الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالمية سمية و لحبيب...؟؟

بوشتى الركراكي

2015 / 5 / 3
المجتمع المدني


حكاية لحبيب و سمية، دخلت إلى قائمة قصص العلاقات الأكثر شهرة و الأكثر تداولا و تأثيرا في صالونات النقاش العمومي، الاجتماعي، السياسي و الحزبي أيضا.بهذه العناوين بروز الجميع تعليقاته على قصة الحب هذه «قصة حب ....و أسرار وزيرين في حكومة إسلامية..، قضية طلاق وزيرة بايعاز من وزير زميل... ، أعياد ميلاد بثمر عال الجودة... عريس صغير و عروسة كبيرة... التعدد، الوزيرة مطلقة و ليس للحبيب لحبيب أي يد في طلاقها الأول...»، كل هذه العبارات مجتمعة شكلت المادة الخام و العجين المطاوع لقصة الحبيب الشوباني وزير العلاقات مع البرلمان، و سمية بن خلدون الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي، في اكبر محنة يعيشها وزيرين عربيين في حكومة واحدة في التاريخ المعاصر.من يقرأ التاريخ العربي المرتبط بقصص الثنائيات التاريخية و الأسطورية، سيجد أن قصة لحبيب و سمية لها ما لها من الخصوصية التي بوأتها مقعدا على مائدة الحب. فالحكم أو مجالسه هو أساس شهرة علاقات «الغرام و الانتقام». فكل قصص الحب عند العرب تجد لأبطالها موقعا من كراسي المسؤولية و إدارة الشأن العام، حتى و لو تعلق الأمر بقبيلة رحل. كلنا يذكر عنتر و عبلة و أثارهما على و في القبيلة. كُثير وعَزة، كثير هذا كان قصير القامة وأعور، و كان صديق عبد العزيز ابن مروان و كان مقيم عنده ، و اشتهر بحبه العابر للأمصار أحب عزة المقيمة في المدينة و هو في مصر و هو صاحب القول أمنقطعٌ يا عزّ ما كان بيننا وشاجرني يا عز فيك الشواجرُ.هناك ايضا جميل وبثينة و هو القائل في حبها لا والذي تسجد الجَباه له مالي بما دون ثوبها خبرُ ولا بفيها ، ولا هممتُ بها ما كان إلا الحديثُ والنظرُ.، قول جميل يشبه كثيرا خلاصة ما قاله الحبيب عن غزوة الافك في مرحلة من مراحل خروج قصته و سمية للعلن.أيضا قصة توبة وليلى الاخيلية من النساء المتقدمات في الشعر شأنها شأن الخنساء في الإسلام ، و كيف حرمهما ذكر توبة لأسمها في شعره، هذا الأمر كان العرب يقفون عنده، فمتى عرف عنك الحب حرمت من الحبيب، هكذا نحن العرب يا حبيب يا ابن الشوباني. أيضا هناك ثنائي آخر أبو نواس وجِنان، وأبو نواس المعروف بإدمانه للخمر، جاءه ذات يوم أحدهم: وقال له: إن جِنان قد عزمت على الحج، فكان هذا سبب حجه قائلا: والله لا يفوتني المسير معها. أيضا أبو العتاهية وعُتبة جارية للإمام المهدي. أيضا ابنُ رهيمة وزينب أخت هشام بن عبد الملك. و تبقى اقرب قصة حب شبيهة بقصة سمية و لحبيب هي قصة ابن زيدون وولادة. تقول الحكاية أن ابن زيدون و كان من أبناء وجوه الفقهاء بقرطبة، وبرع أدبه، وجاد شعره وعلا شأنه، وانطلق لسانه، انتقل من قرطبة إلى المعتضد باشبيلية فجعله من المقربين و خاصة الخاصة،يجالسه في خلواته، ويركن إلى إشارته، وكان معه في صورة الوزير وكانت ولادة- بنت المستكفي – من أشهر أديبات الأندلس بل أبرزهن جميعا في تاريخ الأدب العربي،تحظى بحرية كبيرة شأنها شأن المرأة الأندلسية مما هيأ لها أن تقدم الندوات في دارها ، فالتقت بالعديد من الشعراء الذين أحبوها ولكنها لم تحب إلا ابن زيدون الذي حبها بالمقابل حبا جامحا..فعاشا زمنا سعيدين بهذا الحب، ثم أخذت تجفوه ومازالت ممعنة في جفوتها له حتى ذاق مرارة اليأس والحرمان إلى الأبد. إن قصة الحب العنيف بينهما هي قصة لم تروها أرض الأندلس وسماؤها فحسب، بل روتها كل أرض عربية. و هنا وجه الشبه، فحكاية لحبيب و سمية تناقلتها كل الوسائط الإعلامية بالداخل و الخارج. و كانت على الصفحة الأولى على أكثر الجرائد انتشارا في العالم، لوموند الفرنسية نشرت مقالا لشارلوت بوزوني تحت عنوان «تعدد الزوجات بالجملة في الحكومة المغربية» ورد فيه تفاصيل القصة و أهم تداعياتها «العشقو سياسية». حكاية العشق و السلطة دائما ما تستأثر بفصول من التاريخ و الحكي، لما لأحداثها من تأثير على المشهد العام خصوصا في المجتمعات لي «معندها شغل» و يستهويها حديث الفراش، فكلما حدثهم عن اغتصاب تساءلوا من أي جهة؟؟، و حينما تحدثهم عن علاقة ما شطح خيالهم في طريقة القبل و العناق و المضاجعة،حتى حوريات الجنة أنزلوهن إلى الأرض، و رسموا و استحضروا من خيالهم صورة تقريبية لمعرفة ذلك الجمال و الفتنة الغائبتين. العريس اكبر من العروسة يكون تعليقهم «زهواني»، لعروسة اكبر «شيباني و بغاوك عظامي» و كل تلك التعاليق الجانبية التي ترافق كل مواقف و قصص العلاقات، سواء كانت لشخصيات عامة أو حتى لأناس عاديين، فما بالك بوزيرين من حزب إسلامي في ظروف استثنائية و بمعارضة أشبه باركسترا «حسب الله» الشهيرة في مصر لأحيائها المياتم
و الأعراس معا. قصة لحبيب و سمية هي الأخرى سيخلدها التاريخ لأنها تزامنت مع عدة أحداث كبرى عاشها العالم، و عاشها المغرب أيضا، لنؤرخ قبل غيرنا لهذا الحب، و يكون الأمر على شاكلة حدث في مثل هذا- الحب- اليوم، فقصة هذا العشق تزامنت و محرقة طانطان، الزيادة في الأجور، عاصفة الحزم، ذبح 28 ايثيوبيا من طرف داعش في ليبيا، الحكم على مرسي و أعضاء من جماعته ب 20 سنة سجنا، انقلاب حافلة شباب اخنيفرة، وفاة عملاق الشعر العربي عبد الرحمن الأبنودي، ثوران بركان كالبوكو بالشيلي
و الذي ضل خامدا 43 عاما. زلزال نيبال الذي خلف 6000 قتيل،ولادة صفوان المولود البكر لابن خالي محمد. وفاة 8 آلاف شخص بايبولا. وفاة وزير و قيادي بارز بنفس قنطرة السكة الحديد في بحر أسبوع. نكتفي بهذا القدر.قديما كنا نؤرخ بعام المنفى... رجوع محمد الخامس، عام الاستقلال...عام المسيرة، مواليد و أحداث الفترة الراهنة سنؤرخ لها بعام «الغوتة ديال لحبيب و سمية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميقاتي: الحديث عن رشوة أوروبية للبنان من أجل إبقاء النازحين


.. بايدن: نحن لسنا دولة استبدادية ومع حق التظاهر السلمي وضد الف




.. جامعة أميركية تلغي كلمة لمندوبة واشنطن في الأمم المتحدة بضغو


.. ترمب يتهم الديمقرطيين بمحاولة السماح للمهاجرين لترجيح كفة با




.. ميقاتي ينفي مزاعم تقديم أوروبا رشوة إلى لبنان لإبقاء اللاجئي