذا الخلق كما يريد وليبقى كل منا على دينه او الحاده فهو على كل شئ قدير ولا يحتاج الى وكلاء واوصياء ليقوموا بعمله.
عندما ندعو الى الاصلاح فنحن لا ندعو الى الألغاء .وهذا لايعني اذا كان هناك اصلاح فجوهر الدين تغير.لان انسنة الاديان ودعوات التسامح والمحبه والقبول للاخر المختلف والعيش المشترك هي الاساس وهذه قد تدعو الكثيرين للتفكير الجاد للانخراط وقبول هذا الدين من غير المسلمين.
فالحديث عن الجهاد اليوم يعتبر اسقاط من الماضي لا حاجه له لكي يثبت الاسلام ,والصراع يجب ان لا يكون بالقتل والتحجيب بل بالدعوه والترغيب لان الترهيب يجعل المتلقي او حتى المسلم ينفر من دينه.
اذا كان الجهاد مطلب ضروري وملح ايام ظهور الدعوه فاليوم لم يعد كذالك.
ان تغير بعض المفاهيم واصلاحها لن تلغي الدين الاسلامي فمثلا لو تخلى المسلمين عن قتل المرتد فما الذي سينقص ذلك من دينهم.
هل سيفسد الاسلام لو تساوات المرأه مع الرجل في الحقوق. لو ان شهادة المرأه تكون مثل شهادة الرجل او ان نصيبها سيكون مثل نصيب الذكر بالارث.هل لو قلنا ان المرأه ليست ناقصة عقل ودين بل عاقله سنكون قد تخطينا الحدود وخرجنا عن الدين.
هل لو قبلنا بالاخر المختلف وتنازلنا عن فكرة فرض الجزيه وتحصيلها بالقوه او الاقصاء سيفسد الاسلام
ويفقده جوهره.
رفض فكرة قتل الانسان لاخيه الانسان لا تتعارض مع فكرة الاديان فلماذا يجب على المسلمين ايضاعدم رفضها و التعطي معها مهما كانت الظروف وعدم خلق مبررات وحجج واصدار فتاوي تبيح ذلك.
بما ان الاسلام يرفض التقديس لغير الله ورسوله اذا لماذا يجب عليهم التغني وتقديس الكثير من الصحابه رغم ما اقترفه البعض من قتل واباده ونهب واغتصاب لماذا لا نسمع الادانه وان ما اقترفه الكثيرين بأسم الاسلام كان وصمة عار ولم يكن بطولات واعلاء للدين. لم نعد اليوم بحاجه الى السيف ولا القتل لاقناع الناس.
اين قبول فكرة لكم دينكم ولنا ديننا.
ان اسقاط ما كان على ما اصبح اليوم على اعتبار انه صالح لهذا الزمان هذا ما اطالب باصلاحه.
لم يعد الاسلام اليوم بحاجه الى حروب لتثبيت دينه لانه موجود وبقوه.لكن كل المفاهيم والممارسات التي تمارس بعيد عن المنطق والعقلانيه وتفتقد الى الانسنه هي التي ستجعل الكثيرين ينفرون ويهربون منه.
ان رفض رجال الدين والعلماء فكرة الاصلاح يصب في خدمتهم لانه يرفع عنهم الوصايه على الناس لذا فهو غير مطلوب.فالمتدين والمؤمن ليس بحاجه الى وسيط بينه وبين الخالق.
نحن نعلم ان القرأن حمال اوجه وهناك الكثير من التناقضات وان الكثير من اياته واحديثه وحتى السيره النبويه كان لها اسباب نزول واحداث خاصه بها وليست للتعميم ولا تصلح لزمننا فلماذا نسقطها اليوم على احداثنا رغم عدم التطابق لا في المكان ولا الزمان ولا حتى الاسباب..
سؤالي الاخير بهذه المقاله ,هل اذا طبق المسلم قواين حقوق الانسان ووافق على المساواه بين الرجل والمرأه ورفض قتل وتحجيب الاخر المختلف ووقبل بالعيش المشترك مع كافة الاعراق والملل والمعتقدات يكون مرتدا على دينه وسيذهب الى الجحيم.ام سيكون مسلما درجه ثانيه او بشروط حسن السيره والسلوك.
قليل من الادراك والعقل والوعي والانسنه هو اصلاح ديني غير مكتوب لكننا اليوم بحاجه الى ترجمة ذلك على ارض الواقع فهل من سميع وهل من مصلح اسلامي ديني يجرؤ على المجاهره بالاصلاح ويقود اليه المسلمين دون ان يقتل, ام لم يحن الوقت الى ذلك..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكاتبة المبدعة سناء بدري المحترمة
وليد يوسف عطو ( 2015 / 5 / 3 - 15:12 )
استمتع بقراءة مقالاتك ..

الفقهاء قاموا بمخالفة القران من خلال الاسلام الوضعي لتبرير المخالفة من خلال قولهم ()لااجتهاد في النص ) لكنهم يخالفون النص المقدس من اجل ان تصح كتاباتهم والمثال على ذلك ايات الارث في القران حيث هنالك ايات صريحة تستوجب على المسلم والمسلمة حق كتابة وصية او اعطاء امواله لمن يشاء ولكن تبين للفقهاء ان هذه الايات تزعزع اسس الارث للقبيلة العربية القائمة على رابطة الدم , لذا قالوا انها منسوخة وقاموا بقراءة خاصة لكلمة يوصي ويورث وعرض الطبري سبعة روايات من سبعة عشر رواية ليقوم باضاعة معنى كلمة ( كلالة ) في القران لذا يقول الباحث الراحل ايمن عبد الرسول في كتابه نقد الاسلام الوضعي وهو التلميذ النجيب للمفكر الكبير محمد اركون ان الفقه والقضاء في الاسلام لايقوم على القران بل على التفسير والتاويل . متمنيا لكم مواصلة النجاح مع اسمى اعتباري .


2 - الاستاذ والكاتب الرائع وليد يوسف عطو المحترم
سناء بدري ( 2015 / 5 / 3 - 16:01 )
في الواقع الذي يستمتع بقرأة مقالاتك المتنوعه والثقافيه المتعددة الاتجاهات وبراعتك في الكثير الكثير من المواضيع المختلفه هي انا. يسعدني جدا ان يقراني كاتب في مستوى ابداعك وسعة معرفتك.
في الواقع ان الاجتهادات في النصوص واختلاف التفسيرات والتأويلات لدى المسلمون كثيره وهذا واضح من كثرة الفرق واختلاف وجهات النظر في الكثير من القضايا الفقهيه والموروث الديني .
محاولاتي واجتهاداتي لوضع حلول لنتعايش معا على هذه القريه الكونيه تنطلق من منطلقات انسانيه اكثر منها دينيه.
ارفض تسيس الاديان وانا بعيده عنها ولكني ابحث عن قواسم مشتركه للعيش سويا تحت شعار لا اكراه في الدين وليؤمن من يشاء وليلحد من يشاء .
اشكرك على التثمين والمداخله
اسعدني جدا حضورك
تحياتي ومودتي


3 - الدين لايصلح بل تنتهي مدته او تاليف دين جديد
مروان سعيد ( 2015 / 5 / 3 - 16:13 )
تحية كبيرة للاستاذة سناء بدري المحترمة وتحيتي للجميع
موضوعك رائع ومقبول جدا عقلانيا ومنطقيا ولكن صعب التطبيق وخاصة الغاء اركان الدين الاسلامي القائم على التكفير والجهاد وقمع الحريات للمراءة وللمرتدين واذا تسامح الاسلام مع المرتدين سيصبح اسلام بدون مسلمين
وباعتقادي الاديان جميعها انتهت مدتها ولم تعد تصلح لهذا العصر وتبقى العلاقة بيننا وبين الله علاقة محبة وايضا بيننا وبين البشر ومن المهم ان نلتزم بقوانين المحبة التي يشتق منها جميع القوانين المفيدة مثل عدم القتل والسبي والسرقة والاضرار بالاخر باي شكل من اشكال التعدي
واشكر جهودك
وللجميع مودتي


4 - الاستاذ مروان سعيد المحترم
سناء بدري ( 2015 / 5 / 4 - 08:14 )
هناك الملاين بالعالم يؤمنون بوجود الله وان هذا العالم من تصميمه وابداعه لذا هم يعبدون الخالق دون الانتماء الى اي دين.
لا يهمني ما يعبد الناس حتى لو كان صنم طالما ان علاقة الشخص بالذي يعبده شخصيه ولا تؤثر على حرية الاخرين.
لكل منا له قناعاته ومعتقداته وهذه يجب ان لا تؤثر على العلاقات بين البشر وهي حريه شخصيه.
ارفض التطرف والشوفينيه والعنصريه والفاشيه والدكتاتوريه واعشق الحريه طالما ان حريتي لا تؤثر على الاخرين
تحياتي لحضورك ومداخلتك


5 - الاستاذ طلال موسى المحترم
سناء بدري ( 2015 / 5 / 4 - 08:27 )
في الواقع العلمانيه لا دخل لها بالدين من ناحية مجتمعات .فبلد مثل فرنسا على سبل المثال علماني وفيه ملاين المسلمين
نعم انا اطالب بمجتمعات علمانيه في اوطاننا واطالب بأن تكون التشريعات مدنيه حسب قوانين ومواثيق حقوق الانسان لا ان تكون تشريعات دينيه اسلاميه لكن ليس من حقي ان اشطب الاسلام لانه لايتوافق مع ارأي ومعتقداتي لكني اطالب واحث المسلمين على الاصلاح لخير الجميع
الدوله العلمانيه لاتلغي الاديان لكنها تحيدها وتجعلها شخصيه ولا تسيسها.
تحياتي ومودتي


6 - الاصلاح الديني لا يلغي الثوابت ايها المسلمون
الدرة العمرية ( 2015 / 5 / 7 - 14:43 )
الاصلاح الديني لا يلغي الثوابت ايها المسلمون
عنوان عريض وبراق ولكن يبدو ان الكاتبة المحترمة تجهل الثوابت في الدين الاسلامي...فهي تقول (قبول القرأن كرزمة واحدة هو الاشكال) ايتها الكاتبة المحترمة الا تعلمين ان القران الكريم عندنا نحن المسلمين هو دستورنا وأن كل اية فيه بل كل كلمة وكل حرف نعتبره منزلا من عند الله ولا احد من البشر-حتى لو كان محمد ذاته-يستطيع حذف حرف منه...........تدعون الى اصلاح القران كما يدعو القمص زكريا بطرس لحذف ايات من القران........شيئ مضحك منكم يا اصحاب الاصلاح


7 - الاصلاح الديني لا يلغي الثوابت ايها المسلمون
الدرة العمرية ( 2015 / 5 / 7 - 14:44 )
يتغنى الكثير من اصحاب الاقلام المسمومة انه لولا حد الردة في الاسلام لما بقي اسلام ولا مسلمون.....وسؤالي لهؤلاء المغيبين عقليا.........ملايين المسلمين يعيشون في اوروبا وامريكا حيث الانسان يعبد حتى الشيطان ولا خوف من حد الردة فلماذا لا يرتدون.لماذا المسلم في الغرب متمسك باسلامة ربما اكثر من المقيمين في بلاد الاسلام.هل من جواب؟

اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس